تاج العروس من جواهر القاموس

محمدمرتضی الحسینی الزبیدی

ص :2

و یقال: هو سِبْدُ أَسْبَادٍ ، أَی دَاهِیَهٌ ، و فی بعض الأُمهات (1):دَاهٍ فی اللُّصُوصِیَّهِ .

و السَّبَد ، بالتَّحْرِیک:القلیلُ من الشَّعَرِ،و من ذلک قولهم:فُلانٌ مَالَهُ سَبَدٌ و لاَ لَبَدٌ،محرَّکتانِ ،أَی لا قَلیلٌ و لا کثیرٌ، و هذا قَولُ الأَصمعیّ .و هو مَجاز،أَی لا شیءَ له.

و فی اللسان:أی ماله ذو وَبَرٍ و لا صُوفٍ مُتلبّد،یُکنَی بهما عن الإِبل و الغَنَم،و قیل یُکْنَی بِهِ عن المَعز و الضَّأْن، و قیل یُکْنَی بِهِ عن الإِبل و المعز،فالوَبر للإِبل و الشَّعَر للمَعز.

و قیل: السَّبَد من الشَّعر،و اللَّبَد من الصُّوف (2).

و بهذا الحدیث سُمَّی المالُ سَبَداً .

و السُّبَدَهُ ،و السُّبَدُ کصُرَد:العَانهُ ، لکونها مَنْبِت الشَّعر، من سَبَّدَ رَأْسَه،إِذا جَزَّه،کما فی الأَساس.

و السُّبَدُ : ثَوْبٌ یُسَدُّ به الحَوْضُ المَرْکُوُّ لئلاّ یتکدَّرَ الماءُ، یُفْرَش فیه و تُسْقَی الإِبلُ علیه،و إیاه عَنَی طُفیْلٌ الغَنوِیّ :

تَقْرِیبُهَا المَرَطَی و الجَوْزُ مُعْتدِلٌ

کأَنّهُ سُبَدٌ بالماءِ مَغسُولُ

المَرَطَی:ضرْبٌ من العَدْوِ،و الجَوْزُ:الوَسَط .

و سُبَد ع قُرْبَ مَکَّه شرَّفها اللّه تعالی.أَو جَبَلْ ،أَو وادٍ بها،کما فی معجم البکریّ .

و قال بعضُهم: السُّبَد فی قول طُفیل: طائِرٌ لَیّنُ الرِّیشِ إذا وَقعَ علیه، أَی علی ظَهْره قَطْرَتانِ ، و فی بعض الأُمهات (3):قَطْرَه، من الماءِ جَرَی من فَوْقِه لِلِینِه،و أَنشد قول الراجز:

أَ کُلَّ یومٍ عَرْشُها مَقِیلِی

حَتَّی تَرَی المِئْزَرَ ذا الفُضُولِ

مثْلَ جَناحِ السُّبَدِ المَغْسُولِ

و العرب تُسمِّی (4)الفرَسَ به إِذا عَرِق و قیل: السُّبَدُ :طائرٌ مثْلُ العُقاب.و قیل:ذَکَرُ العِقْبَان،و إِیّاه عَنَی ساعدهُ بقوله:

کأَنَّ شُئُونَهُ لَبَّاتُ بُدْنٍ

غَدَاهَ الوَبْلِ أَو سُبَدٌ غَسِیلُ

و جَمعه: سِبْدَانٌ .و حکَی أَبو مَنْجُوفٍ عن الأَصمعیّ ، قال: السُّبَد :هو الخُطَّاف البَرِّیُّ .و قال أَبو نصْر:هو مثْل الخُطَّاف،إِذا أَصابَه الماءُ جَرَی عنه سریعاً.

قلت:و هکذا فی شرح أَبی سَعِید السُّکَّریّ لأَشعارِ هُذَیْل عن الأَصمعیِّ ،و قبله:

إِذا سَبَلُ العَمَاءِ دَنَا علیه

یَزِلُّ بِرَیْدِه ماءٌ زَلُولُ

و غَسِیلٌ :أَصابَه المَطَرُ.

و السُّبَد : الشُّؤْمُ ، حکاه اللَّیْثُ عن أَبی الدُّقَیْش فی قول أَبی دُوَاد الإیادیّ :

امرؤُ القیسِ بن أَرْوَی مُولِیاً

إِنْ رَآنِی لأَبُوأَنْ بِسُبَدْ

قُلْتَ بُجْراً قُلْْتَ قولاً کاذِباً

إِنّمَا یَمْنَعُنِی سَیْفِی ویَدْ

و سُبَدُ بنُ رِزَامِ بنِ مازِن بن ثَعْلَبهَ بنِ ذُبْیَانَ ،فی أَنساب قیس.

و السَّبِد ، ککَتِف:البَقِیَّهُ من الکَلإِ.

و التَّسْبِیدُ : التَّشعِیث و تَرْکُ الادِّهانِ (5)و به فُسِّرَ

16- الحدیثُ فی حَقِّ الخَوَارج: « التَّسْبِیدُ فیه فاشٍ ». حکاه أَبو عُبید، عن أَبی عُبیدهَ .و قال غیرُه:هو الحَلْق (6).و استئصال الشَّعَر.و قال أَبو عُبَیْدٍ:و قد یکون الأَمرانِ جَمیعاً.و

16- فی حدیثٍ آخَرَ: «سِیماهُم التَّحْلِیقُ و التَّسْبِید ». و

17- روی عن ابن عبّاس،رضی اللّه عنهما: «أَنَّهُ قَدِم مَکَّهَ مُسَبِّداً رَأْسَهُ ،فأَتَی الحَجَرَ فَقَبَّلَهُ ». قال أَبو عُبید: فالتَّسْبِید هنا تَرْکُ التَّدَهُّنِ و الغَسْلِ .و بعضهم یقول:التَّسمید،بالمیم.و معناهما واحدٌ.

ص:4

و التَّسبید : بُدُوُّ رِیشِ الفَرْخِ و تَشْوِیکُه،قال النابغه:

مُنْهَرِتُ الشِّدْقِ لم تَنْبُتْ قَوادِمُهُ

فی حاجِبِ العَیْنِ مِن تَسْبِیدِهِ زَبَبُ (1)

و التَّسبید :بُدُوُّ شَعَرِ الرَّأْسِ ، یقال سَبَّدَ شَعرهَ ،استأْصَلَه حتّی أَلْزقَه بالجِلْد،و أعفاه جمیعاً،فهو ضِدُّ.

و قال أَبو عُبید: سَبَّدَ شَعرَه و سَمَّده،إِذا استأْصَلَه حتی أَلْحَقَه بالجِلْد،قال:و سَبَّد شَعرَه،إِذا حَلقَه ثم نَبتَ منه الشیءُ الیسیرُ.

و التَّسبِیدُ : نَبَاتُ حدِیثِ النَّصِیِّ فی قَدیمِه، کالإِسباد ، و قد سَبَّدَ ،و أَسْبَدَ .

و التَّسْبِید : أَن تُسَرِّحَ شَعرَ رَأْسکَ و تَبُلَّهُ ثُمَّ تَتْرُکَهُ ، قاله أَبو تُرابِ عن سُلیمانَ بنِ المُغِیره.

و الأَسْبادُ ، بالفتح: ثِیابٌ سُودٌ، جمْع سَبَد ، و الأَسْبَاد من النَّصِیِّ :رُؤُوسُها أَوَّلَ ما تَطْلُع (2)، جمع سَبَدٍ .قاله أَبو عَمرٍو.و أَنشد قولَ الطِّرِمَّاح یصف قِدْحاً فائزاً:

مُجَرَّبٌ بالرِّهانِ مُسْتَلِبٌ

خَصْلَ الجَوَارِی طَرَائِفٌ سَبَدُهْ

أَراد أَنه مُسْتَطْرَفٌ فَوزُه و کَسْبُه.

و یقال:بأَرْضِ بنی فُلانٍ أَسبادٌ ،أَی بَقایَا من نَبْتٍ ، واحدُهَا: سَبِدٌ (3)،ککَتِفٍ ،و قال لَبِید:

سَبِداً 3من التَّنُّومِ یَخبِطُهُ النَّدَی

و نَوادِراً من حَنْظَلٍ خُطْبانِ

و السَّبَدُ :ما یطلع من رؤُوس النَّبَات قبل أَن یَنْتَشِرَ.

و السَّبَنْدَی بفتحتین: الطَّوِیلُ ، فی لُغَه هُذَیْل. و قیل:

الجَریُّ . و قیل (4):هو الجَریءُ من کلِّ شَیْ ءٍ علی کلِّ شیْ ءٍ،هُذَلِیّه.

و أَورده الأَزهریُّ فی الرُّباعیّ .و کلُّ جَرِیءٍ سَبَنْدَی و سَبَنْتَی.و قیل:هی اللَّبْوَهُ الجَرِیئهُ .و قیل:هی النّاقهُ الجَرِیئهُ الصَّدرِ،و کذلک الجَمَلُ ،قال:

عَلَی سَبَنْدَی طالَمَا اعتَلَی بِهْ

و السَّبَنْدَی : النَّمِرُ، و قال أَبو الهَیثم:السَّبَنْتاهُ النَّمِر، و یوصف بها السَّبُع.

و السَّبَنْدَی و السِّبِنْدَی و السَّبَنْتَی:النَّمِرُ،و قیل:الأَسَدُ، أَنشدَ یَعقُوب:

قَرْمٌ جَوادٌ من بَنِی الجُلُنْدَی

یَمْشِی إِلَی الأَقْرَانِ کالسَّبَنْدَی

ج: سَبَانِدُ و سَبَانِدَهٌ .

أَو هی الفُرَّاغُ و أَصحابُ اللَّهْوِ و التَّبَطُّلِ ، کالسَّنادِره (5)کما فی نوادر الأَعراب.

*و مما یستدرک علیه:

السَّبُّود کسَفُّودٍ:الشَّعرُ،نقله ابن دُرَیْد عن بعض أَهل اللُّغَه،قال و لیس بثَبتٍ .

و سُبَدُ کزُفَرَ:بَطْنٌ من قُریش.

و سَبَدٌ ،محرَّکهً :جَبَلٌ أَو وادٍ،أَظُنُّه (6)حِجَازِیًّا.کذا فی المعجم.

وَ سَبَدَ شارِبُهَ :طالَ حتی سَبَغَ علی الشَّفَه.

و الإِسْبیده ،بالکسر:داءٌ یأْخُذُ الصّبیَّ من حُموضَهِ اللَّبَن و الإِکثَارِ منه،فیَضْخُم بطنهُ لذلک،یقال:صَبِیٌّ مَسْبودٌ.

نقلَهُ الصاغانیُّ .

: اسمُ جَبَل بَیْنَ مَیَّافارِقِینَ و سعرت،قاله أَبو عُبَیْد.

و أَصله: ساتِیدَ ما و إنما حَذَف الشاعرُ مِیمَه،فینبغی أَن یُذکَرَ هُنا و یُنَبَّهَ علی أَصْلِهِ .

و فی المراصِدِ:قیل هو جَبَلٌ بالهِند،و قیل هو الجبل المُحِیطُ بالأَرضِ ،و قیل نَهْرٌ بقُرب أَرْزن،و هذا هو الصحیح.

و قولهم:إِنه جَبَلٌ بالهند غَلطٌ .و قیل:إِنَّه وادٍ یَنصبُّ إِلی نَهرٍ بینَ آمِدَ و مَیَّافارِقِینَ ،ثم یَصُبّ فی دِجْلَهَ .قال شیخُنا:

و کلامهم صریحٌ فی أنه أَعجَمِیُّ اللّفْظِ و المکانِ ،فلا تُعْرَفُ مادَّته و لا وَزْنُه.و الشعراءُ یَتلاعبون بالکلامِ ،علی مقتضَی قرائِحِهِم و تَصرُّفاتهم،و یَحذفون بحسَب ما یَعْرِض لهم من الضَّرائِر،کما عُرِفَ ذلک فی مَحلّه،فلا یکون فی کلامهم شاهدٌ علی إِثبات شیْ ءٍ من الکلمات العَجَمِیّه.

و قوله:ینبغی أَن یذکر هنا إِلی آخره،بناءً علی أَن وزنَه فاعیلَ ما،و أَن مادّته:ستد.و لیس الأَمر،کذلک بل هذه المادّهُ مهملهٌ فی کلامِهِم،و هذه اللفْظَهُ عَجَمِیَّهٌ لا أَصلَ لهَا،و ذِکرُهَا إِن احتاج إِلیها الأَمرُ،لوُقوعِهَا فی کلام العرب،ینبغِی أَن یکونَ فی المیم،أَو فی باب المعتَلّ ، لأَنّ وَزْنَهَا غیرُ معلوم لنا،کأَصْلِهَا،علی ما هو المقرَّرُ المصرَّح به فی کلام ابن السرَّاج و غیرِه من أَئِمَّهِ الاشتقاق، و علماءِ التصریف.انتهی.و اللّهُ أَعلم.

من الإِنسانِ :الجَبْهَهُ ،و الأَنْفُ ،و الیَدَانِ ،و الرُّکْبتانِ ، و الرِّجْلانِ .

و قال اللَّیْث: السُّجود ،مواضِعُه من الجَسَدِ و الأَرْضِ :

مَساجِدُ ،واحِدُهَا مَسْجَد ،قال:و المَسْجِد اسمٌ جامعٌ حَیث سجدَ علیه.

و المَسْجِد بکسر الجِیم: م، أَی مَوضِعُ السُّجُود نَفْسه.

و فی کتاب«الفروق»لابن بَرّیّ : المَسْجِد :البَیْتُ الذی یُسْجَد فیه،و بالفتح:مَوضع الجَبْهَهِ .

و قال الزَّجَّاج:کلّ مَوضع یُتَعَبَّد فیهِ فهو مَسْجِد ، و یُفتح جِیمُه.

قال ابن الأعرابیّ : مَسْجَد ،بفتح الجیم،مِحْرَابُ البیوتِ و مُصَلَّی الجَماعاتِ .

و فی الصّحاح:قال الفرّاء المَفْعَل من باب نَصر،بفتحِ العَیْن،اسماً کان أَو مصدراً، و لا یَقَع فیه الفَرْق،مثل دَخَلَ مَدْخَلاً،و هذا مَدْخَلُه، إِلا أَحْرُفاً من الأَسماءِ کمَسجِد ، و مَطْلع،و مَشْرِق،و مَسْقِط ،و مَفْرِق،و مَجْزِر،و مَسْکن، و مَرْفق،و مَنْبِت،و مَنْسِک فإِنهم أَلزموها کسْرَ العینِ و جَعلوا الکسر علامَهَ الاسمِ .

و الفتحُ فی کلّه جائزٌ و إِن لم نَسمَعْه، فقد رُوِیَ مَسْکَنٌ و مَسْکِن و سُمِعَ المَسْجَد و المَسْجِد ،و المَطلَع و المَطْلِع.

قال و ما کان من باب جَلَسَ یَجلِس فالموضع بالکسر، و المصدر بالفتح، للفرق بینهما،تقول نَزل مَنْزَلا. بفتح الزای، أَی نُزُولاً،و تقول هذا مَنزِله،بالکسر،لأَنه بمعنی الدَّارِ.

قال:و هو مَذْهَبٌ تَفَرَّد به هذا البابُ من بین أَخواته، و ذلک أَن المواضع و المصادِر فی غیر هذا البابِ یُرَدُّ (1)کلُّهَا إِلی فتح العین،و لا یقع فیها الفرق،و لم یُکْسَر شَیْ ءٌ فیما سِوَی المَذکورِ إِلاّ الأَحرف الّتی ذکرناها،انتهی نصُّ عِبَارَه الفَرّاءِ.

و من المَجاز: سَجِدَتْ رِجْلُه،کفَرِحَ ، إِذا انتفَخَتْ ، فهو أَی الرَّجُلُ أَسْجَدُ . و الأَسجاد بالفتح 1فی قول الأَسْوَد بن یَعْفُر النَّهْشَلّی من دیوانه،روایه المفضّل (2):

هم الیَهُودُ و النّصَارَی،أَو معناه الجِزْیَه، قاله أَبو عُبَیْدَهَ ، و رواه بالفَتح. أَو دَراهِم الأَسجادِ هی دراهمُ الأکاسرِه کانَتْ علیها صُوَرٌ یَسجُدون لها، و قیل:کانت علیها صُورَهُ کسری فمَنْ أَبصرَها سَجَدَ لها،أَی طَاَطَأَ رأْسَه لهَا و أَظهَرَ الخُضُوعَ ،قاله ابن الأَنباریّ ،فی تفسیر شِعْرِ الأَسود بن یَعْفُر و رُوی بکسر الهمزه،و فُسِّر،بالیهود و هو قول ابن الأَعرابیّ (3).

و من المَجَاز: الإِسجاد ،فتُورُ الطَّرْف، و عَیْنٌ ساجِدهٌ إِذا کانت فاتِره ،و أَسْجَدَتْ عینَها غَضَّتْها.

و من المَجَاز أَیضاً:شَجَرٌ ساجدٌ ،و سَواجِدُ ، و نَخْلهٌ ساجِدهٌ ، إِذا أَمالَهَا حَمْلُهَا، و سَجَدَت النَّخْلَهُ :مالَتْ ،و نَخلٌ سَواجِدُ :مائلهٌ ،عن أَبی حنیفهَ ،قال لبید:

بَیْنَ الصَّفَا و خَلیِجِ العَیْنِ ساکِنَهٌ

غُلْبٌ سَواجِدُ لم یَدْخُلْ بها الحَصَرُ (4)

و قوله تعالی : سُجَّداً لِلّهِ وَ هُمْ داخِرُونَ (5)أَی خُضَعَاءَ مُتسخِّرهً لما سُخِّرتْ له.

و قال الفَرَّاءُ فی قوله تعالی: وَ النَّجْمُ وَ الشَّجَرُ یَسْجُدانِ (6)معناه:یَستقبلانِ الشَّمسَ و یَمِیلانِ مَعَها حتی یَنْکَسرَ الفیْ ءُ.

و قولُه تعالی وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً (7)سُجودَ تَحِیَّهٍ لا عبادهٍ .

و قال الأَخفش معنی الخُرورِ فی هذه الآیهِ :المرورُ لا السُّقوطُ و الوقوعُ .

ص:7

و قال ابن عبَّاس فی قوله تعالی: وَ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً (1)أَی رُکَّعا ،و قال:باب ضیقّ .و سُجُودُ المَواتِ مَحْمَلُه فی القرآنِ طَاعَتُه لما سُخِّرَ له،و لیس سُجودُ المَواتِ للّه بأَعجبَ من هُبوطِ الحِجَارهِ من خَشْیَهِ اللّه،و علینا التّسلیمُ للّه،و الإِیمانُ بما أَنزَلَ من غیر تَطَلُّب کَیفیِّه ذلک السُّجُود ،و فِقْهِه (2).

*و مما یستدرک علیه:

المَسْجِدانِ : مَسْجِدُ مَکَّهَ ،و مسجِدُ المدینه،شرَّفهما اللّه تعالی،قال الکُمَیْتُ ،یمدح بنی أَمَیَّهَ :

لَکُمْ مَسْجِدَا اللّه المَزُورَانِ و الحَصَی

لَکُمْ قَبْصَهٌ ما بَیْنَ أَثْرَی و أَقْتَرا (3)

و المِسْجَده ،بالکسر،و السَّجَّاده :الخُمْرَه المَسْجُود علیها،و سُمِع ضمّ السین،کما فی الأَساس.

و رجلٌ سَجَّاد ،ککَتَّان،و علَی وَجْهِهِ سَجَّادَه :أَثرُ السُّجودِ .

و السَّوَاجِد :النَّخِیل المتأَصِّله الثابته.قاله ابن الأَعرابیّ و به فُسِّر قولُ لبید و سُوره السَّجْده ،بالفتح.

و یکون السُّجود بمعنَی التَّحْتِیَّه.

و السَّفِینه تَسجُد للرِّیح،أَی تَمِیل بمَیْله (4)،و هو مَجَاز، و منه أَیضاً فلانٌ ساجِدُ المَنْخرِ،إِذا کان ذَلِیلاً خاضعاً.

و

4- السَّجَّاد :لَقَبُ علیَّ بنِ الحُسَین بن علیّ . و علیّ بن عبد اللّه بن عبّاس،و محمّد بن طَلْحَهَ بنْ عبد اللّه التَّیْمِیّ ، رضی اللّه عنهم.

و السُّخْد :بَوْلُ الفَصِیل فی بَطْن أَُمّه.

و السُّخْد :الرَّهَلُ ،و الصُّفره فی الوَجْهِ ،و الصاد فی کلّ ذلک لغهٌ ،علی المضارَعَهِ .

الأَکثرُون،منهم ابن قُتَیْبَه و ثَعْلَبٌ ،و الأَزْهَریُّ ،لأَنّه مستعار من سِدَادِ القارورَهِ فلا یُغَیَّر.

و

14- فی حدیثِ النَّبیّ ،صلی اللّه علیه و سلم فی السُّؤَال أَنَّه قال: «لا تَحِلُّ المَسْأَلَهُ إِلاَّ لثلاثَهٍ ،فذَکَر منهم رجلاً أَصابَتْه جائِحهٌ فاجتاحَتْ مالَهُ ،فیَسْأَلُ حَتَّی یُصِیبَ سِدَاداً من عَیْْش. أَی قوَاماً،هو بکسر السِّین.و کلُّ شیْ ءٍ سَدَدْت به خَلَلاَ فهو سِدَادٌ ،بالکسر، أَو الفتحُ فی سداد من عَوَز لَحْنٌ لیسَ من کلامِ العرب.و فیه إِشارهٌ إِلی قِصَّهِ المازنیِّ ،أَوردَهَا الحَرِیریُّ فی«دُرَّه الغَوَّاص».

و عن النضر بن شُمَیْل: سِدَادٌ من عَوَزٍ،إِذا لم یکن تامًّا، و لا یجوزُ فتْحُه.

و نقل«البارع»عن الأَصمعیّ : سدَادٌ من عَوَزٍ،بالکسر، و لا یقال بالفتح.و معناه:إِن أَعْوَزَ الأَمرُ کلُّه ففی هذا ما یَسُدُّ بعضَ الأَمْر.

و السَّدُّ بالفتح: الجَبَلُ ،و السَّدُّ : الحاجِزُ، کذا فی التهذیب و یُضَمُّ فیهما،صَرَّحَ به الفَیُّومیُّ و غیره.قال ابن السّکّیت:یقال لکل جَبَل سَدٌّ و سُدٌّ ،و صَدٌّ و صُدٌّ أَو بالضمّ :

ما کَانَ مَخْلُوقاً للّه عزّ و جلّ ،و بالفَتْح،من عَملِنا (1)،حکاه الزَّجّاج.و علی ذلک وَجْهُ قِراءَهِ مِن قَرَأَ بَیْنَ اَلسَّدَّیْنِ (2)و السُّدَّیْن ،و رواه أَبو عبیدهَ .و نحو ذلک قال الأَخفش.

و قَرَأَ ابن کَثِیر و أَبو عمرو بَیْنَ اَلسَّدَّیْنِ . وَ بَیْنَهُمْ سَدًّا (3)بفتح السین.

و قرآ فی یس مِن بَیْنِ أَیدِیهِمْ سُدًّا و مِنْ خَلْفِهِمْ سُدًّا (4)بضمّ السِّین.

و قرأَ نافع و ابن عامر،و أَبوبکر عن عاصم،و یعقوب:

بضمّ السِّین فی الأَربعه المواضع،و قرأَ حمزهُ و الکسائی:

بین السُّدَّیْن بضمّ السِّین.

و عن أَبی زید: السُّدُّ ، بالضّمّ ، من السَّحَاب: النَّشْ ءُ الأَسودُ من أَیِّ أَقطارِ السَّماءِ نشَأَ، ج سُدودٌ و هی السَّحائبُ السُّودُ.و هو مَجَاز،لکونه حَاجزاً بین السماءِ و الأَرضو فی المحکم: السُّدُّ :السَّحَاب المرتَفِع السادُّ للأُفُقِ (5).

و الجَمْع: سُدُودٌ .قال:

قَعَدْتُ له وَ شَیَّعَنی رِجَالٌ

و قد کَثُرَ المَخَایِلُ و السُّدودُ

و قد سَدَّ عَلَیْهِم و أَسَدَّ .

و السُّدُّ بالضّمّ : الوادِی فیه حِجَارهٌ و صُخُورٌ یَبْقَی الماءُ فیه زَماناً،ج: سِدَدَهٌ ،کقِرَدَهٍ کجُحْرٍ و جِحَره،کما فی الصّحاح.و قیل:أَرْضٌ بها سَدَده (6)،و الواحد سُدَّه .

و من المجاز: السُّدُّ ،بالضّم الظِّلُّ ، عن ابن الأَعرَاّبی، و أَنشد:

قَعَدْتُ له فی سُدِّ نِقْضٍ مُعَوَّدٍ

لذلکَ فی صَحْراءَ جِذْمٍ دَرِینُها (7)

أَی جَعلْته سُتْرهً من أَن یَرانی.

14- و السُّدُّ ،بالضّمّ : ماءُ سَماءٍ فی حَزْمِ بنی عُوَالٍ جُبَیْلٍ لِغَطَفَانَ أَمرَ رَسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم بِسَدِّهِ .

و السُّدُّ ،بالضّمّ : حِصْنٌ بالیَمَنِ و قیل:قَرْیَهٌ بها.

و السُّدُّ أَیضاً: الوادِی، لکَوْنه یُسَدُّ و یُرْدَم.و کلُّ بِناءٍ سُدَّ به موضعٌ فهو سُدٌّ و سَدٌّ .

و من المَجَاز: جَرادٌ سُدٌّ بالضّمّ ،أَی کثیرٌ سَدَّ الأُفُقَ ، و یقال:جاءَنا سُدٌّ من جَرادٍ،و جاءَنا جَرادٌ سُدٌّ ،إِذا سَدَّ الأُفُقَ من کَثْرته.

و سُدُّ أَبی جِرَابٍ (8)،بالضّمّ :موضعٌ أَسْفَلَ من عَقَبَهِ مِنًی دُونَ القُبُورِ عن یَمینِ الذّاهِبِ إِلی مِنی،منسوبٌ إِلی أَبی جِرَابٍ عبدِ اللّه بنِ محمّدِ بن عبد اللّه بن الحارث بن أَُمَیَّهَ الأَصغر.

و سُدُّ قَنَاهٍ ، بالضّمّ : وادٍ یَنْصَبُّ فی الشُّعَیْبَهِ تَصغیراً لشُعْبه.

ص:10

و السَّدُّ ، بالکسر:الکَلامُ السَّدِید المستقیم الصَّحِیحُ ، عن الصاغانیّ .

و من المَجَاز: السَّدّ بالفتح:العَیْبُ کالوَدَس،قاله الفرّاءُ، ج أَسِدَّهٌ ، نادرٌ علی غیر قیاس، و القِیاسُ الغالبُ :

سُدُودٌ ، بالضَّمّ ،أَو أَسُدٌّ .و فی التهذیب:القیاس أَن یُجمَع سَدُّ أَسُدًّا أَو سُدُوداً .

و فی التهذیب (1): السُّدُّ کلُّ بِناءٍ سُدَّ به مَوضِعٌ .و الجمْع أَسِدَّهٌ و سُدُودٌ .فأَمّا سُدُودٌ فَعلَی الغالِبِ ،و أَمَّا أَسِدّهٌ فشاذٌّ.

قال ابن سیده:و عندی أَنه جمع سِدَادٍ .

و عن أَبی سَعِید:یقال:ما بفُلانٍ سَدَادَهٌ (2)یَسُدّ فَاه عن الکلام،أَی ما به عَیْبٌ ،و منه قولُهُم:لا تَجْعَلَنَّ بجَنْبِک الأَسِدَّهَ ،أَی لا تُضَیِّقَنَّ صَدْرَکَ (3)فَتسکُت عن الجوَابِ کمَن به عَیب،من صَمَمٍ أَو بَکَمٍ . قال الکمیت:

و ما بِجَنْبِیَ من صَفْحٍ و عائِدهٍ

عِنْدَ الأَسِدَّهِ إِنَّ العِیَّ کالعَضَبِ

یقول:لیس بی عِیٌّ و لا بَکَمٌ عن جَوابِ الکاشح، و لکنِّی أَصفح عنه،لأَنّ العِیّ عن الجوَاب کالعَضْب و هو قَطْعُ یدٍ أَو ذَهَابُ عُضْوٍ،و العائده:العَطْفُ .

و السَّدُّ بالفتح: شیْ ءٌ یُتَّخَذُ من قُضْبانٍ ، هکذا فی سائر النسخ.

و الصواب:سَلَّه من قُضْبانٍ ،کما فی سائر أَُصول الأُمهات له أَطْبَاقٌ و الجمع: سدَادٌ و سُدُود (4).و قال اللَّیث السُّدُود :السِّلاَل تُتَّخذ من قُضْبان لها أَطْبَاق،و الواحده سَدَّهٌ .و قال غیره:السَّلَّه یقال لها السَّدَّه و الطَّبْل.

و السُّدَّهُ ،بالضَّمَّ :بابُ الدَّارِ و البیتِ کما فی التهذیب.

یقال:رأَیتُه قاعِداً بِسُدَّهِ بابِه،و بِسُدَّهِ دارِه.

و قیل هی السَّقیفه.

و قال أَبو سعید: السُّدّه فی کلام العرب:الفِنَاءُ،یقال لبَیْت الشَّعرِ و ما أَشبَهه.و الَّذِین تَکلَّموا بالسُّدَّه لم یکونواأَصحابَ أَبْنِیَهٍ و لا مَدَرٍ،و من جَعلَ السُّدَّهَ کالصُّفَّه،أَو کالسَّقِیفَه،فإِنما فَسَّره علی مذْهب أَهل الحَضَرِ.

و قال أَبو عمرو: السُّدَّه کالصُّفَّهِ تکون بین یَدَیِ البَیتِ .

و الظُّلَّه تکون لِبابِ (5)الدَّارِ، ج: سُدَدٌ ، بضمّ ففتْح.و فی بعض النُّسخ:بضمّتین.

و

17- فی حدیث أَبی الدرداءِ: «أَنّه أَتی بابَ مُعاوِیَهَ فلم یأْذَنْ له،فقال:مَنْ یَغْشَ سُدَدَ السُّلْطَانِ یَقُمْ و یَقْعُدْ».

و سُدَّهُ المَسْجِدِ الأَعظمِ ما حَوْلَه من الرُّوَاق،و سُمِّیَ أَبو محمد إسماعیلُ بنُ عبد الرحمن الأَعور الکوفیّ التابعی المشهور، السُّدِّیّ ، روی عن أَنَسٍ و ابنِ عَبَّاس و غیرهما (6)، لِبَیْعِهِ المقَانِعَ و الخُمُرَ علی باب مَسْجِد الکوفَهِ .و فی الصّحاح: فی سُدَّهِ مَسْجِد الکوفَهِ ،و هی ما یَبْقَی من الطَّاقِ المَسْدُودِ .

قال أَبو عُبَیْدٍ:و بعضُهم یَجْعَل السُّدَّهُ البَابَ نَفْسَه،و منه

17- حدیثُ أُمِّ سَلَمَهَ : أَنها قالت لعائشهَ لَمَّا أَرادت الخروجَ إِلی البَصْرَهِ «إِنک سُدَّهٌ بَیْنَ رَسُولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلم و بین أُمَّتِهِ ». أَی بابٌ .

و قَال الذَّهَبِیُّ :لقعُوده فی باب جامِعِ الکُوفَه.و قال اللَّیْث:

السُّدِّیُّ رَجُلٌ منسوبٌ إِلی قَبِیلَه من الیمن.قال الأَزهَرِیُّ .

إن أَرَادَ إِسماعِیلَ السُّدِّیَّ فقد غَلِطَ (7)،لا یُعْرَف فی قبائِلِ الیمنِ : سُدٌّ و لا سُدَّه .و أَغْرَبَ أَبو الفتح الیَعْمُرِیّ فقال:کان یَجْلِس فی المدینهِ ،فی مکانٍ یقال له: السُّدّ ،فنُسِب إِلیه.

و السُّدِّیُّ ضَعَّفه ابن مُعین و وثَّقه الإمامُ أَحمد،و احتَجَّ به مُسْلمٌ .و فی«التَّقْرِیب»أَنّه صَدُوقٌ .مات سنه سبعٍ و عشرین و مائه،و روَی له الجماعهُ إِلاّ البخاریَّ .و قال الرُّشاطیّ :

و لیس هو صاحبَ التفسیر،ذاک محمّدُ بن مروانَ الکوفیّ ، یُعرف بالسُّدّیِّ ،عن یحیَی بن عبید اللّه،و الکلبیّ ،و عنه هِشَامُ بنُ عبد اللّه،و المحاربیّ .و قال جریر:هو کذَّاب.

و السُّدَّه ،بالضمّ : داءٌ فی الأَنف یَسُدُّه ،یأْخذ بالکَظَم، و یَمنَع نَسِیمَ الرِّیحِ ، کالسُّدَادِ ،بالضّمّ أَیضاً،مثل العُطَاس و الصُّدَاع.

ص:11

و السُّدُّ ،بالضّمّ :ذهَابُ البَصرِ.

و عن ابن الأَعرابیّ : السُّدُد ،بضمتین:العُیُونُ المُفَتَّحَهُ (1)لا تُبْصِرُ بَصراً قَوِیّاً، و هو مجاز.

و یقال منه هی عَینٌ سادَّهٌ ،أَو عَیْن سادَّهٌ و قائمه:هی الّتی ابْیَضَّت و لا یُبْصَر بها،و لم تَنْفَقِیء بَعْدُ، قاله أَبو زید.

و عن ابن الأَعرابیّ : السّادَّهُ هی النّاقَهُ الهَرِمَهُ و هی سادَّهٌ و سَلِمَه (2)،و سَدِرَهٌ و سَدِمَهٌ .

و من المَجَاز: السّادَّه : ذُؤابهُ الإِنسانِ تَشْبیهاً بالسَّحَاب أَو بالظِّلِّ .

و من المَجَاز:هو من أُسْدِ المَسَدِّ ، و هو موضعٌ بمکهَ عند بُسْتَانِ ابنِ عامر، و ذلک البُسْتَانُ مَأْسَدهٌ ،قال أَبو ذُؤیب:

أَلْفَیْتَ أَغْلَبَ مِن أُسْدِ المَسَدِّ حَدِید

النَّابِ أَخْذَتُهُ عَقْرٌ (3)فتَطْرِیحُ

لا بُسْتان ابن مَعْمَرٍ،وَ وَهِمَ الجَوْهَرِیُّ .

قال الأَصمعیّ :سأَلْت ابن أَبِی طَرفَهَ عن المَسَدِّ فقال:

هو بُسْتَانُ ابنِ مَعْمَرٍ الّذِی یقول فیه الناس:بُستان ابنِ عامر.هذا نصُّ عباره الجوهریّ ،فلا وَهَمَ فیه،حیث بَیَّن الأَمریْنِ ،و لم یُخَالِفْه فیما قاله أَحدٌ،بل صرَّحَ البَکْرِیُّ و غیرُه،بأَن قَوْلَهم بُستانُ ابنِ عامرٍ،غَلَطٌ ،صوابُه ابن مَعْمَرٍ.و سیأْتی فی الراءِ،إِن شاءَ اللّه تعالی. و سِدِّینُ کَسِجِّینٍ :د،بالسَّاحل قریبٌ ،یسکنه الفُرْسُ .کذا فی المعجم.

و السِّدَادُ ، کَکِتَابٍ : الشیْ ءُ من اللَّبَن یَیْبَسُ فی إِحْلیلِ النّاقه.

و سِدَادُ بنُ رَشِیدٍ الجُعْفِیُّ ،مُحدِّثٌ ، روَی عن جَدَّتِه أُرْجُوانهَ ،و عنه ابنُه حُسَیْن،و أَبو نُعَیم،و ابنُه حُسَیْن بن سِدَادٍ رَوَی عن جابرِ بن الحُرّ. و قولهم:

ضُرِبَتْ علیه الأَرضُ بالأَسْدادِ (4)

أَی سُدَّتْ علیه الطُّرُقُ و عَمِیَتْ علیه مَذَاهِبُهُ ، و واحد الأَسدادِ : سُدٌّ ،و منه أُخِذَ السُّدُّ بمعنی ذَهابِ البَصَرِ.و قد تقدَّم.

و تقول صَبَبْت فی القِرْبَهِ ماءً ف اسْتَدَّتْ به عُیونُ الخُرَزِ و انْسدَّت ، بمعنًی واحدٍ.

*و ممَّا یستدرک علیه:

سَدُّ الرَّوْحاءِ و سَدُّ الصَّهْبَاءِ مَوضعانِ بینَ مکَّهَ و المدینهِ .

16- و فی الحدیث: «کان له قَوْسٌ یُسَمَّی السَّدَادَ ». سُمِّیَتْ به تَفَاؤُلاً بإِصابه ما رُمِیَ عنها و عن ابن الأَعرابیّ :رَمَاه فی سَدِّ ناقَتِه،أَی فی شَخْصِهَا،قال:و السَّدُّ ،و الدَّرِیئه،و الدَّرِیعَه (5):النّاقَه التی یَسْتَتِر بها الصَّائِدُ و یَخْتِلُ لیرْمِیَ الصَّیدَ،و أَنشد لأَوْس:

فمَا جَبُنُوا أَنّا نَسُدّ (6)عَلَیهمُ

و لکنْ لَقُوا ناراً تَحُسُّ و تَسْفَعُ

قال الأَزهریُّ :قرأْت بخطّ شَمِرٍ فی کتابه:یقال سَدَّ علیک الرَّجلُ یَسِدُّ سَدَّا ،إِذا أَتَی السَّدَادَ .

و

17- فی حدیث الشَّعْبِیّ : «ما سَدَدْتُ علی خَصْمٍ قَطُّ ». قال شَمِرٌ:زَعَمَ العتْرِیفِیُّ :أَی ما قَطَعتُ علیه، فأَسُدَّ کلاَمَه.

و قال شَمِرٌ:و یقال: سَدِّدْ صاحِبَک،أَی علَّمه واهدِهِ .

و سَدِّدْ مالَکَ ،أَی أَحْسِن العَمَلَ به.

و التسدید للإِبل أَن تُسَیِّرَهَا (7)لکلّ مَکانِ مَرْعًی،و کلّ مکانِ لَیانٍ ،و کلِّ مکانِ رَقَاق (8)،و المُسَدَّدُ :المُقَوَّم.

و

1,16- فی الحدیث: «قال لعلیٍّ :سَلِ اللّه السَّدادَ ،و اذکُرْ بالسَّدادِ تَسْدِیدَکَ السَّهْمَ ». أَی إِصابَهَ القَصْد به.

ص:12

و

16- فی صِفَه متعلّم القرآن:«یُغْفَرُ لأَبَوَیْهِ إِذا کانا مُسَدَّدَینِ ».

أَی لازِمَیِ الطَّریقهِ المُسْتَقِیمهِ .و یُروَی بکسر الدَّال.

و قال أَبو عَدْنَانَ :قال لی جابِرُ:البَذِخُ الّذِی إِذا نازَعَ قَوماً سَدَّدَ علیهم کلَّ شیْ ءٍ قالوه،قلت:و کیف یُسَدِّدُ علیهم ؟قال:یَنْقُضُ علیهم کلَّ شیْ ءٍ قالُوه.

و فی المثل: « سَدَّ ابنُ بَیْضٍ الطَّرِیقَ » و سیأْتِی.

و من المجاز:هو یَسُدُّ مَسَدَّ أَبیه،و یسُدُّونَ (1)مَسَدَّ أَسلافِهم.

و سِدَادُ البَطْحَاءِ،بالکسر:لَقَبُ أَبی عَمْرو عبیدهَ بنِ عبدِ مَنَافٍ ،و هو أَخو هاشمٍ والدِ عبد المطلب.و قد انقرضَ وَلَدُه.

و أَتتْنا رِیحٌ من سَدَادِ أَرضِهِم:مِن قَصْدِهَا.و هو مَجَازٌ.

و سُدُودُ ،بالضّمّ ،کأَنَّه جمْع سَدَّ :قَرْیَه بِفِلَسْطِین، و أُخْرَی بمصْر،فی المُنُوفِیَّهِ .و یقال فی الأَخیره: أُسْدُودُ أَیضاً.

و رجُل سَدَّادٌ ،ککَتَّان:مُستقیمٌ .

و المَسَدّ :قَرْیَه بالمغرِب.

و سَدِیدَهُ بنت أَحمد بن الفَرج الدَّقَّاق.

و سَدِیدَهُ بنت أَحمد بن الفَرج الدَّقَّاق.

و سَدِیدَهُ بنتُ أَبی المُظفَّر الشاشیّ .

سمع منهما أَبو المحاسن القُرَشیّ .

و السُّدُّ ،بالضّمّ :ماءُ سَماءٍ،جَبَلُ شَوْرَانَ مُطِلُّ علیه، نقلَه الصاغانیُّ .و هو غیر الذی لِغَطفانَ .

یُعِینُ عُمَرَ بن لَجإِ،قال ابنُ أَحمرَ.

فَخَرَّ و جَالَ المُهْرُ ذاتَ شِمَالِهِ

کَسَیْفِ السَّرَنْدَی لاحَ فی کَفِّ صاقِلِ

و اسرَنْدَاهُ الشَّیءُ:غَلَبَه و اعْتَلاه و المُسْرَنْدی :الّذی یَعْلُوک و یَغْلِبک.قال:

قد جَعَلَ النُّعَاسُ یَغْرَنْدِینی

أَدْفَعُهُ عنِّی و یَسْرَنْدِینِی

و اغْرَنْدَاهُ مثلُه بمعنَی عَلاَه و غَلَبَه و سیأْتی.و الیاءُ فیهما للإِلْحَاق بافْعَنْلَلَ .و قد قیل إِنه لا ثالثَ لهما،و یقال:إِنّ اغْرنداه:علاَه بالشَّتْم.

و السَّرَاد کَسَحَابٍ :الخَلاَلُ الصُّلْبُ ، الواحد سَرَادَهٌ ،عن الفرّاءِ،و هی البُسْرَهُ تَحْلُو قبل أَن تُزْهِیَ و هی بَلَحَهٌ .و قال أَبو حَنیفَهَ : السَّرَاد :الذی یَسْقط من البُسْرِ قبل أَن یُدْرِکَ و هو أَخضر. و قد أَسْرَدَ النَّخُل،و السَّرَاد ما أَضَرَّ بِهِ العَطَشُ من الثَّمَرِ فیَبِسَ قَبلَ یَنْعِه.نقله الصاغانیُّ (1).

و سُرْدد ،کقُنْفُذ و جُنْدَب و جَعْفَر (2)، الأَخیره عن الأَصمعیّ .قال الصاغانیُّ :و المسموع من العرب الوَجْهُ الثَّانی: وادٍ مشهورٌ متَّسعٌ بتِهَامه الیمن،مُشتمِل علی قُرًی، و مُدُن،و ضِیاع،قال أَبو دَهْبَلٍ الجُمَحیّ :

سَقَی اللّهُ جازاناً فمن حَلَّ وَلْیَهُ

فکُلَّ مَسِیلٍ من سَهَامٍ و سُرْدُدِ

قال ابن سیده: سُرْدُد :موضع،هکذا حَکاه سیبویهِ متمثِّلاً به بضم الدالِ و عَدَلَه بِشُرْنُب،قال:و أَما ابن جِنِّی فقال: سُرْدَد ،بفتح الدّال،قال أُمَیَّهُ بن أَبی عائِذٍ الهُذَلِیّ :

تَصَیَّفْتُ نَعْمَانَ و اصّیَّفَتْ

جِبَالَ شَرَوْرَی إِلی سُرْدَدِ

قال ابن جِنِّی:إِنّمَا ظَهَر تَضْعیف سُرْدَد ،لأَنه مُلْحق بما لم یَجِیء،و قد عَلِمْنا أَن الإِلْحاق إِنما هو صَنْعهٌ لَفْظِیَّه، و مع هذا لم یظهر ذلک الّذی قَدَّرَه هذا مُلحقاً فیه،فلو لا أَنما یقوم الدلیلُ علیه بما لم یظهر إِلی النُّطق بمنزلهِ المَلفوظ به لما أَلْحقوا سُرْدَداً و سُودَداً بما لم یَفُوهوا به،و لا تَجَشَّموا استعمالَه.انتهی.

و سارِدَهُ بن تَزِیدَ، بالمثنّاه الفوقیّه و التحتیّه معاً، نسختان، ابن جُشَمَ بنِ الخَزْرج، فی نَسب الأَنصارِ، من وَلدِه سَلِمهُ بن سَعْد بن علیّ بن أَسد بن سارِدَهَ ،ذکره ابنُ حَبِیب.

و من المجاز:یقال هو ابنُ مِسْرَدٍ ،کمِنْبَرٍ و فی الأَساس:ابنُ أُمِّ مِسْرَدٍ ، أَی ابنُ أَمَهٍ أَو قَیْنَه، عن الصاغانیّ ،لأَنها من الخَوَارِزِ،کما فی الأَساس، شَتْمٌ لهم یتشاتمون به بینهم (3).

و السَّرِیدُ ، کأَمیرٍ،و سحَاب (4)و مِنْبَر: الإِشْفَی الّذِی فی طَرَفه خَرْق و هو المِخْصَف 4.

و سَرْدَانِیَّهُ (5)بالفتح: جَزِیرهٌ کبیرهٌ ببَحْر المَغْرِب بها قُرًی و عَمَائر،عن الصاغانیِّ . و سَرْدَرُودُ :ه،بهَمَذَانَ ، و هی مُرکَّبه من سَرْد و رُود.و معناها:النَّهَرُ البارِدُ.

*و مما یستدرک علیه:

السَّرْد :تَقْدِمهُ شیْ ءٍ إِلی شَیْ ءٍ تأْتِی به مُتَّسِقاً بعْضُه فی إِثرِ بعْضٍ مُتتابِعاً.

و قیل لأَعرابِیٍّ .أَ تعرِف الأَشهُرَ الحُرُمَ ؟فقال:نعمْ .

واحدٌ فَرْدٌ و ثلاثهٌ سَرْدٌ .فالفَرْدُ:رَجَبٌ ،لأَنه یأْتِی بعدَه شعبانُ ،و شهرُ رمضانَ ،و شَوَّال.و الثلاثه السَّرْد :ذو القَعْدَه، و ذو الحِجَّه،و المُحَرَّم.و هو مَجَاز.

و السِّرَاد ،و المِسْرَد :المِثْقَب.

و المِسْرَد :اللِّسَانُ ،یقال فُلانٌ یَخْرِق الأَعراضَ بِمِسْرَدِه، أَی بلِسانه.و هو مَجَازٌ.

و المِسْرَد :النَّعْلُ المَخْصوفَهُ اللسانِ .

و السَّرَاد و المِسْرَد :المِخْصَف،و ما یُخْرَزُ به.و الخَرْزُ مَسرود و مُسَرَّد .

ص:14

و المَسروده :الدِّرْع المَثقوبه.

و السارِد :الخَرّاز،قاله أَبو عَمرو.

و دِرْعٌ مسرود (1)،و لَبُوس مُسَرَّد ،و لأْمَهٌ سَرْدٌ .

و من المَجَاز: السَّرْدُ :الحَلَقُ ،تَسْمِیَه بالمصْدر.

و نُجُومٌ سَرَدٌ :مُتتابِعَهٌ .و تَسَرَّدَ الدُّرُّ:تتابَع فی النِّظَام، و لؤلؤ مُتَسرِّد ،و تَسَرَّدَ دَمْعُه،کما یتَسَرَّدُ اللُّؤْلُؤ،و ماشٍ مُتَسَرِّد (2):یُتابع خُطاه فی مَشْیِه.

و السَّردِیَّه :قبیلهٌ من العرب.و مُسَرَّد ،کمُعَظَّم:کوفیٌّ ، رَوَی عن سعدِ بنِ أَبی وقَّاص.

*و مما یستدرک علیه:

أَی أَعانَه وَ وَفَّقَه،لا مِن أَسْعَدَه اللّهُ .

و قال أَبو طالب النّحویّ :معنَی قوله لَبَّیْکَ و سَعْدَیْکَ ،أَی أَسْعَدَنی اللّهُ إسعاداً بعدَ إِسعادٍ .

قال الأَزهریّ :و القول ما قاله ابنُ السِّکِّیت،و أَبو العباس،لأَن العَبْدَ یُخَاطِبُ رَبَّه،و یَذْکُرُ طاعَتَهُ .[له] (1)و لُزُومَه أَمْرَه،فیقول: سَعْدَیْکَ ،کما یقول:لَبَّیْکَ ،أَی مُساعَدهً لأَمْرِک بعد مُساعده .و إِذا قیل: أَسعَدَ اللّهُ العَبْدَ، و سَعَدَه ،فمعناه:وَفَّقَه اللّه لما یُرْضِیه عنه، فیَسْعَدُ بذلِک سَعادهً .کذا فی اللِّسَان.

و السُّعُد ،و السُّعُود ،الأَخیرهُ أَشهر و أَقْیَس،کلاهما:

سُعُودُ النُّجُومِ : و هی الکواکب التی یُقال لکلّ واحد منها:

سَعْدُ کذا،و هی عَشَرَه أَنجمٍ ،کلّ واحد منها سَعْدٌ : سَعْدُ بُلَعَ .

قال ابن کُنَاسه: سَعْدُ بُلَعَ :نَجمانِ مُعْتَرِضانِ خَفِیَّانِ .

قال أَبو یَحیی:و زَعَمَت العربُ أَنَّه طَلَعَ حِینَ قال اللّه تعالی یا أَرْضُ اِبْلَعِی ماءَکِ (2)و یقال:إِنما سُمِّیَ بُلَعاً 3لأَنه کان لِقُرْب صاحِبِه منه یکاد أَن یَبْلَعَهُ .

و سَعْدُ الأَخْبیَه: ثَلاثهُ کَواکبَ علی غیرِ طَرِیقِ السُّعود ، مائلهٌ عنها،و فیها اختلافٌ ،و لیست بِخَفِیَّه غامِضَهٍ ،و لا مُضِیئه مُنِیرَه،سُمِّیَتْ بذلک لأَنها إِذا طَلَعَتْ خَرَجَتْ حَشراتُ الأَرْضِ و هَوَامُّها من جِحَرتهَا،جُعِلَت جِحَرَاتُهَا 4لها کالأَخْبِیَه.و قیل: سَعْدُ الأَخْبِیَهِ :ثلاثهُ أَنْجُمٍ ،کأَنَّهَا أَثافِیُّ 5و رابعٌ تحْتَ واحد منهن.

و سَعْدُ الذَّابحِ ،قال ابن کُنَاسَهَ :هو کوکبان مُتَقَاربانِ ، سُمِّیَ أَحدُهما ذابِحاً لأَن معه کَوْکَباً صغیراً غامِضاً،یکاد یَلْزَقُ به فکأَنَّه مُکِبٌّ علیه یَذْبَحُه،و الذَّابحُ أَنْوَرُ منه قلیلا.

و سَعْدُ السُّعودِ : کوْکَبانِ ،و هو أَحْمَدُ السُّعُودِ ،و لذلکأُضِیف إِلیها،و هو یُشْبِه سَعْدَ الذَّابحِ فی مَطْلَعه.و قال الجوهریّ :هو کوکب نَیِّرٌ منفرد.

و هذه الأَربعهُ منها من مَنَازِلِ القمرِ یَنْزِل بها،و هی فی بُرْجَیِ الجَدْیِ و الدَّلْو.

و من النُّجُوم: سَعْدُ ناشِرهَ ،و سَعْدُ المَلِکِ ،و سَعْدُ البِهَامِ ،و سَعْدُ الهُمَامِ ،و سَعْدُ البارِعِ ،و سَعْدُ مَطَرٍ.و هذه السِّتَّهُ لیستْ من المنازل،کُلُّ سَعْدٍ منها کَوْکَبَانِ ،بینهما فی المَنْظَرِ 6نَحْوُ ذِرَاعٍ و هی مُتَناسِقهٌ .

و فی الصّحاح: فی العَرب سُعُودٌ ، قبائِلٌ ، کَثِیرَهٌ ،منها:

سَعْدُ تَمِیمٍ ،و سَعْدُ قَیْس،و سَعْدُ هُذَیْلٍ ،و سَعْدُ بَکْرٍ، و أَنشد بیت طَرَفه:

رَأَیْتُ سُعُوداً مِن شُعُوبٍ کَثِیرهٍ

فلم تَر عَیْنِی مِثْلَ سَعْدِ بن مالِکِ

قال ابن بَرِّیّ :یقول:لم أَرَ فیمن سُمِّیَ سَعْداً أَکرمَ من سَعْدِ بنِ مالِکِ بن ضُبَیْعه بن قَیْس بن ثَعْلَبَهَ بن عُکابَهَ ، و غیرُ ذلک، مثل: سَعْدِ بن قَیْسِ عَیْلاَنَ ،و سَعْدِ بن ذُبَْیَانَ بن بَغِیض،و سَعْدِ بن عَدِیِّ بنِ فَزَارهَ ،و سَعْدِ بن بکْر بن هَوازِنَ ،و هم الّذِین أَرْضَعُوا النّبیَّ ،صلی اللّه علیه و سلم.و سَعْد بن مالک بن زید مناهَ و فی بنی أَسَدٍ سَعْدُ بن ثَعْلَبَهَ بن دُودانَ ، و سعْدُ بن الوارثِ بن سَعْد بن مالک بن ثَعْلَبَهَ بن دُودان.

قال ثابتٌ :کان بنو سعْد بن مالک لا یُرَی مِثْلهم فی بِرِّهِم و وَفائهم.

و فی قیسِ عَیْلانَ سعْدُ بن بکْر،و فی قضاعَهَ سَعْدُ هُذَیْمٍ ،و منها سَعْدُ العَشِیرهِ و هو أَبو أَکثرِ قَبَائلِ مَذْحِج.

و لمَّا تَحَوَّلَ الأَضبَطُ بن قُرَیْعٍ السَّعْدِیّ من، و فی نسخه:

عن قَوْمِهِ و انتقلَ فی القبائِلِ ،فلَمَّا لم یُحْمِدْهُمْ رَجَعَ إِلی قَوْمه و قال:«بِکلِّ وادٍ بَنو سَعْدٍ » فذَهَبَ مَثَلاً. یعنی سَعْدَ بنَ زَیْدِ مَنَاهَ بنِ تَمِیم،و أَما سَعْدُ بَکْرٍ فهم أَظآرُ سیِّدنا رسولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلم.

و بنو أَسْعَدَ :بَطْنٌ من العرب و هو تَذکیرُ سُعْدَی ، و أَنکرَه ابن جِنُی و قال:لو کان کذلک حَرِیَ أَن یَجِیءَ به سَمَاعٌ ،

ص:17

و لم نَسمَعْهم قَطّ وَصَفوا بِسُعْدی ،و إِنما هذا تَلاقٍ وَقَعَ بین هذَیْنِ الحَرْفین المُتَّفِقَیِ اللَّفْظِ ،کما یَقَع هذانِ المِثالانِ فی المُخْتَلِفَه نحو أَسْلَمَ و بُشْرَی.

و فی الصحاح:و فی المثلِ قولهمٌ : « أَ سَعْدٌ أَم سعیدٌ » ، کأمِیر هکذا هو مضبوط عندنا.و فی سائر الأُمهات اللغَویه:

کزُبَیْرِ (1)،و هو الصواب،إِذا سُئِلَ عن الشَّیْ ءِ أَی هو مما یُحَبُّ أَو یُکْرَهُ .

و فی خُطْبَه الحَجَّاجِ : «انْج سَعْدُ فقد قُتِلَ سُعَیْدٌ » هذا مَثَلٌ سائِر و أَصْله أَن ابْنَیْ ضَبَّهَ بنِ أُدٍّ خَرجَا فی طَلب إِبِلٍ لهما فَرَجَعَ سَعْدٌ و فُقِدَ سُعَیْدُ فَکان ضَبَّهُ إِذا رَأَی سَوَاداً تَحْتَ اللَّیْل قال: «أَ سَعْدٌ أَم سُعَیْدٌ » هذا أَصْل المَثَلِ فأُخِذ ذلک اللَّفْظُ منه، و صار (2)یُتَشَاءَمُ به، و هو یُضرَب مَثَلاً فی العِنَایَه بذِی الرَّحِمِ ،و یُضْرَب فی الاستخبارِ عن الأَمْریْنِ :

الخَیْرِ و الشَّرّ،أَیهما وَقعَ .و هو مَجَاز.

و یقال بَرَکَ البَعِیرُ علی السَّعْدَانَهِ ، و هی کِرْکِرَهُ البَعِیرِ، سُمِّیَت لاستدارتها.

و السَّعْدَانَهُ : الحَمَامَهُ قال:

إِذا سَعْدانَهُ السَّعَفَاتِ ناحَتْ

عَزاهِلُهَا سَمِعْتَ لها حَنِینَا (3)

أَو السَّعْدانَهُ اسمُ حَمَامَه خاصَّه،قاله ابن دُرَیْد،و أَنشد البیت المذْکورَ (4).

قال الصاغانیّ :و لیس فی الإِنشاد ما یَدُلّ علی أَنَّها اسمُ حمامهٍ ،کأَنَّه قال:حَمامهُ السَّعَفَات (5)،اللَّهُمَّ أَن یُجْعَلَ المضافُ و المضافُ إِلیه اسماً لحَمامهٍ ،فیقال: سَعْدانهُ السَّعَفاتِ 3:اسمُ حَمَامَه.

و یقال:عَقَدَ سَعْدَانَهَ النَّعْلِ ،و هی: عُقْدَهُ الشِّسْعِ السُّفْلَی مِمَّا یَلِی الأَرْضَ و القِبَالَ ،مِثْل الزِّمامِ ،بین الإِصْبَعِ الوُسطَی و التی تَلیها.

و السَّعْدَانهُ من الاسْتِ :ما تَقَبَّضَ من حِتَارِهَا، أَی دائِر الدُّبُرِ،و سیأْتی.

و السَّعْدَانه من المِیزانِ :عُقْدَهٌ فی أَسْفَلِ کِفَّتِهِ ، و هی السَّعْداناتُ .

و السَّعْدانَات أَیضاً: هَنَاتٌ أَسْفَلَ العُجَایَهِ ، بالضّمّ ، عَصَب مُرَکَّب فیه فُصُوصٌ من عِظَام،کما سیأْتِی،و منهم من ضَبَطَه بالموحَّده،و هو غَلَطٌ کَأَنَّهَا أَظْفَارٌ.

و یقال:شَدَّ اللّهُ عَلَی ساعِدِکَ و سواعِدِکُم ، ساعِدَاکَ :

ذِرَاعاکَ ، و الساعِد :مُلْتَقَی الزَّنْدَیْنِ من لَدُنِ المِرْفَقِ إِلی الرُّسْغِ .و الساعِدُ :الأَعْلَی من الزَّنْدَیْن فی بعْضِ اللغَات، و الذِّراعُ :الأَسفلُ منهما.

قال الأَزهریّ :و السَّاعِدُ : ساعِدُ الذِّراع،و هو ما بَیْنَ الزَّنْدَیْنِ و المِرْفَق،سُمِّیَ ساعِداً لمُسَاعدَته الکَفَّ إِذا بَطَشَتْ شَیْئاً (6)،أَو تناوَلَتْه،و جمْع السّاعدِ : سَواعِدُ .

و السَّاعِدانِ من الطائِرِ:جَنَاحَاهُ یَطِیر بهما،و طائِرٌ شَدِیدُ السواعِدِ ،أَی القوادِمِ ،و هو مَجَاز.

و السَّوَاعِدُ :مَجَارِی الماءِ إِلی النَّهْر أَو إِلی البَحْر.

و قال أَبو عَمرو: السواعِدُ :مَجارِی البَحْرِ الّتی تَصُبّ (7)إِلیه الماءَ،واحدُهَا ساعِدٌ ،بغیر هاءٍ.

و قال غیرُهُ : الساعِدُ مَسِیلُ الماءِ إِلی الوادِی و البَحْرِ.

و قیل:هو مَجْرَی البَحرِ إِلی الأَنهار.و سَوَاعِدُ البِئرِ:مخَارِجُ مائِها و مَجَارِی عُیُونِها.

و السَّواعِدُ : مَجَارِی المُخِّ فی العَظْمِ (8)، قال الأَعْلَم یَصف ظَلِیماً:

علی حَتِّ البُرَایَهِ زَمْخَرِیّ ال

سَّواعِدِ ظَل فی شَرْیٍ طِوالِ

ص:18

عنَی بالسَواعِدِ مَجْرَی المُخِّ من العِظَام،و زَعموا أَن النعَامَ و الکَرَی لا مُخَّ لهما.

و قال الأَزهریّ فی شَرْح هذا البیتِ : سواعِدُ الظَّلِیم (1)أَجْنِحَتُه،لأَن جَناحَیْه لیسا (2)کالیَدَیْنِ ،و الزَّمْخَرِیّ فی کلِّ شیْ ءٍ:الأَجْوَفُ مثْل القَصَبِ .و عِظَامُ النَّعَامِ جُوفٌ لا مُخَّ فیها.و الحَتُّ :السَّرِیعُ .و البُرَایَه:البَقِیَّهُ .یقول:هو سَرِیعٌ عِنْدَ ذَهَابِ بُرَایَتِهِ ،أَی عند انْحِسَارِ لَحْمِهِ و شَحْمِه.

و السُّعْدُ ،بالضّمّ : من الطِّیبِ . و السُّعَادَی ، کحُبَارَی مثّلُه،و هو طِیبٌ م أَی معروف.

و قال أَبو حنیفه: السُّعْد من العُرُوقِ :الطَّیِّبَهُ الرِّیحِ و هی أَرُومهٌ مُدَحْرَجَه،سَودَاءُ صُلْبَه کأَنَّها عُقْدَهٌ تَقَع فی العِطْر و فی الأَدْوِیَه،و الجمْع سُعْدٌ .قال:و یُقَال لنَبَاتِه السُّعَادَی ، و الجَمْع: سُعَادَیَات .

و قال الأَزهریُّ : السُّعْد :نَبْت له أَصْلٌ تَحْت الأَرضِ ، أَسْوَد طَیِّبُ الرِّیحِ .

و السُّعَادَی نَبْت آخَرُ.و قال اللیث: السُّعَادَی :نَبْتُ السُّعْدِ . و فیه (3)مَنفَعَه عَجِیبه فی القُرُوحِ التی عَسُرَ انْدِمالُهَا، کما هو مذکور فی کُتب الطِّبّ .

و ساعِدَهُ :اسم من أَسماءِ الأَسَد معرِفَه لا یَنصرف،مثل أُسَامَهَ ، وَ رَجُلٌ أَی عَلَمُ شَخْص علیه.

و بنو ساعدهَ :قومٌ من الأَنصار من بنی کَعْبِ بن الخَزْرَجِ بن ساعِدهَ ،منهم سَعْدُ بن عُبَادَهَ ،و سَهْل بن سَعْدٍ ، الساعِدِیَّانِ ،رضِیَ اللّه عنهما، و سَقِیفَتُهُم بِمَکَّهَ ، هکذا فی سائرِ النُّسخ المُصحّحهِ ،و الأُصول المقروءَه.

و لا شَک فی أَنه سَبْقُ قَلَمٍ ،لأَنه أَدرَی بذلک،لکثرهِ مجاوَرتِهِ و تردُّدِهِ فی الحَرَمَیْنِ الشَّرِیفین.و الصّواب أَنها بالمَدِینه.کما وجدَ ذلک فی بعض النُّسخ علَی الصواب، و هو إِصلاحُ من التلامذه.و قد أَجمعَ أَهْلُ الغریبِ و أَئمَّهُ الحدیثِ و أَهلُ السِّیَرِ أَنَّها بالمدینه،لأَنَّها مأْوَی الأَنصارِ،و هی بمنزِلَهِ دارٍ لهم وَ مَحَلّ اجتماعاتِهم.و یقال:کانوا یَجتمعون بها أَحیاناً.

و السَّعِید کأَمیر: النَّهْرُ الّذی یَسقِی الأَرضَ بظواهِرها،إِذا کان مُفْرَداً لها.و قیل هو النَّهر الصغیر،و جمْعه: سُعُدٌ ،قال أَوْسُ بن حَجَر:

و کأَنَّ ظُعْنَهُمُ مُقَفِّیَهٌ

نَخْلٌ مَواقِرُ بَیْنَها السُّعُدُ (4)

و سَعِیدُ المَزْرَعَهِ :نَهرُهَا الّذی یَسقِیها.و

16- فی الحدیث:

«کُنَّا نُزَارِعُ علی السَّعِیدِ ».

و السَّعِیدَهُ ، بهاءٍ:بَیت کانَت رَبیعهُ من العرب تَحُجُّه بِأُحُدٍ فی الجاهلیّه.هکذا فی النُّسخ.و هو قول ابن دُرید قال:و کان قریباً من شَدَّاد (5).

و قال ابن الکَلبیّ :علی شاطیءِ الفُرات،فقولُه:بأُحُدٍ.

خَطاٌ.

و السَّعِیدِیَّه :ه بمصر نُسِبتْ إِلی المَلِک السَّعِید .

و السَّعِید و السَّعِیدیّه : ضَرْبٌ من بُرودِ الیَمَنِ ، کأَنَّهَا نُسِبَتْ إِلی بنی سَعِید .

و سَعْدٌ :صَنَمٌ کان لبَنِی مَلَکَانَ (6)بنِ کِنانهَ بساحِلِ البَحْرِ، مِمَّا یَلِی جُدَّهَ ،قال الشاعر:

و هل سَعْدُ إِلاَّ صَخْرَهٌ بِتَنُوفَهٍ

من الأَرْضِ لا تَدْعُو لغَیٍّ و لا رُشْدِ

و یقال:کانت تَعبده هُذَیْلٌ فی الجَاهِلِیّه.

و سُعْدٌ ، بالضّمّ :ع قُرْبَ الیَمَامَهِ ، قال شیخُنَا:زعَم قَومٌ أَن الصّوابَ :قُرْبَ المدینه.

ص:19

و سُعْدٌ : جَبَلٌ بجَنْبهِ ماءٌ و قَرْیَهٌ و نَخْلٌ ،من جانِب الیمَامَهِ العربیّ .

و السُّعُد . بضمّتینِ :تَمْرٌ، قال:

و کَأَنَّ ظُعْنَ الحَیِّ مُدْبِرَهً

نَخْلٌ بزَارهَ حَملُهُ السُّعُدُ

هکذا فسَّرَه أَبو حَنیفهَ .

و السَّعَد ، بالتحریک، و بخطّ الصاغانیِّ :بالفتح، مجوَّداً (1): ماءٌ کان یَجرِی تَحْتَ جَبَلِ أَبی قُبَیْس یَغْسِل فیه القَصَّارون. و أَجمَهٌ م معروفه،و فی قوله:معروفه،نَظرٌ.

و السَّعْدانُ بالفتح: نَبْتٌ فی سُهولِ الأَرْض من أَفْضَلِ ، و فی الأُمَّهات:من أَطْیب مَرَاعِی الإِبل ما دَام رَطْباً.

و العرب تقول:أَطْیَبُ الإِبلِ لَبَناً ما أَکلَ السَّعْدانَ و الحُرْبُثَ .

و قال الأَزهریُّ فی تَرْجَمَه صفع:و الإِبل تَسْمَن علی السَّعدان ،و تَطیب علیها (2)أَلبانُها،واحدتُه سَعْدانهٌ ،و النون فیه زائده،لأَنه لیس فی الکلام فَعْلان غیرُ خَزْعَال و قَهْقَار، إِلا من المضاعف.

و قال أَبو حنیفه:من الأحرار السَّعْدَانُ ،و هی غُبْرُ (3)اللَّوْن،حُلْوهٌ یأْکلُها کلُّ شیْ ءٍ،و لیستْ بکبیره،و هی من أَنجَعِ المَرْعَی.

و منه المثل: « مَرْعًی و لا کالسَّعْدانِ و ماءٌ و لا کَصَدَّاءَ» ، یُضْرَبان فی الشیْ ءِ الذی فیه فضلٌ و غیرُه أَفضلُ منه.أَو للشیْ ءِ الذی یُفَضَّل علی أَقرانه.

و أَولُ من قَالَه:الخَنساءُ ابنهُ عَمْرِو بن الشَّرِید.

و قال أَبو عُبید:حَکَی المفَضَّل أَن المَثَلَ لامرأَهٍ من طَیِّیء. و له شَوْکٌ کأَنَّه فَلْکَهٌ یَسْتَلْقِی (4)فیُنْظَر إِلی شَوْکه کالِحاً إِذا یَبِس.و قال الأَزهریُّ :یقال لِشَوْکه:حَسَکَهُ السَّعْدَانِ .و یُشَبَّهُ به (5)حَلَمَهُ الثَّدْیِ ،فیقال لها سَعْدَانَهُ الثُّنْدُؤَهِ ، و خلَطَ اللَّیْث فی تفسیر السَّعْدَانِ ،فجَعَلَ الحَلَمَهَ ثَمَرَ السَّعْدَانِ ،و جعلَ له حَسَکاً کالقُطْبِ .و هذا کلُّه غَلطٌ .

و القُطْبُ شَوْکٌ غیرُ (6)السَّعْدَان ،یُشْبِه الحَسَکَ [و السعدان مستدیر شوکه فی وجهه] (7).و أَما الحَلَمَهُ .فهی شَجَرَهٌ أُخرَی.و لَیستْ من السَّعْدان فی شیْ ءٍ.

و تَسَعَّدَ الرَّجلُ : طَلَبَه، یقال:خَرَجَ القَومُ یَتَسَعَّدون ،أَی یرتادُون مَرْعَی السَّعْدانِ ،و هو من خَیْر مَراعِیهم أَیَّامَ الرَّبِیع، کما تَقدَّم.

و سُعْدان ، کسُبْحَانَ :اسمٌ للإِسْعَادِ،و یقال: سُبْحَانَهُ و سُعْدَانَهُ ،أَی أُسَبِّحُهُ و أُطِیعُهُ ، کما سُمِّیَ التسبیح بِسُبْحَانَ ، و هُمَا عَلَمَانِ کعُثْمانَ و لُقْمانَ .

و الساعِدَهُ :خَشَبَهٌ تُنْصَب تُمْسِکُ البَکَرَهَ ، جمْعُها السَّوَاعِد .

و سَمَّوْا سَعِیداً ،و مَسْعُوداً ،و مَسْعَدهَ ، بالفتح، و مُسَاعِداً ، و سَعْدُونَ ،و سَعْدَان ،و أَسْعَدَ ،و سُعُوداً ، بالضم و للنِّساءِ:

سُعَادُ و سُعْدَی ، بضَمِّهِما، و سَعْدَهُ و سَعِیدَهُ ، بالفتح، و سُعَیده بالضمّ .

و الأَسْعَدُ :شُقَاقٌ کالجَرَبِ یَأْخُذ البَعِیرَ فیَهرَمُ منه و یَضعُف.

و سَعَّادٌ ، ککَتَّانٍ ،ابنُ سُلَیْمَانَ الجُعْفِیّ المُحَدِّثُ ، شَیْخ لعبدِ الصَّمَد بن النُّعْمَان.و سَعَّادُ بنُ راشدَهَ فی نَسبِ لَخْم، من وَلده حاطبُ بن أَبی بَلْتَعَهَ الصَّحَابیُّ .

و اختُلِفَ فی عبد الرحمن بن سعاد ،الراوی عن أَبی أَیُّوبَ ،فالصَواب أَنه کسَحَاب،و قیل کَکَتَّان،قاله الحافظُ .

و المَسْعُودهُ :مَحَلَّتانِ ببغْدادَ، إِحداهما بالمأْمونیه، و الأُخرَی فی عقارِ المَدْرَسَه النّظامیّه.

و بنو سَعْدَمٍ کجَعْفَر:بَطْن من مالِکِ بنِ حَنْظَلَهَ من بنی تَمِیم و المیمُ زائدهٌ ، نقله ابن دُرَیْد فی کتاب«الاشتقاق» (8).

و دَیْرُ سَعْدٍ :ع، بین بلادِ غَطَفَانَ و الشَّام.

و حَمَّامُ سَعْد :ع بطریق حاجِّ ،الکوفهِ ، عن الصاغانیّ .

ص:20

و مَسْجِدُ سَعْدٍ منزلٌ علی سِتَّهِ أَمیال من الزُّبَیدیّه (1)بین المُغِیثَهِ و القَرْعَاءِ، منسوب إِلی سَعْد بن أَبی وَقَّاصٍ .

و السَّعْدِیَّهُ :منزِلٌ منسوبٌ لبنی سَعْدِ بنِ الحارِثِ بن ثَعْلَبَهَ ،بطَرَفِ جَبَلٍ یقال له:النُّزَف: و السَّعْدِیَّه : ع لبنی عَمْرِو بنِ ساعِدَهَ ، هکذا فی النُّسخ.و الصّواب:عَمْرو بن سَلِمَه (2)و

14- فی الحدیث: «أَن عَمْرَو بن سَلمَهَ هذا لمّا وَفَدَ علی النّبیّ ،صلی اللّه علیه و سلم،استقْطَعه ما بینَ السَّعْدِیَّه و الشَّقراءِ،و هُما ماءَانِ .

و السَّعْدِیه : ع لبنِی رِفَاعَهَ بالیمامه.

و السَّعْدِیَّه : بِئْرٌ لبنی أَسَدٍ فی مُلتَقَی دارِ مُحَارِبِ بن خَصَفَهَ ،و دارِ غَطَفَانَ ،من سُرَّهِ الشَّرَبَّه. و ماءٌ فی دیارِ بنی کِلاَبً ،و أُخْرَی لبنی قُرَیْظٍ من بنی أَبی بکرِ بنِ کِلاب.

و السَّعدِیّه قَرْیَتَانِ بحَلَبَ ،سُفْلَی و عُلْیَا.

و السَّعْدَی کسَکْرَی: ه أُخْرَی بِحَلَبَ ،و:ع فی حِلَّهِ بنی مَزْیَدٍ بالعِرَاق.

1- و قولُ أَمیرِ المُؤمنین علیّ بن أَبی طالبٍ رضی اللّه عنه:

أَوْرَدَهَا سَعْدٌ و سَعْدٌ مُشْتَمِلْ .

ما هذا یا سَعْدُ تُورَدُ الإِبِلْ .

فسیأْتی فی ش ر ع.

و السَّعْدَتَیْنِ (3)،کأَنَّه تَثنِیهُ سَعْدَه .کذا فی النُّسخ المُصحَّحه: ه قُرْبَ المَهْدِیَّه بالمَغْرِب منها :-و فی نُسْخَهِ القَرَافی،موضع،بدل:قریه.و لذا قال:و الأَوْلَی«منه»أَو أَنَّثَهُ باعتبار السَّعْدَتَیْن.

قلت:و علَی ما فی نسختنا فلا یَرِد علی المُصَنِّف شیْ ءٌ- خَلَفٌ الشاعرُ (4).

*و مما یستدرک علیه:

یومٌ سَعْدٌ و کَوُکَبٌ سَعْدٌ ،وُصِفَا بالمصدر،و حکَی ابنُ جِنیّ :یومٌ سَعْدٌ ،و لَیْلَهٌ سَعْدهٌ .قال:و لیسا من بابِ الأَسْعَد و السُّعْدَی ،بل مِن قَبیل أَنَّ سَعْداً و سَعْدَهً صِفَتَانِ مَسُوقَتَانِ عَلی مِنْهاجٍ و استمرارٍ، فسَعْدٌ مِن سَعْدهٍ کجَلْدٍ من جَلْدهٍ ، و نَدْبٍ من نَدْبَهٍ ،أَلاَ تَرَاکَ تقول:هذا یومٌ سَعْدٌ ،و لَیْلَه سَعْدَهٌ ،کما تقول،هذا شَعرَ جَعْدٌ،و جُمَّهٌ جَعْدَهٌ .

و ساعِدَهُ الساقِ :شَظِیَّتُهَا.

و الساعد :إِحْلِیلُ خِلْفِ النَّاقهِ ،و هو الذِی یَخْرُج منه اللَّبَنْ .و قیل: السَّوَاعِد :عُرُوقٌ فی الضَّرْعِ یجیءُ منها اللَّبَنُ إِلی الإِحْلِیلِ .و قال الأَصمعیُّ : السَّواعد :قَصَبُ الضَّرْعِ و قال أَبو عَمْرو:هی العُروق التی یَجِیءُ منها اللَّبَنُ ،سُمِّیَتْ (5)بسواعدِ البحر،و هی مَجَارِیه.و ساعِدُ الدَّرِّ:عِرْقٌ یَنْزِل الدَّرُّ منه إِلی الضَّرْع من النَّاقَه،و کذلک العِرْقُ الذِی یُؤدِّی الدَّرَّ إِلی ثَدْیِ المرأَهِ ،یُسَمَّی ساعداً ، و منه قوله:

أَ لَمْ تَعْلَمِی أَنَّ الأَحادِیثَ فی غَدٍ

و بَعدَ غَد یا لُبْن أَلْبُ الطَّرائِدِ

و کُنْتُم کَأُمٍّ لَبَّهٍ ظَعَنَ ابنُها

إِلیها فما دَرَّتْ علیه بساعِدِ (6)

و

14- فی حدیث سعد : «کُنَّا نَکْرِی الأَرضَ بما علی السَّواقِی و ما سَعِد من الماءِ فیها،فنهانا رسولُ اللّهِ ،صلی اللّه علیه و سلم،عن ذلِکَ ».

قوله:ما سَعِد من الماءِ،أَی:ما جاءَ من الماءِ سَیْحاً لا یحتاج إِلی دالیهٍ ،یجیئه الماءُ سَیْحاً،لأَن معنَی ما سَعد :ما جاءَ من غیر طَلَبٍ .

و السَّعْدَانهُ :الثَّنْدُوَهُ ،و هو ما استدارَ من السَّواد حَولَ الحَلَمهِ .

و قال بعضهم: سَعْدانهُ الثَّدْیِ :ما أَطافَ به کالفَلْکَهِ .

و السَّعدانهُ مَدْخَلُ الجُرْدانِ من ظَبْیَهِ الفَرَسِ .

و السَّعْدَانُ :شَوْکُ النَّخْلِ ،عن أَبی حنیفهَ .

ص:21

و

16- فی الحدیث: «أَنه قال:لا إِسْعادَ و لا عَقْرَ (1)فی الإِسلام». هو إسعادُ النِّساءِ فی المَنَاحَاتِ ،تَقوم المَرأَهُ .

فتقُومُ معها أُخری من جاراتِهَا فتُسَاعِدُها علی النِّیَاحه (2).و

14- قد وَرَدَ فی حدیثٍ آخر: «قالَتْ أُمُّ عَطِیَّهَ :إِنَّ فُلانهَ أَسْعَدَتْنِی فأُرِیدُ أُسْعِدُهَا (3)،فما قال لها النبیُّ صلی اللّه علیه و سلم شَیْْئاً». و فی روایهٍ :

«قال الخَطابیُّ :أَما الإسعادُ فخاصُّ فی هذا المعنی،و أَما المُسَاعدهُ فعامَّهٌ فی کلِّ مَعُونَه.یقال إِنما سُمِّیَ المساعَدهَ المعاوَنَهُ ،من وَضْعِ الرَّجُلِ یَدَه علی سَاعدِ صاحِبِه،إِذا تَمَاشَیَا فی حاجَه،و تعاوَنَا علی أَمْر.

و یقال:لیس لبنی فُلانٍ ساعِدٌ ،أَی لیس لهم رَئِیسٌ یَعتمدونَه و ساعدُ القَومِ :رَئیسُهُم،قال الشاعر:

و ما خَیرُ کَفٍّ لا تنوءُ بساعِدَ

و بنو سَعْد و بنو سَعِیدٍ :بَطْنَانِ .

قال اللِّحْیَانیُّ :و جَمْع سَعِیدٍ : سَعِیدُونَ و أَساعِدُ .قال ابن سِیدَه:فلا أَدری أعنَی الاسمَ أَم الصِّفَه،غیر أَنَّ جَمْعَ سَعِید علی أَساعِدَ شاذُّ.

و السَّعْدَانِ :ماءٌ لبنی فَزارهَ ،قال القَتَّال الکِلابِیُّ :

رَفَعْنَ مِن السَّعْدَیْنِ حتَّی تفاضَلَتْ

قَنَابِلُ من أَوْلادِ أَعْوَجَ قُرَّحُ

و سُعْد ،بالضّمّ :موضع بنَجْد.قال جَرِیر:

أَلاَ حَیِّ الدِّیارَ بِسُعْدَ ،

إِنِّی أُحِبُّ لِحُبِّ فاطِمَهَ الدِّیارَا

و ساعِدُ القَیْنِ :لُغهٌ فی سَعْدِ القَیْنِ .قال الأَصمعیّ :

سمِعْت أَعرابِیّاً یقول کذلک.و سیأتی فی د ه - د ر.

و یقال:أَدرکَه اللّهُ بسَعْده و رَحْمَه.

و المَسَاعِید :بطْن من العرب.

و السَّعْدَان :موضع.

و مدرسه سَعَادهَ من مدارِس بغداد.و سَعْدُ القَرْقَرَهِ :مُضْحِک النُّعْمَان بن المُنْذِر.

و سَعْدانُ بن عبد اللّه بن جابر مولَی بنی عامر بن لُؤَیّ :

تابِعیٌّ مشهور،من أَهل المدینه،یَرْوِی عن أَنَسٍ و غیره.

*و استدرک شیخُنَا:

قولهمْ :بِنْتُ سَعْدٍ ،استعملوها فی الکِنَایَه عن البَکَارَهِ ، قال أَبو الثَّنَاءِ محمود (4)فی کتابه:«حُسْن التوسُّل فی صناعه الترسُّل»:و من أَحْسَنِ کِنَایَات الهِجَاءِ قول الشاعِرِ یهجو شَخْصاً یَرمِی أُمَّه بالفجور و یَرْمِیه بداءِ الأَسد:

أَراکَ أَبُوکَ أُمَّکَ حِینَ زُفَّتْ

فَلَمْ تُوجَدْ لأُمِّکَ بِنْتُ سَعْدِ

أَخُو لَخْمٍ أَعارَکَ منه ثَوْباً

هَنِیئاً بالقَمیص المُسْتَجَدِّ

أَراد ببِنْت سَعْد :عُذْرهَ البکارهِ (5)،و بقوله:أَخو لَخْم:

جُذَاماً،فإِنه أَخوه.

و من المجَاز:أَمرٌ ذو سَواعِدَ ،أَی ذو وُجوه و مَخارِجَ .

و أَبو بکر محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ (6)وَرْدَانَ ،البُخَارِیّ .و أَبو منصور عَتِیقُ بن أَحمدَ بنِ حامدٍ السَّعْدَانِیّ :مُحَدِّثانِ .

و سَعْدُونُ :جدُّ أَبی طاهرٍ محمّدِ بن الحسن بن محمد بن سَعدونَ الموصلّی المحدِّث.

و خالدُ بن عَمرٍو الأُمویّ السَّعِیدِیّ ،إِلی جَدِّه سَعیدِ بن العاص.رَوَی عن الثَّوریّ ،لا یَحِلّ الاحتجاجُ به.

و أَسْعَدُ بنُ همّام بن مُرَّه بن ذُهْلٍ جَدُّ الغَضْبَانِ بن القَبَعْثَرَی.

و أَبو القاسم عُبَیْد اللّه بن محمّد بن عبّاس الإِسْعِرْدِیّ :

حدَّث عن أَبی علیٍّ الحسنِ بنِ ناصِرِ بن علیٍّ الحضْرَمِیّ و غیره.

اللِّقَاح،و ذلک انتظامُ الصِّبیانِ بعضِهم فی إِثْر بعضٍ ،کلُّ واحِدٍ آخِذٌ بحُجْزه صاحِبِه من خَلْفِه.

و فی التهذیب،فی الرباعیّ : السِّلْقِد :الضَّاوِی المَهْزُول.

و سَلْقَدَه :ضَمَّرَه، و منه قول ابن مُعَیْز:خَرَجْتُ أُسَلْقِد فَرَسِی،أَی أُضَمِّره.

قال الصاغانیُّ :اللام فی سَلْقَد محکومٌ بزیادَتها،مثْلها فی کَلْصَم بمعنی کَصَم،إِذا فَرَّ و نَفَرَ.و لعلّ الدَّالَ فی هذا الترکیبِ مُعَاقِبٌ للطّاءِ،لأَن التضمیر إِسقاطٌ لبعض السِّمَنِ ، إِلاّ أَن الدَّال جُعِلَت لها خُصوصِیَّه بهذا الضَّرْب من الإِسقاط .

به أَربابُ الحواشی،و نقلَه شیخُنَا.فلا غَلَطَ حینئذ یُنْسَبُ إِلی الجوهریِّ ،کما هو ظاهر.و قیل:معنَی خِفاف الأَزواد:لیس علی ظُهُورها زادٌ للرَّاکِبِ .

و قال الصاغانیُّ :یرید لا زادَ علیها مع رِحَالِها.

و سَمَدَ :ثَبَتَ فی الأَرضِ ،و دامَ علیه.

و هُوَ لَکَ أَبداً سَمْداً ،أَی سَرْمَداً ،عن ثَعلب.و لا أَفعَلُ ذلک أَبداً سَمْداً :سَرْمَداً.

و هو یأْکُل السَّمِیدَ کأَمِیر: الحُوَّارَی ،و عن کُراع:هو الطَّعَامُ ،و قال:هی بالدّال غیر معْجمه و بالذَّالِ أَفصحُ و أَشهَرُ.

و الإِسمیدُ الّذی یُسَمَّی بالفارسیّه: السَّمِد (1)،معرّب.

قال ابن سیدَه:لا أَدری أَ هو هذا الذی حکاه کُرَاع،أَم لا.

و قد نُسِبَ إِلیه أَبو محمّد عبدُ اللّه بن محمّد بن علیّ بنِ زِیادٍ،العَدْلُ المُحَدِّثُ .

و اسْمَدَّ الرَّجلُ اسمِداداً (2).و کذا اسْمادَّ اسْمِیداداً :وَرِمَ و قیل:وَرِمَ غَضَباً ،و قال أَبو زید:وَرِمَ وَرَماً شَدیداً.

و اسْمَادَّت یَدُه وَرمَتْ .و فی الحدیث:« اسمادَّتْ (3)رِجْلُهَا» انتفَخَتْ وَ وَرِمَت.و کلُّ شیْ ءٍ ذَهَبَ أَو هَلَکَ فقد اسمَدَّ و اسْمادَّ .و اسْمَادَّ من الغَضَبِ ،و اسْمَتادَّ الشیْ ءُ:ذَهَبَ و سَمَدَانُ ،محرّکهً :حِصْنٌ بالیَمَنِ عظیمٌ .

*و مما یستدرک علیه:

یقالُ للفَحْل إِذا اغتَلَم:قد سَمَدَ .

و وَطْبٌ سامِدٌ :مَلْآنُ مُنْتَصِبٌ .و هو مَجاز.

و سَمَدَ سُمُوداً :غَنَّی،قال ثعلب:و هی قلیلهٌ .

و قوله عَزَّ و جَلَّ : وَ أَنْتُمْ سامِدُونَ (4)فُسِّر بالغِناءِ.و

17- رُوِی عن ابن عَبّاس أَنه قال: السُّمُودُ :الغنَاءُ،بلُغَه حِمْیَر. و زاد فی الأَساس:لأَن المُغَنِّیَ یَرفَعُ رأْسَهُ و یَنْصِبُ صَدْرَه.و یقال لِلْقَیْنَه: أَسْمِدینا ،أَی أَلْهِینا بالغِنَاءِ،و هو مَجاز.و سَمَدَ الرّجلُ سُمُوداً :بُهِتَ .

و سَمَدَه سَمْداً :قَصَدَه،کصَمَدَه.

و سَمَدَ الأَرضَ سَمْداً :سَهَّلَها.

و سَمَّدها :زَبَّلَها.و المِسْمَد :الزَّبِیلُ (5)عن اللِّحْیَانیّ .

و اسمَادَّ الشیْ ءُ:ذَهَبَ .

و سَمَدُون ،مُحَرَّکهً :قَرْیَهٌ بمصر،فی المُنوفِیَّهِ .

إِنَّ المَنِیَّ إِذا سَرَی

فی العَبْدِ اصبحَ مُسْمَغِدَّا

أَسنَدُوا إِلیه فی مَشْرُبه». أَی صَعِدُوا.و هو مَجَاز، و أَسْنَدتُه أَنا،فیهما أَی فی الرُّقِیِّ و الاستناد.

و من المجاز: سَنَدَ لِلخَمْسینَ ،و فی بعض النسخ:فی الخَمْسِین (1)،و الأُولَی:الصوابُ ،إِذا قَارَبَ لهَا مُثِّل بِسُنودِ الجَبَلِ ،أَی رَقِیَ .

و سَنَدَ ذَنَبُ الناقَهِ :خَطَرَ فضَرَب قَطَاتَها یَمْنَهً و یَسْرَهً ، نقله الصاغانیّ .

و من المَجَاز:حَدِیثٌ مُسْنَدٌ ،و حدیث قَوِیُّ السَّنَدِ .

و الأَسَانِیدُ :قوائِمُ الأَحادِیثِ . المُسْنَدُ ،کمُکْرَم من الحَدِیثِ :ما أُسْنِدَ إِلی قائِلِهِ أَی اتَّصَلَ إِسنادُه حَتَّی یُسْنَد إِلی النّبیّ صلی اللّه علیه و سلم،و المُرْسَل و المُنقَطِعُ :ما لم یَتَّصِل.و الإِسناد فی الحدیث:رَفْعُه إِلی قائِلِه، ج: مَسانِدُ ،علی القیاس، و مَسَانِید -بزیاده التحتیّه إِشباعاً،و قد قیل إِنه لُغه.و حکَی بعضُهم فی مثلِه القیاسَ أَیضاً.کذا قاله شیخُنا- عن الإِمام مُحمدِ بنِ إِدْرِیسَ الشَّافِعِیِّ المُطَّلبیّ ،رضی اللّه عنه.

و یقال:لا أَفْعَلُه آخِرَ المُسْنَدِ ،أَی الدَّهْرِ ،و عن ابن الأَعْرابیّ :لا آتِیه یَدَ الدَّهْرِ،و یَدَ المُسْنَدِ ،أَی لا آتِیهِ أَبداً.

و المُسْنَدُ : الدَّعِیُّ ، کالسَّنِیدِ ،کأَمِیرٍ،و هذه عن الصاغانیِّ (2).قال لبید:

و جَدِّی فارسُ الرَّعْشَاءِ منهمْ

کَرِیمٌ لا أَجَدُّ و لا سَنِیدُ

و یروی:

رئیسٌ لا أَلَفُّ و لا سَنیدُ

و یُرْوَی أَیضاً:لا أَسَرُّ و لا سَنِیدُ .

و یقال:رَأَیْتُ بالمُسْنَد مَکتوباً کَذَا،و هو خَطٌّ بالحِمْیَرِیِّ مُخَالفٌ لِخَطِّنا هذا،کانوا یَکْتبونَه أَیّامَ مُلْکِهم فیما بینهم.

قال أَبو حاتم:هو فی أَیْدِیهِم إِلی الیومِ بالیَمَنِ ؛و

17- فی حدیث عبد الملک: «أَنَّ حَجَراً وُجِدَ علیه کِتَابٌ بالمُسْنَدِ ».

قال:هی کِتابهٌ قَدِیمهٌ .و قیل هو خَطُّ حِمْیَر.قال أَبوالعبَّاس: المُسْنَد :کَلامُ أَولادِ شِیث.و مثلُه فی«سِرّ الصناعه»لابن جِنیّ .

و المُسْنَدُ : جَبَلٌ م معروف، و عبدُ اللّه بنُ محمدٍ المُسْنَدِیُّ الجُعْفِیّ البُخَارِیّ ،و هو شیخُ البُخَارِیّ ،إِنَّما لُقِّب به لِتَتَبُّعِهِ المَسَانِدَ ،أَی الأَحادِیثَ المُسْنَدَهَ ، دُونَ المَرَاسِیلِ و المَقَاطِیعِ منها،فی حَدَاثَتِهِ و أَوّلِ أَمْرِهِ .ماتَ یَومَ الخَمِیس،لِسِتِّ لیالٍ بَقِینَ من ذی القَعْده،سنه تِسع و عشرین و مائتین.و من المُحَدِّثین مَن یکسر النون.

و سُنَیْدٌ کَزُبَیْرٍ ،لقبُ الحُسَیْن بن داوودَ المَصِیصِیّ ، مُحَدِّثٌ ،روَی عنه البُخَارِیُّ ،و له تفسیر مُسْنَد مشهور، و ولده جَعفَرُ بن سُنَیْد حَدَّث عن أَبیه.

و من المَجَاز: هُم مُتَسانِدُون ،أَی تَحتَ رایاتٍ شَتَّی، کلٌّ علی حِیَاله (3)،إِذا خَرَجَ کلُّ بنِی أَبٍ علی رایه، لا تَجْمَعُهُم رَایهُ أَمیرٍ واحدٍ.

و السِّنَادُ ،بالکسر:الناقَهُ القَوِیَّهُ الشَّدِیدَهُ الخَلْقِ ،قال ذو الرُّمّه:

جُمَالِیَّهٌ حَرْفٌ سِنَادٌ یَشُلُّها

وَظِیفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ ظَمْآنُ سَهْوَقُ (4)

قاله أَبو عَمْرٍو.و قیل:ناقَهٌ سِنَادٌ :طَوِیلهُ القوائِمِ ، مُسْنَدهُ السَّنَامِ .و قیل:ضامِرهٌ .و عن أَبی عُبَیْده:هی الهَبِیطُ الضَّامِرَهُ .و أَنکَرَه شَمِرٌ.

و قال أَبو عُبیدَه:من عُیوب الشِّعْرِ السِّنَادُ ،و هو:

اختِلافُ الرِّدْفَیْنِ ،و فی بعض الأُمَّهات:الأَرداف (5)فی الشِّعْر قال الدّمَامِینِیُّ :و أَحسَنُ ما قیل فی وَجْهِ تَسمِیتَهِ سِنَاداً أَنّهم یقولون:خَرَجَ بنو فلانٍ مُتَسَانِدین (6)،أَی خَرجوا علی رایاتٍ شَتَّی،فهم مُخْتَلِفُون غیرُ مُتَّفِقِین.فکذلک قَوَافِی الشِّعْرِ المُشْتَملِ علی السِّنادِ ،اختَلَفَتْ و لم تأْتَلِف بحَسب مَجارِی العادهِ فی انْتِظَامِ القوافِی.

ص:28

قال شیخُنا:و هذا نَقَله فی«الکافی»عن قُدَامَهَ ،و قال:

هو صادقٌ فی جَمیع وُجُوهِ السِّنَادِ ،ثم إِن السِّنَادَ کونُه اختلافَ الأَردافِ فقط هو قولُ أَبی عُبیدَهَ ،و قیل:هو کلُّ عَیْبٍ قَبْلَ الرَّوِیّ ،و هذا قول الأَکثر.

و فی شرح«الحاجبیه»: السِّنادُ أَحَدُ عُیوبِ القَوافِی.

و فی شرح الدّمَامینیّ علی«الخَزرَجِیّه»قیل:« السِّنَاد :کُلُّ عَیْبٍ یَلحَق القافِیَهَ ،أَیّ عیبٍ کان.و قیل:هو کلُّ عَیْبٍ سِوَی الإِقواءِ،و الإِکفاءِ،و الإِیطاءِ،و به قال الزَّجَّاحُ .و قیل:

هو اختلافُ ما قَبْلَ الرَّوِیِّ و ما بَعْدَه،من حَرَکَهٍ أَو حرْفٍ ، و به قال الرُّمَّانِیُّ ، و غَلِطَ الجَوْهَرِیُّ فی المِثَالِ و الرِّوایهِ الصحیحهِ ،فی قول عَبِیدِ بن الأَبرص:

ثم قال:

فإِن یَکُ فاتَنِی أَسَفاً شَبَابِی

و أَصْبَحَ رَأْسُهُ مِثلَ اللَّجِینِ

اللَّجِینُ ،بِفتح اللام،لا بِضَمهّ ،کما ضَبَطَه الجَوهَریُّ فلا سِنادَ حینئذٍ و اللَّجِین هو:الخِطمِیُّ المُوخَفُ و هو یُرْغِی وَ یشهَابُّ عِندَ الوَخْفُ . و سیأْتِی الوَخْفُ .و الذی ذکَرَه المُصنِّف من التصویب،للخُرُوجِ من السِّنَادِ هو زَعمُ جماعه.و العرب لا تَتحاشَی عن مِثله فلا یکون غلطاً منه، و الرِّوایه لا تُعَارَضُ بالروایه.

و فی اللسان،بعدَ ذِکْرِ البیتین:و هذا العَجُز الأَخیر غَیَّره الجوهریُّ فقال:

و أَصبَحَ رأْسُهُ اللُّجَیْنِ

و الصحیح الثابت:

و أَضْحَی الرَّأْسُ مِنّی کاللَّجِینِ (1)

و الصواب فی إِنشادِهما تَقْدِیمُ البیت الثانی علی الأَوّل.

و قد أَغفلَ ذلک المصنِّفُ .و رُویَ عن ابن سَلاَّمٍ أَنه قال:

السِّنَاد فی القوافی مثل:شَیْبٍ و شِیبٍ ،و سانَدَ فلانٌ فی شِعْرِه.و من هذا یقال:خَرَجَ القَوْمُ مُتَسَانِدِینَ .و قال ابنبُزُرْج: أَسْنَدَ فی الشِّعْر إِسناداً بمعنی سَانَد ،مثل إِسْنادِ الخَبَرِ، و یقال سانَدَ الشاعِرُ ،إِذا نَظَم کذلکَ و عن ابن سیده: سانَدَ شِعْرَه سِنَاداً ،و سانَدَ فیه،کلاهما خَالَفَ بین الحَرَکَاتِ الّتی تَلِی الأَرْدافَ (2).

قال شیخُنَا:و قد اتَّفَقُوا علی أَنَّ أَنواعَ السِّنَادِ خمسهٌ :

أَحدُها: سِنَادُ الإِشباعِ ،و هو اختلافُ حرَکِه الدَّخِیل،کقول أَبی فِراسٍ :

لَعَلَّ خَیالَ العامِرِیَّهِ زائِرُ

فَیُسْعَدَ مَهْجُورٌ و یُسْعَدَ هاجِرُ

ثم قال:

إِذا سَلَّ سَیْفُ الدَّوْلهِ السَّیْفَ مُصْلَتاً

تَحَکَّمَ فی الآجالِ یَنْهَی و یامُرُ

فحرکه الدَّخِیل فی هاجِر:کسره.و فی یامُرُ:ضَمّه.

و هذا مَنعَه الأَخفَشُ ،و أَجازه الخلیلُ ،و اختاره ابنُ القَطَّاع.

و ثانیها: سِنَادُ التَّأْسیس،و هو تَرْکُه فی بیتٍ دونَ آخرَ، کقول الشاعِرِ الحَمَاسِیّ :

لوَ أَنَّ صُدُورَ الأَمْر یَبْدُونَ للفَتَی

کأَعْقَابِهِ لم تُلْفِهِ یَتَنَدَّمُ

إِذا الأَرْضُ لم تَجْهَل علیَّ فُرُوجُها

و إِذْ لِیَ عن دَارِ الهَوَان مُرَاغَمُ

و ثالثها: سِنَاد الحَذْوِ،و هو اختلافُ حَرَکهِ ما قبلَ الرِّدْف، کقوله:

کأَنَّ سُیوفَنا مِنَّا و مِنْهُمْ

مَخَارِیقٌ بأَیْدِی اللاَّعِبِینا

مع قوله:

کأَنَّ مُتُونَهُنَّ مُتونُ غُدْرِ

تُصَفِّقُها الریاحُ إِذا جَرَیْنا

ص:29

و رابعها: سِنَاد الرِّدْف،و هو تَرْکُه فی بیت دُونَ آخَرَ، کقوله:

إِذا کُنْتَ فی حاجَه مُرْسِلاً

فأَرْسِلْ لَبِیباً و لا تُوصِهِ

و إِنْ بابُ أَمر علیکَ الْتَوَی

فشاوِرْ حکیماً و لا تَعْصِهِ

و خامسها. سِنادُ التَّوْجیه،و هو تَغَیُّرُ حَرَکَهِ ما قَبْلَ الرَّوِیّ المُقَیَّدِ،أَی السّاکن،بفتحهٍ مع غیرِهَا،و هو أَقبحُ الأنواعِ عند الخَلیل،کقول امریء القیس:

فلا و أَبیکِ ابنهَ العامِریّ

لا یَدَّعِی القَوْمُ أَنِّی أَفِرّ

تمیمُ بنُ مُرٍّ و أَشیاعُها

و کِنْدَهُ حَوْلی جَمیعاً صُبُرْ

إِذا رَکِبوا الخیلَ و اسْتَلأَمُوا

تَحَرَّقَتِ الأَرضُ و الیومُ قَرّ (1)

و یقال: سانَدتُه إِلی الشیْ ءِ،فهو یَتسانَدُ إِلیه،أَی أَسْنَدتُه إِلیه:قال أَبو زید.و سانَدَ فلاناً:عاضَدَهُ و کانَفَه ، و سُونِدَ المَرِیضُ ،و قال: سانِدُونی .

و سانَدَه علی العَمَلِ :کافأَه و جازَاه.

وَ سِنْدَادُ ،بالکسر علی الأَصل، والفتح فتکون النون حینئذ زائدهً ،إِذ لیس فی الکلام فَعْلاَل،بالفتح: نهرٌ، م معروف،و منه قولُ الأَسودِ بن یَعْفُرَ:

ماذا أُؤَمِّلُ بعدَ آلِ مُحَرِّقٍ

تَرَکُوا منازِلَهُم وَ بعدَ إِیادِ

أَهْلِ الخَوَرْنَقِ و السَّدِیرِ و بارِقٍ

و القصْرِ ذِی الشُّرُفاتِ مِن سِنْدادِ

و فی«سفر السعاده»للعَلَم السَّخَاوِیّ أَنه موضع أَو اسمُ قَصْرٍ بالعُذَیْبِ و به صَدَّر فی«المراصد».و قیل:هی من مَنازِلَ لإِیادٍ أَسفلَ سَوادِ الکُوفه،و کان علیه قَصْرٌ تَحُجُّ العَربُ إِلیه.

و سَنْدَانُ الحَدَّادِ،بالفتح معروف.

و کذا سَنْدانُ : وَلَدُ العَبّاس المُحَدِّثِ ، کذا فی النُّسخ.

و الصّوَاب والِدُ العَبّاس،کما هو نصّ الصاغانیّ .روَی العبّاس هذا عن سَلَمَهَ بن وَرْدَانَ بخبَرٍ باطلٍ .قال الحافظ :

الآفهُ ممَّن بَعْدَه.

و السِّندَان بالکسر:العظیمُ الشَّدِیدُ من الرِّجالِ و من الذَّئَابِ ،یقال:رَجُلٌ سِنْدانٌ ،و ذِئْب سِنْدانٌ أَی عَظِیمٌ شدیدٌ.نقله الصاغانی.

و السِّندانهُ بهاءٍ هی: الأَتانُ نقله الصاغانیّ .

و السَّنْد ،بالکسر: بلادٌ،م معروفه،و علیه الأَکثرُ، أَو ناسٌ ،أَو أَنَّ أَحدَهما أَصلٌ للآخَر.و اقتصر فی«المراصد» علی أَنَّه بلادٌ بین الهِند وَ کِرْمَان و سِجِسْتان،و الجمع. سُنودٌ و أَسْنَادٌ . الواحد: سِنْدِیٌّ و ج: سِنْدٌ مثل زِنْجِیٍّ و زِنْجٍ .

و السِّنْد : نَهْرٌ کبیرٌ بالهِنْدِ ،و هو غیر بلاد السِّنْد .نقله الصاغانیُّ و السِّنْد : ناحیهٌ بالأَندَلُسِ ،و السِّنْد : د ، بالمَغْرب أَیضاً.

و السَّنْد بالفتح:د،بِبَاجَهَ من إِقلیمِها.نقلَهُ الصاغانیّ .

و السِّنْدِیُّ ،بالکسر اسم فَرَسِ هِشَامِ بنِ عبدِ المَلِک بن مَرْوَانَ .

و السِّنْدِیّ لَقَبُ ابنِ شَاهَکَ صاحبِ الحَرَسِ ببغدادَ أَیّامَ الرَّشِیدِ،و هو القائل:

و الدَّهْرُ حَرْبٌ لِلْحَیِ

یّ وَ سِلْمُ ذِی الوَجْهِ الوَقاحِ

وَ علَیَّ أَن أَسعَی ولَی س

َ عَلَیَّ إِدْرَاکُ النَّجَاحِ

و من وَلَده:أَبو عَطاءٍ السِّنْدیُّ الشَّاعِرُ المشهور (2)،ذکَرَهْ

ص:30

أَبو تَمَّام فی«الحماسه».

و السِّنْدِیَّهُ :ماءَهُ غربیَّ المُغِیثه علی ضَحْوَهٍ من المُغِیثَه، و المُغِیثَه علی ثلاثهِ أَمیالٍ من حَفِیر.

و السِّنْدِیَّه : ه ببغدادَ علَی الفُراتِ ،نُسِبَت إِلی السِّنْدِیّ بن شاهَکَ ، منها المُحَدِّثُ أَبو طاهرٍ محمّدُ بنُ عبدِ العَزِیزِ السِّنْدِوَانِیُّ (1)،سکَنَ بغدادَ،روَی عن أَبی الحَسَن علیّ بن محمّد القَزْوِینِیِّ الزَّاهِد،و تُوفِّی سنه 503 (2)و إِنما غَیَّرُوا النِّسْبَه،للفَرْقِ بینِ المنسوب إِلی السِّنْد ،و إِلی السَّنْدِیّه .

و من المجاز: ناقَهٌ مُسَانِدَهُ القَرَا:صُلْبَتُه،مُلاحِکَتُه، أَنشد ثَعْلَب:

مُذَکَّرَهُ الثُّنْیَا مُسَانِدَهُ القَرَا

جُمَالِیَّهٌ تَخْتَبُّ ثم تُنِیبُ

و قال الأَصمعیُّ :ناقهٌ مَسَانِدهٌ : مُشْرِفهُ الصَّدْرِ و المُقَدَّمِ ، أَو ناقَهٌ مسانِدهٌ : یُسانِدُ بَعضُ خَلْقِها بَعْضاً، و هو قَول شَمِرٍ.

و سِنْدَیُونُ ،بکسر السین و سکون النُّون و فتْح الدال و ضمّ المُثَنَّاه التَّحْتِیَّه:قَرْیتانِ بمصر،إِحداهما بِفُوَّهَ ،فی إِقلِیم المزاحمتین علی شَطِّ النِّیلِ و الأُخْرَی بالشَّرْقِیَّهِ قَرِیبَه من قَلْیُوبَ .و قد دَخلتُهما.

*و مما یستدرک علیه:

المَسانِدُ جمع مِسْنَد ،کمِنْبر،و یفتح:اسمٌ لما یُسنَد إِلیه:

و خُشُبٌ مُسَنَّدَهٌ (3)شُدِّد للکَثْرَهِ .

و أَسْنَدَ فی العَدْوِ:اشتَدَّ وجَدَّ.

و الإِسناد : إِسناد الرَّاحِلهِ فی سَیْرِهَا،و هو سَیْرٌ بَیْنَ الذَّمِیلِ و الهَمْلَجَه.

و السَّنَد :أَن یَلْبَس قَمِیصاً طَوِیلاً،تَحْتَ قَمِیصٍ أَقْصَرَ منه.قال اللّیْث:و کذلک قُمُصٌ صِغَارٌ من خِرَق مُغَیَّببعضُها تَحْتَ بَعْضٍ .و کُلُّ ما ظَهَرَ من ذلک یُسَمَّی سِمْطاً (4).

و

17- فی حدیث أَبی هُرَیْرَه: «خَرَجَ ثُمامَهُ بنُ أُثَالٍ و فُلانٌ مُتَسَانِدَیْن ». أَی مُتَعَاوِنَیْنِ ،کأَنَّ کُلَّ واحِدٍ منهما یُسْنِد علی الآخَر وَ یَسْتَعِینُ به.

و قال الخَلِیل:الکلامُ سَنَدٌ و مُسْنَدٌ إِلیه، فالسَّنَدُ (5)کقولک:عبدُ اللّه رَجُلٌ صالِحٌ ،فعبدُ اللّهِ : سَندٌ .و رجلٌ صالِحٌ : مُسْنَدٌ إِلیه.

و غیرِه یقول: مُسْنَدٌ و مُسْنَدٌ إِلیه.

و سَنَدٌ ،محرَّکَهً :ماءٌ معروفٌ لبنی سَعْدٍ.

و سَنْدَه ،بالفتح:قَلْعَهٌ بجبال هَمَذان (6)و السَّنْدَان ، بالفتح:جَدُّ عبد اللّه بن أَبی بکر بن طُلَیْب المحدِّث،عن عبد اللّه بن أَحمد بن یوسف.

و فی الأَساس:و من المجاز:أَقبلَ علیه الذِّئبانِ مُتسانِدَیْنِ :[متعاضدین] (7)،و غزَا فُلانٌ و فُلانٌ مُتَسَانِدَیْنِ .

و عن الکسائیّ :رَجُلٌ سِنْدَأْوَهٌ و قِنْدَأْوَهٌ ،و هو الخفیف.

و قال الفرَّاءُ:هی من النُّوقِ :الجَرِیئهُ .و قال أَبو سَعِیدٍ:

السِنْدَأْوَهُ :خِرْقَهٌ تکونُ وِقَایَهً ،تَحْتَ العِمَامَهِ ،من الدُّهْنِ .

و الأَسنادُ :شَجَرٌ.قلت:و المعروف: السِّنْدِیانُ .

و السَّنْدَان :الصَّلاَءَهُ .

و المُسَنَّدهُ و المِسْنَدِیَّهُ :ضرْبٌ من الثِّیَاب.

و سَنَادِیدُ :قریهٌ بمصر،من أَعمال الکُفُورِ الشَّاسِعه.

و السَّنَدُ ،محرّکَهً ،بلدٌ معروفٌ فی البادیه،و منه قوله:

یا دَارَمَیَّهَ بالعلیاءِ فالسَّنَدِ

أَقْوَتْ و طالَ علیها سالِفُ الأَمَدِ

و سَنْدَانُ ،بالفتح:قَصَبَهُ بلادِ الهِند،مقصودٌ للتجاره.

ص:31

و سِنْدان ،بالکسر:وادٍ فی شِعْر أَبی دُوَاد.کذا فی معجم البکریّ (1).

و الأَسْوَدُ :الحَیَّهُ العَظِیمهُ و فیها سَوادٌ ،و الجمع أَسْوَداتٌ ، و أَساوِدُ (1)،و أَساوِیدُ ،غَلَبَ غَلَبَهَ الأَسماءِ.و الأُنثی: أَسْوَدَهٌ ، نادرٌ.

و إِنما قیل للأَسْودِ : أَسْوَدُ سالِخٌ ،لأَنه یَسْلُخُ جِلْدَه فی کُلِّ عامٍ .و أَما الأَرقَمُ فهو الّذی فِیه سَوادٌ و بیاضٌ .و ذُو الطُّفْیَتَیْنِ :الّذِی له خَطَّانِ أَسْودانِ .

قال شَمِرٌ: الأَسودُ :أَخْبَثُ الحَیَّاتِ ،و أَعظمُها، و أَنکاها (2)،و هی من الصِّفه الغالبه،حتّی استُعْمِل استعمالَ الأَسماءِ و جُمِعَ جَمْعَها،و لیس شیْ ءٌ من الحَیَّاتِ أَجرأَ منه، و ربما عارَضَ الرُّفْقَهَ ،و تَبِعَ الصَّوْتَ ،و هو الّذِی یَطلُبُ بالذَّحْلِ ،و لا یَنجو سَلِیمُه.و یقال:هذا أَسْودُ ،غَیْرُ مُجْرًی.

و الأَسودُ : العُصْفُورُ، کالسَّوَادِیَّهِ و السُّودانَهِ و السُّودانِیَّه ، بضمّ السِّین فیهما،و هو طُوَیْئِرٌ کالعُصْفور،قَبْضَهَ الکَفِّ ، یأْکل التَّمْرَ،و العِنَبَ ،و الجرادَ.

و الأَسود من القَومِ :أَجَلُّهُم.

و

17- فی حدیثِ ابنِ عُمَرَ: «ما رأَیتُ بعْدَ رَسولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلم أَسودَ مِن مُعَاوِیَهَ ،قیل:و لا عُمَرَ؟!.قال:کانَ عُمَرُ خَیْراً منه،و کان هو أَسْوَدَ مِن عُمَرَ!!». قیل:أَراد أَسْخَی و أَعطی للمال.و قیل:أَحْلَمَ منه.

و من المجاز:ما طَعَامُهُمْ إِلاّ الأَسْوَدانِ ،و هما: التَّمْرُ و الماءُ قاله الأَصمعیُّ و الأَحمَرُ؛و إِنما الأَسودُ التَّمْرُ،دون الماءِ،و هو الغالبُ علی تَمْر المدینهِ ،فأُضِیفَ الماءُ إِلیه، و نُعِتَا جَمیعاً بِنَعت واحد إِتْبَاعاً.و العَربُ تفعل ذلک فی الشَّیْئیْنِ یَصْطَحِبانِ و یُسَمَّیان (3)معاً بالاسْمِ الأَشْهرِ منهما، کما قالوا:العُمرَانِ ،لأَبی بَکْر و عُمَرَ،و القَمَرَانِ ،للشَّمْس و القمر.

و

16- فی الحدیث: أَنَّهُ أَمَرَ بقَتْلِ الأَسْوَدَیْنِ ». قال شمِر:أَراد بالأَسوَدینِ : الحَیَّه و العَقْرَبَ ،تغْلِیباً. و اسْتادُوا بَنِی فُلانٍ اسْتِیَاداً ،إذا قَتلُوا سَیِّدَهُم ،کذا قاله أَبو زید، أَو أَسَرُوه،أَو خَطبُوا إِلیهِ ،کذا عن ابن الأَعرابیِّ ، أَو تَزوَّج سیِّدهً من عقائلِهم،عنه أَیضاً،و استادَ القوْمَ ، و استادَ فیهم:خَطَب فیهم سَیِّدَهً ،قال:

تَمَنَّی ابنُ کُوزٍ و السَّفَاهَهُ کاسْمِهَا

لِیَسْتَادَ مِنَّا أَنْ شَتَوْنَا لَیالیَا

أَراد:یتزوَّجُ مِنَّا سَیِّدهً لِأَنْ أَصابَتْنَا سَنَهٌ .و قیل اسْتَادَ الرَّجلُ ،إِذا تَزَوَّجَ فی سادهٍ .

و من المجاز:یقال:کَثَّرْتُ سَوَادَ القَوْمِ بِسَوادِی ،أَی جَماعَتَهم بشَخْصی. السَّوادُ :الشَّخْصُ ،لأَنه یُرَی مِن بَعیدٍ أَسْوَدَ .و صرَّحَ أَبو عبید بأَنه شَخْصُ کُلِّ شَیْ ءٍ من مَتاع و غیرِهِ ،و الجمع أَسْوِدَهٌ ،و أَساوِدُ جَمْعُ الجمْعِ و أَنشد الأَعشی:

تَنَاهَیْتُمُ عَنَّا و قد کَانَ فِیکُمُ

أَساوِدُ صَرْعَی لم یُوسَّدْ قَتِیلُها (4)

یعنی بالأَساوِدِ شُخوصَ القَتْلَی.

و قال ابنُ الأَعرابیّ فی قولهم:لا یُزَایِلُ سَوادِی بَیاضک، قال الأَصمعیّ :معناه لا یُزایِلُ شخْصِی شَخْصَک. السَّوادُ ، عند العرب:الشَّخْصُ ،و کذلک البیاضُ .

و

16- فی الحدیث: «إِذا رَأَی أَحَدُکُمْ سَواداً بِلَیْل فلا یَکُنْ أَجْبَنَ السَّوَادَیْن فإِنَّه یَخافُکَ کما تَخَافُهُ ». أَی شَخْصاً و عن أَبی مالِکٍ : السَّوادُ : المالُ و لفُلانٍ سَوادٌ ،المالُ الکَثِیرُ ، و یقال: سَوادُ الأَمیرِ:ثَقَلُه.

و من المَجَاز: السَّوادُ من البَلْدَهِ :قُرَاها ،و قد یقال:

کُورَه کذا و کذا،و سَوادُهَا ،أَی (5)ما حوالَیْ قَصَبَتِها و فُسْطَاطِهَا،من قُرَاهَا و رَسَاتِیقها.و سَوادُ البصرهِ و الکُوفَه:

قُرَاهما.

ص:33

و من المجاز:علیکُم بالسَّواد الأَعظم، السَّوَادُ : العَدَدُ الکثیرُ من المُسْلِمین تَجمَّعَت علی طاعهِ الإِمام.

و السَّواد ، من النَّاسِ :عامَّتُهُم ،و هم الجُمْهُورُ الأَعظم، یقال أَتانِی القَوْمُ أَسْوَدُهم و أَحمرُهم،أَی عَربُهم و عَجَمُهم.

و یقال:رأَیتُ سَوادَ القَومِ ،أَی مُعْظَمَهم.

و سَوادُ العَسْکَرِ:ما یَشْتَمِل (1)علیه من المَضارِبِ ، و الآلات،و الدّوابِّ ،و غیرها.

و یقال:مَرَّتْ بنا أَسْوِدَاتٌ من الناسِ ،و أَساوِدُ ،أَی جماعاتٌ .

و من المجاز:اجْعَلْهم فی سَوَادِ قَلْبِکَ ، السوادُ من القَلْبِ :حَبَّتُهُ ،و قیل:دَمُه، کسَوْدائِهِ و أَسْوَدِهِ ،یقال:رَمَیْتُه فأَصَبْتُ سَوادَ قَلْبِهِ ، و إِذا صَغَّروه رَدُّوه إِلی سُوَیْدَاءَ ،یقال:

أَصاب فی سُوَیْدائِهِ ،و لا یقولون سَوْدَاءَ قَلْبِه،کما یقولون:

حَلَّق الطائرُ فی کَبِد السَّماءِ،و فی کُبَیْدِ السماءِ.

و السَّوَاد : اسمٌ ،و هو فی الأَعلام کَثیرٌ، کسَوادِ بن قارِب (2)و غیره.

و السَّوَادُ : رُسْتَاقُ العِرَاقِ و سَوادُ کلِّ شیءٍ:کُورَهُ (3)ما حولَ القُرَی و الرَّساتِیقِ ،و عُرِف به أَبو القاسِمِ عُبَیْدُ اللّهِ بنُ أَبی الفَتْح أَحمد بن عثمان البَغْدَادِیّ الإِسکافیّ الأَصل، السَّوَادیّ .

و السَّواد : ع قُرْبَ البَلْقَاءِ.

و من المجاز: السِّواد بالکسر:السِّرَارُ. سادَ الرجلَ سَوْداً و سَاوَدَه سِواداً ،کلاهما سارَّهُ فأَدْنَی سَوَادَه من سَوادِهِ ، و یُضَمُّ فیکون اسماً،قاله ابن سیده .

و عند أَبی عُبَیْدٍ، السُّوَاد ،بالکَسْر،و الضّمّ :اسمان (4).

و قد تقدَّم فی مِزَاح و مُزاح.و أَنکر الأَصمعیُّ الضَّمَّ ،و أَثبته أَبُو عُبیدٍ و غیرُه.و قال الأَحمر:هو من إِدناءِ سَوَادِکَ من سَوادِه ،أَی شَخْصِکَ من شَخْصِه.قال أَبو عُبَیْد:فهذا من السِّرَار،لأَن السِّرار لا یکون إِلاَّ من إِدناءِ السَّوَادِ (5).

و قیل لابنهِ الخُسِّ :لِمَ زَنَیْتِ و أَنتِ سَیِّدَهُ قَومِکِ ؟فقالت:

قُرْبُ الوِساد،و طُولُ السِّوَاد .قال اللِّحیانیّ : السِّوادُ هنا:

المُسارَّهُ ،و قیل:المُرَاوَدهُ ،و قیل:الجِمَاعُ ،بعَینه.

و السُّوَاد ، بالضّمّ :داءٌ للغَنَمِ تَسْوادُّ منه لُحومُها فتَموتُ ، و قد یُهمز فیقال: سُئِدَ ،کَعُنِیَ ،فهو مَسْئُودٌ. و ماءٌ مَسْوَدَهٌ :

یأْخُذُ علیه السُّؤَادُ (6).و قد ساد یَسُود :شَرِبَ المَسْوَدهَ ، و السُّوَاد : داءٌ فی الإِنسانِ ،و هو وَجَعٌ یَأْخُذ الکَبِدَ من أَکْل التَّمْرِ،و ربَّمَا قَتَل.

و السُّوَاد : صُفْرهٌ فی اللِّوْنِ و خُضْرَه فی الظُّفُرِ یُصیب القَوْمَ من الماءِ المِلْحِ ،و هذا یُهْمَز أَیضاً.

و السِّید بالکسر:الأَسَدُ ،فی لُغَه هُذَیْل،قال الشاعر:

کالسِّیدِ ذی اللِّبْدهِ المُسْتأْسِدِ الضَّارِی

و هنا ذَکَرَه الجَوهریُّ و غیرُه،و هو قولُ أَکثرِ أَئِمَّه الصَّرْف.

قال ابن سیده :و حملَه سیبویه علی أَن عَینَه یاءٌ،فقال فی تحقیرِهِ : سُیَیْد کَذُیَیْل.قال:و ذلکَ أَنَّ عینَ الفِعْلِ لا یُنْکَرُ أَن تکون یاءً،و قد وُجِدت فی سِیدٍ ،یاءٌ،فهی علی ظاهِر أَمْرِهَا إِلی أَن یَرِدَ ما یَسْتَنْزِلُ عن بادئِ حالِها.

و

17- فی حدیثِ مسعودِ بن عمرٍو: «لکَأَنِّی بِجُنْدَبِ بنِ عمرٍو أَقبل کالسِّید ». أَی الذِّئْب یقال: سِیدُ رَمْلٍ ،کما فی الصحاح،و الجمع سُودان (7)، کالسِّیدَانهِ ،بالکسر.و امرأَه سِیدَانهٌ :جَرِیئهٌ .و منهم من جَعلَ السِّیدانهَ أُنثَی السِّید ، و هو ظاهرُ سِیاقِ الصاغانیّ .

ثم إِن ظاهِرَ عبارهِ المصنِّف أَنَّ إِطلاق السِّید علی الأَسد أَصاله،و علی الذِّئب تَبعاً،و المعروف خِلاَفه؛ففی الصّحاح: السِّید :الذِّئبُ و یقال: سِیدُ رَمْلٍ ،و الجمع سِیدَانٌ ،و الأُنثَی: سِیدَهٌ ،عن الکسائِیّ .و ربما سُمِّیَ به الأَسد و هو الّذی جَزَم به غیرُه.

ص:34

و السّیّد ، ککَیِّسٍ و إِمَّع:المُسِنُّ من المَعْزِ، الأُولَی عن الکسائیّ ،و الثانیهُ عن أَبی علیٍّ ،و منه

16- الحَدیث: «ثَنِیُّ الضَّأْنِ خَیْرٌ من السّیّد من المَعْزِ». قال الشاعر:

سَوَاءٌ علیهِ شَاهُ عامٍ دَنَتْ لَه

لِیَذْبَحَهَا للضَّیْفِ أَم شَاهُ سَیِّدِ

کذا رواه أَبو علیّ عنه،و قیل هو الجَلِیل و إِن لم یکن مُسِنًّا.و قَیَّده بعضٌ بالتَّیْسِ و هو ذَکَر المَعْز.و عَمَّمَ بعضُهم فی الإِبِل و البَقَرِ بما

14- جاءَ عن النّبیِّ ،صلی اللّه علیه و سلم: «أَن جِبریلَ قال لی:اعلَمْ یا محمدُ أَن ثَنِیَّه من الضَّأْنِ خَیْرٌ من السَّیِّد من الإِبِلِ و البَقَرِ».

و السُّوَیْدَاءُ :ه بِحَوْرانَ .منها أَبو محمد عامِرُ بنُ دَغَشِ ابن حِصْن (1)بن دَغَش الحَوْرَانِیّ صاحِبُ الإِمامِ أَبی حامِدٍ الغَزَالِیِّ رَضی اللّه عنه،تفَقّه به،و سمعَ أَبا الحُسَیْنِ بنَ الطُّیُوریّ ،و عنه ابنُ عساکر،توفِّیَ [حدود] (2)سنه 530.

و السُّوَیْداءُ : ع قُرْبَ المدینهِ علی ساکنها أَفضلُ الصّلاه و السَّلام.

و السُّوَیْداءُ : د،بین آمِدَ و حَرَّانَ .

و السُّوَیْداءُ : ه،بین حِمْصَ وَ حَماهَ .

و

16- فی الحدیث: «ما مِن داءٍ إِلاّ فی الحَبَّه السَّوداءِ له شفاءٌ إِلاّ السَّامَّ ». أَراد به الشُّونِیز ،و یقال فیه السُّوَیْدَاءُ أَیضاً.

قال ابن الأَعرابیِّ :الصّواب الشِّینِیز قال:کذلک تقول العربُ .و قال بعضُهم:عَنَی به الحَبَّهَ الخَضْراءَ،لأَنَّ العَرَب تُسمِّی الأَسودَ أَخْضَرَ،و الأَخضرَ أَسْوَدَ . و التَّسَوُّد :التّزوُّج و

17- فی حدیثِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ ،رضی اللّه عنه: «تَفَقَّهُوا قبلَ أَن تَسَوَّدُوا ». قال شَمِرٌ:معناه تَعلَّموا الفِقْه قبلَ أَن تَزَوَّجُوا فتَصِیرُوا أَربابَ بیوت فتشتغلوا بالزَّواجِ عن العِلْمِ ،من قولهم: استادَ الرَّجلُ ،إِذا تَزوَّجَ فی ساده (3). و أُمَّ سُوَیْدٍ : مِن کُنَی الاسْت.

و السَّوْدُ ،بالفتح:سَفْحٌ من الجَبَلِ مُسْتَدِقٌّ فی الأَرض، مُسْتَو کثیرُ الحِجَارهِ السُّودِ خَشِنُهَا،و الغالِبُ علیها لَوْنُ السَّوادِ ،و قَلَّمَا یکون إِلاَّ عِنْدَ جَبَل فیه مَعْدِنٌ .قاله اللَّیْث.

و الجَمْع: أَسوادٌ .و القِطْعَهُ منه (4)بهاءٍ،و منه سُمِّیَت المَرْأَهُ سَوْدَهَ ،منهن: سَوْدَهُ بنت عَکِّ بن الدِّیث بن عَدْنَان:أُمّ مُضَرَ (5)بن نِزَار،و سَوْدَهُ بنْت زَمْعَهَ ،زوجُ النَّبیّ ،صلی اللّه علیه و سلم.

و السَّوْد فی شِعْر خِداشُ بنِ زُهَیْرٍ العامریّ :

لهم حَبَقٌ و السَّوْدُ بَیْنِی و بَیْنَهُمْ

یَدِی لَکُمُ والزّائراتِ المُحَصَّبَا

هکذا أَنشده الجوهریُّ ،و فی بعض نُسَخ الصّحاح:

یَدَیَّ لکُمْ .

قال الصاغانیُّ :و کلٌّ تَصْحِیفٌ .و الرِّوایه:

بِذِی بُکُمٍ و العَادِیَاتِ المُحَصّبَا

و بُکُمٌ بضمتین-هو: جِبَالُ قَیْسٍ ،و

16- فی حدیث أَبی مِجْلَز: «خَرَجَ إِلی الجُمُعَهِ و فی الطّرِیقِ عَذِراتٌ یابِسَهٌ ، فجعل یَتَخَطَّاهَا و یقول:ما هذه الأَسْوَداتُ ». هی جَمْع سَوْدَات .و سَوْداتٌ جَمْع سَوْدهٍ ،و هی القِطْعَهُ من الأَرض فیها حِجَارهٌ سُودٌ خَشِنَهٌ ،شَبَّهَ العَذِرَهَ الیابِسَهَ بالحِجَارهِ السُّودِ .

و التَّسْوِیدُ :الجُرْأَهُ .و التَّسْوِیدُ : قَتْلُ السّادهِ ،قال الشاعر:

فإِنْ أَنتُمُ لم تَثْأَرُوا و تُسَوِّدوا

فکُونُوا بَغَایَا فی الأَکُفِّ عِیَابُها (6)

یعنی عَیْبهَ الثِّیابِ .و قال الأَزهریُّ : تُسَوِّدُوا :تَقْتُلوا.

و التَّسْوِیدُ : دَقُّ المِسْحِ البالِی من الشَّعرِ لیُدَاوَی به أَدْبَارُ الإِبلِ ،جمعُ دَبَرٍ،مُحَرَّکهً ،قاله أَبو عُبَیْدٍ.و قد سَوَّد الإِبِلَ تَسْوِیداً ،إِذا فَعَلَ بها ذلک.

ص:35

و من المجاز:رَمَی فلانٌ بِسَهْمِه الأَسودِ ،و سَهْمِهِ المُدَمَّی: السَّهْم الأَسودُ هو المُبَارَکُ الّذی یُتَیَمَّنُ بِهِ ،أَی یُتَبَرَّک،لکَوْنه رُمِیَ بِهِ فأَصابَ الرَّمِیَّهَ ، کأَنه (1)اسوَدَّ من الدَّم،أَو من کَثْرهِ ما أَصابَهُ الیَدُ ،هکذا فی سائر النُّسخ.

و الصواب:أَصَابَتْه (2)الیدُ.و نَصُّ التکمله:ما أَصابه من دَمِ الصَّیْدِ.قال الشاعر:

قالتْ خُلَیْدهُ لَمَّا جِئْتُ زائِرَها

هَلاَّ رَمَیْتَ ببعْضِ الأَسْهُمِ السُّودِ (3)

و أَسْوَدُ العَیْنِ ،و أَسْوَدُ النَّسَا،و أَسْوَدُ العُشَارَیَاتِ ،کذا فی النُّسخ.و الصواب العُشَارَات و أَسْوَدُ الدِّمِ و أَسْوَدُ الحِمَی:جِبَالٌ .

قال الهَجَرِیُّ : أَسْوَدُ العَیْنِ فی الجَنُوب من شُعَبَی.و قال النَّابِغهُ الجَعْدِیُّ فی أَسوَدِ الدَّم:

تَبَصَّر خَلیلِی هَل تَرَی من ظَعَائِن

خَرَجْنَ بنِصْفِ اللَّیْلِ من أَسْوَدِ الدَّمِ ؟

و قال الصاغانیُّ : أَسْوَدُ العُشَارَات فی بلادِ بَکْرِ بن وائِلٍ ، و أَسْوَدُ النَّسا،[جَبَلٌ ] (4)لأَبی بکر بن کِلاب.و أَنشد شاهداً لأَسودِ العَیْن:

إِذا زالَ عنکُم أَسودُ العَیْنِ کُنْتُمُ

کِراماً و أَنتمُ ما أَقَامَ لِئامُ (5)

أَی لا تکونون کِراماً أَبداً (6).

و أَسْوَدَهُ :موضِعٌ للضِّبَابِ (7)،و هو اسمُ جَبَلٍ لهم.

و سُودٌ ،بالضَّمّ ،اسم. و بنو سُودٍ بُطونٌ من العَرب.

و سِیدَانُ بالکسر :اسْمُ أَکَمَه ،قال ابن الدُّمَیْنه:

کأَنَّ قَرَا السِّیدانِ فی الآلِ غُدْوَهً

قَرَا حَبَشِیٍّ فی رِکَابَیْنِ واقِفِ

و سِیدانُ بنُ مُضارِبٍ :مُحَدَثٌ .

و عن ابن الأَعرابیّ : المُسَوَّد ،کمُعَظَّم:أَن تَأْخُذَ المُصْرَانَ (8)فتُفْصَدَ فیها النّاقهُ ،و یُشَدَّ (9)رأْسُها،و تُشْوَی و تُؤْکَلَ ،هذا نصّ عباره ابن الأَعرابیّ ،و قد تَبِعه المصنّف، فلا یُعَوَّل بما أَوردَهُ علیه شیخُنا من جعْلِ المُصْرانِ هو نَفْس المسوَّد .

و ساوَدَهُ :کابَدَهُ ،کذا فی النُّسخ.و فی التکمله:کایَدَه، بالتحتیه،أَو راودَه،و قد تقدَّم.

و سَاوَدَ الأَسَدَ:طَرَدَهُ .

و سَاوَدَت الإِبِلُ النَّبَاتَ :عالجَتْهُ بأَفْوَاهِهَا و لم تَتَمَکَّنْ منه لِقِصَرِهِ و قِلَّتِهِ .

و ساوَدَه : غالَبَه فی السُّودَدِ .أَو فی السَّواد . فی الأَساس: ساوَدْتُه فَسُدْتُه :غَلَبْتُه فی السُّودَدِ .و فی اللسان:

و سَاوَدْتُ فلاناً فسُدْتُه ،أَی غَلَبْتُه بالسَّوادِ (10)،و السُّودَدِ جَمِیعاً.

و السَّوَادِیَّهُ :ه بالکوفه ،نُسِبتْ إِلی سَوَادَهَ بنِ زَیْدِ بنِ عَدیٍّ .

و السَّوْداءُ :کُورهٌ بِحِمْصَ ،نقله الصاغانیُّ .

و السَّوْدَتانِ :ع (11)،نقله الصاغانیُّ .

و أُسَیِّدٌ مُصغَّراً عن الأَسْودِ ،و إِن شِئْت قُلْتَه:

أُسَیْوِد : عَلَمٌ . قالوا:هو تَصْغِیر تَرْخِیمٍ ،و نَبَّهَ علیه

ص:36

الجوهریُّ و غیرُه،قالوا:هو أُسَیِّد بن عَمْرِو بن تَمِیم،نقلَه الرشاطیّ .و ذَکر منهم من الصاحبه.حَنْظَله بن الرَّبِیع بن صَیْفِیٍّ الأُسَیِّدیّ ،و هو ابن أَخِی أَکْثَمَ بنِ صَیْفِیّ .و زَعَمَتْ تَمِیمٌ أَن الجِنَّ رَثَتْه،و أَمَّا النِّسْبَه إِلی جَدٍّ (1)فأَبُو بَکْرٍ محمد بن أَحمد بن أُسَید بن محمد بن الحَسَن بن أُسَید بن عاصم المَدِینیّ ،توفِّی سنه 468:یُشَدِّدها المحدِّثون و النُّحْاه یُسکِّنونها.

و أُسَیِّدَه ابنهُ (2)عمرِو بن رَبَابهَ نقلَه الصاغانیُّ .

و یقال: ماءٌ مَسْوَدَهٌ ،کمَفْعَله.یُصاب علیه السُّوادُ ، بالضمّ ،أَی مِن شرْبِه، و ساد یَسودُ :شَرِبَها ،أَی المَسْوَدهَ ، و قد تقدَّم.

و عُثْمَان بن أَبی سَوْدَهَ ،بالفتح: مُحَدِّثٌ ،نقله الصاغانیُّ .

*و مما یستدرک علیه:

سَوِدَ الرَّجل،کما تقول:عَوِرَتْ عَیْنه،و سَوِدْت أَنا،قال نُصَیْب:

سَوِدْتُ فلَمْ أَملِکْ سَوَادِی و تَحْتَه

قَمِیصٌ من القُوهِیِّ بِیضٌ بَنَائِقُهْ

و سَوَّدْت الشَّیْ ءَ،إِذا غَیَّرْت بیاضَه سَوَاداً .و سَاوَدَه سِوَاداً :لَقِیَهُ فی سَوادِ اللَّیْل.

و یقال:کَلَّمْته فما رَدَّ علیَّ سَوْدَاءَ و لا بیضاءَ،أَی کلمهً قَبِیحَهً و لا حَسَنهً ،أَی رَدَّ علیَّ شیئاً.و هو مَجاز.

و السَّوَادُ :جَماعَهُ النَّخْلِ و الشَّجَرِ،لخُضْرته و اسْوِدادِه ، و قیل:إِنما ذلک لأَن الخُضْرَهَ تقارِبُ السَّوادَ .

و السَّوَادُ و الأَسْوِدَاتُ و الأَسَاوِدُ :الضُّرُوبُ المُتَفرِّقُونَ .

و الأَسْوَدَانِ :الماءُ و اللَّبَنُ ،و جعَلَهما بعضُ الرُّجّازِ:الماءَو الفَثَّ ،و هو ضَرْبٌ من البَقْلِ یُخْتَبَزُ فیُؤْکَل،قال:

الأَسْوَدانِ أَبْردَا عِظَامِی

الماءُ و الفَثُّ دَوَا أَسْقَامِی

و الأَسودَانِ :الحَرَّهُ و اللَّیلُ ،لاسْوِدَادِهما.

و الوَطْأَهُ السَّوْدَاءُ :الدَّارسهُ .و الحَمْراءُ:الجَدِیدهُ .

و ما ذُقْتُ عندَه من سُوَیْدٍ قَطْرَهً ،و ما سَقَاهم من سُوَیْدٍ قَطْرهً ،و هو الماءُ نَفْسُه،لا یُستعمل کذا إِلاَّ فی النَّفْیِ .

و یقال للأَعداءِ: سُودُ الأَکبادِ،و هو أَسْوَدُ الکَبِدِ:عَدُوٌّ، قال:

فما أُجْشِمْتِ من إِتیانِ قَوْمٍ

هُمُ الأَعداءُ فالأَکبادُ سُودُ

و

16- فی الحدیث: «فأَمَرَ بسَوَادِ البَطْنِ فَشُوِیَ لَهُ الکَبِدُ (3).

و المَسُود :الذی سادَه غیرُه،و المُسَوَّد : السَّیِّدُ .و

16- فی حدیث قَیْس: «اتَّقُوا اللّه و سَوِّدُوا أَکْبَرَکُمْ ».

و سیِّدُ کلِّ شیْ ءٍ:أَشرَفُه و أَرفَعُه.و عن الأَصمعیّ :یقال جاءَ فُلانٌ بِغَنَمِهِ سُودَ البُطُونِ ،و جاءَ بها حُمْرَ الکُلَی، معناهما:مَهازِیل.

و الحِمارُ الوَحْشیُّ سَیِّدُ عانَتِه.و العَرَب تقول:إِذا کَثُرَ البَیاضُ قَلَّ السَّوادُ .یَعْنُونَ بالبیاضِ اللَّبَن،و بالسَّوَاد التَّمْر.

و فی المَثَل: «قالَ لِی الشَّرُّ أَقِمْ سَوَادَکَ » أَی اصْبِرْ.

و المِسَاد ککِتَاب (4):نِحْیُ السَّمْن أَو العَسَلِ .

و الأَسْوَدُ علَمٌ فی رأْسِ جَبل،قال الأُعشَی:

کَلاَّ یَمِینُ اللّهِ حتی تُنْزِلُوا

مِن رأْسِ شاهِقهٍ إِلینا الأَسْودَا

و أَسْوَدَهُ :اسم جَبَلٍ آخَرَ.و هو الّذی ذَکَرَ فیه المصنِّفُ أَنه مَوضِعٌ للضِّباب.

و أَسْوَدُ ،و السَّوْدُ :موضعان.

ص:37

و السُّوَیداءُ :طائر،و السُّوَیْدَاءُ ،أَیضاً:حَبَّهُ السَّوْدَاءِ .

و أَسْوَدَانُ :أَبو قَبیلهٍ و هو نَبْهَانُ .

و سُوَیْدٌ وَ سَوَادَهُ :اسمانِ .

و الأَسْوَد :رَجُلٌ .

و بنو السِّیدِ .بطنٌ من ضَبَّهَ ،و اسمه:مازِنُ بنُ مالِکِ بن بَکْرِ بنِ سعْدِ بن ضَبَّهَ ،منهم الفَضْلُ بن محمّد بن یَعْلَی، و هو ضعیف الحَدِیثِ .

و سِیدَانُ :اسم رَجلٍ .

و قال السُّهَیْلیُّ فی«الرَّوْض»: السُّودانُ :هذا الجِیلُ من النّاسِ ،هم أَنْتَنُ النَّاسِ آباطاً وَ عَرَقاً،و أَشدُّهم فی ذلک الخِصْیانُ .

و مَسْیِد :لُغَه فی:مَسْجِد،ذَکَرَه الزَّرْکَشِیُّ قال شیخنَا:

الظَّاهِرُ أَنه مُوَلَّد.و بلغه المغرب المَسْیِد :المکْتَب و سادَتْ ناقَتِی المَطَایا:خَلَّفَتْهُنّ ،و هو مَجاز.

و السَّوَادَه :مَوضِعٌ قریبٌ من البَهْنَسا و قد رَأَیته.

و مُنْیَه مُسَوّد :قَریهٌ بالمُنوفیّه،و قد دخلْتها.

و فی قُضاعه: سُوَیْدُ بن الحارث بن حِصْن بن کَعْب بن عُلَیْم،منهم الأَحمرُ بن شُجَاعِ بن دِحْیهَ بن قَعْطل بن سُوَیدِ ،من الشُّعَراءِ.ذَکَرَه الآمدی فی«المؤتلف و المختلف».و سُوَیْد بن عبد العزیز الحدثانیّ :مُحدِّثٌ رحَلَ إِلیه أَبو جعفرٍ محمّدُ بن النّوشجان البغدادیُّ فنسب إِلیه.

و السُّودان ،بالضّمّ :قَرْیه بأَصْبَهانَ .و مُنیه السُّودان بالمنوفیّه (1).

و محمد بن الطالب بن سَوْدَه ،بالفتْح:شیخُنَا المحدِّث، الفقیه المغربیّ ،وَرَدَ علینا حاجًّا،و سمِعْنا منه.

و السِّیدانُ ،بالکسر:ماءٌ لبنی تَمِیم.

و عبد اللّه بن سِیدان المُطْرَوْریّ :صحابیّ ،رَوَی عن أَبی بکرٍ.قاله ابن شاهین.و ککَتَّانٍ :عَمْرُو بن سَوَّادٍ صاحب ابن وَهْبٍ ،و آخَرون.

و کغُرَابٍ . سُوَادُ بن مُرَیِّ (2)بن إِراشه،من وَلِده جابِرُ بن النُّعمان و کَعْب بن عُجْرَه الصّحابیّان،و عِدادُهما من الأَنصار.

و الأَسودَانِ :الحیَّه و العَقْرَبُ .

و أَمّا قول طرفه:

أَلاَ إِنّنِی سُقِّیت أَسْوَدَ حالِکاً

أَلاَ بَجَلِی من الشَّرابِ أَلاَ بَجَلْ

قال أَبو زید:أَراد الماءَ.و قیل:أَراد سُقِّیت سُمَّ أَسْوَدَ .

و السَّیِّدُ :الزَّوج،و به فُسِّرَ قوله تعالی: وَ أَلْفَیا سَیِّدَها لَدَی الْبابِ (3)و کَلْبٌ مُسْوِدهٌ ،کمُحْسِنه:غَنَمُها سُودٌ .

و ذو سِیدَانَ ،من حِمْیَر.

و سُوَاده ،کثُمَامه:فَرَسٌ لبنی جَعْدَه،و هی أَمُّ سَبَلٍ .

و عین سُهُدٌ کذلک.

و سَهَّدته فهو مُسَهَّد ،و سهَّدَه الهَمُّ و الوَجَعُ ،و أَسهَدَه.

و هو مُسَهَّدٌ (1)و سُهُدٌ :قلیل النَّوْمِ .و هذه عباره الأَساس.

و من المجاز: ما رأَیت منه سَهْدَهً ،بالفتح،أَی نَبْهَهً للخَیْر و رَغْبَهً فیه،کما فی الأَساس.و فی اللسان:أَی أَمراً یُعتَمَدُ علیه من کلام مُقْنِع أَو خَیرٍ أَو بَرَکَه.

و فی باب الإِتباع شیْ ءٌ سَهْدٌ مَهْدٌ ،أَی حَسَنٌ ،نقلَه الصاغانیُّ .

و من المجاز: هو ذو سَهْدَه ،بالفتح،أَی ذو یَقَظَه ، و هو أَسهَدُ رأْیاً مِنک ،أَحْزَم و أَیْقَظ ،و هو مَجاز.و رجلٌ مُسَهَّدٌ و سُهُدٌ :یَقِظٌ و حَذِرٌ (2).

و یقال: غُلامٌ سَهْوَدٌ ،غَضٌّ حَدَثٌ ،قاله شَمِرٌ،و أَنشد:

و لَیْتَه کان غُلاماً سَهْوَدَا

إِذا عَسَتْ أَغصانُه تَجَدَّدا

أَو غلامٌ سَهْودٌ : طَوِیلٌ ،شَدِیدٌ ،قاله ابنُ دُرَیْدِ (3).

و عن ابن الأَعرابیِّ : أَسْهَدَتْ بالوَلَدِ:وَلَدَتْه بِزَحْرَهٍ واحده (4)،کأَمْصعَتْ به،و أَخْفَدَت به (5)،و أَمْهَدَت به، و حَطَأَت به.

و سَهْدَدُ ،کجَعفر: جَبَلٌ ،لا ینصرف ،قاله اللیثُ :

کأَنَّهُم یَذهبون به إِلی الصَّخْرَه،أَو البُقْعَه.

و یقال:فلان یُسَهَّدُ ،أَی لا یُتْرَکُ أَن یَنامَ ،و منه قولُ النابغهِ :

یُسَهَّدُ مِن نَوْمِ العِشَاءِ سَلیمُها

لِحَلْیِ النِّسَاءِ فی یَدَیْها قَعَاقِعُ

القَوْم فیرُدُّهم و یقول:أَنا أَبو شَدَّاد .فإِذا کَرُّوا علیه رَدَّهم و قال:أَنا أَبو رَدَّاد.

و الشَّدُّ بالفتح:الحُضْر،و العَدْوُ ،و الفِعْل اشْتَدَّ ،أَی عَدَا،قال ابنُ رُمَیْض العَنْبَرِی:

هذا أَوَانُ الشَّدِّ فاشْتَدِّی زِیَمْ (1)

و زِیَمُ :اسمُ فَرَسِه.و فی حدیث القِیامه:«کحُضْرِ الفَرَسِ ثم کَشَدِّ الرَّجُلِ الشَّدِیدِ العَدْوِ»،و منه

16- حدیث السَّعْیِ : «لا یَقْطَعُ الوادِیَ إِلاَّ شَداًّ ». أَی عَدْواً،و

16- فی حدیث أُحُدٍ: «حتّی رأَیتُ النّسَاءَ یَشْتَدِدنَ فی الجَبلِ ». أَی یَعْدُون.

و شدَّ فی العَدْوِ شَداًّ و اشْتَدَّ :أَسرع و عَدَا،و قال عَمْرٌو ذو الکَلْب:

فَقُمْتُ لا یَشْتَدُّ شَدِّی ذو قَدَمْ

جاءَ بالمصْدر علی غیر الفِعل،و مثْله کثیر.

و الشَّدُّ فی النّارِ:ارتفاعُها ،هکذا فی النُّسخ التی بأیدینا،و هو غلطٌ ،و الصواب علی ما فی الأُمَّهَات:و الشَّدُّ فی النَّهار (2):ارْتفاعُه،و شَدَّ النهارُ:ارتفَعَ ،و کذلک شَدَّ الضُّحَی،یقال جِئْتُک شدَّ النَّهَارِ،و فی شَدِّ النَّهَارِ،و شَدَّ الضُّحَی و فی شَدِّ الضُّحَی.و یقال:لَقِیتُه شَدَّ النَّهَارِ،و هو حین یَرتفع،و کذلک امْتَدَّ،و أَتانا مَدَّ النَّهَارِ،أَی قبْلَ الزَّوالِ حین مَضَی من النَّهَار خَمْسَهٌ .و

14- فی حدیث عِتْبَان بنِ مالکٍ :

«فغَدَا عَلَیَّ رسولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلم بعْدَ ما اشْتَدَّ النَّهَارُ». أَی علا و ارتفعت شَمسُه،و منه قول کعب:

شَدَّ النَّهَارِ ذِرَاعَیْ عَیْطلٍ نصَفٍ

قامَتْ فَجاوبَها نُکْدٌ مَثاکِیلُ

أَی وَقْتَ ارتِفاعِهِ و عُلُوِّه.

و الشَّدُّ : التَّقْوِیَهُ تقول: شَدَّ اللّهُ مُلْکَه،و شدَّدَه ،أَی قَوَّاه.و قوله تعالی وَ شَدَدْنا مُلْکَهُ (3)أَی قَوَّیناه،و شَدَّ علی یَدِه:قَوَّاه و أَعانه،قال:

فإِنّی بِحَمْدِ اللّهِ لا سَمَّ حَیَّهٍ

سَقَتْنِی و لا شَدَّتْ علی کَفِّ ذابِحِ

و شَدَّ عَضُدَه:قَوَّاه،و اشتَدَّ الشّیْ ءُ،من الشِّدَّه .

و الشَّدُّ : الإِیثاقُ و شَدَّهُ :أَوْثَقَه. یَشُدُّه وَ یشِدُّه أَیضاً،و هو من النوادر؛قَال الفرّاءُ:ما کان من المُضَاعَف علی فَعَلْتُ غیرَ واقِعٍ فإِن یَفْعِلُ منهُ مکسورُ العَیْنِ ،مثل:عَفّ یَعِفُّ و خَفَّ یَخِفُّ ،و ما أَشبَهَه.و ما کان واقِعاً مثل:مَدَدْتُ فإِن یَفْعُلُ منه مضمومٌ إِلاّ ثلاثهَ أَحْرُفٍ (4): شَدَّه یَشُدُّه و یَشِدُّه ، و عَلَّه یَعُلُّه و یَعِلُّه،من العَلَلِ (5)،و نَمَّ الحدیثَ یَنُمُّه.فإِن جاءَ مثْلُ هذا مِمَّا لم نَسمعْه،فهو قلیلٌ ،و أَصلُه الضّمّ .

قال:و قد جاءَ حرفٌ واحِد بالکسر،من غیر أَن یَشرَکه الضمّ ،و هو حَبَّه یَحِبُّه.و قال غیره: شَدَّ (6)فُلانٌ فی حُضْرِه.

و قد حقَّقْنا ذلک فی مؤلّفاتنا التصریفیّه.قال اللّه تعالی:

فَشُدُّوا الْوَثاقَ (7):و قال تعالی: اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِی (8)و اشْتَدَّ الرَّجلُ : عَدَا ، کشَدَّ .و قد تقدّم.

و المُشادَّهُ فی الشیْ ءِ: التَّشَدُّدُ فیه و المغالبه، و منه

16- الحدیث: «: لن یُشَادَّ الدِّینَ أَحدٌ إِلاّ غَلَبَهُ ». أَراد غَلَبَهَ الدِّینُ ، أَی مَنْ یقاوِمُه و یُقاوِیه و یُکَلِّف نفْسَه من العِبَاده فوق طاقته.

و شادَّه مُشادَّه و شِدَاداً :غالَبَه،و هو مِثْل

16- الحدیث الآخَرِ: «إِنَّ هذا الدِّینَ مَتِینٌ فأَوْغِلْ فیه بِرِفْقٍ ».

و المُتَشَدِّدُ :البَخِیلُ ، کالشَّدِیدِ ،قال طَرفَهُ :

أَرَی المَوْتَ یَعتامُ الکِرَامَ و یَصْطَفِی

عَقِیلَهَ مالِ الفَاحِشِ المُتَشَدِّدِ

و الأَشُدَّ مَبْلَغُ الرَّجُلِ الحُنْکَهَ و المَعرِفهَ ،قال اللّه تعالی:

حَتّی إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ (9)و قال الأَزهریّ : الأَشُدُّ فی کتابِ اللّه تعالی علی ثلاثهِ معانٍ یَقرب اختلافُهَا:فأَمّا قوله فی قصّه یوسُفَ علیه السَّلام وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ (10)فمعناه الإِدراکُ و البُلُوغُ ،و حینئذٍ راودَتْه امرأَهُ العزیزِ عن نفْسه.

و کذلک قوله تعالی: وَ لا تَقْرَبُوا مالَ الْیَتِیمِ إِلاّ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ حَتّی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ (11)بفتْح فضَمّ ، و یُضَمُّ أَوَّلُهُ و هی

ص:40

قلیلهٌ ،حکَاها السّیرَافی.قال الزَّجَّاج:معناه احفَظُوا علیه مالَهُ حَتّی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ ،فإِذا بلَغَ أَشُدَّه فادْفَعوا إِلیه مالَه.قال:

و بُلوغُه أَشُدَّه :أَن یُؤْنَسَ منه الرُّشْدُ مع أَنْ یکون بالِغاً.قال:

و قال بعضُهم حَتّی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ حتَّی یَبلُغ ثَمانِیَ عَشرهَ سَنهً ،قال أَبو إِسحاقَ :لسْتُ أَعرف ما وَجْهُ ذلک،لأَنه إِن أَدْرَکَ قبلَ ثمانِی عَشَرهَ سَنهً و قد أُونِس منه الرُّشْدُ فطلَبَ دَفْع مالِه إِلیه وَجَبَ له ذلک.قال الأَزهریُّ :و هذا صحیح،و هو قولُ الشافِعِیّ و قولُ أَکثرِ أَهلِ العِلم.و فی الصّحَاح حَتّی یَبْلُغَ أَشُدَّهُ أَی قُوَّتَهُ ،و هو ما بینَ ثَمَانِی عَشْرَهَ إِلی ثَلاثِینَ سَنَهً ، و قال الزَّجّاج:هو من نَحو سَبْعَ عَشْرهَ إِلی الأَربعینِ ، و قال مرَّهً :هو ما بینَ الثلاثین و الأَربعین،و هو مُذکَّر و مُؤَنّث (1)،و فی التهذیب:و أما قولُه تعالی،فی قصّه موسی علیه السلام: وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ اسْتَوی (2)فإِنَّه قَرَنَ بُلُوغَ الأَشُدِّ بالاستواءِ،و هو أَن یَجتمع أَمرُه و قُوَّتُه،و یکتَهِل وَ یَنْتَهِی شَبَابُه (3).

و أَمّا قولُه تعالَی فی سوره الأَحقاف. حَتّی إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَ بَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَهً (4)فهو أَقصَی نِهَایَهِ بُلُوغِ الأَشُدِّ ،و عند تمامها بُعِثَ محمّدٌ،صلی اللّه علیه و سلم،نَبِیاًّ.و قد اجتمعَت حُنْکَتُه و تَمَام عَقْلِه،فبُلوغُ الأَشُدِّ محصورُ الأَولِ ،محصورُ النِّهَایَهِ ،غیرُ محصورِ ما بین ذلک.قال الجوهَرِیُّ :و هو واحدٌ جاءَ علی بِناءِ الجَمْعِ ،کآنُکٍ ،و هو الأُسْرُبُّ و لا نَظِیر لَهُما.

قال شیخُنا:و لعلّ مرادَه:من الأَسماءِ المُطلقه التی استعملَتْها العربُ ،فلا یُنافِی وُرُودَ أَعْلامٍ علی بلادٍ،ککَابُل و آمُل،و ما یُبْدیه الاستقراءُ، أَو جَمْعٌ لا واحدَ له من لَفْظه مثل أَبابیلَ و عَبابِیدَ وَ مذاکِیر،ذَهبَ إِلیه أَحمدُ بن یَحیی، فیما رواه عن أَبی عُثمانَ المازنیَّ .کذا فی المحکم.و قاله السّیرافی أَیضاً. أَو واحِدُهُ شِدَّهٌ ،بالکسر کنِعْمه و أَنْعُمٍ ، نقله الجوهریُّ عن سیبویه،و هو حَسنٌ فی المعنَی،یقال بلغَ الغلامُ شِدَّتَه .و قال أَبو الهَیْثَم:واحِد الأَنْعُم نِعْمَه و واحده الأَشُدّ شِدَّه . مع أَن ،و فی نصّ عباره سیبویْه:و لکنَّ فِعْلَه بالکسر لا تُجمَع علی أَفْعُل،أَو واحده شَدٌّ ، ککَلْبٍ و أَکْلُب ،و قال السّیرافیّ :القِیَاس: شَدٌّ و أَشُدٌّ ،کما یقال:قَدٌّ و أَقُدٌّ، أَو واحده: شِدٌّ ،کذِئْبٍ و أَذْؤُبٍ ،قال أَبو الهَیثم:و کأَنَّ الهاءَ فی النِّعمه و الشِّده لم تکن فی الحرف، إِذ کانت زائدهً ،و کأَن الأَصل (5):نِعْمَ و شِدَّ ،فجُمعا علی أَفعُل،کما قالُوا:رَجُلٌ ،و أَرْجُلٌ ،و ضِرْس و أَضْرُس 5.

و قال أَبو عُبَیْد:واحدها شَدٌّ ،فی القِیاسِ .و لم أَسمَع لها بواحده.

و قال ابن جِنّی:جاءَ علی حذف التّاءِ کما کان ذلک فی نِعْمَه و أَنعُمٍ و نقل ابن جِنّی عن أَبی عبید:هو جمع أَشَدٍّ ، علی حذف الزیاده،قال:و قال أَبو عبیده:رُبما استُکْرِهُوا علی حذْف هذه الزیادهِ فی الواحد،و أَنشد بیت عَنْتَرَهَ :

عَهْدِی به شَدَّ النَّهَارِ کأَنَّمَا

خُضِبَ اللَّبَانُ و رأْسُه بالعِظْلِمِ

أَی أَشَدَّ النَّهارِ،یعنِی أَعلاه و أَمْتَعَه و ما هُمَا أَی شَداًّ و شِداًّ بمسموعَیْن عن العرب بل قیاسٌ ،کما یقولون فی واحد الأبابیل:إِبَّوْل،قیاساً علی عَجَّوْل،و لیس هو شیئاً سُمِع من العرب،کما سبَقَت الإِشاره إِلیه.

قال الفرَّاءُ: الأَشُدُّ ،واحدُهَا شَدٌّ ،فی القِیاس،قال:

و لم أَسمع لها بواحد.و مثْله عن أَبی عُبید.

و الشِّدهُ :النَّجْدهُ و ثَبَاتُ القَلْب و الشَّدِیدُ :الشُّجَاعُ و القَوِیُّ من الرجال،و الجمع: أَشِدَّاءُ و شِدَادٌ و شُدُدٌ ،عن سیبویه،قال جاءَ علی الأَصل لأَنه لم یُشْبه الفعل،و قد شَدَّ یَشِدُّ بالکسر لا غیر.

و الشَّدِید : البَخِیلُ ،و فی التنزیل العزیز: وَ إِنَّهُ لِحُبِّ الْخَیْرِ لَشَدِیدٌ (6)قال أَبو إِسحاق:إِنه من أَجْلِ حُبِّ المالِ لَبَخِیلٌ .و قال أَبو ذُؤَیب:

حَدَرْناهُ بالأَثْوَابِ فی قَعْرِ هُوَّهٍ

شَدِیدٍ علی ماضُمَّ فی اللَّحْدِ جُولُهَا

أَراد:شَحِیحٍ علی ذلک.

ص:41

و الشَّدِیدُ : الأسَدُ ،لِقُوته و جَلادَتِه.

و الشَّدید :اسم مَوْلًی لأَبی بکرٍ رَضِیَ اللّه[تعالی]عَنْه مذکُور فی حدیث إِسماعیلَ بن أَبی خالدٍ عن قَیْس بن أَبی حازِمٍ .

و الشَّدِیدُ بن قَیْسٍ المُحَدِّثُ البِرْتیّ روَی عنه یَزیدُ بن أَبی حَبِیب،و کان شریفاً بمصر،وَلِیَ بحْرَ مِصر.

و شُدَیْد ، کزُبَیْرٍ:شاعِرٌ و هو شُدَیْد بن شَدَّاد عامِر بن لَقِیطٍ العَامِریّ ،فی زَمن بنی أُمَیّه.

و شَدَّاد ، کَکَتَّانٍ :اسمُ جَماعَهٍ .

و الحُرُوفُ الشَّدِیدَهُ ثمانِیهٌ و هی الهمزه،و الجیم، و الدال،و التاءُ،و الطاءُ،و الباءُ،و القاف،و الکاف.قال ابن جِنِّی:و یجمعها فی اللفظ قَوْلُک: أَجَدْتَ طَبَقَکَ ،و قولهم:

أَجِدُکَ طَبَقْتَ ،أَو أَجِدُک قَطَّبْتَ .و الحروف التی بین الشَّدیده و الرِّخوه ثمانیه،یجمعها فی اللفظ قولک:«لم یُرَوّعْنَا»و إِن شئت:قلت«لو یَرعَوْنا».

و معنی الشدید أَنه الحرف الذی یمنَعُ الصوت أَن یَجْریَ فیه،أَلاَ تَرَی أَنَّکَ لو قلْت الحقّ و الشَّطّ (1)،ثم رُمْت مَدَّ صَوْتِکَ فی القاف و الطاءِ لکان ممتنِعاً.

و أَشَدَّ الرَّجلُ إِشْداداً ،إِذا کانَت معه دَابَّهٌ شَدِیدَهٌ ،و

16- فی الحدیث: «یَرُدُّ مُشِدُّهم علی مُضْعِفِهِمْ ». المُشِدُّ :الّذِی دَوَابُّه قَوِیَّهٌ ،و المُضْعِفُ :الّذِی دَوَابُّه ضعیفهٌ ،یرید أَنَّ القَوِیَّ من الغُزَاه یُسَاهِمُ الضَّعیفَ فیما یَکْسِبهُ من الغَنیمه.

و یقال: أَشَدُّ لقد کان کذا،و أَشَدُ مُخَفَّفهً ،أَی أَشْهَدُ و هو غَریب نقَلَه الصاغانیُّ .

و أَشَدُّ ،علی صیغهِ أَفْعَل التفضیل: أَخُو یُوسُفَ الصِّدِّیقِ علیه السّلامُ . أَورده تلمیذه الحافظ فی«التبصیر»و ذَکَرَ الجوَّانیُّ فی المقدّمه الفاضِلِیَّهِ إِخوهَ سیِّدِنا یوسفَ الأَحدَ عَشَرَ الأَسباطَ هکذا:کاد (2)،و بِنْیامِین ،و یَهوذا،و نفتالی، و زبولون،و شَمعون،و روبین،و یساخا،و لاوی،و دان، و یاشیر.فلم یذکر فیهم أَشَدَّ (3)(4). و أَبو الأَشَدِّ :من الأَبطالِ و آخَرُ مُحَدِّثٌ ،أَو هو بالسّین ، هکذا فی النُّسخ.و فی بعضها:و سِنَانُ بن خالد الأَشَدّ ،من الأَبطال.و أَبو الأَشدّ السلَمیّ :مُحَدِّث،أَو هو بالسین، و هذا هو الصواب،فإِن الفارسَ البطلَ هو سِنان بن خالدٍ، یُعْرَف بالأَشدِّ ،لا بأَبی الأَشدِّ ،و المحدّثُ هو أَبو الأَشدّ ، یقال بالشین و بالسین،و علی روایه المهمله فبسکونها،و هو الذی وقع فی المسند،و علی روایه المعجمه و هو الراجح فبتشدید الدال،و هو شیخٌ لعُثْمَان بن زُفَرَ،فتأَمّل.

*و مما یستدرک علیه:

عن ابن الأَعرابیّ :یقال«حلَبْتَ بالسّاعِدِ الأَشَدِّ »أَی استَعَنْتَ بمن یَقُوم بأَمرِکَ ،و یُعْنَی بحاجَتِکَ .و قال أَبو عُبَیْد:

یقال«حَلَبْتُها بالساعِدِ الأَشدِّ »أَی حین لم أَقْدرِ علی الرِّفْق أَخذْتُه بالقُوَّهِ و الشِّدَّه .

و من أَمثالهم فی الرجل یُحْرِز بعضَ حاجته و یَعْجِزُ عن تمامها: «بَقِیَ أَشَدُّه » قال أَبو (5)طالِب:یقال إِنه کان فیما یُحْکَی عن البهائِمِ أَنَّ هِرًّا کان قد أَفنَی الجُرْذانَ ،فاجتمعَ بَقِیَّتُهَا (6)و قُلْنَ تَعَالَیْن نحتالُ بِحِیلهٍ لهذا الهِرِّ،فأَجمع رأَیُهُن علی تَعْلیق جُلْجُل فی رَقبته،فإِذا رآهُن سَمِعْنَ صوتَ الجُلْجُلِ ،فهرَبْن منه فجِئن بجُلجُلٍ ،و شَدَدْنه فی خَیْطٍ ، ثم قُلْن:مَن یُعَلِّقه فی عُنُقه ؟فقال بعضُهن:«بَقِیَ أَشَدُّه » (7).و قد قیل فی ذلک:

أَلاَ امْرُوٌّ بَعْقِدُ خَیْطَ الجُلْجُلِ

و یقال للرَّجل إِذا کُلِّف عَمَلاً:«ما أَمْلِک شَدَّا و لا إِرْخَاءً» أَی لا أَقْدِرُ علی شیْ ءٍ،و قال أَبو زید:أَصابَتْنِی شُدَّی .

علی فُعْلَی،أَی شِدَّهٌ .

و مِسْکٌ شَدِیدُ الرائِحَهِ :قَوِیُّها ذَکِیُّهَا.و رجل شَدِیدُ العَیْنِ :لا یغْلِبه النَّوم،و قد یُستعار ذلک فی النّاقَه قال الشّاعر:

باتَ یُقَاسِی کُلَّ نابٍ ضِرِزَّهٍ

شَدِیدهِ جَفْنِ العَیْنِ ذاتِ ضَرائِرِ

ص:42

و قوله تعالی، وَ اُشْدُدْ عَلی قُلُوبِهِمْ (1)أَی اطْبَع علی قلوبهم.

و الشِّدَّهُ :المَجَاعَهُ .و الشَّدَائِدُ الهَزاهِزُ.و الشِّدَّه :صُعوبَهُ الزَّمنِ ،و قد اشْتَدَّ علیهم.و الشِّدَّه و الشَّدِیدَه (2):من مکارِهِ الدَّهْر،و جمعها شدائِدُ ،فإِذا کان جمْع شدیده فهو علی القیاس،و إِذا کان جمْع شِدَّه ،فهو نادر.

و شِدَّهُ العَیْش:شَظَفُه.

و فی المثل: «رُبَّ شَدٍّ فی الکُرْز» و ذلک أَن رَجلاً خَرجَ یَرْکُضُ فَرَساً له،فَرَمَت بِسَخْلَتِها،فأَلْقَاهَا فی کُرْزٍ بین یَدَیْهِ ،و هو الجُوَالِق،فقال له إِنسان:لِمَ تَحْمِلُه ؟ما تَصنَع به ؟فقال:«رُبَّ شَدٍّ فی الکُرْزِ»یقول هو سَرِیعُ الشَّدِّ کَأُمِّه، یُضرَب للرجلِ یُحْتقَر عندک،و له خَبَرٌ قد علِمْتَه أَنت.

قال سیبویْه:و قالوا: أَشَدَّ (3)ما أَنَّک ذاهِبٌ ،کقولِک:

حَقًّا أَنَّک ذاهِبٌ ،قال.و إِن شِئت جَعلْت شَدَّ بمنزلهِ نعْمَ ، کما تقول.نِعْمَ العَمَلُ أَنَّک تَقولُ الحَقَّ .و قال أَبو زید:

خِفْت شُدَّی فُلانٍ ،أَی شِدَّتَه ،و أَنشد.

فإِنّی لا أَلِینُ لِقَوْلِ شُدَّی

و لو کانتْ أَشَدَّ من الحَدِیدِ

و الأَشَدُّ :لَقَبُ عَمرو بن أُهْبَان بن دِثَار بن فَقْعَصٍ الأَسدیّ ،جاهلیّ .

و

16- فی حدیث قِیام شهرِ رمضانَ : «أَحیا (4)اللَّیْلَ و شَدَّ الْمِئْزَرَ». هو کِنایهٌ عن اجتنابِ النِّساءِ،أَو عن الجِدّ و الاجتهادِ فی العَمَل،أَو عنهما معاً.و تَشدَّدت القَیْنَه،إِذا جَهَدَتْ نَفْسَها عندْ رفْعِ الصَّوْتِ بالغِنَاءِ،و منه قول طرفه:

إِذا نَحْنُ قُلْنَا أَسْمِعِینَا انْبَرتْ لَنا

عَلَی رِسْلِهَا مَطْروقَهً لم تَشَدَّدِ

و بنو شَدَّادِ و بنو الأَشدِّ :بَطْنانِ .

و الأَشِدَّاءُ :بَطْنٌ من آلِ علیّ بن أَبی طالبٍ . *و مما یُستدرک علیه:

و قیل:معناه سَمِّع بهم مَن خَلْفَهُم.و قیل:فَزِّعْ بهم مَنْ خَلْفَهُم.

و یقال: شَرَّدَ به تَشْریداً : سَمَّعَ الناسَ بعُیُوبِهِ ، قال:

أُطَوِّف بالأَباطِحِ کُلَّ یَوْمٍ

مَخَافَهَ أَن یُشَرِّدَ بی حَکِیمُ

معناه:یُسَمِّع بی.و حَکِیمٌ :رجل من بنی سُلَیْمٍ ،کانت قُرَیشٌ وَلَّتْه الأَخْذَ علی أَیدِی السُّفَهَاءِ.

و أَشْرَدَه و أَطْرَدَه: جَعَلَه شَرِیداً ،أَی طَرِیداً لا یُؤْوَی.

و شَرَدَ الجَملُ شُرُوداً ،فهو شارِدٌ ،فإِذا کان مُشَرَّداً فهو شَرِیدٌ طَرِیدٌ.و شَرَد الرجلُ شُروداً :ذَهَب مَطْروداً.و أَشْرده ، و شَرَّده :طرَّده تَطْرِیداً.

و قال أَبو بکر،فی قولهم:طَرِیدٌ شَرِیدٌ (1):أَما الطَّرِیدُ فمعناه المَطْرودُ،و الشَّرِیدُ فیه قولان:أَحدُهما الهارِب،مِن قولهم: شَرَدَ البَعیرُ و غیرُه،إِذا هَرَب.و قال الأَصمعیُّ :

الشَّرِیدُ المُفْرَد.و أَنشد الیَمَامِیُّ :

تَراهُ أَمامَ النَّاجِیَاتِ کأَنَّهُ

شَرِیدُ نَعَامٍ شَذَّ عَنْهُ صَواحِبُهْ

و بَنُو الشَّرِید ،کأَمِیر: بَطْنٌ من سُلَیْمٍ ،منهم صَخْرٌ أَخو الخَنْسَاءِ،و فیهم قول (2):

أَبَعْدَ ابنِ عمرٍو مِنَ الِ الشَّرِی

دِ حَلَّتْ به الأَرضُ أَثقالَها

و من المجاز: قافِیَهٌ شَرُودٌ ،کصَبُورٍ؛عائِرهٌ سائِرهٌ فی البلادِ، تَشْرُد کما یَشْرُد البَعیرُ،قال الشاعر:

شَرُودٌ إِذا الرَّاؤُون حَلُّوا عِقَالَهَا

مُحَجَّلَهٌ فیها کَلامٌ مُحَجَّلُ

*و مما یستدرک علیه:

تَشَرَّدَ القَوْمُ :ذَهَبُوا.و الشَّرِید :البَقِیَّهُ من الشیْ ءِ.و یقال:فی إِداوَتِهم شَرِیدٌ من ماءٍ،أَی بَقِیَّهٌ .و أَبْقَتْ السَّنَهُ علیهم شَرَائِدَ من أَموالِهِم، أَی بقَایَا،فإِمَّا أَن یکون شرائِد جَمْعَ شَرِیدٍ ،علی غیر قیاسِ ،و إِما أَن یکون شَرِیدهٌ لُغَهً فی شَرِید .کما فی اللسان.

و من الکنایه.«

14- قال رسولُ اللّهِ ،صلی اللّه علیه و سلم لخَوَّاتٍ :أَمَا یَشْرُد بک بَعِیرُک ؟قال أَمَّا منذُ قَیَّدَهُ الإِسلامُ فلا». کما فی الأَساس.

قلت:و هو إِشاره إِلی قِصّه مَرْوِیَّهٍ لخَوَّاتٍ غیر قِصّهِ ذاتِ النِّحْیَیْنِ .و قد وَهِمَ الهَرَوِیُّ ،و الجَوْهَرِیُّ (3)،و من فَسَّره بذلک.

14- و فی آخِرها: «ما فَعَلَ شِرَادُ الجَمَل ؟فقلْت:و الذی بَعَثَک بالحق ما شَرَدَ ذلک الجَملُ منذ أَسلَمْت». فراجِعْه فی لسان العرب (4).

اسمٌ للجَمْع،و قال الأَخفشُ هو جَمْعٌ ،و جج ،أَی جمع الجمْع: شُهُودٌ ،بالضمّ و أَشْهَادٌ ،و یقال إِن فَعْلاً بالفَتْح لا یُجمَع علی أَفعال إِلاّ فی الأَلفاظ الثلاثه المعلومه (1)لا رابعَ لها،نقله شیخُنَا.

و استَشْهَدَهُ :سأَله الشَّهَادهَ ،و منه لا أَسْتَشْهِدُه کاذِباً.و فی القرآن: وَ اِسْتَشْهِدُوا شَهِیدَیْنِ (2)و استشهدتُ فُلاناً علی فلانٍ :سأَلْته إِقامَهَ شَهادهٍ احتَمَلها.و أَشهَدْت الرجُلَ علی إِقرارِ الغَرِیمِ ،و استَشهَدْته ،بمعنًی واحدٍ.و منه قوله تعالی:

وَ اِسْتَشْهِدُوا شَهِیدَیْنِ مِنْ رِجالِکُمْ (3)أَی أَشْهِدُوا شاهِدَیْنِ .

و الشَّهِیدُ و تُکْسَرُ شِینُه -قالَ اللّیْث:و هی لُغَه بنی تمیم، و کذا کُلّ فَعِیلٍ حَلْقِیِّ العَیْنِ ،سواءٌ کان وصفاً کهذا،و اسماً جامداً کرغِیف و بعِیر.قال الهَمْدانیُّ فی«إِعراب القرآن»:

أَهلُ الحجاز و بنو أَسَدٍ یقولون:رَحِیم و رَغیف و بَعیر،بفتح أَوائِلِهِنَّ .و قَیس،و رَبِیعَه،و تَمِیم،یقولون:رِحِیم و رِغِیف و بِعِیر،بکسر أَوائلهنّ .و قال السُّهَیْلیُّ فی«الروض»:الکسر لغهُ تَمِیمٍ فی کلِّ فَعِیلٍ عَیْنُ فعْله همزهٌ أَو غیرُهَا من حُرُوف الحَلْق،فیکسرون أَوّله،کرِحِیم و شِهِید .و فی«شرح الدُّرَیْدِیَّه»لابن خالویه:کل اسمٍ علی فَعِیل ثانیه حرْفُ حَلْقٍ یجوز فیه إِتباعُ الفاءِ العَیْنَ ،کبِعِیر و شِعِیر و رِغِیف و رِحِیم.و حکی الشیخُ النّووِیُّ فی«تحریره»عن اللیث:أَنَّ قوْماً من العرب یقولون ذلک و إِن لم یکن عینُه حَرْفَ حلْق، ککِبِیر و کِرِیم و جِلِیل و نحْوِه.قلت:و هم بَنُو تَمِیم.کما تقدَّم.- الشَّاهِدُ و هو العالِم الّذی یُبیِّنُ ما عَلِمَه.قاله ابن سیده.

و الشَّهِیدُ ،فی أَسماءِ اللّه تعالی: الأَمینُ فی شَهادَهٍ ، و نصّ التکمله:فی شهادَتِه (4)(5).قاله أَبو إِسحاق و قال أَیضاً:

و قیل: الشَّهِید ،فی أَسمائِهِ تعالی: الذی لا یَغِیبُ عن عِلْمِهِ شَیْ ءٌ و الشَّهِیدُ :الحاضِرُ.و فَعِیلٌ من أَبْنِیَهِ المبالغهِ فی فاعِل،فإِذا اعتُبِر العِلمُ مُطْلَقاً فهو العَلِیمُ ،و إِذا أُضِیفَ إِلی الأُمُورِ الباطِنَهِ فهو الخَبِیرُ،و إِذا أُضِیفَ إِلی الأُمورِ الظاهِرَهِ فهو الشَّهِیدُ .و قد یُعْتَبَرُ مع هذا أَن یَشْهَدَ علی الخَلْقِ یومَ القیامَه.

و الشَّهِید ،فی الشَّرْع: القَتِیل فی سَبِیلِ اللّه و اختُلِف فی سبب تَسمیته فقیل: لأَنَّ ملائِکَهَ الرَّحْمَهِ تَشْهَدُهُ ،أَی تَحْضُر غُسْلَه أَو نَقْلَ رُوحِهِ إِلی الجَنَّه، أَو لأَنَّ اللَّه (6)و ملائِکَتَه شُهودٌ له بالجَنَّهِ ،کما قاله ابن الأَنبارِیّ . أَو لأَنّهُ مِمَّن یُسْتَشْهَدُ یومَ القِیَامَهِ مع النّبیِّ ،صلی اللّه علیه و سلم علی الأُمَمِ الخالِیَهِ التی کَذَّبت أَنبیاءَها فی الدُّنیا.قال اللّه عزَّ و جلَّ : لِتَکُونُوا شُهَداءَ عَلَی النّاسِ وَ یَکُونَ الرَّسُولُ عَلَیْکُمْ شَهِیداً (7)و قال أَبو إِسحاق الزَّجَّاج:جاءَ فی التفسیر أَنَّ أُمَمَ الأَنبیاءِ تُکَذِّبُ فی الآخرهِ (8)مَن أُرسِلَ إِلیهم فیَجْحَدُون أَنبیاءَهُم،هذا فیمن جَحَدَ فی الدُّنْیا منهم أَمْرَ الرُّسلِ ، فتَشْهَدُ أُمَّهُ محمّدٍ صلی اللّه علیه و سلم بصِدْق الأَنبیاءِ،و تَشْهَدُ علیهم بتَکْذِیبِهم،و یَشهَدُ النَّبیُّ ،صلی اللّه علیه و سلم،لهذه الأُمّهِ بصِدْقِهِم.قال أَبو منصور (9):

و الشَّهادهُ تکون للأَفضلِ فالأَفضلِ من الأُمّهِ ،فأَفْضَلُهم مَن قُتِلَ فی سبیلِ اللّهُ ،مُیِّزُوا عن الخَلْق بالفَضْل،و بیَّن اللّه أَنَّهُم أَحْیاءٌ[عِنْدَ رَبِّهِمْ ] 8یُرْزَقُونَ . فَرِحِینَ بِما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ ثم یَتْلُوهُم فی الفَضْلِ مَن عَدَّه النَّبیُّ صلی اللّه علیه و سلم شَهِیداً ،فإِنه

14- قال: «المَبْطُونُ شَهِیدٌ ،و المَطْعُون شَهِید ».

قال (10):و منهم أَن تموتَ المَرْأَهُ بِجُمْع.و قال ابن الأُثیر:

الشَّهِید فی الأَصل:من قُتِلَ مُجَاهِداً فی سَبِیلِ اللّهِ ،ثمّ اتُّسِعَ فیه فأُطْلِقَ علی مَن سَمَّاه النَّبیُّ ،صلی اللّه علیه و سلم،مِن المَبْطُون و الغَرِقِ و الحَرِقِ و صاحِب الهَدْم و ذاتِ الجَنْب و غیرهم. أَو لِسُقُوطِهِ علی الشَّاهِدَهِ ،أَی الأَرضِ ،نقله الصاغانیُّ ُّ أَو لأَنّه حَیُّ لم یَمُتْ ،کأَنّه عِنْدَ رَبّهِ شاهدٌ ،أَی حاضِرٌ ،کذا جاءَ عن النَّضْر بن شُمَیْل.و نقله عنه أَبو داوود.قال أَبو منصور:

أُراه تَأَوَّلَ قولَ اللّهِ عَزَّ و جلُّ : وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی

ص:46

سَبِیلِ اللّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ (1)کأَنَّ أَرواحَهم أُحْضِرَت دارَ السَّلامِ أَحیاءً،و أَرواحُ غیرِهم أُخِّرَت إِلی البَعْثِ .قال:و هذا قولٌ حَسَنٌ . أَو لأَنَّه یَشْهَدُ مَلَکُوتَ اللّه و مُلْکَهُ ،المَلَکُوت:عالَمُ الغَیْبِ المُخْتَصُّ بأَرْوَاحِ النُّفُوسِ .و المُلْکُ :عالَمُ الشَّهادهِ من المَحْسوساتِ الطّبیعیّه.کذا فی تعریفات المناویّ .

فهذه سِتَّهُ أَوْجُهٍ فی سَببِ تَسمِیهِ الشَّهِید .و قیل:لِقیامه بشهادَهِ الحَقِّ ،فی أَمْرِ اللّه،حتَّی قُتِل.و قیل:لأَنّه یَشْهَدُ ما أَعدَّ اللّهُ له من الکرامهِ بالقَتْلِ .أَو لأَنّه شَهِدَ المغَازِیَ .أَو لأَنّه شُهِدَ له بالإِیمانِ و خاتِمهِ الخَیْرِ بظاهرِ حالِه،أَو لأَنّ علیه شاهِداً یَشْهَدُ بِشَهادَتِه ،و هو دَمُه.

و هذِه خَمْسَهُ أَوجهٍ أُخْرَی،فصار المجموع منها أَحدَ عَشَرَ وَجْهاً.و ما عدا ذلک فمرجوعٌ إِلی أَحدِ هؤلاءِ عند المتأَمِّل الصادق.

قال شیخُنا:و قد اختَلَفُوا فی اشتقاقه،هل هو من الشَّهَاده ،أَو من المُشَاهَده ،أَو الشُّهُود ،أَو هو فَعِیل بمعنَی مفعولٍ ،أَو بمعنی فاعل.و ذکروا لکُلٍّ أَوْجُهاً.أَکثر (2)ذلک مُحَرَّراً مُهذباً الشیخُ أَبو القاسم السُّهیلیّ فی«الروض الأُنُف»بما لا مَزِید علیه.

ج: شُهَداءُ ،و فی الحدیث:«أَرْوَاحُ الشُّهَداءِ فی حَواصِلِ طَیْرٍ خضْرٍ تَعْلُق (3)من وَرَقِ الجَنَّهِ ».

و الاسمُ : الشَّهَادهُ و قد سَبقَت الإِشارهُ إِلی الاختلاف فیه تقریباً.

و أَشْهَدُ بکذا:أَحْلِفُ .

قال المصنِّف فی«بصائِرِ ذَوِی التمییز»قولهم شَهِدْت :یُقال علی ضَرْبَیْن:أَحدهما جارٍ مَجْرَی العِلْم،و بِلَفْظِه تُقام الشهادهُ ،یقال: أَشْهَد بکذا،و لا یُرْضَی (4)من الشاهِدِ أَن یَقول:أَعلَم،بل یُحتاج أَن یقول أَشْهد .و الثانی یجْرِی مَجْرَی القَسَمِ ،فیقول: أَشْهَد باللّه إِنّ زیداً مُنْطَلِقٌ .و منهم من یقول:إِنْ قال أَشْهَدُ ،و لم یَقُل:باللّه،یکون قَسَماً و یَجْرِی«عَلِمت»مَجْرَاه فی القَسَم فیُجَاب بجواب القسم، کقوله:

و لقد عَلِمْتُ لتَأْنِیَنَّ عَشِیَّهً

و شاهَدَهُ مُشَاهدهً : عایَنَهُ کشَهِده .

و المُشَاهَدهُ :مَنزِلهٌ عالِیَهٌ من منازِل السَّالِکینَ و أَهْلِ الاستِقَامَهِ ،و هی مُشاهَدهُ معاینهٍ تلبس نُعوتَ القُدُسِ ، و تَخْرس أَلسنه الإِشاراتِ ،و مُشَاهده جمْعٍ تجْذب إِلی عَیْنِ الیَقِین،و لیس هذا مَحلَّ إِشاراتها.

و امرأَهٌ مُشْهِدٌ ،بغیر هاءٍ: حَضَر زَوْجُها ،و امرأَهٌ مُغِیبهٌ :

غابَ عنها زَوْجُها،و هذه بالهاءِ:هکذا حُفِظ عن العرب، لا علی مذهب القیاس.

و التَّشَهُّدُ فی الصَّلاهِ ،م ،معروف و هو قراءَه:«التَّحِیّاتُ للّهِ ».و اشتقاقُه من أَشْهَدُ أَن لا إِلهَ إِلاّ اللّهُ ،و أَشهد أَنَّ محمَّداً عبدُه و رسُولُه.و هو تَفَعُّل من الشَّهَادَهِ ،و هو من الأَوْضَاعِ الشّرعیّه.

و الشَّاهِدُ :من أَسماءِ النّبیِّ ،صلی اللّه علیه و سلم ،قال اللّهُ عَزَّ و جلّ إِنّا أَرْسَلْناکَ شاهِداً (5)أَی علی أُمَّتِک بالإِبْلاغِ و الرِّسالَه،و قیل مُبَیِّناً.

و قال تعالی: وَ شاهِدٍ وَ مَشْهُودٍ (6)قال المُفسِّرون:

الشاهد :هو النّبِیّ صلی اللّه علیه و سلم.

و الشاهد : اللِّسَانُ من قولهم:لفُلانٍ شاهِدٌ حَسَنٌ ،أَی عِبارهٌ جَمِیلهٌ .و قال أَبو بکر،فی قولهم:«ما لِفلان رُوَاءٌ (7)و لا شَاهِدٌ »،معناه:ما لَهُ مَنْظَرٌ و لا لِسانٌ .

ص:47

و الشاهِدُ : المَلَکُ ،قال مُجاهد: وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (1)،أَی حافِظٌ مَلَکٌ ،قال الأَعشَی:

فلا تَحْسَبَنِّی کافراً لکَ نِعْمَهً

عَلَی شاهِدِی یا شاهِدَ اللّهِ فاشْهَدِ

و قال الفرّاءُ: الشّاهِدُ : یَوْمُ الجُمْعَهِ ،و

16- رَوَی شَمِرٌ،فی حدیث أَبی أَیُّوبَ الأَنصاریّ : «أَنّه ذَکَرَ صَلاَهَ العَصْرِ ثم قال:و لا صَلاهَ بَعْدَها حَتَّی یُرَی الشَّاهِدُ .قال:قلنا لأَبی أَیُّوبَ :ما الشَّاهِدُ ؟قال: النَّجْمُ کأَنَّه یَشْهَدُ فی اللیلِ . أَی یَحْضُر و یَظْهَرُ.

و الشَّاهِد : ما یَشْهَد علی جَوْدَهِ الفَرَسِ و سَبْقِه مِن جَرْیِهِ ،فسّره ابنُ الأَعرابیّ ،و أَنشد لسُوَیْدِ بنِ کُرَاعَ فی صِفَهِ ثَوْر:

و لو شَاءَ نَجَّاهُ فلم یَلْتَبِسْ بِهِ

له غائِبٌ لم یَبْتَذِلْهُ و شاهِدُ

و قال غیره: شاهِدُه :بَذْلُه جَرْیَه،و غائِبُه:مَصُونُ جَرْیِهِ .

و الشَّاهِدُ شِبْهُ مُخَاطٍ یَخْرُج مع الوَلَدِ ،و جمْعُه شُهُودٌ ، قال حُمَیْد بن ثَوْرٍ الهِلالِیّ :

فجاءَتْ بِمِثْلِ السَّابِرِیِّ تَعَجَّبُوا

له و الثَّرَی ما جَفَّ عَنْهُ شُهُودُهَا

قال ابن سِیده: الشُّهُود :الأَغراسُ الّتِی تکون علی رأْسِ الحُوَار (2).

و الشَّاهِد من الأُمورِ:السَّرِیعُ .

و صَلاهُ الشاهِدِ :صَلاَهُ المَغْرِبِ ،قال شَمِرٌ:هو راجِعٌ إِلی ما فَسَّرَه أَبو أَیُّوبَ أَنَّهُ النَّجْمُ .قال غَیره:و تُسَمَّی هذه الصّلاهُ صَلاَهَ البَصَرِ،لأَنّه یُبْصَرُ فی وَقْته نُجومُ السماءِ، فالبَصَرُ یُدْرِکُ رُؤیَه النَّجْمِ ،و لذلک قیلَ له (3):صلاهُ البَصَرِ، و قیل فی صلاه الشّاهد :إِنّها صلاهُ الفَجْرِ،لأَن المُسَافِرَ یُصَلِّیها کالشَّاهِدِ لاَ یَقْصُرُ منها،قال:

فَصَبَّحَتْ قَبْلَ أَذانِ الأَوَّلِ

تَیْمَاءَ و الصُّبْحُ کَسَیْفِ الصَّیْقَلِ

قَبْلَ صَلاَهِ الشَّاهِدِ المُسْتَعْجِلِ

و رُوِیَ عن أَبی سَعِید الضَّرِیرِ أَنه قال:صَلاَهُ المَغْربِ تُسمَّی شاهداً ،لاسْتِوَاءِ المُقِیمِ و المُسَافِرِ فیها،و أَنّهَا لا تُقْصَر.قال أَبو منصور:و القَوْلُ الأَوّلُ (4)،لأَنَّ صلاَهَ الفَجْر لا تُقْصَرُ أَیضاً،و یَسْتَوِی فیها الحاضِرُ و المسافِرُ،فلم تُسَمَّ شاهِداً .

و المَشْهُود (5):یَوْمُ الجُمُعَه،أَو یومُ القِیَامَهِ ،أَو یَوْمُ عَرَفَهَ ،الأَخیر قاله الفرّاءُ،لأَنّ الناسَ یَشْهَدُون کُلاَّ منها، و یَحضُرون بها،و یجمَعُون فیها (6).و قال بعضُ المفسِّرین:

الشاهد :یَوْمُ الجُمُعهِ ،و المشهود :یَوْمُ القیامهِ . و الشَّهْدُ :

العَسَلُ ما دام لم یُعْصَر من شَمَعِه،بالفتح لتمیم، و یُضَمُّ لأَهْل العالِیَه،کما فی المصباح،واحدته شَهْده و شُهْده .

و قیل: الشُّهْده أَخَصُّ ،ج: شِهَادٌ ،بالکسر،قال أُمَیَّهُ [بن أَبی الصلت].

إِلی رُدُحٍ من الشِّیزَی مِلاَءٍ

لُبَابَ البُرِّ یُلْبَکُ بالشِّهَادِ

أَی من لُبابِ البُرّ (7).

و الشَّهْد : ماءٌ لبنی المُصْطَلِقِ من خُزَاعَهَ ،نقله الصاغانیّ .

و فی التنزیل العزیز شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ (8)سَأَلَ المُنْذِرِیّ أَحمدَ بنَ یحیی عن معناه فقال: أَی عَلِمَ اللّه ، و کذا کلُّ ما کانَ شَهِدَ اللّهُ ،فی الکتاب أَو قالَ اللّهُ یکون معناه عَلِمَ اللَّه، أو کَتَبَ اللَّه ،قاله ابن الأعرابیّ .و قال ابن الأَنباریّ :معناه بَیَّن اللَّه أَن لا إِله إِلاّ هُوَ.

و قال أَبو عبیده:معنی شَهِدَ اللّهُ :قَضَی اللّه،و حقیقَتُه:

عَلِمَ اللّه،و بَیَّنَ اللّه،لأَنَّ الشاهِدَ هو العالِمُ الّذِی یُبَیِّنُ ما

ص:48

عَلِمَه،فاللّه قد دَلَّ علی تَوحیدِهِ بجمیع ما خَلَقَ ،فَبَیَّن أَنه لا یَقْدِرُ أَحَدٌ أَن یُنْشِئَ شیئاً واحداً مِمَّا أَنشأَ،و شَهدَت المَلاَئِکَهُ لما عایَنَتْ من عَظیمِ قُدْرَتِه،و شَهِد أُولو العِلْمِ بما ثَبَت عِنْدَهم وَ تَبیَّن مِن خَلْقِه الّذِی لا یَقْدِرُ علیه غیرُه.و قال أَبو العَبَّاسِ : شَهِدَ اللّهُ :بَیَّن اللّه و أَظْهَرَ.و شَهِدَ الشاهِدُ عند الحاکِمِ ،أَی بَیَّن ما یَعْلَمُه و أَظْهَرَه.

و فی قَولِ المؤذِّنِ : أَشْهَدُ أَن لا إِلهَ إِلاّ اللّه و أَشهَدُ أَنَّ محمداً رسولُ اللّه.قال أَبو بکر بن الأَنباریِّ : أَی أَعْلَمُ أَن لا إِلهَ إِلاّ اللّه و أُبَیِّنُ أَن لا إِلهَ إِلا اللّه (1).

و أَشْهَدَهُ إِمْلاَکَه: أَحْضَرَهُ .و أَشْهَدَ فُلاَنٌ :بَلَغَ ،عن ثَعْلَبَ .و أَشْهَدَ :اشْقَرَّ،و اخضَرَّ مِئْزَرُه.و أَشْهَدَ : أَمْذَی ، کشَهَّدَ تَشْهِیداً،و هذه عن الصاغانیّ ،إِلا أَنه قال فی تفسیره:أَکْثَرَ مَذْیَه.و المَذْیُ عُسَیلهٌ .

و عن أَبی عمرٍو: أَشْهَدَ الغُلامُ ،إِذا أَمْذَی و أَدرَکَ ، و أَشْهَدَت الجاریهُ إِذا حاضَتْ و أَدْرَکَتْ ،و أَنشد:

قامَتْ تُنَاجِی عامِراً فأَشهَدَا

فَدَاسَها لَیْلَتَهُ حَتَّی اغْتَدَی

و عن الکسائیّ : أُشْهِدَ الرَّجلُ ، مجهولاً:قُتِلَ فی سبیلِ اللّه شَهِیداً کاستُشْهِدَ :رُزِقَ الشَّهَادَه فهو مُشْهَدٌ ،کمُکْرَمٍ ، و أَنشد:

أَنا (2)أَقُولُ سأَمُوتُ مُشْهَدَا

و المَشْهَد ،و المَشْهَدهُ ،و المَشْهُدَهُ بالفتح فی الکلّ ، و ضَمّ الهاءِ فی الأَخیر،الأَخِیرَتَان عن الفَرّاءِ فی نوادره مَحْضَرُ الناسِ و مَجْمَعُهم.و مَشَاهِدُ مکَّهَ :المواطِنُ الّتی یَجتمعون بها،من هذا.

و شُهُودُ النّاقَهِ بالضّمّ : آثَارُ مَوْضِعِ مَنْتِجها ،أَی المَوْضِع الّذی أُنْتِجَت فیه، من دَمٍ أَو سَلًی و فی بعض النُّسخ:من سلًی أَو دَمٍ .

و کزُبَیْرٍ: الشیخ الزَّاهِدُ عُمَرُ ،هکذا فی النُّسخ.

و الصواب:عُمَیْر بن سَعْدِ بنِ شُهَیْدِ بن عَمْرٍو أَمیرُ حِمْصَ صحابِیٌّ و کان یقال له:نَسِیجُ وَحْدِه.و أُخْتُه سَلاَّمهُ بنْت سَعْد،لها ذِکْر.

و أَبو عامر أَحمدُ بنُ عبدِ الملک بنِ أَحمدَ بنِ عبد المَلِک بن عمر بن محمّد بن عیسی بن شُهَیْدٍ الأَشْجَعِیّ الأَدیبُ مؤلّف کتاب«حانُوت العَطَّار».وُلِدَ بِقُرْطُبَه سنه 372 (3)و وَرِث الرُّتْبَهَ و الجَلالَهَ عن أَسْلافِه، و توفِّی سنه 426 (4)،و علی رُخَامهِ قَبْرِه من شِعْرِهِ :

یا صاحِبی قُمْ فقَد أَطَلْنا

أَنَحْنُ طُولَ المَدَی هُجُودُ

فقال لِی لنْ نقومَ منها

ما دامَ مِن فَوقِنا الجَلیدُ

تَذْکُرُ کَمْ لَیلهٍ نَعِمْنا

فی ظِلِّهَا و الزَّمانُ عِیدُ

و کَمْ سُرورٍ هَمَی علینا

سَحابُهُ بِرُّهُ یَجُود

کُلُّ کأَنْ لم یَکُنْ تَقَضَّی

و شُؤْمُه حاضرٌ عَتِیدُ

حَصَّلَه کاتِبٌ حَفِیظ

و ضَمَّه صادِقٌ شَهِید

یا وَیْلَنَا إِن تَنَکَّبَتْنا

رَحْمهُ مَنْ بَطْشُهُ شَدِیدُ

یا ربِّ عَفْواً فأَنتَ مَوْلَی

قَصَّرَ فی أَمْرِکَ العَبِیدُ

و أَبوه أَبو مَروان،عبدُ الملک بن أَحمد بن عبد الملک بن شُهَیْد القُرْطُبِیّ رَوَی عن قاسم بن أَصْبَغ و غیره،و مات سنه 393.و عبدُ الملک بن مَرْوَان بن شُهَیْد ،أَبو الحسن القُرْطبیّ مات سنه 408 ذَکَرهما ابن بَشْکُوال.

*و مما یستدرک علیه:

الشَّهاده الیَمینُ ،و به فُسِّر قولُه تعالی: فَشَهادَهُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللّهِ (5).

ص:49

و المَشْهُود :صَلاَهُ الفَجْرِ.و یَوْمٌ مَشْهُودٌ :یَحْضُره أَهلُ السماءِ و الأَرضِ .

و الأَشْهَاد :الملائِکَهُ ،جمْع شاهِدٍ ،کناصِر و أَنصار، و قیل:هم الأَنبیاءُ (1).

و فَمَنْ 2شَهِدَ مِنْکُمُ الشَّهْرَ أَی مَن شَهِد منکم المِصْرَ فی الشَّهْر.

و الشَّهَادَه :المَجْمَعُ من الناس.

و المَشْهودهُ (2):هی المَکتوبهُ ،أَی یَشْهَدها الملائِکهُ ، و یُکْتَب أَجْرُها للمُصَلِّی.

قال ابن سیده:و الشاهِدُ :من الشَّهَاده عند السُّلطان،لم یُفسِّره کُراع بأَکثرَ من هذا.

و تَشهَّدَ :طَلَبَ الشَّهادَهَ .

و مُنْیَه شَهَادهَ :قَرْیَه بمصر.

و ذو الشَّهَادَتَیْن :خُزَیمهُ بن ثابتٍ .

و الشاهِد بن غافِقِ بن عَکٍّ من الأَزْد.

و شُهْدَهُ ،الکاتبه،بالضّمّ :معروفه،و بالفتح:أَبو اللَّیْث عَتِیقُ بن أَحمد الصُّوفِیّ ،صاحب شهْده حَدّث بمصر عن أَحمدَ بن عَطاءٍ الرُّوذَبارِیّ ،و أَحمد بن حسن بن علیٍّ المصریّ ،عُرِف بابْن شَهْدَه ،من شُیوخِ الرَّشید العَطَّار.

*و مما یستدرک علیه:

لمعروفُ فی اللُّغَه.قال:وَ یَتَّجِه عندی قَوْلُ الکِسَائیِّ علی مَذْهَبِ مَن یَری أَنَّ قولَهُم: مُشَیَّده :مُجَصَّصه بالشِّید ، فیکون مُشَیَّدٌ و مَشِیدٌ بمعنی،إِلاَّ أَنَّ مَشِیداً لا تَدخلُه الهاءُ للجماعهِ فیقالَ (1)قُصُورُ مَشِیدهٌ ،و إِنَّمَا یقالُ :قُصورٌ مُشَیَّدَهٌ ، فیکون من باب ما یُسْتَغْنَی فیه عن اللفظه بغیرِها، کاستغنائِهم بتَرَک عن وَدَعَ ،و کاستغنائهم عن واحِدهِ المَخَاضِ بقولهم:خَلِفَه،فعلَی هذا یَتَّجِهُ قولُ الکسائیّ .

و قال الفرّاءُ:یشدَّد ما کان فی جَمْعٍ ،مثل قولک:

مررت بثیاب مُصَبَّغه،و کِباش مُذَبَّحهٍ ،فجاز التشدید،لأَن الفعل مُتَفَرِّقٌ فی جَمْعٍ ،فإِذا أَفْردتَ الواحِدَ من ذلِک،فإِن کان الفعلُ یَتردَّد فی الواحِدِ و یکثُر،جاز فیه التشدیدُ و التخفیفُ ،مثل قولک:مررت برجلٍ مشَجَّجٍ (2)،و بثَوبٍ مُخَرَّقٍ ،و جاز التشدیدُ،لأَن الفعلَ قد تَردَّد فیه و کَثُرَ، و یقال:مَررْت بکبْش مَذْبُوحٍ ،و لا تقل:مُذَبَّح.فإِن الذَّبْح لا یَتردَّدُ کتَرَدُّد التَّخَرُّقِ .و قوله:و قَصْر مَشِید یجوز فیه التشدیدُ،لأَن التَّشْیِید بِنَاءٌ،و البِنَاءُ یَتطاوَلُ و یَتَرَدَّدُ.و یُقَاسُ علی هذا ما ورد.کذا فی اللِّسَان.

و من المَجَاز: الإِشادهُ :رَفْعُ الصَّوتِ (3)بما یَکْرَهُ صاحِبُه،و هو شِبْه التَّنْدید؛کما قالَهُ اللَّیْثُ .و یقال: أَشادَ بذِکْرِه،فی الخَیْر و الشّرّ،و المدْح و الذَّمّ ،إِذا شَهَّره و رَفَعَه.

و أَفردَ به الجوهریُّ الخَیْرَ فقال: أَشادَ بِذِکْرِه،أَی رَفَعَ من قَدْرِه.و

16- فی الحدیث: «مَن أَشَادَ علی مُسْلِمٍ عَوْرَهً یَشِینُه بها بغَیْرِ حَقٍّ شانَهُ اللّه یومَ القِیَامَه». و یقال: أَشادَه و أَشَادَ بِه،إِذا أَشاعَه و رَفَع ذکْرَه،من أَشَدْتُ البُنْیَانَ فهو مُشَادٌ ،و شَیَّدْته ، إِذا طَوَّلْته،فاستُعِیر لرفْع صَوتِکَ بما یَکْرَهُه صاحِبُک.

و من المجاز أَیضاً: الإِشاده : تَعْرِیفُ الضَّالَّهِ ،یقال:

أَشادَ بالضَّالَّهِ :عَرَّفَ (4).و أَشَدْتُ بها عَرَّفْتُهَا،و أَشَدت بالشَّیءِ:عَرَّفْتُه.و قال الأَصمعیُّ ،کُلُّ شیْ ءٍ رَفَعْتَ به صَوْتَک،فقد أَشَدْتَ به،ضالَّهً کانت أَو غیر ذلک.

و الإِشاده الإِهلاکُ ،و هو مَجاز مستعارٌ من التَّنْدِیدِ،علی المُبَالغه.

و الشِّیادُ ،بالکسر الدُّعاءُ بالإِبلِ ،و هو رَفْعُ الصَّوْت بهِ ، مأْخوذٌ من کلام الأَصمعیّ .

و الشِّیَادُ : دَلْکُ الطِّیبِ بالجِلْدِ، کالتَّشَیُّد ،و فی بعض النُّسخ: کالتَّشْیِید (5).

و شَادَ الرَّجلُ یَشِید شَیْداً ،إِذا هَلَکَ ،نقلَه الصَّاغَانیّ .

و من سَجَعَات الأَساس:رَمانی الحَرُّ بِصَیَاخِیدِه ،و البَرْدُ بصَنادِیدِه.

و صَخْرَهٌ صَیْخُودٌ ،و صَیْخادٌ ،الأَخیره عن الصاغانیِّ :

صَمَّاءُ راسِیهٌ شَدِیدهٌ ،و فی الأَساس:صَخْرَهٌ صَیْخُودٌ :لا تَعْمَلُ فیها المَعَاوِلُ .و فی اللسان: الصَّیْخُود :الصَّخْره المَلْسَاءُ الصُّلْبَهُ لا تحرَّکُ من مکانِهَا،و لا یَعْمَل فیها الحَدِیدُ،و أَنشد:

حَمْرَاءُ مِثْلُ الصَّخْرَه الصَّیْخُودِ (1)

و هی الصَّلُود.و الصَّیْخُود أَیضاً:الصَّخْرَهُ العَظِیمهُ التی لا یَرْفَعُها شیءٌ،و لا یأْخُذُ فیها مِنْقَارٌ و لا شیْ ءٌ،قال ذو الرُّمّه:

یَتْبَعْنَ مِثْلَ الصَّخْرهِ الصَّیْخُودِ

و قیل:صَخْرهٌ صَیْخُودٌ ،و هی الصُّلْبَه الّتی یَشْتَدُّ حَرُّهَا إِذا حَمِیَتْ علیها الشَّمْسُ .

و

1- فی حدیثِ عَلیٍّ ،کرَّم اللّه وجهه: «ذَوَات الشَّنَاخِیبِ الصُّمِّ من صَیاخِیدِها ».

و الصَّیْخَدُ :عَیْنُ الشَّمْسِ سُمِّیَ به (2)لِشِدَّهِ حَرِّها،و أَنشد اللَّیث:

وَقْدَ الهَجِیرِ إِذَا استَذابَ الصَّیْخَدُ

و أَصْخَدَ الرَّجُلُ : دَخَلَ فی الحَرِّ ،و یقال: أَصخَدْنَا ،کما یُقَال:أَظْهَرْنَا،و صَهَدَهُم الحَرُّ،و صَخَدَهم و الإِصخَادُ ، و الصَّخَدَانُ :شِدَّهُ الحَرِّ.

و أَصخَدَ الحِرْبَاءُ:تَصَلَّی بِحَرِّ الشَّمْسِ و اسْتَقْبَلَهَا.

و المَصْخَدَه :الهاجِرَهُ ، کالصَّاخِده ، ج: مَصَاخِدُ یقال:أَتیتُه فی مَصَاخِدِ الحَرِّ و صَیَاخِیدِه.

و صَخْدٌ بفتح فسکون،مَصْروفاً، و قد یُمْنَع من الصَّرْف:

د، نقله الصاغانیُّ .

و الصَّیْخَدُونُ :الصَّلابَهُ و الشِّدَه،قال ابنُ دُرَیْد:هکذا قالوا.و لا أَعرفها. و یقال: واحدٌ فاخِذٌ (3)صاخِدُ ،أَی صُنْبُورٌ ،أَی فَرْدٌ ضَعِیف،أَی لا أَخَ له و لا وَلَدَ.

*و مما یستدرک علیه:

المُصْطَخِدُ :المُنْتَصِبُ ،قال کَعْب:

یَوْماً یَظَلُّ به الحِرْبَاءُ مُصْطَخِداً

کَأَنَّ ضَاحِیَهُ بالنَّارِ مَمْلُولُ

و کذلِکُ المُصْطَخِمُ .یَصِفُ انتصابَ الحِرْبَاءِ إِلی الشَّمْس فی شِدَّه الحَرِّ.

و الصُّخْد ،بالضّمّ :دَمٌ .و ما فی السَّابِیاءِ،و الصَّخْد :

الرَّهَلُ ،و الصُّفْرَهُ فی الوَجْهِ .و السِّین لغهٌ فی الصَّادِ علی المضارعه.و صَیْخَدٌ ،کحَیْدرٍ:موضع.

و صَدَّ یَصُدُّ ،بالضّمّ ، و یَصِدُّ ،بالکسر، صَدًّا و صَدِیداً :

عَجَّ و ضَجَّ . و فی التنزیل: وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْیَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُکَ مِنْهُ یَصِدُّونَ (1)أَی یَضِجُّون وَ یعِجُّون،و قد قُرِئ:

یَصُدُّون أَی یُعْرِضُون.قال الأَزهریّ (2)تقول صَدَّ یصُدُّ وَ یصِدُّ ،مثل شَدَّ یَشُدّ و یَشِدّ،و الاختیار: یَصُدُّونَ ،بالکسر.

و هی قراءَه ابن عباس.و علی قوله فی تفسیره العَمَلُ .قال أَبو منصور:یقال صَدَدْتُ فُلاناً عن أَمرِهِ أَصُدُّه صَدًّا فَصَدَّ یَصُدُّ ،یستوِی فیه لَفْظُ الواقعِ و اللازِمِ ،فإِذا کان المعنَی یَضِجُّ وَ یعِجُّ فالوَجْهُ الجَیِّدُ صَدَّ یَصِدُّ ،مثل ضَجَّ یَضِجُّ .

و نقل شیخنا عن شروح اللامِیَّه:أَن صَدَّ اللازِمَ ،سواءٌ کان بمعنی ضَجَّ أَو أَعرَضَ ،فمضارِعُهُ بالوَجْهَیْن،الکسر علی القِیَاس،و الضّمّ علی الشُّذوذ.قال:و کلامُ المصنِّف یقتضِی أَن الوَجْهَیْن فی معنَی ضَجَّ فقط .و لیس کذلک.

و عن اللّیث:یقال هذه الدار علی صَدَدِ هذه،و دارِی صَدَدَ دارِهِ محرَّکَهً ، أَی قُبَالَتَهُ و قُرْبَهُ ،کذا فی النُّسْخ، بتذکیر الضمیر و الصواب تأْنِیثُه (3)،کما فی سائر الأُمهات نُصِبَ علی الظَّرْفِ ،قال أَبو عُبَیْد،قال ابن السِّکِّیت، الصَّدَدُ ،هذا،و بِصَدَهِ ،و علی صَدَدِهِ ،أَی قُبَالَتَهُ .

و الصَّدِیدُ :ماءُ الجُرْحِ الرَّقِیقُ المختلِطُ بالدَّمِ قبل أَن تَغْلُظَ المِدَّه.و

16- فی الحدیث: «یُسْقَی مِن صَدِیدِ أَهْلِ النَّارِ».

قال ابن الأَثیر:هو الدَّمُ و القَیْحُ الّذِی یَسِیل من الجَسَدِ.

و قال ابن سِیده: الصَّدِیدُ :القَیْحُ الّذِی کأَنَّه ماءٌ و فیه شُکْلَهٌ .

و الصَّدِیدُ فی القرآن:ما یَسِیلُ من جُلودِ أَهْلِ النَّار.و قال اللَّیْث:[ الصدید ] (4)الدّمُ المُخْتلِط بالقَیْحِ فی الجُرْحِ .

و قیل: الصَّدِیدُ : الحَمِیمُ إِذا أُغْلِیَ حَتَّی خَثُرَ أَی غَلُظ ، نقله الصاغانیّ .

و التَّصْدِیدُ :التَّصْفِیقُ .و التَّصدُّدُ :التَّعَرُّض، هذا هو الأَصل، و تُبْدَلُ الدالُ یاءً،فیقال التَّصَدِّی و التَّصْدِیَهُ قال اللّه عزّ و جلّ : وَ ما کانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَیْتِ إِلاّ مُکاءًوَ تَصْدِیَهً (5)فالمُکَاءُ:الصَّفِیرُ،و التَّصْدِیهُ :التَّصْفِیقُ :و قیل للتَّصْفِیق: تَصِدیهٌ ،لأَن الیَدَیْن تَتصافَقانِ ،فیقابِل صَفْقُ هذِه صَفْقَ الأُخری و صَدُّ هذه صَدَّ الأُخرَی،و هما وَجْهاها.

و عن ابن سیده: التَّصْدِیَهُ :التَّصْفِیقُ و الصَّوتُ ،علی تحویل التّضعیف.قال:و نظیره:قَصَّیْتُ أَظْفَارِی.فی حروف کثیره.قالَ :قد عَملَ فیه سیبویه باباً.و قد ذَکَرَ منه یَعقُوبُ و أَبو عبیدٍ أَحرُفاً.

و فی التهذیب:یقال صدَّی یُصَدِّی : تَصْدِیهً ،إِذا صَفَّقَ .

و أَصله: صَدَّدَ (6)یُصدِّدُ ،فکثُرَت الدّالات،فقُلِبَت إِحداهُنَّ یاءٌ،کما قالوا:قَصَّیْتُ أَظْفَارِی،و الأَصلُ :قَصَصْتُ .قال:

قال ذلک أَبو عُبَیْدٍ،و ابنُ السِّکِّیت،و غیرهما.و ذهَبَ أَبو جعفر الرُّسْتُمِیُّ ،إِلی أَن التَّصْدِیَهَ من الصَّدَی،و هو الصَّوتُ ،و لم یُستَعمل من الصَّدَی فِعْلٌ .و الحَمْل علی المُستعمَل أَوْلَی.

قال شیخُنَا:هو کلامٌ ظاهرٌ،و فی کلام المصنِّف لَفٌّ و نَشْرٌ مُشَوَّشٌ .

و قول اللّه تعالی: أَمّا مَنِ اسْتَغْنی فَأَنْتَ لَهُ تَصَدّی (7)معناه:تَتَعرَّض له،و تَمِیل إِلیه و تُقْبِل علیه،یقال تَصَدَّی فَلانٌ لفُلان،إِذا تَعَرَّضَ له.و الأَصْل تَصدَّدَ .و قال الأَزهریّ :و یجوز أَن یکون معنی قوله: فَأَنْتَ لَهُ تَصَدّی أَی تَتَقَرَّب إلیه،من الصَّدَدِ و هو القُرْبُ ،کما تقدَّم.

و الصُّدَّاد ،کَرُمَّانٍ :الحَیَّهُ ،عن الصاغانیّ ، و دُوَیْبَهٌ من جنْس الجُرْذَانِ ، أَو سامُّ أَبْرَصَ ،و قد جاءَ فی کلامِ قَیْس و فَسّره به أَبو زید،و تَبِعَه ابنُ سیده،و قیل:الوَزَعُ ،أَنشد یعقوب:

مُنْجَحِراً مُنْجَحَرَ الصُّدَّادِ

ثم فَسَّرَه بالوَزَغِ ج: صَدَائِدُ ،علی غیر قیاس.

و الصُّدَّاد أَیضاً: الطَّریق إِلی الماءِ.

و الصِّدَاد ، ککِتَابٍ :ما اصْطَدَّتْ به المرأَهُ ،و هو أَی الصِّدَاد : السِّتْرُ ،کذا فی نوادر الأَعراب.

ص:53

و صَدَّاءُ ،کعَدَّاء:لغهٌ فی صَدْآءَ و هو اسْم بئْرٍ أَو رَکِیَّهٍ عَذْبهِ الماءِ.و رَوَی بعضُهم هذا المَثَلَ : «ماءٌ و لا کَصَدَّاءَ » أَنشد أَبو عُبَیْدٍ:

و إِنِّی و تَهْیامِی بزَیْنَبَ کالَّذِی

یُحَاوِلُ مِن أَحواضِ صَدَّاءَ مَشْرَبَا

و قیل لأَبی علیٍّ النّحویّ :هو فَعْلاءُ،من المضاعف.

فقال:نعم،و أَنشد لضِرار بن عُتْبَهَ العَبْشَمِیّ :

کأَنِّیَ مِن وَجْدٍ بِزَیْنَبَ هائِمٌ

یُخَالِسُ من أَحواضِ صَدَّاءَ مَشْرَبَا

و بعضهم یقول:صَدْآءُ بالهمز مثل صَدْعَاءَ.قال الجَوْهَرِیُّ :سأَلْتُ عنه رجلاً بالبادیه فلم یَهْمِزْه.و قد مَرَّ فی الهَمْز ما یقارب ذلک،فراجِعْه.

و الصَّدُّ بالفتح و یُضَمُّ :الجَبَلُ ،و السین لغه فیه.قال أَبو عَمْرٍو:یقال لکلّ جَبلٍ : صَدٌّ و صُدٌّ ،و سَدٌّ و سُدٌّ. و الصَّدُّ و الصُّدُّ : ناحِیهُ الوادِی و الشِّعْبِ ،و هما الصَّدَّانِ .و الجمع:

أَصدادٌ ،و صُدودٌ .و صُدّا الجبلِ :ناحِیَتاه فی مَشْعَبِه،و هما الصَّدَفانِ ،قال حُمَیْد:

تَقَلقَلَ قِدْحٌ بینَ صُدَّینِ أَشْخَصَتْ

لهُ کَفُّ رامٍ وِجْههً لا یُریدُها (1)

و الصُّدَّانِ ،بالضّمّ :شَرْخَا الفَرْقِ کذا فی النُّسخ.

و الصواب:الفُوق.کما هو نصّ التکمله،مجازاً عن جانِبَیِ الوادِی.

و الصَّدُود ،کَصَبُورٍ المِجْوَلُ ،نقله الصاغَانیُّ ، و الصَّدُود : ما دَلکْتَهُ علی مِرْآهٍ فکَحَلْتَ بِهِ عَیْناً ،و هذا عن ابن بُزُرْج.

و صَدْصَدُ :اسم امرأَه ،عن الصاغانیّ :

و صُدَاصِدٌ ،کعُلابِطٍ :جَبَلٌ لهُذَیْلٍ ،نقله الصاغَانیُّ .

و أَصَدَّ الجُرْحُ إِصْدَاداً : قَیَّحَ و صَدَّدَ ،صَار فیه المِدَّهُ .

و زاد فی المصباح: صَدِئَ الجُرْحُ ،کفَرِحَ (2).و القیاس یقتضیه.قاله شیخُنا.و مما یستدرک علیه:

صَدَّ یَصِدُّ صَدّاً :استَغْرَب ضَحِکاً.قال اللیث[فی قوله تعالی]: إِذا قَوْمُکَ مِنْهُ یَصِدُّونَ (3)أَی یَضْحکون.

و الصَّدُّ :الهِجْرَانُ .و الصَّدُّ :المرتفِعُ من السَّحَابِ ،تَراه کالجَبَلِ ،و السِّین أَعلی.و الصَّدُّ :شِعْبٌ صَغِیر یَسیل فیه الماءُ،قال الضَّبِّیُّ .و الصَّدُّ الجانِبُ .

و الصَّدَدُ :الناحِیَهُ .و الصَّدَدُ :القَصْدُ.قاله ابن سیده.

و یقال: صَدَّ السَّبِیلُ (4)،إِذا استَقْبَلَکَ عَقَبَهٌ صَعْبَهٌ فَتَرکْتَها و أَخَذْتَ غَیرَها.

و تَصدَّیتُ له:أَقْبَلتُ علیه.

و الصَّدَّی ،مَقصور:تِینٌ أَبیضُ الظاهِرِ أَکْحَلُ الجَوْفِ ، و هو صادِقُ الحَلاَوه.هذا قول أَبی حَنِیفَه.

و الصَّدْصَدَه :ضَرْبُ المُنْخُلِ بِیَدِکَ .

و صَدّ بالفارسیه:اسم للمائه من العَدَدِ.

و یقال:لا صَدَدَ لی عن ذلک و لا جَدَدَ،أَی لا مانِعَ ، نقله الصاغانیُّ .

منها صَرِیعٌ و ضَاغٍ فوقَ حَرْبَتِهِ

کما صَغَا تحتَ حَدِّ العامِلِ الصَّرَدُ (1)

و الصَّرْدُ مِنَ الجَیْشِ :العَظِیمُ تَراه مِن تُؤَدَتِهِ کأَنّهُ سَیْرُه جامِدٌ (2)و ذلک لِکَثْرَتِهِ .و هو مَجاز،و قد یُوصَف به،فیقال:

جَیْش صَرْد ،قالَ خُفَاف بن نَدْبَهَ :

صَرْدٌ تَوَقَّصَ بالأَبدانِ جُمْهورُ (3)

و یُحَرَّک و هو معنَی قَولِ النابغَه الجَعْدِی:

بأَرْعَنَ مِثْلِ الطَّوْدِ تَحْسَبُ أَنّهمْ

وُقُوفٌ لِحَاجٍ و الرِّکابُ تُهَمْلِجُ

و الصَّرْدُ ،و الصَّرَدُ ،و الصَّرِیدُ : البَرْدُ ،و قیل:شِدَّتُه، فارِسِیٌّ مُعَرَّبٌ .

قال شیخنا:و صَحَّح جَماعهٌ أَنَّه عرَبِیُّ ،و أَن الفُرْس أَخَذُوه من کلامِ العربِ ،فوافَقُوهم علیه. صَرِدَ ،بالکسر، یَصْرَد صَرَداً فهو صَرِدٌ من قوم صَرْدَی .قال اللیث: الصَّرَدُ :

مصدر الصَّرِد من البَرْد..و الاسم الصَّرْد ،مَجْزومٌ ،قال رُؤْبهُ :

بِمَطَرٍ لَیْسَ بِثَلْجٍ صَرْدَ

و

17- فی الحدیث: «سُئِل ابن عُمَرَ عَمَّا یَموتُ فی البَحْر صَرْداً ،فقال:لا بَأْسَ بِهِ ». یعنی السَّمَکَ الّذی یَموت فیه من البَرْدِ.

و یَومٌ صَرِدٌ ،و لیلهٌ صَرِدَهٌ :شدیدهُ البَرْدِ.

و رَجُلٌ مِصْرَادٌ :قَوِیٌّ علی البَرْدِ ،نقلَه الصاغانیُّ و رجل مِصْرَادٌ : ضَعِیفٌ لا یَصْبِر عَلَیْهِ . و فی التَهذیب:هو الّذی یَشْتَدُّ علیه البَرْدُ،و یقِلُّ صَبْرُه علیه،فهو من الأَضداد،و قد أَغفلَه المصنّف، کصَرِدٍ :ککَتِفٍ ،یَشْتَدُّ البَرْد علیه.

و صَرِدَ الرَّجُل کفَرِحَ یَصْرَد صَرَداً فهو صَرِدٌ من قَوْم صَرْدَی : وَجَدَ البَرْدَ سَرِیعاً ،قال الساجع (4):

أَصْبَح قَلْبِی صَرِدَا

لا یَشْتَهِی أَن یَرِدا

و من المجاز: صَرِدَ الفَرَسُ إِذا دَبِرَ مَوْضِعُ السَّرْجِ منه ، فهو صَرِدٌ کَکَتِفٍ .

و عن أَبی عُبَیده: الصَّرَدُ :أَن یَخْرُجَ وَ بَرٌ أَبیضُ فی مَوْضِع الدَّبَرَهِ إِذا بَرَأَتْ ،فیقال لذلک الموضع: صُرَدٌ ، و جمعه: صِرْدان ،و إِیَّاها عَنَی الراعی یصف إِبِلاً:

کأَنَّ مَواضِعَ الصِّرْدَانِ منها

مَنارَاتٌ بُدِئْنَ علی خِمَارِ (5)

و فی المحکم:و الصُّرَد :بَیاضٌ یکون فی سَنَامِ البَعِیرِ.

و الجمْعُ کالجَمْع.و فی الأَساس:شُبِّه بلَوْن الصُّرَدِ و هو طائر یأْتی ذِکْرُه.

و صَرِدَ السِّقَاءُ صَرَداً : خَرَجَ زُبْدُهُ مُتَقَطِّعاً ،فیُدَاوَی بالماءِ الحارِّ.

و من المَجَاز: صَرِدَ قَلْبِی عنه ،إِذا انْتَهَی ،کما یُقال:

أَصْبَحَ قَلْبِی صَرِدَا

کذا فی التهذیب.

و صَرِدَ السَّهْمُ صَرَداً و صَرْداً : أَخطأَ ،و کذا الرُّمْحُ و نَحوُهما،کأَصْرَدَ،قال الراجز:

أَصرَدَهُ المَوْتُ و قد أَطَلاَّ (6)

أَی أَخطأَه،و هذا عن قُطْرُب. و صَرِدَ السَّهْمُ و الرُّمْحُ یَصْرَدُ صَرَداً : نَفَذَ حَدَّهُ ،و هذا عن الزّجَّاج فهو علی هذا ضِدٌّ.

وَ صَرَدَهُ الرامِی،و أَصْرَدَه :أَنْفَذَهُ من الرَّمِیَّهِ ،و أَنا أَصْرَدتُه .و قال اللَّعِینُ المِنْقَرِیّ یخاطب جَریراً و الفرزدقَ :

فما بُقْیَا عَلَیَّ تَرکتُمانِی

و لکِنْ خِفْتُما صَرَدَ النِّبَالِ

ص:55

قال أَبو عُبَیْدَه:مَن أَراد الصَّوَابَ قال:خِفْتُمَا أَن تُصِیبَ (1)نِبالی.و مَن أَرادَ الخَطَأَ قال:خِفْتُما إِخطاءَ نِبالِکُما.

و سَهْمٌ صارِدٌ ،و مِصْرَادٌ :نافَذٌ ،خَرَج بَعْضُه،و مارِقٌ :

خَرَج کُلُّه.و صارِدٌ :خرجت شَبَاهُ حَدّهِ من الرَّمِیَّهِ .و نَبْلٌ صَوَارِدُ.

و سَهْم مُصْرِدٌ کمُکْرِم:مُخْطِیءٌ قاله قُطْرُب.

و

16- فی الحدیث: «نُهِیَ المُحْرِمُ عن قَتْلِ الصُّرَد ». و هو بِضَمِّ الصادِ و فتْح الرَّاءِ:طائِرٌ فوقَ العُصفورِ أَبْقَعُ ضَخْمُ الرّأْسِ ،قال الأَزهریُّ : یَصطادُ العَصَافِیرَ ،یکون فی الشَّجَرِ،نِصْفُه أَبیضُ و نِصْفُه أَسودُ،ضَخْمُ المِنْقَارِ،له بُرْثُنٌ عظیم.و یقال له:الأَخْطَب،لاخْتِلاف لَوْنَیْهِ .و الصُّرَد لا تَراه إِلاّ فی شُعْبَهٍ أَو شَجَرَهٍ ،لا یَقْدِر علیه أَحدٌ (2).قال سُکَیْنٌ النُّمَیْرِیُّ : الصُّرَد صُرَدانِ ،أَحدُهما یُسَمِّیه أَهلُ العِرَاقِ :العَقْعَقُ ،و أَمّا البَرِّیُّ فهو الهَمْهَام،یُصَرْصِرُ کالصَّقْرِ.و رُوِیَ عن مُجَاهِدٍ:و کُرِه لَحْمُ الصُّرَدِ و هو من سِبَاعِ الطَّیْرِ. أَو هُو أَوَّلُ طائِرٌ صَامَ اللّه تعالی.

و رُوِیَ عن مجاهدٍ فی قوله تعالی: سَکِینَهٌ مِنْ رَبِّکُمْ (3)قال:أَقْبَلَت السَّکِینَهُ ،و الصُّرَدُ ،و جِبْرِیلُ مع إِبراهِیمَ من الشَّأْم: ج صِرْدَانٌ ،بالکَسْر،قال حُمَیْد الهلالِیُّ :

کأَنَّ وَحَی الصِّرْدانِ فی جَوْفِ ضالَهٍ

تَلَهْجُمَ لَحْیَیْهِ إِذا ما تَلَهْجَما

و من المجاز:

فَرَس مُصَرِّدٌ :به صُرَدٌ ،و هو: بَیَاضٌ فی ظَهْرِ الفَرَسِ من أَثَرِ الدَّبَرِ ،و جمْعُه صِرْدَانٌ ،و قد تقدَّم قریباً.

و الصُّرَدَانِ تثنیه صُرَدٍ : عِرْقَانِ أَخضرانِ یَسْتَبْطِنانِ اللِّسانَ یَکْتَنِفَانِه و بهِما یَدور اللِّسَانُ ،کما قاله اللَّیْث،عنالکِسَائیّ .و قیل:هما عَظْمَان یُقیمَانه،و قال یَزِیدُ (4)بن الصَّعِقِ :

و أَیُّ الناسِ أَغْدَرُ (5)من شَآمٍ

له صُرَدَانِ مُنْطَلِقَ اللسانِ

أَی ذَرِبانِ .

و فی المحکم: الصُّرَدُ :عِرْقٌ فی أَسفلِ لِسان الفَرَسِ .

و قال الأَصمعیّ : الصُّرَدُ من الفَرَسِ :عِرْقٌ تحْت لِسَانِه، و أَنشد:

خَفِیفُ النَّعَامَهِ ذو مَیْعَهٍ (6)

کَثِیفُ الفَراشهِ ناتِی الصُّرَدْ

و عن ابن الأَعرابیِّ : الصَّرِیدهُ :نَعْجَهٌ أَضَرَّ بها البَرْدُ و أَنْحَلَهَا،کذا فی المحکم، ج: صَرَائِدُ ،و أَنشد:

لَعَمْرُکَ إِنی و الهِزَبْرَ و عارِماً

و ثَوْرَهَ عِشْنا من لُحُومِ الصَّرائِدِ

و الصُرَّاد ،و الصُّرَّیْد ،و الصَّرْدَی کَرُمَّانٍ ،و قُبَّیْطٍ و سَکْرَی: الغَیْمُ الرَّقِیقُ لا مَاءَ فِیهِ ،و هو نَصُّ الصّحاح و قیل سَحابٌ باردٌ تَسْفِرُه الرِّیح.و قال الأَصمعیُّ : الصُّرَّادُ :

سَحابٌ بارِدٌ نَدِیٌّ ،لیس فیها ماءٌ.

و التَّصْرِیدُ :التَّقْلِیل ،و قیل:إِنما کَرِهوا الصُّرَدَ و تَشَاءَمُوا به من اسمه،من التصرید ،و نُهِی عن قَتْلِهِ رَدّاً للطِّیَرَهِ .

و من المَجَاز.

صَرَّدَ له العَطَاءَ تَصْرِیداً :قَلَّلَه.و

16- فی الحَدِیث: .«لن یَدْخُلَ الجَنَّهَ إِلاَّ تَصْرِیداً ». أَی قَلیلاً.

و التَّصرید فی السَّقْی دُونَ الرَّیِّ ،و فی التهذیب:شُرْبٌ دُونَ الرِّیّ .و شَرابٌ مِصَرَّد :مُقَلِّل.

و المُصْطَرِد :الرجلُ الحَنِقُ الشَّدیدُ الغَیْظِ ،عن الصاغانیّ ،کالمصطَرّ،بغیر دالٍ .

ص:56

و الصَّارِدُ :اسم سَیْف الشَّهید عاصم بنِ ثابتِ بن أَبی الأَقْلَحِ قَیْسِ بن عِصْمه بن النُّعْمان الأَوْسِیّ ثم الضُّبَعِیّ رَضِیَ اللّه تَعَالی عنه.

و الصَّرْداءُ :جَبَلٌ کثیرُ الثَّلْج و البَرَدِ.

و المِصْرادُ من الأَرضِ .ما لا شَجَر بها و لا شیْ ءَ من النَّبَاتِ .

و لَبَنٌ صَرِدٌ ،کَکَتِفٍ مُنْتَفِشٌ لا یَلْتَئمُ لإِصابته البرد،و قد صَرِدَ کفرِح.

و الصِّمْرِدُ بالکسر:الناقهُ القلیلهُ اللبن و لیس هنا مَوْضِعُ ذِکْرِه و هو مذکور فی الصحاح هنا،بناءً علی أَن المیم زائده،علی الصحیح،و سیأْتی فی:صمرد،إِن شاءَ اللّه تعالی.

*و مما یستدرک علیه:

الصَّرِید :الجَلِید.و أَرضٌ صَرْدٌ :بارده،و الجمع صُرودٌ ، و هی خلاف الجُرُومِ ،و هی الحارَّه.و ریح مِصْرادٌ .ذاتُ صَرَدٍ أَو صُرَّادٍ ،قال الشاعر:

إِذا رَأَیْن حَرْجَفاً مِصْرادَا

وَلَّیْنَها أَکْسِیهً حِدادَا (1)

و فی شرح الأَمالِی للقالّی: التّصرید التَّفْرِیق و التَّقْطیع و یقال: صَرَّد شُرْبَه تَصْرِیداً :قَطَّعَه.

و قال قُطْرب:سَهْمٌ مُصَرِّدٌ ،بالتشدید:مُصِیب، و بالتخفیف:أَی مُخطیءٌ.و أَنشد فی الإِصابه:

عَلَی ظَهْرِ مِرنْانٍ بِسَهْمٍ مُصَرِّدِ (2)

و قال أَبو عُبَیْده:یقال معه جَیْشٌ صَرْدٌ ،أَی کلّهم بنو عَمّه،لا یُخَالِطهم غیرُهم.نقله أَبو (3)هانیءٍ عنه.و صَرَّد الشَّعِیرُ و البُرُّ:طَلَعَ سَفاهُما،و لم یَطْلُع سُنْبُلُهما و قد کاد،قال ابن سیده:هذه عن الهَجَرِیَّ .

قال شَمِرٌ:تقول العرب:«افْتَحْ صُرَدَکَ (4)تَعْرِفْ عُجَرَک و بُجَرک»قال: صُرَدُه :نَفْسُه.و یقال:لَو فَتَحَ صُرَدَه عَرَف عُجَرَه و بُجَرَه.أَی عرف أَسرارَ مَا یَکْتُم.

و الانْصرادُ :جاءَ ذِکْرُه فی بعض الأَمثال،فراجِعْه فی أَمثال المیدانیّ .و زُهَیْر بن صَرَدٍ الجُشَمیّ :صحابیّ ،و هو أَبو جَرْوُلٍ ،و کان شاعرَ القَوْم و رئیسَهُم،له ذِکْر فی وَفْدِ هَوازن و بنو الصادر: (5)حیٌّ :من بنی مُرَّهَ بن عوف بن غَطَفانَ ،و هو لَقبٌ ،و اسمه سَلامه.

قال ابن دُرید:هو من قولهم: صَرَد السَّهْمُ ،أَو من:

صَرِدَ الرَّجُلُ من البَرْد،و منهم قُرادُ بن حَنَش بن عمرِو بن عبد اللّه بن عبد العُزَّی بن صُبیح بن سَلامه،الصارِدِیّ الشاعر (6).

و صُرَدُ ،کزُفَرَ:قَرْیه بالوَجه البحریّ ،من مصر،منها التاج عبد الغَفّار بن ذی النُّون الصُّرَدِیّ .قاله الحافظ ابنُ حجَر فی«الدرر الکامنه».

و صُرَادٌ کغُرَابٍ :هَضْبه فی دیار کِلاَبٍ ،وَ عَلَمٌ بقُرْب رَحْرَحانَ ،لبنی ثَعْلَبَهَ بنِ سَعْد بن ذُبیانَ ،و ثَمَّ أَیضاً:

الصَّرِیدُ ،بینهما وادٍ.

و إِلیه نُسِبَ الحَسَن بنُ أَحمدَ بنَ هلالِ بن سعْدٍ الصَّرْخَدِیّ ،المعروف بأَبی هُبَل،سَمعَ علیَّ بن البخاریّ ، و حَدَّثَ و عُمِّرَ.

و فی الأَساس: أَصْعَدَ فی الأَرض:ذَهَبَ مُسْتَقْبِلَ أَرضٍ أَرفَعَ من الأُخْرَی.

قلت:هو مأْخُوذٌ من عِباره اللَّیْثِ ،قال اللَّیْثُ : صَعِدَ ، إِذا ارْتَقَی،و أَصْعَدَ (1)یُصْعِد إِصْعاداً ،فهو مُصْعِد ،إِذا صار مُسْتَقْبِلَ حَدُورٍ أَو نَهَرٍ أَو وادٍ[أَو أَرضٍ ] (2)أَرفَع من الأُخری.

و قال بعض المُفَسِّرینَ فی تفسِیرِ قوله تعالی: سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (3)یقال: الصَّعُودُ :جَبَلٌ فی النَّارِ،من جَمْرَه واحدهٍ ،یُکَلِّفُ الکافِرُ ارتقاءَهُ و یُضرَب بالمَقامِع،فکلّما وَضَعَ علیه رِجْلَهُ ذَابَتْ إِلی أَسْفَلِ وَرِکِهِ ،ثم تَعُودُ مکانَها صَحیحهً ،و منه اشتُقَّ تَصَعَّدَنِی ذلک الشیْ ءُ (4)، و تَصَاعَدَنِی ، أَی شَقَّ عَلَیَّ .

و قال أَبو عُبَیْدٍ فی

17- قول عُمَر،رضی اللّه عنه: «ما تَصَعَّدَنِی شیءٌ (5)ما تَصَعَّدَتْنِی خِطْبهُ النِّکَاحِ ». أَی ما تکاءَدَتْنِی،و ما بَلَغَتْ مِنّی و ما جَهَدَتْنِی،و أَصله من الصُّعُودِ ،و هی العَقَبَهُ الشَّاقَّهُ ،یقال: تَصَعَّدَه الأَمرُ،إِذا شَقَّ علیه و صَعُبَ ،قیل:إِنَّمَا تَصَعَّبُ علیهِ لِقُرْبِ الوُجُوه من الوُجُوهِ ،و نَظَرِ بعضِهم إِلی بعضٍ .

و الإِصَّعُّدُ ،بالکسر و فتْح الصاد،و ضمّ العَیْن ، المشدَّدَتین، و الإِصَّاعُدُ بالکسر،و شَدِّ الصَّاد،و بعدَ الأَلفِ عینٌ مضمومهٌ ،نقلهما الصاغانیُّ و الاصْطِعَادُ بمعنَی الصُّعُود ،قال اللَّیث: صَعَّدَ فی الوادِی یُصَعِّدُ ،و أَصْعَدَ ، إِذا انحَدَر فیه.قال الأَزهَریُّ :و الاصِّعَّادُ عندی مثْلُ الصُّعُودِ ،قال اللّهُ تعالی: کَأَنَّما یَصَّعَّدُ فِی السَّماءِ (6)یقال. صَعِد ،و اصَّعَّد ،و اصَّاعَدَ ،بمعنًی واحدٍ.

و عن اللّیث: الصَّعُودُ ،بالفتح ضِدُّ الهَبُوط ،ج صُعُدٌ ،کزَبُورٍ و زُبُر، و صَعَائِدُ ،مثل عَجُوزٍ و عَجائِزَ.

و الصَّعُود : النّاقَهُ تُلقِی وَلَدَها بعْدَ ما یُشْعِرُ،ثم تَرْأَمُ وَلَدَها الأَوّلَ ،أَو وَلدَ غیرِهَا،فَتَدِرُّ علیه.و قال اللَّیْث:هی ناقهٌ یَمُوت حُوَارُهَا فتَرْجِعُ إِلی فَصِیلِها فَتَدِرُّ علیه.و یقال.

هو أَطْیَبُ لِلَبَنِها،و أَنشدَ لخالِدِ بن جَعفَرٍ الکِلابِیّ ،یصف فَرَساً:

أَمَرْتُ لها الرِّعَاءَ لِیُکْرِمُوها

لها لَبَنُ الخَلِیَّهِ و الصَّعُودِ

قال الأَصمعیّ : الصَّعُودُ من الإِبِل (7):التی تَخْدِجُ لِستّهِ أَشهُرٍ أَو سبعه فَتُعْطَفُ علی وَلَدِ عامِ أَوَّلَ ،و لا تکون صَعُوداً حتّی تکون خادِجاً،و الخَلِیَّهُ :النّاقَهُ تَعْطِفُ مَعَ أُخْرَی علی وَلَدٍ وَاحدٍ،فتَدِرَّانِ علیه فیتَخَلَّی أَهْلُ البیتِ بواحدهٍ یَحلُبونها.و الجمع: صَعائدُ و صُعُدٌ .فأَمَّا سیبویه فأَنکر الصُّعُدَ ..

و لو قال المصَنف:و بالفتْح:النّاقهُ .إِلخ.و أَخَّرَ ذِکْرَ الجُمُوعِ کان أَسْبَکَ و أَسْلَکَ لطریقته فإِنّ ذِکْرَ الهَبُوطِ ، و کَونَه ضِدّاً للصَّعُودِ ،من المستدرکات کما لا یَخْفَی.

و قد أَصْعَدَت النّاقَهُ و أَصْعَدْتُها أَنا بالأَلف،و صَعَّدْتُها أَیضاً،جَعَلْتُها صَعُوداً ،عن ابن الأَعرابیِّ .

و الصَّعُود : جَبَلٌ فی النّار (8)من جَمْرَهٍ واحدهٍ ، یَتصَعَّد فیه الکافِرُ سَبْعِین خَرِیفاً ثم یَهْوِی فیه کذلک أَبداً.رواه ابن حِبَّانَ و الحاکِمُ فی«المستدرک»،و أَورده السّیوطیُّ فی جامعه.

و الصَّعُودُ :الطریقُ صاعداً ،مؤنَّثه،و الجمع: أَصْعِدَهٌ و صُعُدٌ .

و الصَّعُود : العَقَبَهُ الشَّاقهُ ، کالصَّعُوداءِ ،مَمدوداً،قال تَمِیمُ بن مُقْبِل:

و حَدَّثَهُ أَنَّ السَّبِیلَ ثَنِیَّهٌ

صَعُوداءُ تَدْعُو کُلَّ کَهْلٍ و أَمْرَدَا

ص:59

و بَنَاتُ صَعْدَهَ ،بالفتح: حُمُرُ (1)الوَحْشِ ،و النِّسْبَه إِلیها :

صاعِدیٌّ ،علی غیرِ قیاسٍ ،قال أَبو ذُؤَیْب:

فَرَمَی فأَلْحَقَ صاعِدِیًّا مِطْحَراً

بالکَشْحِ فاشْتَمَلَتْ علیه الأَضْلُعُ

و الصَّعْدَهُ بالفتح: القَنَاهُ ،و قیل:هی: المُسْتَوِیَهُ التی تَنْبُتُ کذلک لا تَحْتَاج إِلی التَّثْقِیف.قال کَعْبُ بن جُعَیلٍ ، یَصفُ امرأَهً ،شَبَّهَ قَدَّهَا بالقَنَاه:

فإِذا قامتْ إِلی جاراتِها

لاحَتِ السّاقُ بخَلْخالٍ زَجِلْ

صَعْدهٌ نابِتهٌ فی حَائِرٍ

أَیْنَمَا الرِّیحُ تُمَیِّلْها تَمِلْ

و کذلک القَصَبَهُ .و الجمع: صِعَادٌ .

و قیل: الصَّعْده : الأَتانُ و

16- فی الحدیث: «أَنَّه خَرَجَ علی صَعْدَه یَتْبَعُهَا حُذَاقِیُّ علیها قَوْصَفٌ لم یَبْقَ منها إِلا قَرْقَرُهَا».

الصَّعْدَهُ :الأَتَانُ الطَّوِیلَهُ الظَّهْرِ،و الحُذَاقِیُّ :الجَحْشُ و القَوْصَفُ :القَطِیفهُ ،و قَرْقَرُهَا:ظَهْرُها.

و الصَّعْدهُ : الأَلَّهُ ،بفتح الهمزه،و تشدید اللاّم،و هی أَصغرُ من الحَرْبَهِ ،و قیل هی نَحْوٌ من الأَلَّهِ .و فی بعض النسخ:الأَکَمه،بدل الأَلَّه،و هو تحریف.

و صَعْدَهُ عَنْزٌ ،اسم له،نقله الصاغانیُّ . و الصَّعْدَه :

اسمُ فَرَس ذُؤَیْبِ بنِ هِلالِ بن عُوَیْمِرٍ الخُزَاعِیّ .

و صَعْدهُ : ع بل مدینهٌ کَبِیرهٌ بالیَمَنِ معرِفه،لا یَدْخُلها الأَلفُ و اللاَّم،بینها و بین صَنْعَاءَ سِتُّونَ فَرْسَخاً. منه مُحَمَّد بن إِبراهِیمَ بنِ مُسْلِمٍ الصَّعْدِیّ ،یُعرَف بابن البَطَّال،سکَن المَصِیصهَ ،عن سَلَمَهَ بنِ شَبِیبٍ ،و عنه حَمْزهُ بنُ محمّدٍ الکِنَانِیّ .کذا أَورده ابن الأَثیر.

و صَعْدَهُ : ماءٌ جَوْفَ عَلَمَیْ بَنِی سَلُولَ ،و صَعْدَهُ : ع لبنی عَوْف.

و من المجاز:قولهم:صَنَعَ أَو بَلَغَ کذا و کذا فصاعِداً ، أَی فما فَوقَ ذلک ،و

16- فی الحدیث: «لا صَلاَهَ لمن لم یَقْرَأْ بفاتحهِ الکتاب فصاعِداً ». أَی فما زَادَ علیها،کقولهم:اشتریتُه بدِرْهَمٍ فصاعِداً ،قال سیبویه:و قالوا أَخذْتُه بدِرْهَمٍ فصاعِداً ،حذَفُوا الفِعْلَ لکثْرهِ استِعمالِهم إِیَّاه،و لأَنَّهم أَمِنُوا أَن یکونَ علی الباءِ،لأَنک لو قلْتَ :أَخذْتُه بِصاعدٍ کان قبیحاً،لأَنه صِفهٌ ،و لا یکون فی موضع الاسمِ ،کأَنه قال:

أَخذْتُه بدرْهمٍ فزادَ الثَّمَنُ صاعداً ،أَو فَذَهَب صاعداً و لا یَجُوز أَن تَقول:و صاعِداً ،لأَنّکَ لا تُرید أَن تُخْبِر أَنَّ الدِّرهمَ مع صاعدٍ ثَمَنٌ لشیُ ءٍ،کقولک بدرهم و زیاده،و لکنک أخبرْتَ بأَدْنَی الثَّمنِ فجعَلْته أَوَّلاً،ثم قَرَّرْت شیئاً بعْدَ شَیْ ءٍ.لأَثمانٍ شَتَّی،قال:و لم یُرَد فیها هذا المعنی،و لم یُلْزِم الواوُ الشَّیْئَیْن (2)أَن یکون أَحدُهما بَعْد الآخَرِ.

و صاعداً (3)بدل مِن زادَ و یَزید،و ثُمَّ مثْلُ الفاءِ إِلا أَنَّ (4)الفاءَ أَکثرُ فی کلامِهِم.

قال ابن جنّی:و صاعِداً :حالٌ مؤکِّدهٌ ،أَلاَ تَرَی أَن تقدیرَه:فزادَ الثَّمَنُ لم یکن إِلاَّ صاعِداً ،و معلومٌ أَنَّه إِذا زادَ الثَّمَنُ لم یکن إِلاَّ صاعِداً ،و مثله قوله:

کَفَی بالنَّأْیِ مِنْ أَسْمَاءِ کافِ

غیر أَنّ للحالِ هنا مَزِیَّهً ،أَعْنِی فی قوله: فصاعِداً ،لأَن صاعداً نابَ فی اللَّفظِ عن الفِعْل الذی هو زاد،و کاف:

لیس نائباً فی اللَّفْظِ عن شیْ ءٍ،أَلاَ تَرَی أَنَّ الفِعْلَ الناصِبَ له،الّذی هو:کَفَی،ملفوظٌ بِه معه.

و الصَّعْداءُ ،بفتح فسکون،و ضبطه بعضُ أَئمّه اللُّغَه بالضّمّ (5)،کالّذی یأْتی بعدَه،و الأَوّلُ الصّوابُ : المَشَقَّهُ کالصُّعْدُدِ بالضّمّ ،نقلهما الصاغَانیّ .

و الصُّعَداءُ کالبُرَحاءِ:تَنَفُّسٌ ممدودٌ طَوِیلٌ ،و منهم من قَیَّدَه:إِلی فَوْقُ ،و قیل هو التَّنَفُّس بِتَوجُّع،و هو یَتَنَفَّس الصُّعَدَاءَ ،و یتنفَّس صُعُداً ،و تَصَعَّدَ النَّفَسُ :صَعُبَ مَخْرَجُه.

و فی التنزیل: فَتَیَمَّمُوا صَعِیداً طَیِّباً (6)قیل:

ص:60

الصَّعِیدُ :الأَرضُ بِعَیْنِهَا،قال ابن الأَعرابیِّ ،أَو الأَرْضُ الطَّیِّبَهُ .

و قال الفرّاءُ فی قوله تعالی صَعِیداً جُرُزاً (1): الصّعِید :

التُّرابُ ،و قیل:هو کلُّ تُرَابٍ طَیِّبِ ،و قال غیره:هی الأَرْضُ المُسْتَوِیَه،و قیل:هو المُرْتَفِعُ من الأَرضِ المنخفِضه،و قیل:ما لم یُخالِطْه رَملٌ و لا سَبَخَهٌ . أَو وَجْهُ الأَرض ،لقوله تعالی فَتُصْبِحَ صَعِیداً زَلَقاً (2)قاله أَبو إِسحاق.و قال جَریر:

إِذا تَیْمٌ ثَوَتْ بصَعیدِ أَرْضٍ

بَکَتْ من خُبْثِ لُؤْمِهم الصَّعیدُ

و قال الشافعیُّ :لا یَقَعُ اسمُ صَعیدٍ إِلاَّ علی تُرَاب ذی غُبَارٍ،فأَمّا البَطْحَاءُ الغَلیظَهُ ،و الکَثیبُ الغَلیظُ ،فلا یَقَعُ علیه اسمُ صَعیدٍ ،و إِن خالطَهُ تُرابٌ أَو صَعیدٌ أَو مَدَرٌ یَکُون له غُبارٌ کأَن الّذی خالَطه الصَّعیدَ .و لا یُتَیَمَّمُ بالنُّوره، و بالکُحْل،و بالزَّرْنیخ،و کلّ هذا حجاره.

قال أَبو إِسحاق الزَّجَّاج:و علی الإِنسان أَن یَضرِبَ بیدَیْه وَجْهَ الأَرْض و لا یُبَالِی،أَکان فی المَوْضع تُرَابٌ أَو لم (3)یکن،لأَنّ الصَّعیدَ لیس هو التُّرَابَ ،إِنَّمَا هو وَجْهُ الأَرْض، تُرَاباً کان أَو غیرَه.

قال اللّیث:یقال للحَدیقه إِذا خَرِبَتْ و ذَهَب شَجْراؤُها، قد صارَت صَعیداً ،أَی أَرْضاً مُسْتَوِیَهً لا شَجَرَ فیها.

ج: صُعُدٌ ،بضمّتین، و صُعُدَاتٌ جمْعُ الجمْع، کطَریقٍ ،و طُرُق،و طُرُقاتٍ .

و الصَّعید : الطَّریق ،یکون واسعاً و ضَیِّقاً،سُمِّیَ بالصَّعید من التُّرَاب،جمْعُه صُعُدٌ ،و صُعُدَاتٌ أَیضاً و منه

1- حدیثُ علیٍّ ،رضی اللّه عنه: إِیّاکُم و القُعُودَ بالصُّعُدَات إِلاَّ مَن أَدَّی حَقَّها». هی الطُّرقاتُ (4)و قیل هی جمْع صُعْدَهٍ ، کظُلْمهٍ ،و هی فناءُ بابِ الدَّارِ وَ مَمرُّ النّاسِ بینَ یَدَیْهِ ،و منه

16- الحدیث: «لَخَرَجْتُم إِلی الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلی اللّهِ ». و الصَّعِیدُ : القَبْرُ ،أَوردَه أَبو عُمَرَ (5)المَطَرِّز.

و الصَّعِید : بِلادٌ واسعهٌ بمصْرَ مشتملهٌ علی نَوَاحٍ ، و بلادٍ،و قُریً عامرهٍ مَسیرَهَ خَمْسَهَ عشرَ یوماً طُولاً و فی «قوانین الدیوان»لابن الجِیعان أَنَّ الأَقالِیم بالدیار المصریه جِهتانِ ،إِحداهما:الوَجْهُ البَحریُّ ،و عِدَّتُها أَلفٌ و سِتُّمائَهٍ و إِحْدَی و خمسون ناحیه و الجِهَه الثانِیه:الوَجْه القِبْلیُّ ، وَ عِدَّتُها خَمْسُمَائَهٍ و اثْنَتَا عَشْرَهَ ناحِیَهً .و هی (6)الإِطْفِیحِیَّهُ ، و الفَیُّومیَّهُ ،و البَهْنَساوِیَّهُ ،و الأُشْمُونَیْنِ ،و الأُسْیُوطِیَّهُ ، و الإِخْمِیمِیَّه،و القُوصِیَّه.

و الصَّعِید : ع قُرْبَ وادِی القُرَی،به مَسْجِدٌ للنَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلم.

و صُعَائِدُ ،بالضّمّ :ع ،قال لَبید:

عَلِهَتْ تَبَلَّدُ فی نِهَاءِ صُعَائِدٍ

سَبْعاً تُؤَاماً کامِلاً أَیَّامُها

و عَذَابٌ صَعَدٌ ،محرَّکهً ،فی قوله تعالی: یَسْلُکْهُ عَذاباً صَعَداً (7): شَدِیدٌ ذو صَعَدٍ وَ مَشَقَّهٍ .

و التَّصْعِیدُ :الإِذابهُ ،و منه قیل خَلٌّ مُصَعَّدٌ ، وَ شَرَابٌ مُصَعَّدٌ ،إِذا عُولِجَ بالنَّارِ حتی یَحُولَ عَمَّا هو علیه طَعْماً و لَوْناً.

و المِصْعادُ بالکسر حابُولُ النَّخْل یُصْعَد به علیه،عن الصاغانیُّ . و صُعْدٌ بالضّمّ فسکون، و صُعْدُدٌ ،و صُعَادَی ، و الصُّعَیْداءُ ، کهُدْهُدٍ،و حُبَارَی،و المُرَیْطاءِ:مواضِعُ .

نقلَهُنَّ الصاغانیُّ ،ما عَدَا الثانیَ .

و صَاعِدٌ :فَرَسُ بَلْعَاءَ بنِ قَیسٍ الکِنَانِیِّ . نقله الصاغانیّ .

و صاعِدٌ فَرَسُ صَخْرِ بن عَمْرو بن الحارِث بن الشَّرِید، نقله الصاغانیّ .

و ناقهٌ صُعادِیَّهٌ ،کغُرَابِیَّهٍ :طَوِیلهٌ . نقله الصاغانیُّ .

*و مما یستدرک علیه:

جَبَلٌ مُصَعِّد :مُرتَفِعٌ عالٍ ،قال ساعدهُ بن جُؤَیَّهَ :

ص:61

یَأْوِی إِلی مُشْمَخِرَّاتٍ مُصَعِّدهٍ

شُمٍّ بِهِنَّ فُرُوعُ القانِ و النَّشَمِ

وَ أَکَمَهٌ ذاتُ صَعْدَاءَ :یَشْتَدُّ صُعُودُها علی الرَّاقی،قال:

و إِنَّ سیاسَهَ (1)الأَقوامِ فاعلَمْ

لها صَعْدَاءُ مَطْلَعُهَا طَوِیلُ

و الصَّعُودُ :المَشَقَّهُ ،علی المَثَل،و أَرْهَقْتُه صَعُوداً :

حَمَّلْتُه مَشَقَّهً ،و یقال: لأُرْهِقنَّکَ صَعُوداً ،أَی لأُجَشِّمَنَّک مَشَقَّهً من الأَمْرِ،و إِنَّمَا اشتَقُّوا ذلک،لأَن الارتفاعَ فی صَعُودٍ أَشَقُّ من الانحدارِ فی هَبُوطٍ ،و قیل فیه:یعنی مَشَقَّهً من العَذَابِ (2).و فی الحدیث،فی رَجَزٍ:

فَهْوَ یُنَمِّی صُعُدَا

أَی یَزیدُ صُعُوداً و ارتفاعاً،یقال: صَعِدَ فیه،و إِلیه، و علیه،و

16- فی الحدیث: فَصَعَّدَ فیَّ النَّظَرَ و صَوَّبَه. »أَی نَظَر إِلی أَعلایَ و أَسفَلی یَتَأَمّلُنی.و

14- فی صفَته،صلی اللّه علیه و سلم: «کأَنَّمَا یَنْحَطُّ فی صَعَدٍ ». هکذا جاءَ فی روایهٍ ،یعنی مَوْضِعاً عالیاً یَصْعَدُ فیه وَ یَنْحَطُّ .و المشهور:کأَنّمَا یَنْحَطُّ فی صَبَبٍ .

و الصُّعُد ،بضمّتَیْن:جمْع صَعُودٍ ،خلاف الهَبوط ،و هو بفتحتین خلاف الصَّبَب.

و فی التنزیل: إِذْ تُصْعِدُونَ وَ لا تَلْوُونَ عَلی أَحَدٍ (3)قال الفَرَّاءُ: الإِصعادُ فی إِبتداءِ الأَسفار و المَخَارِجِ تقول:

أَصْعَدْنا من مَکَّهَ ،و أَصْعَدنا من الکوفَه إِلیّ خُرَاسَانَ ،و أَشباه ذلک.و یقال:ما زِلْنَا فی صَعُودٍ ،و هو المَکَان فیه ارتفاعٌ ، و فی شِعر حَسَّان:

یُبَارینَ الأَعنَّهَ مُصْعِداتٍ (4)

أَی مُقبلاتٍ مُتَوَجِّهات نحوَکُم.

و أَصْعَدَت السَّفینَهُ إِصعاداً ،إِذا مَدَّت شُرُعَها فذهَبَت بها الرِّیحُ صَعَداً .و رَکَبٌ مُصْعِدٌ ،و مُصَّعِّدٌ :مُرتفعٌ فی البَطْن مُنْتَصِبٌ ، قال:

تَقُولُ ذاتُ الرَّکَب المُرَفَّدِ

لا خافضٍ جدًّا و لا مُصَّعِّدِ

و الصُّعْدَانُ :جَمْعُ صَعید ،بمنَی الطّریقِ ،قال حُمَیْدُ بنُ ثَوْر:

تِیهٍ تَشابَهُ صُعْدَانُهُ

و یَفْنَی به الماءُ إِلاَّ السَّمَلْ

و الصَّعید :المَوْضعُ العَریض الواسعُ .و أَصْعَد فی العَدْوِ:

اشْتَدَّ.

و یقال:هذا النَّبَاتُ یَنْمِی صُعُداً ،أَی یَزدادُ طُولاً.

و عُنُقٌ صاعِدٌ ،أَی طَویلٌ .و فلانٌ یَتَتَبَّع صُعَدَاهُ ،أَی یَرْفَعُ (5)رأْسَه و لا یُطَأْطِئُه.و هو مَجَاز.

و یقال للنّاقَه:إِنَّهَا لفی صَعیدَهِ بازِلَیْهَا،أَی قد دَنَتْ و لَمَّا تَبْزُلْ ،و هو مَجاز،و أَنشد:

سَدیسٌ فی صَعِیدَهِ بازِلَیْهَا

عَبَنَّاهٌ و لم تَسِقِ (6)الجَنینَا

و من المجاز:جاریَهٌ صَعْدَهٌ ،أَی مُسْتَقیمَهُ القامهِ ،کأَنَّهَا صَعْدَهُ قَنَاهٍ .و جَوَارٍ صَعْدَاتٌ ،بالسکون،لأَنّه نَعْتٌ و ثَلاثُ صَعَداتٍ ،للقَنَا،محرَّکه،لأَنه اسمٌ .

و الصُّعُد ،بضمّتین:شَجَرٌ یُذَابُ منه القارُ.

و من المجاز:له شَرَفٌ صاعد ،و جَدٌّ مُسَاعِد.و رُتْبَهٌ بَعیدَهُ المَصْعَد و المَصاعِد .و للسیادهِ صُعَدَاءُ :ارتفَاعٌ شاقٌّ علی صاعِدِه .

و صاعِدٌ اللُّغویُّ صاحبُ «الفُصُوص»،مشهور،من أَئمَّه اللُّغَه.

و صَعْدَهُ اسم فَحْل،عن الصاغانیِّ .

الصَّاغَانیُّ :هو اسمٌّ لثَلاَثَهِ مواضعَ ،منها: ع بسَمَرْقَنْدَ مُتَنَزَّهُ ذو أَنهارٍ وَ بساتینَ .و قد تقدَّم فی السین.

و صُغْد : ع ببُخَارَی.

و صُغْدُبِیلُ بالباءِ المُوَحَّدَه المکسوره: د،بإِرْمینِیَّهَ ،بَنَاهَا أَنُو شَرْوَانَ العادلُ مَلکُ الفُرْس.

قال الصاغانیّ :و الصُّغْدِیُّون من المُحَدِّثین فیهم کَثْره.

قلت:منهم:أَیُّوبُ بن سُلَیْمَانَ الصُّغْدیُّ ،شیخٌ لابن السَّمَّاک.و الحُسَیْن بن مَنصورٍ الصُّغْدیُّ ،بغدادیٌّ ،روی عنه ابنُ خُزَیمهَ .و عبد اللّه بن محمّد بن أَیُّوبَ الصُّغْدیُّ ، عن ابن عُیَیْنَه.و محمّد بن أَحمدَ بن السّکن،أَبو خُراسانَ الصُّغْدِیُّ ،عن أَبی عاصمٍ النَّبیل.و غیرُ هؤلاءِ.

*و مما یستدرک علیه:

صُغْدِیُّ بن سنان،أَبو یَحیی العُقَیْلیّ البَصْریُّ ،ضعیفٌ ، روَی عن داوود بن أَبی هِنْد،ذَکَرَ البردیجیُّ أَنه فَرْد فی الأَسماءِ و تُعُقِّب.و منهم صُغْدیٌّ الکوفیُّ ،ثِقهٌ ،رَوَی عنه أَبو نُعَیم.و هذا الأَخیر قد یقال فیه بالسّین أَیضاً.و صُغْدیُّ بنُ عبد اللّه،آخَرُ ذَکرَه ابن أَبی حاتم.کذا فی«التبصیر».

و الصَّلُود :المُنْفَرِدُ ،قاله الأَصْمَعِیُّ ،یقال:لَقِیتُ فُلاناً یَصْلِد وَحْدَه،و أَنشد لساعدهَ بن جُؤَیَّهَ الهُذَلِیّ :

تاللّه یَبْقَی علی الأَیّامِ ذُو حِیَدٍ

أَدْفَی صَلُودٌ من الأَوعالِ ذو خَدَمِ

أَراد بالحِیَدِ:عُقَدَ قَرْنِه، کالصَّلِیدِ ،کأَمِیرٍ.

و من المجاز: الصَّلُود : القِدْرُ البَطِیئهُ الغَلْیِ ،کذا فی المحکم،و الأَساس.

و من المجاز: الصَّلُود : النّاقَهُ البَکِیَّهُ (1)، کالمصْلادَهِ و المِصْلادِ .

و الصَّلُود مَنْ یُصَعِّد فی الجَبَلِ فَزَعاً و خَوْفاً.

و عن ابن السِّکِّیت: الصِّلْداءُ و الصِّلْداءَهُ بکسر هما:

الأَرضُ الغَلِیظَهُ الصُّلْبَهُ لا تُنْبِتُ شَیئاً.

و فی التهذیب (2):یقال عُودٌ صَلاَّدٌ،ککَتَّانٍ :لا یَنْقَدِحُ منه النار.

و الصَّلِیدُ :البَرِیقُ (3)وقد صَلَدَ ،إِذا بَرَقَ .

و من المَجازِ: ناقَهٌ صَلْدَه ،إِذا کانَت جَلْدَه ،نقله الصاغانیّ .

و من المَجَاز:ناقه مِصْلادٌ إِذا نُتِجَتْ و ما لَهَا لَبَنٌ ،و هی البَکِیَّهُ أَیضاً.

و صَلْدَدُ کجَعْفر: ع بالیَمَنِ فیما یقال، أَو قُرْبَ رَحْرَحانَ . قال شیخُنا:و یُؤیِّد القَوْلَ الثّانیَ قَولُ ابن نُمَیطٍ الهَمْدَانِیِّ (4):

ذَکَرتُ رَسُولَ اللّهِ فی فَحْمَهِ الدُّجَا

و نَحْنُ بأَعْلَی رَحْرَحانَ و صَلْدَدِ

و هو مبسوط فی وفد هَمْدان فی«العیون»و غیره من مُصنَّفات السِّیَر.

و الأَصْلَدُ :البَخِیلُ جِدًّا،علی التَّشْبِیه.

*و مما یستدرک علیه:

یقال:جَبِینٌ صَلْدٌ أَی أَمْلَسُ یابِسٌ .و عن أَبی الهیثم:

أَصلادُ الجَبِینِ :المَوْضِعُ الّذِی لا شعرَ علیه،شُبِّه بالحَجَرِ الأَمْلسِ .و جَبِینٌ صَلْدٌ ،و رأْسٌ صَلْدٌ ،و رَأْسٌ صُلادِمٌ کَصَلْدٍ :لا یُخْرِج شَعراً،فُعَالِمٌ عند الخلیل،و فُعَالِلٌ عندَ غیرِه.و کذلک:حافِرٌ صَلْد و صُلادِمٌ .و سیأْتی فی المیم.

و أَنشد ابنُ السِّکِّیت لرؤبهَ :

بَرَّاقَ أَصْلادِ الجَبِین الأَجْلَهِ (5)

و امرأَه صَلُودٌ :قَلیلهُ الخَیْرِ،قال جَمِیلٌ :

أَ لَمْ تعلَمِی یا أُمَّ ذِی الوَدْعِ أَنَّنِی

أُضاحِکُ ذِکْرَاکُمْ و أَنْتِ صَلُودُ ؟

و قیل: صَلُودٌ هنا:صُلْبَهٌ لا رَحْمَهَ فی فُؤادِهَا.

و بِئرٌ صَلُودٌ :غَلَبَ جَبَلُهَا فامتَنَعَت علی حافِرِها.

و قد صَلَدَ علیه یَصْلِد صَلْداً ،و صَلُد صَلاَدهً ،و صُلُودهً ، و صُلُوداً .

و سَأَلَه فأَصْلَدَ ،أَی وَجَدَه صَلْداً ،عن ابن الأَعرابیِّ .

هکذا حکاه.قال ابن سیده:و إِنَّما قِیاسُه: فأَصْلَدْتُه ،کما قالوا:أَبْخَلْتُه و أَجْبَنْتُه،أَی صادَفْتُه بَخِیلاً وَ جَبَاناً.

و صَلَدَ المسئولُ السائلَ (6)،إِذا لم یُعْطِهِ شَیْئاً.

و صَلَدَ الرجلُ بیدَیْه صَلْداً مثل صَفَقَ ،سَواءً.

و الصَّلُود الصُّلْبُ ،بِنَاءٌ نادِرٌ.

و فی التهذیب،فی ترجمه صَلَت:و جاءَ بِمَرَقٍ یَصْلِتُ ، و لَبَنٍ یَصْلِتُ ،إِذا کان قلیلَ الدَّسَم،کَثِیرَ الماءِ،و یجوز یَصْلِد ،بهذا المعنَی.

و قال الصاغانیُّ : المُصْلِدُ :اللَّبَن یُحْلَبُ فی إِناءٍ قد

ص:65

أَصابَه دَسَمٌ ،فلا تَکُون له رَغوه،و یقال:خَرَجَ الدَّمُ صَلْداً و صَلْتاً،بمعنًی واحدٍ.

إِیَّاکم و تَعَلُّمَ الأَنسابِ و الطَّعْنَ فیها،فو الذی نَفْسُ مُحمّدٍ (1)بیَدِه لو قُلْتُ لا یَخْرُجُ من هذا البابِ إِلاَّ صَمَدٌ ما خَرَجَ إِلاَّ أَقَلُّکُمْ ».

و اَلصَّمَدُ : الرَّفیعُ من کلِّ شیْ ءٍ.

و قیل: الصَّمَدُ مُصْمَتٌ ،و هو الذی لا جَوْفَ له و هو المُصْمَدُ أَیضاً،عن مَیْسَره،و هذا لا یجوز علی اللّه تعالی.

و قال أَبو عَمْرٍو: الصَّمَدُ : الرَّجُلُ الذی لا یَعْطَشُ و لا یَجُوعُ فی الحَرْبِ ،و أَنشد المُؤرِّجُ :

و سارِیَهٍ فوقَها أَسوَدٌ

بِکَفِّ سَبَنْتًی ذَفِیفٍ صَمَدْ

السَّارِیهُ :الجَبلُ المرتفعُ الذَّاهِبُ فی السماءِ کأَنه عَمود، و الأَسْود:العَلَم.

و الصَّمَدُ : القَوْمُ لا حِرْفَهَ لَهُمْ و لا شَیْ ءَ یَعِیشُون به.

و صِمَادٌ ، ککِتَاب:سِدَادُ القارُورَهِ ،قاله ابنُ الأَعرابِیّ قال:و السِّدَادُ غَیرُ العِفَاصِ ،و قد صَمَدْتُها أَصْمدُهَا ، أَو عِفاصُهَا ،قاله اللیث و قد صَمَدَهَا یَصْمَدُهَا کمَنَعَ قال شیخُنا:و هذا من الغرائبِ التی لا نَظِیرَ لها،لأَنَّ الفِعْلَ لیس بحلْقِیِّ العَیْنِ ،و لا اللاَّمِ ،فلا مُوجِبَ لِفَتْحِه فی المُضَارعِ ،کما هو ظاهر.

قلت.و قد رأَیتُ فی التکمله،مُجَوَّداً،بخطِّ الصاغانِیِّ :

و قد صَمَدَهَا یَصْمُدها (2)بضمّ المیم.فالحقُّ فی هذا التوقُف مَع شَیخِنا،رحمه اللّه تعالی.

و الصِّمَادُ : الجِلاَدُ و الضِّرَابُ من صامَده فهو مُصامِدٌ .

و الصِّمَاد (3): ما یَلُفُّهُ الإِنسانُ علی رأْسِهِ من خِرْقهٍ أَو مِنْدِیلٍ أَو ثَوبٍ دُونَ العِمَامهِ ،و قد صَمَّد رأْسَه تَصْمِیداً ،إِذا لَفَّ ،مِن ذلک.

و الصَّمْدَهُ (4): صَخْرهٌ راسِیَهً فی الأَرضِ مُسْتَوِیَهٌ بها أَی بمَتْنِ الأَرضِ ، أَو مُرْتَفِعَهٌ . و فی التهذیب:و رُبمَا ارْتَفَعَتْ شَیْئاً،قال:

مُخَالِفُ صَمْدَهٍ و قَرِینُ أُخْرَی

تَجُرُّ علیه حاصِبَها الشَّمَالُ

و یقال: الصُّمْده ،بالضّمّ .

و الصَّمَدَهُ ،بالفتح،و بالتحریک: النَّاقَهُ المُتَعَیِّطَهُ التی حُمِل عَلیها لم تَلْقَحْ ،الفتْح عن کُرَاع.

و المُصَوْمِدِ :الغَلِیظُ المُشْرِف.

و المُصَمَّد ،کمُعَظَّمٍ :المقصودُ ،یقال:بَیتٌ مُصَمَّدٌ .

و المُصَمَّد : الشیْ ءُ الصُّلْبُ ما ،أَی الذی لیس فِیه خَوَرٌ ،بالتحریک نقله الصاغانیّ .

و یقال: ناقَه مِصْمادٌ ،أَی باقِیهٌ علی القُرِّ و الجَدْبِ ، دائِمَهُ الرِّسْلِ ،بکسر الراءِ،و سکون السین ج: مَصامِدُ و مَصامِیدُ ،قال الأَغلب:

بَیْنَ طَرِیِّ سَمَکٍ و مالِحِ

و لُقَّحٍ (5)مَصامِدٍ مَجالِحِ

*و مما یستدرک علیه:

تَصَمَّدَ له بالعَصَا:قَصَدَ.و قیل: تَصَمَّد رأْسَهُ بالعَصَا:

عَمَدَ لِمُعْظَمِهِ .

و أَصْمَدَ إِلیه الأَمْرَ:أَسْنَده.

و بِنَاءٌ مُصَمَّدٌ :مُعَلًّی.

و الصِّمَادُ ،بالکسر:رَوْضَاتُ بَنِی عُقَیْلٍ ،و الرَّبابُ .

و صُمَادٌ ،کَغُرَابٍ :جَبَلٌ .

و صَمُودٌ ،کزَبُورٍ:اسمُ صَنَمٍ کان لعادٍ یَعْبدونه،قالَ یَزِید بن سَعْدٍ،و کان آمَن بِهُودٍ علیه السلام:

عَصَتْ عادٌ رَسُولَهُمُ فأَمْسَوْا

عِطَاشاً لا تَمَسُّهُمُ السَّمَاءُ

لَهُمْ صَنَمٌ یُقَالُ له صَمُودٌ

یُقَابِلُه صَدَاءٌ و البَغَاءُ

فی أَبیات،إِلی أَن قال:

و إِنَّ إِلهَ هُودٍ هُو إِلهی

علی اللّه التوکُّلُّ و الرَّجَاءُ

ص:67

و هو مذکور فی کُتُب السِّیَر.

و بنو صُمَادَهَ بالضمّ :حَیٌّ من العرب بالشام.

و مَصْمُودهُ :قَبیلَهٌ من البَرْبَر،بالمَغْرب،و هم المَصَامدهُ ، أَهلُ شَوْکَهٍ و عَدَد.و الصِّمادهُ هی الصِّماد ،لما یُلَفُّ علی الرأْس.

و یَومُ الصَّمْد (1)،من أَیّامهم.

و یقال:أَنا علی صِمَادَهٍ من أَمْری،أَی علی شَرَفٍ منه.

و بات علی صِمَاد الماءِ،أَی[علی] (2)أَمِّه.

و فی الجمهره لابن دُرید: صِنْدِد ،بالکسر:اسمُ جَبَلٍ معروفٍ بتِهَامَهَ (1).

و الصِّنْدِیدُ من الرِّیح و البَرْدِ:الشَّدیدُ یقال:أَصابَهُم بَرْدٌ صِنْدِیدٌ ،و ریحٌ صِنْدِیدٌ .و هو مَجَاز،قال ابن مُقْبل:

عَفَتْهُ صَنَادیدُ السِّمَاکَیْنِ و انْتَحَتْ

عَلَیْهَا ریَاحُ الصَّیْفِ غُبُراً مَجَاوِلُهْ

و الصِّنْدِیدُ من الغَیْثِ :العَظیمُ القَطْرِ ،و فی الأَساس:

الوَقْعِ (2)و یقال:مَطَرٌ صِنْدِیدٌ ،أَی وابِلٌ .و هو مَجاز.

و الصِّنْدِید : الغالِبُ العظیمُ .

و یُقال:هو صِنْدِیدٌ من الصَّنَادید ،أَی داهِیَهٌ من الدَّوَاهِی و هی أَیضاً:الشَّدَائدُ من الأُمور.و کان الحَسن یقول:«نَعُوذُ باللّه من صَنَادِیدِ القَدَرِ»،أَی من دَوَاهِیه، و نَوَائبِه العِظَامِ الغَوَالبِ ،«و من جُنُونِ العَمَلِ »،و هو الإِعجاب،«و من مَلْخِ البَاطِلْ ،و هو التَبَخْتُرُ فیه.

و صَنادیدُ السَّحَابِ :ما کَثُرَ وَبْلُه.قال أَبو وَجْزَهَ السَّعْدیُّ :

دَعَتْنَا بمَسْرَی لَیْلَهٍ رَجَبِیَّه (3)

جَلاَ بَرْقُها جَوْنَ الصَّنَادیدِ مُظْلِمَا

و الصَّنادیدُ : جَماعَهُ العَسْکَر ،کذا فی سائر النُّسخ.

و الصواب:حُمَاهُ العَسْکَر،عن ابن الأَعرابیّ ،کما تقدَّم.

و حُکِیَ عَن ثَعْلَبٍ : یَومٌ حامِی الصَّنادیدِ ،و فی بعض الأُمَّهَاتِ : الصَّنْدِیدِ (4)،أَی شَدِیدُ الحَرِّ ،و هو مَجاز،قال:

لا قَیْنَ من أَعْفَرَ یَوْماً صَیْهَبَا

حامِی الصَّنَادیدِ یُعَنِّی الجُنْدُبَا

و صَنْدُودَاءُ ،بالفتح ممدوداً،: ع بالشام ،نقله الصاغانیُّ .

*و مما یستدرک علیه:

من الأَساس:رَمَت السماءُ بصَنَادیدِ البَرَدِ،أَی بکِبارها (5)،و ما اشْتَدَّ منها.

و صَیْهودٌ (1): ع بین الیَمَنِ و حَضْرمَوْتَ ،هکذا فی النسخ.و الذی فی التکمله:صَهْیَد (2):موضِعٌ ما بینَ الیَمَنِ و حَضْرَمَوْت.

و عِزٌّ صَیْهُودٌ :مَنِیعٌ ،نقله الصاغانیُّ .

و الصَّهْوَدُ :الجَسِیمُ ،هکذا أَوردَه الصاغانیُّ ،و صَوَّبه، و وقَعَ فی نُسخ التهذیب: الصَّیْهُودُ ،بهذا المعنی،و قد تَقدَّمَت الإِشارهُ إِلیه.

*و مما یستدرک علیه:فَلاَهٌ صَیْهُودٌ :لا شیْ ءَ فیها.عن الصاغانیِّ .

و صَیْدَاءُ لغهٌ فی صَدْءَاءَ و صدَّاءَ: اسمُ رَکِیَّه ،مَرَّ ذِکْرُها فی الهمز،و فی:سعد،قریباً.

و صَیْدَاءُ :اسمُ امرأَهٍ شَبَّبَ بها ذُو الرُّمَّهِ الشاعِرُ المشهورُ،فقال:

و إِنَّ هَوَی صَیْدَاءَ فی ذَاتِ نَفْسِهِ

لِسَائِرِ أَسبابِ الصَّبَابهِ رَاجِحُ

و الصَّیْداءُ : أَحجارٌ بِیضٌ تُعْمَلُ منها القُدُورُ، کالصَّیْدانِ .

و بَنُو الصَّیْداءِ :بَطْنٌ من أَسَدِ بنِ خُزَیْمَهَ ،و هو عَمْرو بن قُعَیْن (1)بنِ الحارث بن ثَعْلَبَه بن دُودانَ بن أَسَدٍ،منهم أَبو قُرَّه الأَسدیُّ ،و شَیخُ ابن عُمَیْرَه بن حَسّان.

و المِصْیَدُ و المِصْیَدَهُ ،بکسرهما ،هکذا فی الصّحاح، و بخطّ الأَزهریّ :بفتحهما (2). و المَصِیدَهُ کمَعِیشه ،و وزنَهُ فی المصباحِ بِکَریمهٍ ،و فیه نَظَرٌ.: ما یُصادُ به ،و هی من بنات الیاءِ المُعْتَلَّهِ ،و جمعها، مَصَایِدُ ،بلا هَمْزٍ،مثل:

مَعَایِشَ .

و یقال: صِدْتُ فُلاناً صَیدْاً ،إِذا صِدْتَهُ له ،کقولک بَغَیْتُه حاجهً ،أَی بَغَیْتُه حاجهً ،أَی بَغَیْتُهَا له.

و من المَجَاز: صِدْت فُلاناً، إِذا جَعَلْتَهُ أَصْیَدَ ،عن الصاغانیّ ، أَی مائِلَ العُنُقِ ،و قد صَیِدَ کفَرِحَ یَصْیَد صَیَداً ، قال اللَّیْث:و أَهلُ الحِجَاز یُثْبِتُون الیاءَ و الوَاوَ،نحو صَیِدَ و عَوِرَ و غیرُهم یقول: صادَ ،و عَادَ (3).قال الجوهریُّ :و إِنَّمَا صحّت الیاءُ لِصِحَّتِها فی أَصْله،لتدُلَّ علیه،و هو اصْیَدَّ ، بالتشدید،و کذلک اعْوَرَّ،لأَنّ عَوِر و اعْوَرَّ معنا هما واحد، و إِنما حُذِفَت منه الزّوائِدُ للتَّخفیفِ ،و لو لا ذلک لقلتَ : صاد و عار،و قلبتَ الواو أَلِفاً،کما قَلَبْتَهَا فی خاف.قال:

و الدلیل علی أَنه افْعَلَّ ،مجیءُ أَخواتِه علی هذا فی الأَلوان و العیوب،نحو:اسوَدَّ و احْمَرَّ،و إِنما قالوا:عَوِرَ و عَرِجَ للتخفیف،و کذلک قیاسُ عَمِیَ ،و إِن لم یُسْمَع،لهذا لایُقَال من هذا البابِ :ما أَفْعَلَه،فی التعجُّبِ ،لأَنَّ أَصلَه یَزِیدُ علی الثلاثیِّ ،و لا یمکن بناءُ الرُّباعیِّ مِن الرُّباعیِّ ، و إِنما یُبْنَی الوزنُ الأَکثرُ من الأَقلِّ .کذا فی اللسان.

و ابنُ صائِدٍ ،أَو صَیَّادٍ :الذی کان یُظَنُّ أَنَّهُ الدَّجَّالُ ،و

17- فی حدیثِ جابِر: «کان یَحْلِف أَن ابنَ صَیَّادٍ الدَّجَّالُ »و قد اختلفَ الناسُ فیه کثیراً،و هو رَجلٌ من الیَهودِ،أَو دَخِیلٌ فیهم،و اسمه صافُ فیما قیل،و کان عنده شیْ ءٌ من الکَهَانه أَو السِّحر،و جُمْلَهُ أَمْرِه أَنه کان فتنهً امتَحَن اللّه بِها (4)عِبادَهُ المؤمنین. لِیَهْلِکَ مَنْ هَلَکَ عَنْ بَیِّنَهٍ وَ یَحْیی مَنْ حَیَّ عَنْ بَیِّنَهٍ (5)،ثم إِنه مات بالمدینه فی الأکثر،و قیل إِنه فُقِدَ یومَ الحَرَّهِ فلم یَجِدُوه. و اللّه أَعلم.

و الصَّیُودُ ،کقَبُولٍ : الصَّیَّادُ ،یقال کلبٌ صَیُودٌ ،و صَقْرٌ صَیُودٌ ،و کذلک الأُنثی،و الجمع: صُیُدٌ .قال الأَزهریُّ :

و حکَی سیبویه عن یُونُس: صِیدٌ أَیضاً.و ذلک (6)فیمن قال:

رُسْلٌ ،مُخَفَّفاً،قال:و هی اللُّغَهُ التَّمِیمِیَّهُ ،و تُکْسَرُ الصادُ لِتَسْلَم الیاءُ.

و الصَّیُود : فَرَسٌ مَشْهُورٌ نَجِیبٌ .

و الصَّیُّود ، کَتَنُّورٍ:سَهْمٌ صائِبٌ ،عن ابن دُرَیْدٍ (7).

و الصَّادُ و الصِّیدُ ،بالکسر،و یُحرَّک ،الثلاثهُ عن ابن السّکیّت: داءٌ یُصِیبُ الإِبِلَ فی رُوؤُسها فَتَسِیلُ من أُنُوفها مثل الزَّبَدِ فَتَسْمُو عند ذلک برأْسِها ،و فی بعض النّسخ (8):

برؤُوسها،و لا تَقدرُ أَن تَلْوِیَ معه أَعناقَها.

قال ابنُ السِّکِّیت:هما لُغتانِ جَیِّدتان فی المُحَرَّک.

و یقال: بَعِیرٌ صادٌ ،أَی ذو صادٍ کما یقال:رَجُلٌ مالٌ ، و یوم رَاحٌ ،أَی ذو مالٍ و رِیحٍ .و قیل أَصْلُ صادٍ : صَیِدٌ ، بالکسر.قال ابن الأَثیر:و یجوز أَن یُرْوَی: صادٍ ،بالکسر، علی أَنه اسم فاعِلٍ من الصَّدَی:العَطَشِ ،قال:و الصِّید أَیضاً جمع الأَصیَدِ .

ص:71

و قال أَبو عُبَیْد: الصَّادُ قُدورُ الصُّفْرِ و النُّحَاسِ ،و قیل:

الصَّادُ :الصُّفْرُ نَفْسُه.قال حَسَّانُ بنُ ثابِت:

رَأَیْتُ قُدورَ الصَّادِ حَوْلَ بُیُوتِنا

قَنَابِلَ سُحْماً فی المَحِلَّه صُیَّمَا (1)

و الجمْع: صِیدانٌ ،کتاجٍ و تِیجانٍ ،و قال بعضُهم:

الصَّیْدَانُ :النُّحَاسُ : أَو ضَرْبٌ منه.

و الصّادُ : عِرْقٌ بینَ عَیْنَیِ البَعِیرِ و أَنْفِهِ ، و منه یُصِیبُهُ الصَّیَدُ فلا یَسْتَطِیع الالْتِفَاتَ ، ج: أَصْیادٌ و جج ،أَی جمع: أَصایِدُ (2)،قال حَجْلٌ مَولَی بنی فَزاره:

و حیثُ تَلقَی الْهامهُ الأَصایِدَا

و یقال:دَوَاءُ الصَّیَدِ الکَیُّ بینَ عَیْنَیه فیذهَب الصَّیَدُ (3).

و أَصادَه :آذاه ،قال أَبو مالک:یقال: أَصَدْتَنا منذُ الیَوم إِصادهً ،أَی آذَیْتَنا.

و أَصادَه : دَاوَاهُ من الصَّیَدِ بالکَیِّ فأَزَالَهُ ،قالت الخنساءُ:

و کان أَبو حَسَّانَ صَخْرٌ أَصادَها

و دوَّخَها بالسَّیْفِ حتی أَقَرَّتِ

ضِدُّ. و فیه نَظرٌ،قُلِبت الیاءُ فیهما أَلِفاً،علی أَصْلِ القاعده.

و قال اللَّیْث و غیره: الصَّیَدُ :مصدرُ الأَصْیَدِ و هو:

المَلِکُ لا یَلْتَفِتُ من زَهْوِه،یَمیناً و لا شِمالاً و الأَصْیَد ، أَیضاً: رافعُ رأْسِهِ کِبْراً ،و هو مَجَاز،و إِنما قیل للمَلِکِ :

أَصْیَدُ لکَوْنه یَرفَعُ رأْسَه کِبْراً.و الأَصْیَدُ :الّذِی لا یَستطیع الالتفاتَ .

و الأَصْیَد : الأَسَدُ ،لکَوْنه یَخْتَالُ فی مِشْیَتِهِ و لا یَلْتَفِتُ ، کأَنّه به صَیَدٌ ، کالمُصْطادِ و الصَّادِ ،علی التّمثیل بالبَعِیرِ الصادِ ،و یوجد فی بعض النسخ:و الصَّیَّاد ،بتشدید التَّحْتِیَّه،و هو بعَیْنه نصُّ التکمله و هو الصّوابُ .*و مما یستدرک علیه:

صادَ المکَانَ ،و اصطادَهُ : صادَ فیه،قال:

أَحَبُّ ما اصْطادَ مَکَانُ تَخْلِیَه

و قیل:إِنه جعل المکانَ مُصْطاداً ،کما یُصطاد الوحشُ .

قال سیبویه:من کلامِ العرب: صِدْنَا قَنَوَیْنِ ،یُرِید:

صِدْنَا وَحْشَ قَنَوَیْن،و إِنما قَنَوَانِ :اسمُ أَرْضٍ .و یقال:

أَصَدْتُ غیری،إِذا حَمَلْته علی الصَّیْد ،و أَغرَیْته به.و

16- فی الحدیث: «إِنَّا اصَّدْنا حِمارَ وَحْشٍ ». قال ابن الأَثیر:هکذا یُروَی بصاد مشدَّده،و أَصله اصطَدْنا [فقُلبت الطاءُ صاداً و أُدْغِمَتْ ] (4)،مثل اصَّبَرَ فی اصْطَبَر،و أَصْلُ التّاءِ (5)مبدلهٌ من تاءِ افتعل.و حکی ابن الأَعرابیّ : صِدْنا کَمْأَهً .قال الأَزهریّ :و هو مِن جَیِّدِ کلامِ العَرَبِ ،و لم یفسِّره.قال ابن سیده:و عندی أَنه یرید:استَثَرْنا کما یُسْتَثارُ الوَحْشُ .

و حکی ثعلب: صِدْنا ماءَ السَّمَاءِ،أَی أَخذْناه.و فی التهذیب:و العربُ تقول.خَرَجْنَا نَصِید بَیْضَ النّعَامِ ، و نَصِیدُ الکَمْأَهَ .و کلُّ ذلک مجازٌ.و اصْطاد فهو مُصْطادٌ ، و المَصِیدُ مُصطادٌ أَیضاً.

و الصَّیُودُ ،من النّساءِ،کصَبُور:السَّیِّئهُ الخُلُقِ .و

17- فی حدیث الحجّاج: «قال لامرأَه إِنک کَتُونٌ (6)،کَفُوتٌ (7)، صَیُودٌ ». أَراد أَنها تَصِیدُ شَیْئاً من زَوْجِها.و فَعُولٌ من أَبنیهِ المبالغهِ .

و أَصْیَدَ اللّهُ بَعِیرَه.

و الصَّیْدَاءُ :الحَصَی.

و صَیْدَانُ الحَصَی:صِغَارُهَا.

و الصّائِدُ :السَّاقُ ،بلُغه أَهْل الیمن.

و من المجاز:هو یَصِیدُ النّاسَ بالمعروفِ .و فی المثَل:

ص:72

« صَیْدکَ لا تُحَرِّمْه» حثّ علی انتهازِ الفُرَص (1).

و یقال «اقْتَصِدْ تَصِدْ (2)» أَی تَوَخَّ الحَقَّ و العَدْلَ تُصِبْ حاجَتَک.و تقول:لأُقِیمَنَّ صَیَدَکَ ،و لأَقْبِضَنَّ یَدَک.کذا فی الأَساس.

و المصاد :أَعلَی الجَبَلِ .نقله شیخُنَا عن أَبی علیّ الیُوسِیّ .

و الصائِدُ :بطن من هَمْدان،و هو کَعْب بن شُرَحبیل بن شَرَاحیل بن عَمْرو بن جُشَم بن حاشد،منهم أَبو ثُمَامَه زِیادُ بن عَمْرِو بن عَرِیب بن حَنْظَله بن دارِم بن عبد اللّه بن کَعْب الصائد ،قُتِل مع الحُسَین،رضی اللّهُ عنه،ذَکَرَه ابنُ الکلبّی.

و منهم عبد الرحمن بن عبدِ رَبِّ الکعبهِ ،مذکور فی الطبقه الأُولی من أَهل الکوفه،عن عبد اللّه بن عَمْرو بن العاص،و عنه الشَّعْبیّ ،ذکره أَبو علیّ الغَسّانیّ .

و أَصْیَدُ بن سَلَمَه السُّلَمِیّ ،و قصّته فی«الإِصابه».

و أَصْیِدُ بن عبد اللّه الهُذَلّی.و قیل:الغِفَارِیُّ ،له ذِکْرُ فی حدیثٍ مُنْقَطِعٍ ،کذا فی«التَّجرید».

و الصَّیّادُ اشتهَر به أَبو بکرٍ محمد بن أَحمد بن یوسف بن وَصیفٍ ،صدوق ثقه،روی عنه الخطیب البغدادی.

و أَبو الخَیْرِ الصَّیَّادُ الیَمَنیُّ :أَحدُ الأَولیاءِ المَشْهُورِین فی عَصْر المصنِّف.

و الصَّیْد :السَمَکُ ،یَمانیهٌ ،سمِعْته مِمَّن أَثِقُ به من عَرَبِ الیَمَنِ .

و الصَّیَّادیَّهُ :أُرزٌ یُطْبَخُ بالسَّمَکِ ،عامِّیَّهٌ .

عَوْناً،قال أَبو منصور:یعنی الأَصنامَ الّتی عَبَدَها الکُفَّارُ، تکون أَعواناً علی عابِدِیها یومَ القِیامَه.و رُوِیَ عن عِکْرِمَهَ :

یکونون علیهم أَعداءً.

و قال الأَخفش: الضِّدُّ یکون واحداً و جماعَهً ،مثل الرَّصَدِ،و الأَرْصادِ،و الرَّصَدُ یکون للجماعَهِ .

و عن أَبی زید: ضدَّهُ فی الخُصُومَهِ ضَداًّ : غَلَبَهُ و خَصَمَه.

و قال أَبو تُراب:سَمِعْتُ زائدهَ یقول:صَدَّه عن الأَمر، و ضدَّه عنه:صَرَفَهُ ،و مَنَعَهُ بِرِفْقٍ .

و فی الصّحاح: الضَّدُّ ،بالفتْح:المَلءُ، ضَدَّ القِرْبَهَ یَضُدُّهَا ضَداًّ : مَلأَهَا.

و أَضَدَّ الرجُلُ : غَضِبَ ،و لیس هذا من باب کَبَّهُ فأَکَبَّ ، کما زَعمَه بعض المُحَدِّثینَ ،لاختلاف معناهما.

و بَنُو ضِدٍّ ،بالکسر:قبیلهٌ من قَوْمِ عادٍ ،قاله ابن دُرَیْدٍ، و أَنشدِ:

و ذُو النُّونَیْنِ من عَهْدِ ابنِ ضِدٍّ (1)

تَخَیَّرَه الفَتَی من قَومِ عادِ

یعنی سَیْفاً.کذا فی المحکم. و ضادَّه :خالَفَهُ ،فأَراد أَحدُهما طُولاً،و الثانی قِصَراً،فهو ضِدُّهُ و ضَدِیدُه ، و هُمَا مُتَضادَّان ،و قد یقال إِذا خالفَه فأَراد وَجْهاً یَذْهَب فیه، و نازَعَه فی ضدِّه :هو مُضادُّه ،و ضَدِیدُه ،و نِدُّه و نَدِیدُه، للّذی یُریدُ خِلاَفَ الوَجْهِ الّذی تُریدُه (2)،و هو مُستَقِلٌّ من ذَلکَ بمثْل ما تَسْتَقِلُّ به.

*و مما یستدرک علیه:

عن أَبی عمرو: الضُّدَدٌ (3):الّذِین یَمْلَؤُون للناس الآنِیَهَ ، إِذا طَلَبُوا الماءَ،واحِدُهم: ضَادٌّ ،و یقال ضادِدٌ و ضَدَدٌ .

و امرأَهٌ ضَفَنْدَدٌ ،بغیر هاءٍ:ضَخْمَهُ الخاصِرهِ ،مُسْتَرْخِیَهُ اللَّحْمِ ،و رجُلٌ ضَفَنْدَدٌ :کَثِیرُ اللّحْمِ ،ثَقِیلٌ مع حُمْقٍ .

و فی الصّحاح:هو مُلْحَقٌ بالخُماسِیِّ ،بتکریر آخرِه.

و فی التهذیب،فی الرُّبَاعی:امرأَه ضَفَنْدَدَهٌ :رِخْوَهٌ .

و الذَّکَرُ ضَفَنْدَدٌ .

بالقَلْب،و قد ضَمِدَ عَلَیْه کفَرِحَ ضَمَداً ،أَی أَحِنَ علیه، قال النّابغَهُ :

وَ منْ عَصَاکَ فعاقِبْهُ مُعَاقَبَهً

تَنْهَی الظَّلُومَ و لا تَقْعُدْ علی الضَّمَد

و قال أَبو یُوسُفَ :سَمعْتُ مُنْتَجِعاً الکلابیَّ ،و أَبا مَهْدِیٍّ یَقُولان: الضَّمَدُ : الغابرُ الباقی من الحَقِّ ،تقول لنا عندَ بَنی فُلان ضَمَدٌ ،أَی غابِرٌ من حَقٍّ ، من مَعْقُلَهٍ أَو دَیْن.

و من المجاز: أَضْمَدَهُمْ :جَمَعَهُمْ عن الصاغانیِّ .

و أَضْمَدَ العَرْفَجُ :تَجَوَّفَتْه الخُوصَهُ و لم تَبْدُرْ منه،أَی کانَتْ فی جَوْفه و لم تَظْهَرْ.

و سَمَّوْا ضِمَاداً ،ککِتَابٍ ،منهم: ضِمَادُ بن ثَعْلَبَهَ ، صحابیُّ مشهور.

*و مما یستدرک علیه:

قال أَبو مالکٍ : اضْمِدْ عَلَیْکَ ثِیَابَکَ ،أَی شُدَّهَا.و أَجِدْ ضَمْدَ هذا العِدْلِ .

و الضَمَدُ ،محرَّکَهً :الظُلْمُ .

و ضَمِدَ یَضْمَدُ ضَمَداً ،بالتحریک،إِذا اشْتَدَّ غَیْظُه و غَضَبُه.و فَرَّق قومٌ بینَ الضَّمَد و الغَیظ .فقالوا: الضَّمَدُ :أَن یَغْتَاظَ علی مَن یَقْدرُ عَلَیْه،و الغَیْظُ :أَن یَغْتَاظَ علی مَن یَقْدِرُ علیه و مَن لا یَقْدِرُ علیه،یقال: ضَمِدَ علیه،إِذا غَضِبَ عَلَیْه.و قیل: الضَّمَدُ :شِدَّهُ الغَیْظِ .

و أَنا علی ضِمَادَهٍ من الأَمْر،أَی أَشْرَفْتُ علیه.

و المِضْمَدَهُ :خَشَبَهٌ تُجْعَلُ علی أَعناق الثَّوْرَیْن،فی طَرَفهَا ثَقْبَانِ ،فی کُلِّ واحدهٍ (1)منها ثُقْبَهٌ ،بینهما فَرْضٌ فی ظَهْرِهَا،ثم یُجْعَلُ فی الثَّقْبَیْن خَیْطٌ یَخْرُجُ طَرَفاه من باطن المِضْمَده ،و یُوثَقُ فی طَرَف کُلِّ خَیْط عُودٌ،یُجْعَلُ عُنُقُ الثَّوْر بَیْنَ العُودَیْن.

و الضَّامدُ :الّلازمُ ،عن أَبی حنیفهَ .

و عَبْدٌ ضَمَدَهٌ :ضَخْمٌ غَلیظٌ ،عن الهَجَریّ .

و

14- فی الحدیث: «أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللّه،صلی اللّه علیه و سلم عنالبَدَاوَه،فقال:اتَّقِ اللّهَ و لا یَضُرُّکَ أَن تَکُونَ بجانبِ ضَمَدٍ ».

هو بالتحریک (2):موضع بالیَمَن.کذا فی اللسان.

قلت:و هو وادٍ مُتَّسعٌ مُخْصِبٌ (3)،کَثیرُ القُرَی و العِمَارات،قریبٌ من جَازَانَ ،و نُسب إِلیه جماعهٌ من أَهْل العلْم.

و فی الأَساس،من المجاز: ضَمَدَ رأْسَه بالسَّیْف،مثْلُ عَمَّمَه.

إِلیَّ و إِنَّهُ للنَّاسِ نَهْیٌ

و لا یُعْتَلُّ بالکَلِمِ الضَّوادِی

قال ابن سِیدَه:و هذه الکَلِمُ لم یَحْکِها إِلاَّ ابنُ دُرُسْتَوَیْهِ ، قال:و لا أَصْلَ لها فی اللُّغَه.

و فی التهذیب،عن ابن الأَعرابِیّ : الضَّوادِی :الفُحْشُ .

و قال ابن بُزُرْجٍ :یقال ضادَی فلان فُلاناً،و ضادَّه بمعنًی واحدٍ،و إِنَّه لصَاحِبُ ضَداً،مثْل قَفاً،من المُضَادَّه أَخرَجه من التَّضْعِیفِ .

و من المجاز: الطَّریدُ : الذی یُولَدُ بَعْدَکَ ،و أَنت أَیضاً طَرِیدُهُ ،فالثانی طَریدُ الأَول،یقال:هو طَرِیدُه .

و من المجاز: الطَّرِیدانِ :اللَّیْلُ و النّهَارُ کلُّ واحدٍ منهما طَرِیدُ صاحبِه،قال الشاعر:

یُعیدَان لِی ما أَمْضَیَا و هُمَا مَعاً

طَرِیدانِ لا یَسْتَلْهِیانِ قَرَارِی

و الطَّرِیدهُ :ما طَرَدْتَ مِن صَیْدٍ أَو غیرِهِ ،و الجمع الطَّرائدُ و فی بعض الأُمَّهَات (1):ما طَرَدْتَ من وَحْش و نَحْوه.

و الطَّرِیدُه :الوَسِیقَهُ من الإِبِلِ یُغِیرُ علیها قَومٌ فیطرُدُونَهَا .

و فی الصحاح:هو ما یُسْرَقُ من الإِبلِ .

و من المجاز: الطّریدهُ : قَصَبَه فیها حُزَّهٌ بضمّ الحاءِ المهمله،و تشدید الزّای، تُوضَع علی المَغَازِلِ و العُودِ و القِدَاحِ ،فتُبْرَی بِها و تُنْحَتُ علیها،قال الشَّمَّاخُ یصف قَوْساً:

أَقَامَ الثِّقَافُ و الطَّرِیدهُ دَرْأَها

کما قَوَّمَتْ (2)ضِغْنَ الشَّمُوسِ المَهامِزُ

و فی الأَساس:و بُرِیَ القَدَحُ بالطَّرِیده،و هی السَّفَن.قال أَبو الهَیْثَم: الطَّرِیدهُ :السَّفَنُ و هی قَصَبَهٌ تُجَوَّفُ ،ثمَّ یُنْقَرُ (3)منها مَواضِعُ فَیُتَتَبَّعُ (4)فیها جَذْبُ السَّهْمِ .

و قال أَبو حَنِیفه: الطَّرِیدَهُ :قِطْعَهُ عُودٍ صَغِیرهٌ فی هَیْئهِ المِیزَاب،کأَنَّها نِصْفُ قَصَبَهٍ سَعَتُهَا بِقَدْرِ ما یَلْزَم القَوْسَ أَو السَّهْمَ .

و من المَجَاز:فی الأَرضِ طرائِدُ من کَلاءٍ، الطَّریده :

الطَّرِیقَهُ القلیلَهُ العَرْضِ من الکَلإِ.

و الطَّرِیدَه :بُحَیْرَهٌ (5)من الأَرضِ قلیلهُ العَرْضِ ،إِنما هی طَرِیقَه. و من المجاز:عنْدی طَرِیدهٌ من ثَوبٍ ،و هی شُقَّهٌ مُسْتَطِیلهٌ ،أَی شُقَّتْ طُولاً، من الحَرِیرِ. و

17- فِی حدیث مُعاویهَ :

«أَنَّه صَعِدَ المِنْبَرَ و بیَدِهِ طَرِیدهٌ ». فسَّره ابنُ الأَعرابِیّ فقال:

الخِرْقَهُ الطَّوِیلهُ من الحَرِیرِ.حکاه الهَرَوِیُّ فی«الغَرِیبَیْنِ ».

و عن أَبی عَمْرٍو:الجُبَّهُ :الخِرْقَهُ المُدَوَّرَهُ ،و إِن کَانَت طَویله،فهی الطَّرِیدهُ .

و الطَّریده لُعْبَهٌ لِصبیانِ الأَعراب تُسمِّیهَا العامَّه المَسَّهَ ، بفتح المیم و تشدید السِّین المهمله،و یقال:الماسَهُ ، و الضّبْطَهَ ،فإذا وَقَعَتْ یَدُ اللاَّعِبِ مِنْ آخَرَ علی بَدَنِهِ إِمَّا علی رأْسِهِ أَو کَتِفِهِ ،فهی المَسَّهُ ،و إِذا وَقَعَتْ علی الرِّجْلِ فهی الأَسْنُ ،بفتح فسکون،و لیست بِثَبت.

و قال الطِّرمَّاح یصف جَوارِیَ أَدْرَکْن فَترَفَّعْنَ عن لَعِب الصِّغارِ و الأَحداث:

قَضَتْ من عیان و الطَّرِیدهِ حاجهً

فهُنَّ إِلی لَهْوِ الحَدِیثِ خُضُوعُ (6)

و أَنشد ابن دُرَیْدٍ قولَ الشاعر:

قَضَتْ من عُدَادٍ و الطَّریدهِ حاجَهً

و هُنَّ إِلی أُنْسِ الحَدِیثِ حَقِیقُ

و فَسَّرَ الطَّرِیدهَ بالموْضع،و هو تصحیفٌ و تَغْیِیر،نَبَّهَ علیه الصاغانیُّ ،و قال:الصوابُ أَنَّ الطَّرِیدَهَ لُعْبَهٌ معروفَهٌ ، فاعرِف ذلک.

و الطَّرِیدَه : خِرْقَهٌ تُبَلُّ و یُمْسَحُ بها التَّنُّورُ، کالمِطْرَدَهِ ، بالکسر،نقله الصاغانیّ .

و من المجاز: الطِّراد و المِطْرَد ، ککِتَاب و مِنْبَرٍ:رُمْحٌ قَصِیرٌ یُطْعَن (7)به حُمُرُ الوَحْشِ .

و قال ابن سیده: المِطْرَدُ ،بالکسر:رُمْحٌ قَصِیرٌ یُطْرَدُ به، و قیل: یُطْرَدُ به الوَحْشُ .و الطِّرَادُ :الرُّمْحُ القَصِیرُ،لأَنَّ صاحبَهُ یُطَارِدُ بِهِ ،و جمع المِطْرَدِ : المَطَارِدُ .

ص:78

و طَرَّادٌ ، ککَتَّانٍ :سفینهٌ صغیرهٌ سَرِیعَهُ السَّیْرِ و الجَرْیِ ، عن الصاغانیّ .و العامّه تقول:تَطْرِیدَه.

و من المجاز: الطَّرَّاد من المکانِ الواسِعُ ،یقال فَضَاءٌ طَرَّادٌ ،و بِلادٌ طَرَّادَهٌ :وَاسعَهٌ یَطَّرِدُ فیها السَّرَابُ .

و من المجاز: الطَّرَّادُ من السُّطُوحِ :المُسْتَوِی المُتَّسِعُ ، و منه قولُ العَجَّاج:

و کَمْ قَطَعْنَا من خِفَافٍ حُمْسِ

غُبْرِ الرِّعَانِ و رِمَالٍ دُهْسِ

و صَحْصَحانِ قَذَفٍ کالتُّرْسِ

وعْرٍ نُسامِیها بِسَیْرٍ وَهْسِ

و الوَعْسِ و الطَّرَّادِ بَعْدَ الوَعْسِ (1)

و الطَّرَّادُ : مَن یُطَوِّلُ علی النَّاس القِرَاءَهَ حتَّی یَطْرُدَهُمْ و منه

16- الحدیثُ : «من الأَئِمَّهِ طَرَّادُون ». أَی یَطْرُدون الناسَ بطُولِ قِیامِهِم،و کَثْرهِ قِراءَتِهم.و قد فَسَّر أَبو داوودَ فی سُنَنِه بما قاله المصنِّف و قال:لا أَعْلَم إِلاَّ ذلک.

و طَرَّادٌ : اسمُ جَماعَه من المحدِّثینَ ،و هو فی الأَعلام واسِعٌ .

و طُرَّادٌ ، کَرُمَّانٍ :ع و ضَبَطَه الصاغانِیُّ :کشَدَّادٍ (2).

و الطِّرْدَهُ ،بالکسر: مُطَارَدَهُ الفَارِسَیْنِ مرَّهً واحدهً ، و المُطارَدَهُ :حَمْلُ أَحدِهما علی الآخَرِ،کما سیأْتی. و بنو طَرِیدٍ ،و بنو مَطْرُودٍ :بَطْنَانِ . و کذلک بنو طُرُودٍ (3)،بالضّمّ ، أَما مَطْرُودٌ فمن بنی سُلَیمٍ ،و هو مَطْرُودُ بنُ مالِکِ بنِ عَوْفِ بنِ امرِئِ القَیْسِ ،بن بُهْثَهَ بنِ سُلَیمٍ ،منهم عبدُ اللّه بنُ سِیدانَ .

و الطُّرْدِینُ بالضّمّ فالسُّکُون،و کسْر الدّال: طعامٌ للأَکْرادِ ،نقله الصاغانیُّ .

و المَطْرِدَهُ بالفتح و یُکْسَر:مَحَجَّهُ الطَّرِیقِ ،لأَنّه یُطْرَدُ فیها، و طَرَدْتُهُمْ :أَتَیْتُهُمْ ،أَی أَتیتُ علیهم،کما فی التهذیب و جُزْتُهُم. و تَطْریدُ السَّوْطِ ،و فی الأَساس:الصوت (4): مَدُّهُ :یقال طَرِّدْ سَوْطَکَ ،أَی مُدَّه.نقله الصاغانیُّ .

و یقال: أَطْرَدَهُ ،إِذا أَمَرَ بِطَرْدِهِ و إِبْعَادِه، أَو أَطْرَدَه السُّلطانُ ،إِذا أَمَرَ بإِخراجِهِ عن ،و فی بعض النسخ من البَلَدِ و قال ابن السِّکِّیتِ : أَطْرَدْته ،إِذا صَیَّرتهُ طَرِیداً .و عن ابن شُمَیْلٍ : أَطرَدْتُ الرَّجُلَ :جعَلْتُه طَرِیداً لا یَأْمَنُ ،و طَرَدْتُه :

نَحَّیْتُه ثمّ یأْمَنُ .

و أَطْرَدَ المُسَابِقُ صاحِبَهُ : قال له:إِنْ سَبَقْتَنِی فلَکَ عَلَیَّ کذا،و إِن سَبَقْتُکَ فَلِی علیکَ کذا ،و

16- فی الحدیث: «لا بَأْسَ بالسِّباقِ ما لَم تُطْرِدْهُ و یُطْرِدْکَ ».

و من المجاز: مُطارَدهُ الأَقرانِ و الفُرْسانِ ،و طِرادُهم :

حَمْلُ بَعْضِهم علی بَعْضٍ فی الحَرْبِ و غیرِهَا،أَی و لو لم یکن هناک طَرْدٌ ،کما قِیلَ للمحارَبهِ :جِلادٌ و مُجَالَدهٌ ،و إِن لم یکن ثَمَّ مُسایَفَهٌ . و یقال: هم فُرْسَانُ الطِّرادِ ،و طَارَدَ قِرْنَهُ ،و تَطارَدَا ، و اسْتَطْرَدَ له ،أَی لِلقِرْنِ ،لِیَحْمِلَ علیه ثم یَکُرَّ عَلَیْه،و ذلک أَنّهُ یَتَحَیَّزُ فی استطرادِهِ إِلی فِئَتِهِ ،و هو یَنْتَهِزُ الفُرْصَهَ لمُطارَدَتِه .و قد استَطْرَدَ له، کَأَنَّه نَوْعٌ من المَکِیدهِ (5).و

16- فی الحدیث: «کنتُ أُطارِدُ حَیَّهً ». أَی أَخْدِعُهَا لأَصِیدَهَا.و منه طِرَادُ الصَّیْدِ.

و اطَّرَدَ الأَمْرُ ،و فی بعض الأُمَّهاتِ :الشَّیْ ءُ (6)،بدَل الأَمْر: تَبعَ بعضُه بَعضاً و جَرَی.و اطَّرَدَ الأَمْرُ:استقامَ ، و أَمرٌ مُطَّرِدٌ :مُستقیمٌ علی جِهَتِه،و فُلانٌ یَمْشِی مَشْیاً طِرَاداً ، أَی مُسْتَقِیماً.و اطَّرَدَ الکلامُ :تتابَعَ ،و الماءُ:تتابَعَ سَیَلاَنُه، قال قیسُ بنُ الخَطِیمِ :

أَ تَعْرِفُ رَسْماً کاطِّرادِ المَذَاهِبِ

أَراد بالمَذَاهِبِ جُلوداً مُذْهَبَهً ،بخُطوطٍ یُرَی بَعْضُها فی إِثْرِ بَعْضٍ فکأَنَّها مُتَتَابِعَهٌ .

ص:79

*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:

مَرَّ فُلانٌ یَطْرُدُهُمْ ،أَی یَشُلُّهُم وَ یَکْسَؤُهُم، طَرَدَه و طَرَّده ، قال:

فأُقْسِمُ لولا أَنَّ حُدْباً تَتَابَعَتْ

عَلَیَّ و لم أَبْرَحْ بِدَیْنٍ مُطَرَّدَا

حُدْباً:یَعْنِی دَواهِیَ .و کذلک اطَّرَدَه ،قال طُرَیح:

أَمْسَتْ تُصَفِّقُها الجَنُوبُ و أَصبَحَتْ

زَرْقَاءَ تَطَّرِدُ القَذَی بِحِبابِ

و الطَّرِید : المَطْرُودُ .و الأُنثَی: طَرِیدٌ و طَرِیدَهٌ ،جمعهما، طَرَائِدُ .کذا فی المُحْکَم.و ناقَهٌ طَرِیدٌ ،بغیر هاءٍ، طُرِدَتْ فَذُهِبَ بِها،و جَمْعها: طَرَائِدُ .

و

16- فی حدیثِ قِیَامِ اللَّیل: «هو قُرْبَهٌ إِلی اللّهِ و مَطْرَدَهُ الدَّاءِ عن الجَسَدِ». أَی أَنها حالهٌ مِن شأنها إِبعادُ الداءِ.

و بَعِیرٌ مُطَّرِدٌ :و هو المُتَتابِعُ فی سَیْرِه و لا یَکْبُو،قال أَبو النَّجْم:

فَعُجْتُ مِن مُطَّرِدٍ مَهْدِیِّ

و من المجاز:خَرَجَ فُلانٌ یَطْرُدُ حُمُرَ الوَحْشِ ،أَی یَصِیدُها.

و کذلک قولُهم:الرِّیحُ تَطْرُدُ الحَصَی.و الأَرضُ ذاتُ الآلِ تَطْرُدُ السَّحَابَ (1)طَرْداً .

و رَمْلٌ مُتَطارِدٌ : یَطْرُدُ بعضُه بَعْضاً و یَتَتَّبعُه،قال کُثَیِّرُ عَزَّهَ :

ذَکَرْتُ ابنَ لَیْلَی و السَّمَاحَهَ بَعْدَ ما

جَرَی بینَنا مُورُ النَّقَا المُتَطارِدُ

جَدْوَلٌ مُطَّرِدٌ :سَرِیعُ الجَرْیهِ ،و الأَنْهارُ تَطَّرِدُ ،أَی تَجْرِی.

و

16- فی حدیث الإِسراءِ: «و إِذا نَهْران یَطَّرِدانِ ». أَی یَجْرِیَانِ ، و هما یَفْتَعِلانِ .

و

16- فی حدیث مُجاهِدٍ: «إِذا کان عِنْدَ اضْطِراد (2)الخَیْلِ و عِنْدَ سَلِّ السُّیوفِ أَجْزَأَ الرَّجُلُ أَن تکونَ صَلاتُه تَکْبِیراً». الاضطراد:هو الطِّرادُ ،و هو افْتِعَالٌ من طِرادِ الخَیْلِ ،و هو عَدْوُهَا و تَتَابُعُها،فَقُلِبَتْ تاءُ الافْتِعالِ طاءً،ثم قُلِبت الطاءُ الأَصلِیَّهُ ضاداً.

و ثَوْبٌ طَرَائِدُ ،عن اللِّحْیَانِیّ ،أَی خَلَقٌ .

و فی الأَساس:ثَوْبٌ طَرِیدٌ :شُبَارِق (3).

و الطَّرَدُ ،محرّکَهً :فِراخُ النَّخْلِ ،و الجمْع: طُرُدٌ ،حکاه أَبو حنیفهَ .

و الطَّرِیدهُ :الخُطَّهُ بینَ العَجْب و الکاهِلِ ،قال أَبو خِراش:

فهَذَّبَ عنها ما یَلِی البَطْنَ و انْتَحَی

طَرِیدَهَ مَتْنٍ بینَ عَجْبٍ کاهِلِ

و عن ابن الأَعرابیّ : أَطْرَدْنَا الغَنَمَ ،و أَطْرَدْتُمْ (4)أَی أَرْسَلْنا التُّیُوسَ فی الغَنَمِ .

و من المجاز:قال الشافِعِیُّ :«و یَنْبَغِی للحاکِمِ إِذَا شَهِدَ الشُّهُودُ لِرَجُلٍ علی آخَرَ أَن یُحْضِرَ الخَصْمَ و یَقْرَأَ علیه ما شَهِدُوا عَلَیْه،و یُنْسِخَه أَسماءَهُم و أَنْسَابَهُم،و یُطْرِدَه جَرْحَهُم،فإِن لم یَأْتِ بِهِ حَکَمَ علیه».

قَال أَبو منصور:معنی قوله: یُطْرِده جَرْحَهُمْ أَن یقول له:

قد عُدِّلَ هؤلاءِ الشُّهُودُ فإِنْ جِئتَ بِجَرْحِهِم،و إِلاَّ حَکَمْتُ علیکَ بما شَهِدُوا بِهِ عَلَیْک.

و من المجاز: طَرَدْتُ بَصَرِی فی أَثَرِ (5)القَوْمِ .و القِیعَانُ تَطْرُدُ السَّرابَ ،أَی یَطَّرِدُ فیها کما یَطَّرِدُ الماءُ.و جَدْوَلٌ مُطَّرِدٌ [و مُطَّرِدُ ] (6)الأَنابِیبِ و الکُعُوبِ .و حَدِیثٌ [و کَلاَمٌ ] 6مُطَّرِدٌ ، وذا لا یَطَّرِدُ فی القِیاسِ .

قال الصّاغَانِیُّ :و الطَّرْدُ و العَکْسُ أَن یَطَّرِدَ الشّیْ ءُ وَ یَنْعَکِسَ کقَولِهم فی حَدِّ النّارِ:کلُّ نارٍ فهو جَوْهَرٌ مُضِیءٌ مُحْرِقٌ ،و کلُّ جَوْهَرٍ مُضِیءٍ مُحْرِقٍ فهو نارٌ.

ص:80

و اتَّبعْ طَوَارِدَ الإِبِلِ :مُتَخَلِّفاتِها.

و مرَّت علیهم سِنُونَ طَرَّادهٌ .

و اطَّرَدُوا إِلی (1)المَسِیرِ:تَتَابَعُوا.

و مَطْرُودُ بنُ کَعْبٍ ،من شُعَراءِ الجاهِلِیَّهِ .و قد سَمَّوْا:

طِرَاداً ،ککِتَاب منهم أَبو الفوارِسِ ،نقیبُ النُّقَبَاءِ، طِرَادُ بنُ محمّدِ بنِ علیّ بنِ ثُمَامٍ الزَّیْنَبِیّ ،مشهورٌ،توفِّی سنه 491.

و کَثیرٌ منهم یضبِطه کشَدَّادِ،و هو وَهَمٌ ،و قد سَمَّوْا طُرَیْداً و مُطَرِّداً ،کَزُبَیْرٍ و مُحَدِّث.

علیِّ بن عبدِ اللّه،المُؤَدِّبُ الأَصبهانِیُّ ،رَوَی عنه أَبو بکرِ بنُ مَرْدَوَیْه الحافِظُ .

*و مما یستدرک علیه:

معناه:و خَدَمَ الطّاغوتِ ،قال:و لیس هو بجَمْعٍ ،لأَن فَعْلاً لا یُجْمَع علی فَعُل،و إِنما هو اسمٌ بُنِیَ علی فَعُلٍ مثْل حَذُرٍ،کما قاله الأَخفش،قال الأَزهَرِیُّ :و أَما قول أَوْسِ بن حَجَرٍ:

أَ بَنِی لُبَیْنَی لستُ مُعْتَرِفاً

لِیَکُونَ أَلأَمَ مِنکُمُ أَحَدُ

أَ بَنِی لُبَیْنَی إِنَّ أُمَّکُمُ

أَمَهٌ و إِنَّ أَباکُمُ عَبُدُ (1)

فقال الفرّاءُ:إِنما ضمَّ الباءَ ضرورهً ،و إِنما أَراد عَبْدُ ؛ لأَن القصیدهَ من الکامِلِ ،و هی حَذَّاءُ.قال شیخُنا:فتنظیرُ المصنِّفِ عَبُداً بِنَدُسٍ مَحَلُّ نَظَرٍ. و مَعْبودَاءُ ،بالمَدِّ،عن یعقوبَ فی«الأَلفاظ »، جج ،أَی جَمْع الجمْعِ : أَعابِدُ جمْع أَعْبُدٍ ،قال أَبو دُوَادٍ الإِیادیُّ یصف ناراً:

لَهَنٌ (2)کنَارِ الرَّأْسِ بال

عَلْیاءِ تُذْکِیهَا الأَعابدْ

فغایه ما ذکَره المصنِّف من جموع العَبْدِ :خمسهَ عَشَرَ جَمْعاً.

و زاد ابن القطَّاع،فی«کتاب الأَبنیه»: عُبُدَاءَ ،بضمّتین ممدوداً،و عَبَدَه ،محرّکَهً ،و مَعْبُودَی ،مقصوراً،و أَعبِده ، بکسْر الموحَّده و أَعْبَاد،و عُبُود ،و عُبَّد ،بضمّ فموحّده مشدَّده مفتوحَه،و عُبَّاد ،علی وَزْنِ رُمَّان،و عِبَّاد ،بکسر فتشدید، و عِبِدَّه ،بکسر العین و الباءِ و تشدید الدّال.

فهذه عشرهُ أَوْجُه،صار المجموع خمسهً و عشرین وَجْهاً.

و زاد بعضٌ : العُبُودَه کصَقْر و صُقُوره.

و قد جَمَعَ الشیخُ ابنُ مالَکٍ هذه الجموعَ مختَصِراً فی قوله:

عِبادٌ ، عَبِیدٌ :جمْع عَبْدٍ ،و أَعْبَدٌ

أَعابِدُ ، مَعبُوداءُ ، مَعْبَدَهٌ ، عُبُدْ

کذلِک عُبْدَانٌ ،و عِبْدَانٌ اثْبِتَنْ

کذَاکَ العِبِدَّی و امدُدِ انْ شِئت أَن تَمُدّ

و استَدرکَ علیه الجلالُ السُّیوطیُّ فی أَوّل شَرْحِهِ لعُقُود الجُمَانِ ،فقال:

و قد زِیدَ:أَعْبَادٌ، عُبُودٌ ، عِبِدَّهٌ

و خَفِّفْ بِفَتْحٍ ،و العِبِدَّانُ إِن تَشُدّ

و أَعْبِدهٌ ،عَبْدُون ثُمَّتَ بَعْدَهَا

عَبِیدُونَ ، مَعْبُودَی ،بِقَصْرٍ فخُذْ تَسُدْ

و زاد الشیخُ سَیِّدی المَهْدِیُّ الفاسِیُّ شارِحُ «الدَّلائِل» قولَه:

و مَا نَدُساً وازَی کذَاکَ مَعَابِدٌ

بِذَیْنِ تَفِی عِشْرِینَ و اثْنَیْنِ إِن تَعُدّ

قال شیخُنا:و أَجْمَعُ ما رأَیْتُ فی ذلک لبعض الفضلاءِ فی أَبیاتٍ :

جُمُوعُ عَبْدٍ . عُبُودٌ ، أَعْبُدٌ ، عُبُدٌ

أَعابِدٌ ، عُبَّدٌ ،عَبْدُونَ ، عُبْدَانُ

عُبْدٌ ، عِبِدَّی ،و مَعْبودَا ،و مدُّهُما

عِبِدَّهٌ ، عَبُدٌ ، عُبَّادُ ، عِبْدانُ

عَبِیدٌ اعْبِدهٌ عِبَّادُ ، مَعْبَدهٌ

مَعَابِدٌ ،و عَبِیدُونَ ، العِبِدَّانُ

قال شیخنا:و للنَّظَرِ مَجَالٌ فی بعْضِ الأَلْفاظِ :هل هی جموعٌ لِعَبْدٍ ،أَو جموعٌ لبعضِ جموعِهِ ،کأَعابِدَ،و مَعَابِدَ .

و یُنْظَر فی«عَبیدونَ »،فإِن الظاهرَ أَنه جَمْعٌ لعَبِید ، و العَبِیدُ جمع لِعَبْدٍ ،فیبقی النظر فی جمْعِهِ جَمْعَ مذکّرٍ سالم (3)،فإِن هذا غیرُ مَعْرُوفٍ فی العربیّه،جمْع تکسیرٍ یُجْمَعُ جَمْعَ سَلامهٍ .و العَبْدُونَ کأَنَّه اعتبر فیه معنَی الوَصْفِیَّهِ الّتی هی الأَصْلُ فیه عِنْدَ سِیبَویْهِ و غیره.

و العَبْدِیَّهُ حکاه صاحب المُوعِب،عن الفَرّاءِ و العُبُودِیّهُ و العُبُودَهُ بِضَمِّهِما و العِبَادَهُ بالکسر: الطَّاعهُ . و قال بعضُ أَئِمَّهِ الاشتقاقِ :أَصْلُ العُبُودِیّهِ :الذُّلُّ و الخُضُوعُ .و قال آخَرُونَ : العُبُودَهُ :الرِّضا بما یَفْعَلُ الرَّبُّ ،و العِبَادَهُ :فِعْلُ ما

ص:83

یَرْضَی به الرَّبُّ .و الأَوّلُ أَقوَی و أَشَقُّ ،فلذا قِیلَ :تَسْقُطُ العِبَادهُ فی الآخِرَهِ لا العُبُودهُ ،لأَنّ العُبودَهَ أَن لا یَرَی مُتَصَرِّفاً فی الدَّارَیْنِ فی الحقیقهِ إِلاّ اللّه.

قال شیخنا:و هذا مَلْحَظٌ صُوفِیٌّ لا دَخْلَ للأَوْضَاعِ اللُّغَوِیَّهِ فیه.

و فی اللّسان:و لا فِعْلَ له عند أَبی عُبَیْد .

قلْت:و هو الّذِی جَزَم به أَکثَرُ شُرّاحِ «الفَصِیح».و حکَی اللِّحْیانیّ : عَبُد عُبُودَهً و عُبُودِیَّهً .

قلت:و أَوضَحُ منه قولُ ابن القَطَّاعِ فی«کتاب الأَفعال»،فقال: عَبُد العَبْدُ عُبُودَهً و عُبُودِیَّهً .و أَما عَبَدَ اللّه فَمَصْدَرُهُ : عِبَادَه و عُبُوده و عُبُودِیّه ،أَی أَطاعه.

و فی اللّسَان:و عَبَد اللّه یَعبُده عِبادَهً و مَعْبَداً و مَعْبَدهً :تَأَلَّه له.

و قال الأَزهریُّ :اجتمعَ العامَّهُ علی تَفْرِقَهِ ما بین عِبادِ اللّهِ ،و الممالِیکِ ،فقالوا:هذا عَبْدٌ من عِبادِ اللّهِ ، و هؤلاءِ عَبِیدٌ ممالیکُ .قال:و لا یُقَال عَبَدَ یَعْبُدُ عِبادهً إِلاَّ لمَن یَعْبُد اللّه،و من عَبَدَ [من] (1)دُونِهِ إِلهاً فهو من الخاسِرِینَ .قال:و أَما عَبْدٌ خَدَمَ مَوْلاهُ فلا یُقَال: عَبَدَهُ .قال اللّیث:و یقال لِلْمُشْرِکِینَ :هم عَبَدَهُ الطَّاغُوتِ ،و یقال للمُسْلِمین: عِبَادُ اللّهِ یَعْبُدونَ اللّهَ .و قال اللّه عَزَّ و جَلَّ :

اُعْبُدُوا رَبَّکُمُ (2)أَی أَطِیعُوا رَبَّکُمْ .

و قولُه إِیّاکَ نَعْبُدُ وَ إِیّاکَ نَسْتَعِینُ (3)أَی نُطِیعُ الطّاعَهَ التی یُخْضَع (4)مَعَهَا،قال ابنُ الأَثِیر (5):و معنی العِبَادَهِ فی اللُّغه:الطَّاعَهُ مَعَ الخُضُوع.

و قوله تعالی: قُلْ هَلْ أُنَبِّئُکُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِکَ مَثُوبَهً عِنْدَ اللّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللّهُ وَ غَضِبَ عَلَیْهِ وَ جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَهَ وَ الْخَنازِیرَ وَ عَبَدَ الطّاغُوتَ (6).قرأَ أَبو جَعْفَرٍ،و شَیْبهُ ،و نافِعٌ ،و عاصِمٌ ،و أَبو عَمْرٍو و الکِسَائِیُّ : وَ عَبَدَ الطّاغُوتَ قال الفَرَّاءُ:و هو مَعْطُوفٌ علی قوله عَزَّ و جَلَّ : وَ جَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَهَ وَ الْخَنازِیرَ وَ مَنْ عَبَدَ الطَّاغُوتَ .

و قال الزَّجَّاجُ :هو نَسَقٌ علی: مَنْ لَعَنَهُ اللّهُ ، المعنَی:مَن لَعَنَه اللّهُ ،و مَن عَبَدَ الطَّاغُوتَ مِنْ دُونِ اللّهِ ، عَزَّ و جَلَّ ،أَی أَطاعَهُ -یَعْنِی الشَّیْطَانَ -فِیمَا سَوَّلَ له و أَغْواه.

قال الجوهَریُّ :و قرأَ بعضُهُم: و عَبُدَ الطَّاغُوتِ و أَضافَهُ .

قال:و المَعْنَی،فیما یُقَال:خَدَمُ الطَّاغُوتِ .و قد تَقَدَّم فیه الکلامُ .و قال اللیث:[و من قرأ:] (7)و عَبُدَ الطاغُوتُ معناه:صار الطَّاغُوتُ یُعْبَدُ ،کما یُقَالُ :ظَرُف الرّجُلُ و فَقُهَ .

و قد غَلّطَه الأَزْهَرِیّ .و قرأَ ابنُ عَبَّاسٍ : و عُبَّدَ الطاغوتِ بِضمّ العَیْنِ ،و تَشْدِید المُوَحَّدَهِ ،جمعُ عابِدٍ ،کشَاهِدٍ و شُهَّدٍ و قُرِئ: وَ عَبَدَ الطّاغوتِ محرکهً و خَفْض الطاغُوتِ ،و هو أَیضاً جمع عابِدٍ ،و أَصله: عَبَدَهٌ ،ککافِرٍ و کَفَرَهٍ ،حُذِفَتْ منه الهاءُ و قُرِئَ و عَابِدَ الطَّاغُوتِ ،مثل:ضارِب الرَّجُلِ ، و هی قراءَه ابن أَبی زائده،و قرِئ و عُبُدَ الطَّاغُوتِ ،جمع عابِدٍ .قال الزَّجَّاجُ :هو جَمْع عَبِیدٍ ،کَرَغِیفٍ و رُغُفٍ ،و هی قراءَه یَحْیَی بنِ وَثَّابٍ ،و حَمزه (8).و رُوِیَ عن النَّخَعِیّ أَنه قَرَأَ: و عُبْدَ (9)الطَّاغُوتِ باسکانِ الباءِ،و فتْح الدَّالِ .

و قُرِئَ و عَبْدَ الطَّاغُوتِ ،بفتح فسکون،و فیه وَجْهَانِ :

أَحدُهما أَن یکونَ مُخَفَّفاً من عَبُدٍ ،کما یقال:فی عَضُدٍ:

عَضْدٌ.و جائزٌ أَن یکونَ عَبْد اسمَ الواحِد یَدُلُّ علی الجِنْس، و یجوز فی عَبْد النَّصْبُ و الرَّفْعُ .و ذکر الفَرَّاءُ أَنَّ أُبَیَّا و عبدَ اللّهِ قرآ و عَبَدُوا الطَّاغُوتَ .و رُوِیَ عن بَعْضِهِم أَنَّهُ قَرَأَ و عُبَّادَ الطَّاغُوتِ .

قلت:و نسبها ابنُ القَطَّاعِ إِلی أَبی واقِدٍ.قال الأَزْهَرِیُّ :

و رُوِیَ عن ابن عَبَّاسٍ و عُبِّدَ الطّاغوتُ مَبْنِیًّا للمَجْهُولِ .

و رُوِیَ عنه أَیضاً: و عُبَّدَ الطَّاغُوتِ بِضَمٍّ ،فتشدید،معناه عُبَّادُ الطَّاغُوتِ .و قُرِئ: و عُبِدَ الطَّاغُوتُ مَبْنِیًّا للمجهول، کضُرِب،و هی قراءَهُ أَبی جَعْفَرٍ.و قرأَ أَبیُّ بنُ کَعْبِ و عَبَدَه

ص:84

الطَّاغُوتِ محرّکه.قال الأَزهریُّ :و ذَکَرَ اللَّیْثُ أَیضاً قراءَهً أُخری،ما قرأَ بها أَحدٌ،و هی و عابِدُوا الطَّاغُوتِ جماعه،قال:و کان رَحِمَه اللّه قلیلَ المعرفَهِ بالقراآت، و هذا دلیل أَنَّ إِضافَهَ (1)کتابِهِ إِلی الخَلِیلِ بنِ أَحمدَ غیرُ صَحِیحٍ ،لأَنَّ الخَلِیلَ کان أَعْقَلَ [و أَورع] (2)من أَن یُسَمِّیَ مِثْلَ هذه الحروف قراآت فی القُرآن،و لا تکون محفوظهً لقاریءٍ مشهورٍ من قُرَّاءِ الأَمصارِ.

فصارَ المجموعُ مِمَّا ذکرناهُ من الأَوْجُهِ فی الآیهِ الشَّرِیفَهِ سِتَّهَ عَشَرَ وَجْهاً،جَمَعْنَاهَا من مواضِعَ شَتَّی.و أَوْصَلها ابنُ القَطّاعِ ،فی کتابه،إِلی تِسْعهَ عَشَرَ وَجْهاً.و فیما ذکرنا کفایهٌ .و اللّهُ المُوَفِّقُ للصواب.

و الدَّرَاهِمُ العَبْدِیَّهُ ،فیما مَضَی، کَانَتْ أَفضلَ مِن هذِه الدَّرَاهِمِ الّتی بأَیْدِینَا و أَرْجَحَ فی الوَزْنِ .

و العَبْدُ ،بفتح فسکون: نَبَاتٌ طَیِّبُ الرَّائِحَهِ تَکْلَفُ به الإِبِلُ ،لأَنّه مَلْبَنهٌ مَسْمَنَهٌ حارُّ (3)المِزَاجِ ،إِذا رَعَتْه عَطِشَتْ فَطَلَبَت الماءَ.قاله ابنُ الأَعرابِیّ و أَنشد:

حَرَّقَها العَبْدُ بعُنْظُوانِ

فالیَوْمُ مِنْهَا یومُ أَرْوَنَانِ

و العَبْدُ : النَّصْلُ القَصِیرُ العَرِیضُ .

و العَبْدُ : جَبَلٌ لبنی أَسَدٍ یَکْتَنِفُه جَبَلانِ (4)أَصغَرُ منه، یُسَمَّیَانِ الثُّدَیَّیْنِ .کذا فی المُعْجَم.

و العَبْدُ :جَبلٌ آخَرُ لِغَیْرِهِمْ .

و العَبْدُ : ع ببلاد طَیِّئٍ بالسَّبُعانِ .

و العَبَدُ بالتحریک:الغَضَبُ ، عَبِدَ علیه عَبَداً و عَبَدَهً ،فهو عَبِدٌ و عابِد :غَضِب.و عَدَّاه الفرزدقُ بغیر حَرْفٍ (5).و قیل:

عَبِدَ عَبَداً فهو عَبِدٌ و عابِدٌ :غَضِبَ و أَنِفَ ،کأَحِنَ ،و أَمِدَ، و أَبِدَ.و به فَسَّرَ أَبو عَمْرٍو قوله تعالی: فَأَنَا أَوَّلُ اَلْعابِدِینَ (6)أَی العَبِدِینَ الأَنِفِین.و قد رَدَّه ابن عَرَفَه،کما سیأْتِی.

و العَبَدُ (7): الجَرَبُ ،و قیل:الجَرَبُ الشَّدِیدُ الّذِی لا یَنْفَعُه دَوَاءٌ،و قد عَبِدَ عَبَدَاً .و بَعِیرٌ مُعَبَّدٌ :أَصابَهُ ذلِکَ الجَرَبُ .

و العَبَدُ : النَّدَامَهُ و قد عَبِدَ ،إِذا نَدِمَ علی فائِتٍ ،أَو لاَمَ نَفْسَهُ علی تَقْصِیرٍ وَقَعَ منه.

و العَبَدُ : مَلاَمهُ النَّفْسِ علی تَقْصِیرٍ وَقَع منه،و لا یَخْفَی أَنَّ هذا المعنَی مفهومٌ من النَّدامهِ .

و العَبَد : الحِرْصُ و الإِنکارُ، عَبِدَ کفَرِحَ یَعْبَد عَبَداً فی الکُلِّ .

و العَبَدَهُ ،مُحَرَّکهً :القُوَّهُ و السِّمَنُ . یقال:ناقهٌ ذاتُ عَبَدَ أَی قُوَّهٍ و سِمَنٍ .

و العَبَدَهُ : البَقاءُ ،بالمُوحَّدهِ ،عن شَمِرٍ،و یقال بالنُّون، هکذا وُجِدَ مضبوطاً فی الأُمَّهَاتِ ،یقال:لیسَ لِثَوْبِکَ عَبَدَهٌ ، أَی بَقَاءٌ.

و العَبَدَهُ : صَلاَءَهُ الطِّیبِ ،عن الصاغانِیّ .

و العَبَدَهُ : الأَنَفَهُ و الحَمِیَّهُ مِمَّا یُسْتَحْیَا منه،أَو یُسْتَنْکَفُ .

و قد عَبِدَ ،أَی أَنِفَ .و نَسَبه الجوهَریُّ إِلی أَبی زَیْدٍ،قال الفرزدقُ :

أُولئکَ أَحْلاَسِی فجِئنِی بمِثْلِهِمْ

و أَعبَدُ أَن أَهجُو کُلَیْباً بِدارِمِ (8)

و فی الأَساس:و عَبْدٌ فی أَنْفِهِ عَبَدَهٌ ،أَی أَنَفَهٌ شَدِیدهٌ ، قال أَبو عَمْرٍو:و قوله تعالی: فَأَنَا أَوَّلُ اَلْعابِدِینَ ،من الأَنَفِ و الغَضب.و قیل من عبَدَ ،کنَصَر،قال ابن عَرَفَهَ :

إِنما یُقَال من عَبِد بالکسر: عَبِدٌ کفَرِحٍ ،و قَلَّما یقال عابِدٌ .

و القُرْآنُ لا یَأْتِی بالقَلِیلِ من اللُّغَهِ ،و لا الشَّاذِّ،و لکنَّ

ص:85

المعنَی:فأَنا أَوّلُ مَن یَعْبُدُ اللّه تعالی علی أَنّه واحِدٌ لا وَلَدَ لَهُ .کذا فی«التنویر»لابن دِحْیَهَ .

و ذُو عَبَدانَ ،مُحَرَّکَه:قَیْلٌ من أَقْیَالِ حِمْیَرَ،هو ابنُ الأُعْبود بن السَّکْسَکِ بن أَشْرَسَ بن ثَوْرِ.

و عَبَدَانُ ،محرّکهً : صُقْعٌ من الیَمَنِ .

و عَبْدَانُ کَسَحْبَانَ :ه بمَرْوَ،منها الإِمامُ الفاضلُ عَبْدُ الحَمید بنُ عبد الرَّحْمن بن أَحْمَدَ أَبو القَاسم خُواهَرْزادَهْ أَی ابنُ بنت (1)القاضی،أَبی الحُسَیْن (2)علیّ بن الحسن الدِّهْقَانیّ ،رَوَی عن خَاله هذا و مَکِّیِّ بن عبد الرّزَّاق الکُشْمِیهَنیّ .

و عَبْدَانُ :اسمُ رَجُل من أَهل البَحْرین، و له نَهْرٌ،م أَی معروف، بالبَصْرَه من جانب الفُرات.

و العُبَیْدُ ، کَزُبَیْر:فَرَسٌ للعَبَّاس بن مِرْدَاسٍ السُّلَمیِّ ، و فیه یقول:

أَ تَجْعَلُ نَهْیِی و نَهْبَ العُبَیْ

د بَینَ عُیَیْنهَ و الأَقْرَعِ

فما کانَ حِصْنٌ و لا حابسٌ

یَفُوقانَ مِرْدَاسَ فی المَجْمَع

و قصَّتُه مشهورهٌ فی کُتُب السِّیَر (3).

و عُبَیْدان (4)،مصغراً تثنیه عُبیدٍ : وادٍ کان یقال إِنَّ فیه حَیَّهً تَحْمیه (5)فلا یُرْعَی و لا یُؤتَی.و قیل ماءٌ مُنْقَطِعٌ بأَرْض الیَمَن لا یَقْرَبُهُ أَنیسٌ و لا وَحْشٌ .

و بَنُو العُبَیْد ،مُصَغَّراً: بَطْنٌ من بَنی عَدیِّ بن جَنَابِ (6)بن قُضاعهَ ، و هو عُبَدِیٌّ ،کَهُذَلِیٍّ ،فی هُذَیْلٍ .

و یقال:صُکَّ (7)به فی أُمِّ عُبَیْدٍ ،أَی الفَلاَه ،عن الفَرَّاءِ،قال:و قلْت للعتَّابیّ (8):ما عُبَیْدٌ ؟قال:ابنُ الفَلاه،و هی الرَّقَاصَهُ أَیضاً.و قیل:هی الخَالِیَهُ من الأَرض، أَو ما أَخْطأَهَا المَطَرُ ،عن الصاغانیّ ،و قد یُعَبَّر عنها بالدّاهیَه، العظیمه.

و جاءَ فی المَثَل: «وَقَعُوا فی أُمِّ عُبَیْدٍ تَصَایَحُ جِنَّانُهَا» أَی فی داهیهٍ عظیمهٍ ،کما قاله المَیْدانیُّ .

و العُبَیْدَهُ ،تصغیر عَبْده : الفَحِثُ (9)و الحَفِث،و قد تقدَّم ذِکره.

و أُمُّ عَبیده ،کسَفِینه:قُرْبَ واسِطِ العراقِ بها قَبْرُ أَحَدِ الأَقطابِ الأَربعهِ ،صاحِبِ الکراماتِ الظاهِرَهِ السَّیِّدِ الکبیرِ أَبی العَبّاسِ أَحمدَ بنِ علیِّ بنِ أَحمدَ بن یَحْیَی بن حازِمِ بنِ علیِّ بن رِفاعهَ ، الرِّفاعِیِّ نسبهً إِلی جَدِّهِ رِفَاعَهَ ، و هو ابنُ أُخْتِ السیدِ منصورٍ البَطَائِحِیِّ ،المُلَقَّبِ بالبازِ الأَشْهَبِ ،رَضِیَ اللّهُ عَنْهُم،و نَفَعَنا بهم.

و فی الأَساس:أَعوذُ باللّهِ من قَوْمَهِ العُبُودیَّهِ ،و مِن النَّومَهِ العَبُّودِیَّهِ عَبُّودٌ کَتَنُّورٍ،رجلٌ نَوَّامٌ ،نامَ (10)فی مُحْتَطَبِهِ سَبْعَ سِنِینَ ،فضُرِبَ به المثلُ .و فی أَمثال الأَصفهَانیّ :

«أَنْوَمُ من عَبُّودٍ » و ذکر المفضَّل بن سَلَمَهَ :أَنَّ عَبُّوداً کان عَبْداً أَسْودَ حَطَّاباً،فَغَبَرَ فی مُحْتَطَبِهِ أُسبوعاً لم یَنَمْ ،ثم انصَرَفَ ،فبَقِیَ أُسْبُوعاً نائِماً،فضُرِبَ به المثلُ (11).قال شیخُنَا:و هو أَقربُ من سَبْعِ سِنینَ ،التی ذَکَرَ المُصَنِّفُ .

و عَبُّودٌ : ع و جَبَلٌ أَسْوَدُ من جانِبِ البَقِیعِ .و قیل: عَبُّودٌ علی مَرَاحِلَ یَسیرهٍ بین السّیالَه و مَلَل،و له قِصّهٌ عجیبهٌ تأْتی فی:هَبُّود،قال الجَمُوحُ الهُذَلِیُّ :

کأَنَّنِی خاضِبٌ طَرَّتْ عَقِیقَتُهُ

أَخْلَی لَهُ الشَّرْیُ من أَکنافِ عَبُّودِ

و جاءَ فی حَدِیثٍ مُعْضِلٍ فیما

16- رواه محمّدُ بن کَعْب القُرَظِیّ : (12)«أَنَّ أَوَّلَ النَّاسِ دُخُولاً الجَنَّهَ عَبْدٌ أَسْوَدُ»،یُقَال

ص:86

له: عَبُّودٌ ؛و ذلکَ أَنَّ اللّه عَزَّ و جَلَّ بَعَثَ نَبِیّاً إِلی أَهْلِ قَرْیَهٍ فَلَمْ یُؤْمِنْ به أَحَدٌ،إِلاّ ذلکَ الأَسودُ،و أَنَّ قَوْمَهُ احْتَفَرُوا له بِئراً فصیَّرُوهُ فیها،و أَطْبَقُوا عَلَیْهِ صَخْرهً ،فکان ذلکَ الأَسودُ یَخْرُجُ فَیَحْتَطِبُ فَیَبِیعُ الحَطَبَ و یَشْتَرِی به طَعَاماً و شَرَاباً، ثم یأتِی تِلْکَ الحُفْرَهَ فیُعِینُه اللّه تعالی علی تلک الصَّخْرَهِ فیرفعُها و یُدَلِّی (1)أَی یُنْزَلِ له ذلکَ الطَّعَامَ و الشَّرَابَ ،و أَنَّ الأَسْود المذکورَ احتَطَبَ یوماً،ثم جَلَسَ لِیَسْتَرِیحَ ،فضَرَب بِنَفْسِهِ الأَرض شِقَّهُ (2)الأَیسر فنام سبعَ سِنینَ ثمَّ هَبَّ أَی قام من نَومَتِه و هو لا یُرَی إِلاَّ أَنه نامَ و فی بعضِ النُّسخ:لا یرَی أَنَّه نام إِلاَّ ساعهً من نَهَارٍ،فاحتَمَلَ حُزْمَتَهُ فأَتَی القَرْیَهَ علی عادَتِهِ فَبَاعَ حَطَبَهُ ،ثم أَتی الحُفْرَهَ فلم یَجِد النّبیَّ -صلی اللّه علیه و آله و سلم-فِیها،و قد کان بَدَا لِقَوْمِهِ فِیهِ فأَخْرَجُوهُ من البئرِ فکان یسأَلُ عن ذلک الأَسْودِ،فیَقُولون:لا نَدْرِی أَیْنَ هُو.

فَضُربَ به المَثَلُ لِمَن نام طَویلاً. .

و فی«المُضَافِ و المَنْسُوب»لأَبی منصورٍ الثَّعَالِبِیّ :قال الشَّرْقِیُّ :أَصلُه أَن عَبُّوداً قال لقَوْمِه:اندُبُونِی لِأَعْلَم کیف تَنْدُبُونِّی إِذا مِتُّ ،ثم نَامَ فماتَ .و قال ابن الحَجَّاج.

قُوموا فأَهْلُ الکَهْفِ مَعْ

عَبَّودَ عِنْدَکُمُ صَرَاصِرْ

و فی التکمله،عن الشَّرْقِیّ :أَنَّه کان رَجُلاً تَمَاوَتَ علی أَهْلِه،و قال:اندُبْنَنِی لأَعْلَم کَیْفَ تَنْدُبْنَنِی مَیِّتاً،فَنَدَبْنَه، و مات علی الحالِ (3).

و أَبو عبد اللّه أَحمدُ بنُ عبدِ الواحِدِ بن عَبُّودِ بن واقدٍ:

مُحَدِّثٌ ،رَوَی عنه أَبو حاتمٍ الرَّازِیُّ و غیرُه.

و المِعْبَد ، کمِنْبَرٍ المِسْحَاه و الجمْع: المَعابد ،و هی المَساحِی و المُرُورُ،قال عَدِیُّ بن زیدٍ:

و مُلْکَ سُلَیْمَانَ بنِ داوودَ زَلْزَلَتْ

وَ رَیْدَانَ إِذْ یَحْرُثْنَهُ بالمَعَابِدِ

و یقال:ذَهَبُوا عَبابِیدَ ،و عَبَادِیدَ .و تقول:أَمّا بَنُو فُلان فقدتَبَدَّدوا و تَعَبْدَدُوا .قال الجوهریُّ : العَبابِیدُ ،و العَبَادِیدُ ،بلا واحدٍ من لَفْظِهِمَا ،قالَه سیبَوَیْه و علیه الأَکْثَرُ،و لذا قالوا:إِنَّ النِّسْبَهَ إِلیهِم: عَبَابِیدِیٌّ و عَبَادِیدِیٌّ ،و هم الفِرَقُ من النّاسِ و الخَیْلِ ،الذَّاهِبونَ فی کُلِّ وَجْهٍ ،و القِیَاسُ یَقْتَضِی أَن یکونَ واحدُهُما علی فَعُّول،أَو فِعِّیل،أَو فِعْلالٍ (4).

و العَبَادِیدُ الآکامُ ،عن الصَّاغَانِیِّ .

و العَبابِیدُ : الطُّرُقُ البَعِیدهُ الأَطرافِ ،المُخْتَلِفَهُ .و قیل:

لا یُتَکَلَّم بها فی الإِقبالِ ،إِنَّما فی التَّفَرُّقِ و الذَّهَابِ (5).

و العَبَادِیدُ :ع نقله الصاغانیُّ .

و یقال: مَرَّ راکِباً عَبَادِیدَهُ أَی مَذْرَوَیْه ،نقله الصاغانیُّ .

و عَابُودُ :د،قُرْبَ القُدْسِ ،ما بین الرَّمْلَه و نابُلُسَ ، موقوفٌ علی الحَرَمَیْنِ الشَّرِیفَیْنِ ،و سَکَنَتْه بنور زید (6)و عابِدٌ :

جَبَلٌ :و قیل:موضِعٌ .و قیل:صُقْعٌ بمصر.

و عابِدُ (7)بنُ عبدِ اللّه بن عُمَرَ بنِ مَخْزُومٍ القُرَشِیّ و مِن وَلَدِهِ :عبدُ اللّهِ بنُ السَّائِبِ بن أبی السّائِبِ صَیْفِیّ بن عابِدٍ الصَّحَابِیُّ القُرَشِیُّ المخْزُومِیُّ ،القَاریءُ المَکِّیُّ ،قرأَ علیه مُجَاهِدٌ و ابنُ کَثِیرٍ.

عبدُ اللّه بنُ المُسَیِّبِ بن عابِدٍ ،أَبو عبدِ الرَّحْمنِ ،و قیل أَبو السَّائِب، المُحَدِّثُ ، العابِدِیَّانِ المَخْزُومِیَّانِ .

و العِبَادُ ،بالکسر ،کذا قاله ابن دریدٍ و غیرُه،و کذا وُجِدَ بخَطِّ الأَزْهَریّ . و قال ابن بَرِّیٍّ و الصاغانِیُّ : الفَتْحُ غَلَطٌ ، و وَهِمَ الجوهَرِیُّ فی ذلِکَ ،و تَبعَ فیه غَیره.و هُم قومٌ مِنْ قَبَائِلَ شَتَّی من بُطُونِ العَرَبِ ، اجتَمَعُوا علی دِینِ النَّصْرَانِیَّهِ فأَنِفُوا أَن یَتَسَمَّوْا بالعَبِید ،و قالوا:نحن العِبَادُ .و النَّسَبُ إِلیه: عِبَادِیٌّ کأَنْصَارِیٍّ ،نَزلُوا بالحِیرهِ ،و منهم عَدیُّ بنُ زَیْدٍ العِبَادِیُّ من بنی امریءِ القَیْس بنِ زَید مَنَاهَ ،جاهِلِیُّ من أَهل

ص:87

الحِیره،یُکْنَی أَبَا عُمَیْر،و جَدُّه أَیُّوبُ ،أَوَّلُ مَن تَسَمَّی أَیُّوبَ من العربِ ،کما سبقت الإِشارهُ إِلیه فی الموحَّده.

و قال شیخُنَا:قال أَحمدُ بن أَبِی یَعْقُوبَ :إِنَّمَا سُمِّیَ نَصَارَی الحِیرَهِ العبَادَ ،لأَنه وَفَد علی کَنُود منهم خمسهٌ ، فقال للأَوّلِ :ما اسْمُکَ ؟قال: عبدُ المَسِیح.و قال للثانی:

ما اسْمُکَ ؟قال: عبدُ یالِیلَ .و قال للثّالث:ما اسمُکَ ؟قال عبدُ عَمْرو.و قال للرّابع:ما اسمُکَ ؟قال: عَبْدُ یاسُوعَ .

و قال للخامس:ما اسمُکَ ؟قال: عبدُ اللّهِ .فقال:أَنتُم عِبادٌ کُلُّکُم.فسُمُّوا عِباداً .

و قال اللَّیْثُ ؛ أَعْبَدَنِی فلانٌ فلاناً،أَی مَلَّکَنِی إِیَّاهُ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و المعرُوفُ عندَ أَهلِ اللُّغَهِ : أعْبَدْتُ فُلاناً،أَی استَعْبَدْتُه .قال:و لسْتُ أَنْکِرُ جَوَازَ ما قَالَه (1)اللَّیْثُ ،إِن صَحَّ لِثِقَهٍ من الأَئِمَّهِ ،فإِنَّ السَّماعَ فی اللُّغَاتِ أَوْلَی بنا (2)مِن خَبْطِ العَشْواءِ،و القَوْلِ بالحَدْسِ ،و ابتداعِ قِیَاسَاتٍ لا تَطَّرِدُ.

و أَعبدَنِی فلانٌ اتَّخَذَنِی عَبْداً أَو صَیَّرنِی کالعَبْدِ .و

14- فی الحدیثِ : «ثلاثهٌ أَنا خَصْمُهُم:رَجُلٌ أَعْبَدَ (3)مُحَرَّراً». أَی اتَّخَذَه عَبْداً ،و هو أَن یُعتِقَه ثم یَکْتُمَهُ إِیّاه،أَو یَعْتَقِلَه بَعْد العِتْقِ فَیَسْتَخْدِمَهُ کُرْهاً،أَو یَأْخُذَ حُرّاً فیدَّعِیَهُ عَبْداً و یَتَملَّکَه.

و القیاسُ أَن یکونَ : أَعْبَدْتُه :جَعلْتُه عَبْداً .

و أَعْبَدَ القَوْمِ بالرَّجُلِ : اجتَمَعُوا علیه و ضَرَبُوه.

و العَبَّادِیَّهُ ،مُشَدَّدَهً :ه،بالمَرْجِ . نقلَه الصاغانیُّ .

و عَبَّادَانُ :جَزِیره أَحاطَ بها شُعْبَتا دِجْلَهَ ساکِبَتَیْنِ فی بَحْر فارِسَ ، مَعْبَدُ العُبَّادِ و مُلْقَی عِصِیّ النُّسَّاک.و مثله فی المصباح،و المَشَارق.و قال ابن خُرداد:إِنَّهُ حِصْنٌ بِالعِرَاقِ ،بینَه و بین البَصْرَهِ اثنا عَشَرَ فَرْسَخاً،سُمِّیَتْ بِعَبَّادِ بنِ الحُصَیْنِ التَّمِیمِیِّ الحَنْظَلِیّ .و فی المثل: «ما وراءَ عَبَّادانَ قَرْیَهٌ » .

و عَبَّادَهُ بالتشدید: جَارِیهُ المُهَلَّبِیَّه،لها قِصَّهٌ ذَکرها الزُّبَیْر،و هی التی قال فیها أَبو العَتاهِیهِ :

مَنْ صَدَقَ الحُبَّ لأَحْبابِهِ

فإِنَّ حُبَّ ابنِ غُرَیْرٍ غُرُورْ

أَنْسَاه عَبَّادَهَ ذاتَ الهَوَی

و أَذْهَبَ الحُبَّ لَدَیْهِ الضَّمِیرْ (4)

و ابنُ غُرَیْرٍ کانَ یَهْوَی عَبَّاده .

و اسمُ مُخَنَّث ذی نَوَادِرَ أَیامَ المُتَوَکِّلِ ،ذکَره الذَّهَبِیُّ .

و یقال: عَبَدْتُ بِهِ أُوذِیهِ ،أَی أُغْرِیتُ به.

و المُعَبَّدُ کمُعَظَّمٍ :المُذَلَّلُ من الطَّرِیقِ و غیرِهِ ،یقال:

بَعِیرٌ مُعَبَّد ،أَی مُذَلَّلٌ ،و طَرِیقٌ مُعَبَّدٌ ،أَی مَسْلُوکٌ مُذَلَّل.

و قیل:هو الذی تَکثُر فیه المُخْتَلِفهُ .قال الأَزهریُّ :

و المُعَبَّد :الطَّرِیقُ المَوطُوءُ (5). و المُعَبَّدُ : المُکَرَّمُ المُعَظَّم، کأَنّه یُعْبَد ، ضِدٌ ،قال حاتم:

تَقُول:أَلا تُبْقِی علیکَ فإِنَّنی

أَری المالَ عِنْدَ المُمْسِکِینَ مُعَبَّدَا

أَی مُعَظَّماً مَخْدُوماً،و بَعِیرٌ مُعَبَّدٌ :مُکَرَّمٌ .

و قال ابنُ مُقْبِلٍ :

و ضَمَّنْتُ أَرْسانَ الجِیَادِ مُعَبَّداً

إِذَا ما ضَرَبْنَا رأْسَه لا یُرَنِّحُ

قال الأَزهریُّ : المُعَبَّدُ هنا: الوَتِدُ.

و المُعَبَّد : المُغْتَلِمُ من الفُحُولِ ،نقلَه الصاغانیُّ .

و المُعَبَّدُ بَلَدٌ ما فیه أَثَرٌ و لا عَلَمٌ و لا ماءٌ ،أَنشد شَمِرٌ.

وَ بَلَدٍ نائِی الصُّوَی مُعَبَّدِ

قطَعْتُهُ بِذَاتِ لَوْثٍ جَلْعَدِ

و المُعَبَّد :البَعِیرُ المَهْنوءُ بالقَطِرَانِ ،قال طَرَفَهُ :

إِلَی أَن تَحَامَتْنِی العَشِیرَهُ کُلُّهَا

و أُفْرِدتُ إِفْرادَ البَعِیرِ المُعَبَّدِ

قال شَمِرٌ: المُعَبَّدُ من الإِبل:الذی (6)قد عُمَّ جِلْدُه

ص:88

بالقَطْرَانِ .و یقال: المُعَبَّدُ :الأَجْرَبُ الّذی قَد تَساقَطَ وَ بَرُهُ ، فأُفْرِدَ عن الإِبِلِ لِیُهْنَأَ.

قلت:و مثله عن کُرَاع،و هو مُسْتَدْرَکٌ علی المصنِّف.

و یقال: المُعَبَّدُ :هو الّذِی عَبَّده الجَرَبُ (1)،أَی ذَلَّله.

و عَبَّدَ تَعْبِیداً : ذَهَبَ شارداً نقله الصاغانیُّ .

و یقال: ما عَبَّدَ أَن فَعَلَ ذلک أَی ما لَبثَ ،و کذا ما عتَّمَ ، و ما کَذَّبَ .

و أَعْبَدُوا به: اجتَمَعُوا عَلَیْه یَضْرِبُونَه.نقله الصاغانیُّ .

و الاعْتِبَادُ ،و الاسْتِعْبادُ : التَّعْبِیدُ ،یقال:فُلانٌ استَعْبَدَه الطَّمَعُ ،أَی اتَّخَذَه عَبْداً .

و عَبَّد الرَّجُلَ ،و اعْتَبَدَه :صَیَّرَه عَبْداً أَو کالعَبْدِ له.

و تَعَبَّدَ :تَنَسَّکَ ،و قَعَدَ قی مُتَعَبَّدِهِ ،أَی مَوضِع نُسُکِه.

و تَعَبَّدَ البَعِیرُ:امتَنَعَ و صَعُبَ ،و قال أَبو عَدْنَانَ :سَمِعْت الکِلابِیّینَ یَقُولونَ :بَعِیرٌ مُتعبِّد و مُتَأَبِّد،إِذا امْتَنَع علی النّاسِ صُعُوبَهً ،فصار کآبِدهِ الوَحْشِ .

و تَعَبَّدَ البَعِیرَ:طَرَدَهُ حتَّی أَعْیَا و کَلَّ فانقُطِعَ به.

و تَعَبَّدَ فُلاناً:اتَّخَذَه عَبْداً ، کاعْتَبَدَهُ و عَبَّده ،و اسْتَعْبَدَه ، عن اللِّحْیَانیّ ،قال رُؤْبَهُ :

یَرْضَوْنَ بالتَّعْبِیدِ و التَّأَمِّی

و

14- فی الحدیث: «ثلاثهٌ أَنا خَصْمُهُم:رَجُلٌ اعتَبَدَ مُحَرَّراً».

و قد تقدَّم (2).

و من المجاز: المُعَبَّده :السفینهُ المُقَیَّرَهُ أَو المَطْلِیَّهُ بالشَّحْمِ أَو الدُّهْنِ أَو القَارِ.

و یقال: أُعْبِدَ بِهِ ،مَبْنِیاًّ للمَجْهُول،أَی أُبْدِعَ ،مَقْلُوبٌ منه.

و یقال: أُعْبِدَ بالرَّجُلِ ،إِذا کَلَّتْ راحِلَتُهُ أَو ماتَتَ ،أَو اعتَلَّتْ أَو ذَهَبَتْ فانقُطِعَ به.

و عَبْدَهُ بنُ الطَّبِیبِ ،بالفَتْح فالسُّکون و اسمُ الطَّبِیبزیدُ بن مالِکِ بنِ امْریءِ القَیْس بن مَرْثَد بن جُشَم بن عَبْدِ شَمْسٍ .

و عَلْقَمَهُ بنُ عَبَدَهَ ،نَسَبُه فی تَمِیمٍ ،و هو عَلْقَمَهُ بنُ عَبَدَهَ بنِ ناشِرَهَ بنِ قَیْسٍ ،یُعْرَفُ بِعَلْقمهَ الفَحلِ (3).و أَخوه شَأْسُ بن عَبَدَه ،و هو بالتَّحْرِیک ،کذا فی«الإِیناس».

و العَبْدِیُّ نِسْبَهٌ إِلی عَبْدِ القَیْسِ القَبِیلَهِ المَشْهُورَهِ .

و یقال:عَبْقَسِیٌّ ،أَیضاً علی النَّحْتِ ،کَعَبْشَمِیٍّ ،و الأَولُ أَکْثَرُ.

و العَبْدَانِ فی بنی قُشَیْرِ: عبدُ اللّهِ بنُ قُشَیْر بنِ کَعْبِ بنِ رَبِیعَهَ ،القَبِیلهِ المشهورهِ ، و هو الأَعْوَرُ،و هو ابنُ لُبَیْنَی ، تصغیر لُبْنَی،و فیهم یقول أَوْسُ بن حَجَرٍ:

أَبَنِی لُبَیْنَی لَسْت مُعْتَرِفاً

لیکونَ أَلأَمَ منکُم أَحَدُ

14- و عبْدُ اللّهِ بنُ سَلَمَهَ بنِ قُشَیْرِ بن کَعْبِ بن رَبِیعَهَ ، و هو سَلَمَهُ الخَیْرِ وَ وَلَدُ وَلَدِه:بَیْحَرهُ (4)بنُ فِرَاس،الّذِی نَخَس ناقَه النبیِّ ،صلی اللّه علیه و آله و سلم،فصرَعَتْه،فَلَعَنَه النَّبِیُّ ،صلی اللّه علیه و آله و سلم.

و العَبِیدَتَانِ : عَبِیدَهُ بنُ مُعَاوِیَهَ بنِ قُشَیْرِ بن کَعْبِ بن رَبِیعهَ ، و عَبِیدهُ بنُ عَمْرِو بنِ مُعاویهَ بنِ قُشَیْرِ بنِ کَعْبِ بنِ رَبِیعه.

و العَبَادِلَهُ جمعُ عبدِ اللّهِ ،علی النَّحْتِ ،لأَنّه أُخِذَ من المُضَافِ ،و بعضِ المُضَافِ إِلیه،لا أَنّه جمع لِعَبْدَلٍ ،کما تَوَهَّمَهُ بعضُهم،و إِن کان صَحیحاً فی اللَّفْظِ ،إِلاَّ أَنَّ المَعْنَی یأْباُه.و أُطْلِق علی هؤلاءِ للتَّغْلِیب.قاله شیخُنا.و هم ثلاثه، و قیل:أَربعه:

أَوَّلُهم:سَیِّدُنا الحَبْرُ عبدُ اللّه بنُ عَبَّاسِ بن عبدِ المُطِّلِب،الهاشِمِیُّ القُرَشیُّ ،تُرْجمانُ القرآنِ ،تُوُفِّیَ بالطَّائِف.

و ثانیهم:سَیِّدُنا عبدُ اللّه بنُ عُمَرَ بنِ الخَطَّاب،العَدَوِیُّ القُرَشِیُّ .

ص:89

و ثالثهم:سَیِّدُنا عبدُ اللّه بنُ عَمْرِو بنِ العاصِ بنِ وائلٍ السَّهْمِیّ القُرَشِیُّ .

فهؤلاءِ ثلاثهٌ قُرَشِیُّونَ .و آخِرُهم مَوْتاً سیِّدُنَا عبدُ اللّه بن عُمَرَ،سنهَ ثلاثٍ و سِتِّین (1).

و لیس منهم ،أَی من العبادِلَهِ سَیِّدُنا عبدُ اللّه بنُ مَسْعُودٍ الهُذَلِیّ .و ذَکَرَ ابنُ الهمامِ فی«فَتْح القدیر»أَن عُرْفَ الحَنَفِیَّهِ عَدُّ عَبدِ اللّه بن مَسْعودٍ مِنْهم،دُون ابن عَمْرِو بن العاصِ .قال:و عُرْفُ غَیرِنَا بالعَکْسِ و منهم من أَسْقَط ابنَ الزُّبَیْرِ (2). و غَلِطَ الجوهَرِیُّ . قال شیخُنَا:و هذا بناءً منه علی أَنَّ الجَوْهَریَّ ذَکَر فی العبادِلَهِ ابنَ مَسْعُودٍ،رضی اللّه عنه، و لیس فی شیْ ءٍ من أُصولِ الصّحاحِ الصّحیحهِ المقروءَهِ ذِکْرٌ له و لا تَعَرُّضٌ ،بل اقتَصَر فی الصّحاح علی الثلاثهِ الّذِین ذَکَرهم المصنِّفُ ،و کَأَنَّ المصنِّفَ وَقَعَ فی نُسْخَتِهِ زیادهٌ مُحَرَّفهٌ أَو جامِعَهٌ بلا تَصحیحٍ ،فَبَنَی علیها،فکان الأَولَی أَن یَنْسُبَ الغَلَط إِلیها.و قد راجَعْت أَکثَرَ من خمسین نُسخهً من الصّحاح فلم أَرَه ذَکَر غیْرَ الثلاثهِ ،و لم یَتَعَرَّض لغیرِهم،نَعَمْ رأَیتُ فی بعْضِ النُّسخ النادِرَهِ زیادَهَ ابنِ مَسْعُودٍ،فی الهامِش،کأَنَّها مُلْحَقَهٌ تَصْلِیحاً.و رأَیتُ العَلاَّمهَ سَعْدی جلبی أَنکَر هذه الزیادهَ ،و ذَکَر أَنَّه تَتَبَّعَ کثیراً من نُسَخِ الصّحاحِ ،فلَم یَجدْ فیها هذه الزیادهَ .و جَزَمَ بأَن الجَوْهَرِیَّ لم یَعُدَّه.

و عَبْدَلُ ،باللام:اسمُ حَضْرَمَوْت ؟؟ القدیمُ ،نقلَه الصاغانیُّ .

و ذو عَبْدانَ کسَحْبانَ : قَیْلٌ من الأُعْبُودِ بْنِ السَّکْسَکِ بن أَشْرَسَ بن ثَوْر.و هذا تَقَدَّمَ بعَیْنِه،فهو تَکرارٌ مُخِلٌّ .

و الصَّوابُ فی ضَبْطِه بالتَّحْرِیک،کما مرَّ له.

و سَمَّوْا عِبَاداً ککِتَاب، و عُبَاداً کغُرَابٍ ، و مَعْبَداً کمَسْکَنٍ ، و عِبْدِیداً بکسر فسکون، و أَعبُداً ،کأَفْلُس، وَ عبَّاداً ککَتَّانٍ ، و عابِداً ،وُ عَبِیداً کأَمِیرٍ، و عُبَیْداً ،مُصَغَّراً، و عُبَیْدَهَ بزیادهالهاءِ، و عَبِیدَهَ ،بفتح فکسر، و عَبْدَهَ بفتح فسکون، و عُبْدَهَ و عُبَادَهَ ،بضمِّهما،و عَبْدَلاً بزیاده اللاّم، و عَبْدَکاً ،بزیاده الکاف، و عَبْدُوساً ،بزیادهِ الواوِ و السین (3).

*و مما یستدرک علیه:

العابِد :المُوحِّد.

و التَّعْبِیده : العُبُودِیَّهُ .

و ما عَبَدَکَ عَنِّی:ما حَبَسَک.

و عَبَدَ به:لَزِمَهُ فلَمْ یُفَارِقْه.

و العَبَدَهُ ،محرّکَهً :النّاقَهُ الشَّدِیدَهُ .و قولُهُ تعالی:

فَادْخُلِی فِی عِبادِی (4)أَی حِزْبِی.

و عَبَدَ یَعْدُو،إِذا أَسْرَعَ بعضَ إِسْراع.

و العَبَدُ :الحُزْنُ و الوَجْد.

و قولُه تعالی: وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ (5)أَی إِلاَّ لأَدْعُوَهُم إِلی عِبادَتِیِ ،و أَنا مُرِیدٌ للعِبَادَهِ منهم،و قد عَلِمَ اللّه،قَبْلَ أَن یَخْلُقَهُم،مَن یَعْبُدُه مِمَّن یَکْفُرُ بِه،و لو کانَ خَلَقَهُم لِیجبرَهم علی العِبَادهِ لکانُوا کُلُّهُم عِبَاداً مُؤمِنِین.کذا فی تفسیر الزَّجَّاج.قال الأَزهریُّ :و هذا قولُ أَهلِ السُنَّهِ و الجماعهِ .

و عُبِّدَ :مُلِکَ هو و آباؤُه من قَبْلُ .

و قال ابنُ الأَنباریِّ فُلانٌ عابِدٌ ،و هو الخاضِعُ لِرَبِّهِ ، المُسْتَسْلِمُ المُنْقَادُ لأَمْرِه،و المُتَعَبِّد :المُنْفَرِدُ بالعِبَادَهِ .

و بَعِیرٌ مُعَبَّدٌ ،و هو الّذِی یُتْرَکُ و لا یُرْکَبُ .

و قال أَبو جَعْفَرٍ:و حَکَی صاحِبُ المُوعِبِ عن أَبی زَیْدٍ:

عَبَّدْت الرجُلَ :ذَلَّلْتُه حتَّی عَمِلَ عَمَلَ العَبِیدِ .

و عُبَادهُ بنُ الصَّامِتِ البَغْدادِیُّ ،سَمِعَ الحدیثَ علی الإِمامِ أَحمدَ بنِ حَنْبَلٍ .

و عَبَادُ بنُ السَّکُون،کسَحَابٍ :قَبِیلهٌ ،و قیل:بَطْنٌ من

ص:90

تُجِیبَ .و عبَادَه بن نُسَیٍّ (1)التُّجِیِییُّ ،قاضی الأُرْدُنِّ ،من صالِحِی التابِعِینَ .

و یقال: عَبْدٌ مُعْتَبَدٌ و مُسْتَعْبَدٌ .

و عابِدٌ :لَقَبُ أَبی المُظَفَّرِ ناصِرِ بن نَصْرِ بنِ مُحَمَّد بنِ أَحمدَ،السَّمَرْقَنْدِیِّ ،المحدِّثِ ،قیل:کان أَبُوه دِهْقاناً کَثِیرَ المال،فوَقَع بِسَمَرْقَنْدَ قَحْطٌ ،فباعَ غَلَّتَه بِنِصْفِ ثَمَنِها، و أَعْطَی الّذین یَجْلِبُونَ الطَّعَامَ لیُرْخِصُوه،فحَصَل بهِ رِفْقٌ ، فقیل: عابِدٌ .فَبَقِیَ عَلَیْهِ و علی عَقِبِهِ .

و فی تَمِیمٍ عُبدهُ بالضمّ ،ابنُ جَذِیمهَ بنِ الحارِثِ بنِ عَمْرِو بن الهُجَیْم بن عمرِو بن تَمِیم.ذَکَرَه الوزیرُ المَغْرِبِیُّ .

و فی الصّحاح«حِمَارَا العِبَادِیّ »بالتَّثْنِیَهِ ،یُضْرَبُ مَثَلاً فی التَّرَدُّدِ بَیْنَ ما أَحَدُهُما أَمْثَلُ من الآخِرِ.قیل لِعِبَادِیٍّ ،أَیُّ حِمارَیْکَ شَرٌّ؟قال:هذا ثُمَّ هذا.

«و یَومُ عَبِیدٍ »یُضْرَبُ مَثَلاً للْیَومِ المَنْحُوسِ ،لأَنّه لَقِیَ النُّعْمَانَ فی یومِ بُؤسِهِ فَقَتلَه.

و العُبَیدِیّون :خُلَفَاءُ مصر،معروفون.

و عَبَدَه ،بالتحریک،فی نَسبِ کثیرٍ من أَهل الجاهلیّه، و الصّحابه،و التّابعین،فمن المشاهیر:الجَرَنْفَش بن عَبَدَه الطائِیُّ المُعَمَّر،و جَرِیر بن عَبَده ،و أَیْفعُ بنُ عَبَدَهَ ،و أَبو النَّجْمِ العِجْلیُّ الرَّاجِزُ فی أَجداده عَبَدَه بن الحارِثِ ،ضَبَطَه أَبو عمرٍو الشَّیبانِیُّ .

و کسَفِینَه: عَبِیدَه بن عَمْرٍو السَّلْمانیّ ،و آخَرُون.

و بالضُّمّ کثیر.

و أَبو العبده أَحْمَدُ بن مُحَمَّدٍ القَلانِسِیُّ الصُّوفِیُّ ،حدَّثَ .

و عِبْدانُ ،بالکسر:جدُّ عَطاءِ بن نُقَاده،حدَّث عنه یعقوبُ بن محمّدٍ الزَّهریّ ،و ابنه جدّ عَمْرو بن قَطَنِ بن المُنْذِر الشاعِر،و رَبیعَه بن عِبدانَ صحابِیٌّ .و ضَبطه ابنُ عساکرٌ بکسرتین و تشدید الدّال،حکاه النَّوَوِیُّ فی شرْح مُسْلِم.و دیر عَبْدُون :معروف بالشام،قال ابن المُعْتَزّ:

سَقَی الجَزِیرهَ ذاتَ الظِّلِّ و الشَّجَرِ

و دَیْرَ عَبْدُونَ هَطَّالٌ مِنَ المَطَرِ

و عَبْدَه بنتُ صَفْوَان:صحابِیَّهٌ مشهوره.

و العابد :الخادِمُ ،قیل إِنه مجاز.و أَبو عَبّاد مَعْبَد بن وَهْبٍ المُغَنِّی مَوْلَی العاصِی بنِ وابصهَ المَخْزُومِیّ .

و بنو عُبَادَه من بنی عُقَیْل بنِ کَعْبٍ .

و عُبَیْد ،مصغّراً:اسم بَیْطَارٍ،وَقعَ فی شِعرِ الأَعشی:

لم یُعَطَّفْ علی حُوارٍ (2)و لم یقْ

طَع عُبَیْدٌ عُروقَها من خُمَالِ

و عُبَیْدَانُ فی بیت الحُطَیئهِ (3):راعٍ کان لِرَجُلٍ من عادٍ، ثم أَحَدِ بَنی سُوَید (4)و له خَبَرٌ طویلٌ .

و أَبو عاصِمٍ محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ عباد ، العِبَادِیُّ الهَرَوِیُّ ،فَقِیهٌ مُحَدِّثٌ تُوُفِّیَ سنه 458.

و أَما الأَمیر أَبو الحسین أَزد شیر بن أَبی منصور الواعظ العبادیّ ،فإلی عباده (5)،قریه بمرو.

و عُبَاد بن ضُبَیعه بن قَیس،من بنی بکر بن وائل:قبیله.

و المَعْبد : العِباده و هو مصدر.

و العَبِد ،ککَتِف:الجَرِب.

و أَولاد عَبُّود فی قول حَسَّانَ بنِ ثابت:

إِلی الزِّبَعْرَی فإِنَّ اللُّؤْمَ حَالَفَهُ

أَو الأَخابِثِ من أَوْلادِ عَبّودِ

أَراد عابِدَ بنَ عبدِ اللّه بن عُمرَ بنِ مَخْزُومٍ .

و عابِدهُ الحَسناءُ بنْت شُعَیْب أُخت عَمْرو بن شُعیب.

و سَمَّوا عُبَّدَه کقُبَّره،منهم: عُبَّدَهُ بن هِلاَلِ الثَّقَفِیُّ الزَّاهِدُ،فَرْدٌ،و جَزمَ عبد الغنی بأَنه کصُرَد.و قال ابن

ص:91

ماکولا:و هو الأَشبهُ .قال:و یقال بضمّتین مُخَفَّفاً،و بفتح فسکون،و بضمّ فسکون.

14- و عبَادَی ،کحَبالَی (1):اسم نصرانِیٍّ جاءَ فی السِّیَرِ أَنه أَهدَی إِلی رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلم.

و عَبِدَهُ ،کعَلِمَ :أَنکره (2).

و العَبِدُ ،ککَتِف:الحَرِیضُ .

و مُنْیَهُ عَبَّادٍ ،ککَتَّان:قَرْیَهٌ بمصْرَ و العَبَابِدَهُ :بَطْنٌ من العَرَبِ ،نُسِبَتْ إِلیهم النُّوقُ الفارِیقیَّهُ .

و المَعابِدَهُ :اسم للمُحصَّب.

و عَبْدلُ ،باللام،ابنُ الحارث العِجْلِیّ ،و ابنُ ابنِ أَخیه، عَبْدلُ بن حَنْظَلهَ بن یامِ بن الحارث،کان شَرِیفاً.

و الحَکَمُ بنُ عَبْدَلٍ الأَسَدِیُّ ،الشاعِرُ کُوفِیٌّ .

و مَرْثَد بن عَبْدَل الغفریّ ،له ذِکْرٌ فی زَمنِ زِیاد.

و بالکاف یحیی بن عَبْدَک القَزْوِینیّ .

و سَمَّوْا: عبَادَهَ کسَحابه و کِتابه و ثُمَامه.و غُرَاب و سَحَاب و کِتاب.و فی تفصیل ذلک طُولٌ .

و أَبو جعفرٍ محمّدُ بن عبدِ اللّه بنِ عَبْدٍ :کان شاعِراً کاتِباً.

و أَبو أَحمد محمّد بن علی بنُ عَبْدَک الجُرْجانِیُّ :مُقَدَّم السبعهِ (3)بها رَوی و حدَّث.

و العَبْدَلِیُّ :نِسبهٌ إِلی عبدِ اللّه بن غَطَفَان و بطن آخَر من خَوْلانَ .

و أَبو منصورٍ أَحمدُ بن عَبْدُونَ .ذَکرَه الثعالبی فی «الیتیمه».

و أَبو عبد اللّه محمّد بنُ إِبراهیمَ بنِ عَبْدُوَیه ،و ابن أَخِیه أَبو حازِم عُمَر بن أَحمدَ بن إِبراهیم العَبْدُویانِ .و النُّحَاهُ یفتحون الدّال:محدّثانِ .و فی هَمْدانَ : عُبَیْد بن عَمْرو بن کَثِیر بن مالک بن حاشد.

و فی تمیم: عُبَیْد بن ثَعْلَبَه بن یَرْبُوع.و فی الأَنصار: عُبَیْد بن عَدِیّ بن عُثمان بن کَعْب بن سَلِمَهَ .و فی نَهْد: عُبَیْد بن سَلامه بن زُوَیِّ بن مالک بن نَهْد:قبائلُ .و النِّسبه إِلیهم: عُبَیْدِیٌّ .

و أَبو بکرٍ محمدُ بن فارِس بنِ حَمْدَانَ بنِ عبد الرحمن بن مَعْبَدٍ العطشیّ المَعْبَدِیُّ .قال الخَطِیب:یُذْکَرُ أَنَّه من وَلَدِ أَمّ مَعْبَدٍ الخُزَاعِیَّهِ .و أَبو عبدِ اللّه محمَّدُ بن أَبِی موسی بن عِیسی بن أَحمد بن موسی المَعْبَدِیّ :من وَلَدِ مَعْبَدِ بنِ العَبّاس بنِ عبد المُطَّلِب،انتهت إِلیه رِیَاسَهُ العَبَّاسِیّینَ فی وَقْته،رَوَیَا و حَدَّثا.

و یَعْبُدَی :موضع بالشام.

و المَعْبَدُ و المُتَعَبَّد :مَوْضِعُ العِبَادَهِ .

و قد عَتُدَ الشیءُ، کَکَرُمَ ، عَتَادَهً ،و عَتَاداً ،بالفتح فیهما، فهو عَتِیدٌ :جَسُمَ . وَ عَتَّدْتُهُ تَعْتِیداً ،و اعْتَدْتُه :هَیَّأْتُه لیومٍ ، و منه قوله جلّ و عَزَّ وَ أَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّکَأً (1).

و فَرَسٌ عَتَدٌ مُحَرَّکهً و ککَتِفٍ :مُعَدٌّ لِلْجَرْیِ و الرُّکوبِ ، مُعْتَدٌ ،لُغَتَان:شَدِیدُ الخَلْقِ ،سَرِیعُ الوَثْبَهِ ،لیس فیه اضطرابٌ و لا رَخَاوهٌ أَو شَدِیدٌ تامُّ الخَلْقِ ،و قیل:هو العَتیدُ الحاضِرُ،الذَّکَرُ و الأُنْثی سواءٌ.

و عَتِیدُ بنُ ضِرَار بن سَلاَمانَ ،کأَمِیرٍ: شاعِرٌ کَلْبِیّ ،ذکَره الآمِدِیُّ .

و عُتَیْدٌ کَزُبَیْرٍ:ع ،نقله الصاغانیُّ .

و العَتِیدَهُ :الطَّبْلَهُ أَو الحُقَّهُ یکون فیها طِیبُ الرَّجُلِ و العَرُوس و أَدْهَانُهما.

و العَتَادُ و العُتْدَهُ کسَحاب و تُحْفَهٍ : العُدَّهُ لأَمْرٍ ما تُهَیِّئه له، التاءُ مُدْغَمهٌ ج: أَعْتُدٌ ،کأَفْلُسٍ ،و أَعْتِدَهٌ و عُتُدٌ ،بضمّتین، و هو أَیضاً ما أُعِدَّ من سِلاحٍ و دَوابَّ و آلهِ حَرْبٍ .

و العَتَادُ کسَحَابٍ :العُسُّ من الأَثْلِ (2).و ربما سَمَّوا القَدَح الضَّخم عَتَاداً ،و هو العَسْفُ و الصَّحْنُ .

و عُتَائِدُ ،بالضمّ :ع بالحجازِ،و فیه ماءٌ لِبَنِی نَصْرِ بنِ مُعَاوِیهَ ،قال مُزَرِّدٌ:

فأَیِّهْ بکنْدِیرٍ حِمارِ ابنِ واقِعٍ

رآکَ بأَیْرٍ فاشْتَأَی مِن عُتَائِدِ (3)

أَیَّه:صِحْ بِهِ و أَیْر:جَبَلٌ .

و العَتُودُ کصَبُور،فی قول أَعرابیّ ،من بَلْعَنبر:

یا حَمْزَ هَلْ شَبِعْتَ مِن هذا الخَبَطْ

أَمْ أَنت فی شَکٍّ فهذا مُنْتَفَذْ

صَقْبٌ جَسِیمٌ و شَدِیدٌ المُعْتَمَدْ

یَعْلُو بِهِ کُلُّ عَتُودٍ ذاتِ وَدْ

قال شَمِر:أَراد السِّدْرَهَ أَو الطَّلْحَه. و العَتُود :الجَدْیُ الذی اسْتَکْرَشَ ،و قیل:هو الحَوْلِیُّ من أَولادِ المَعزِ ،و قیل:الذّی بَلَغَ السِّفادَ.و قیل:الّذی أَجْذَعَ .و قیل رَعَی و قَوِیَ ،و هو العَرِیضُ أَیضاً.و قیل:إِذا أَجْذَع (4)من أَولاد المِعْزَی فعَرِیضٌ .و إِذا أَثْنَی فَعَتُودٌ .

و قیل:إِذا أَجْذَعَ الجَدْیُّ و العَنَاقُ سُمِّیَ عَرِیضاً و عَتُوداً ، ج:

أَعْتِدَهٌ و عِدَّانٌ ،الأَخِیرُ بالکسر، و أَصلُه:عِتْدانٌ ،فأُدْغِمَت التَّاءُ فی الدَّال.

و یقال: تَعَتَّدَ فی صَنْعَتِهِ ،إِذَا تَأَنَّقَ .

وَ عِتْوَدٌ ،کدِرْهَمٍ (5)،کما ضَبَطَه الجوهریُّ .قال الصاغانیُّ :و هو الأَفْصحُ ، و یُفْتَحُ ،عن شَمِرٍ: وادٍ أَو مَوضِعٌ بالحجازِ،مَأْسَدَهٌ ،قال ابنُ مُقْبِلٍ :

جُلوساً به الشُّمُّ العِجَافُ (6)کأَنَّهُمْ

أُسودٌ بِتَرْجٍ أَو أُسودٌ بِعَتْوَدَا

هکذا أَنشده شَمِرٌ و ضبطه بفتح العَیْن.و قال شیخنا:وَزْنُه بِدِرْهَمٍ غیرُ جارٍ علی قواعِدِ أَئمّهِ الصَّرْفِ ،لأَن واوَه زائدهٌ ، فلو وَزَنَه بِخِرْوَعٍ کان أَوْلَی. و من أَخَواتِهِ الَّتی وَرَدَت علی وِزَانِه: خِرْوَعٌ سیأْتی و ذِرْوَدٌ. قد تقدَّم و عِتْوَرٌ (7)،سیأْتی وَ وَهِم الجوهَرِیُّ حیث ادَّعَی أَنه لا ثالِثَ لَهُمَا،قال شیخُنَا:

و هذا لا یُقَال فیه وَهَمٌ ،بل تقصیرٌ،أَو قُصورٌ و عدم اطِّلاعٍ ، و هذا لا یَتِمّ ،إِذ لیس بِمُتَّفَقٍ علی ثُبوتِ هذیْنِ اللَّفْظَیْنِ ، بل هُناکَ من أَنْکَرَهُما.و هُنَاکَ من قال بأَصَالَهِ الواوِ.

و الحَصْرُ ادَّعَاهُ قَبْلَ الجَوْهَریِّ أَئِمَّهُ الاستقراءِ.

قلت:و مِنْهُم صاحِبُ «الجَمْهَرهِ »و لعلَّه لم یَثْبُتْ عِنْدَ الجَوْهریِّ صِحَّتُهما فترَکَهُما تَنْزِیهاً لکتابِه عَمَّا لا یَصِحُّ .

و اللّه أَعلم.

و عَتْیَدٌ ،کجَعْفَرٍ،ع أَو وادٍ[ و اسمٌ ] (8)قال الصاغانیّ :هو مُرْتَجَلٌ .قال شیخنا:و هو مِمَّا یَرِد علی صَهْیَد،و تَرَک

ص:93

المصنِّفُ التَّنْبِیهَ علیه،تَقْصِیراً. و تُکْسَرُ عَیْنُهُ ،و الذی فی التکمله:و عَتْیِدٌ ،و قیل عِتْیَدٌ :من کِنانَهَ ،انتهی.فهذا یَدُلُّ علی أَنَّه رَجُلٌ من کِنَانَهَ لأَنه ذَکَرَه بعد أَن ذَکَر الموضعَ المذکورَ فتأَمَّلْ .

و أَبو عبد اللّه محمدّ بن یوسف بن یعقوب الشِّیرازیّ العُتَایدیّ :مُحَدِّثٌ ،مات سنه 354.

*و مما یستدرک علیه:

عُتُود ،بعین و تاءٍ مضمومتین،أَبو بُحْتُر،بَطْنٌ من طَیِّیءٍ، منهم أَبو عُبَادَه البُحْتُرِیُّ الشاعِرُ.

و عَتِیدُ بنُ رَبیعهَ :شیخٌ لأَبِی إِسحاقَ السَّبِیعِیِّ .قال الحافظ :و قیل هو عُتَیْدهُ ،بهاءٍ،و قیل بموحَّده.

تعالی: وَ أَحْصی کُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً (1)قال ابنُ الأثِیرِ:له مَعْنَیانِ :یکونُ أَحْصَی کُلَّ شیْ ءٍ مَعْدُوداً ،فیکونُ نَصْبُه علی الحالِ ،یقال: عَدَدْتُ الدَّرَاهِمَ عَدًّا ،و ما عُدَّ فهو مَعْدُودٌ وَ عَدَدٌ ،کما یقال:نَفَضْتُ ثَمَرَ الشَّجَرِ نَفْضاً،و المَنْفُوضُ نَفَضٌ .و یکونُ (2)مَعْنَی قولِهِ وَ أَحْصی کُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً أَی إِحصاءً،فأَقَامَ عَدَداً مُقَامَ الأَحصاءِ لأَنَّهُ بِمَعْنَاه.

و فی المصباح:قال الزَّجَّاجُ :و قد یکونُ العَدَدُ بمعنی المَصْدَرِ کقولِهِ تعالی: سِنِینَ عَدَداً (3)و قال جماعه:هُو علی بابِهِ ،و المعنَی:سِنِینَ مَعْدُودهً ،و إِنَّمَا ذکَّرها علی معنَی الأَعْوَامِ .

و عَدَّ الشیءَ:حَسَبَهُ .و قالوا (4): العَدَد هو الکَمِّیَّهُ المُتَأَلِّفَه من الوَحَدَاتِ ،فیَخْتَصُّ بالمتعدِّد فی ذاتِهِ ،و علی هذا فالواحِدُ لیس بِعَدَدٍ ،لأَنّه غیر متعدِّد ،إِذ التَّعَدُّدُ الکَثْرَهُ .

و قال النُّحاهُ :الواحِدُ من العَدَدِ ،لأَنَّه الأَصْلُ المَبْنِیُّ مِنْهُ ،و یَبْعُدُ أَن یکونَ أَصلُ الشیْ ءِ لیسَ منه،و لأَنَّ له کَمِّیَّهً فی نَفْسِهِ فإِنَّه إِذا قِیل:کَمْ عِنْدَک ؟صَحَّ أَنْ یُقَالَ فی الجَوَابِ :واحد،کما یقال:

ثلاثَهٌ و غیرُها.انتهی.

و فی اللسان:و

16- فی حَدِیثِ لُقْمَان: «و لا نَعُدُّ فَضْلَه عَلَیْنَا».

أَی لا نُحْصِیه لکَثْرَته،و قیل:لا نَعْتَدُّه علینا مِنَّهً له.

قال شیخُنَا:قال جماعهٌ من شُیوخنا الأَعلامِ :إِنَّ المعروفَ فی عَدَّ أَنَّه لا یُقَالُ فی مُطاوِعِه:انْعَدَّ،علی انْفَعَلَ ،فقیل:هی عامِیَّهٌ ،و قیل رَدِیئهٌ .و أَشارَ له الخَفَاجِیُّ فی«شرح الشفاءِ».

و جمع العِدِّ الأَعدادُ و

14- فی الحدیث: «أَن أَبیضَ بنَ حَمَالٍ المازِنِیَّ قَدِمَ علی رسولِ اللّهِ ،صلی اللّه علیه و آله و سلم،فاسْتَقْطَعَه المِلْحَ الّذِی بِمَأْرِبَ (5)،فأَقْطَعَهُ إِیَّاهُ ،فلمّا ولَّی قال رَجُلٌ :یا رسُولَ اللّهِ ،أَتَدْرِی ما أَقْطَعْتَه ؟إِنما أَقْطَعْتَ (6)له الماءَ العِدَّ .قال:فَرَجَعَه مِنْهُ ». قال اللَّیْث: العِدُّ ، بالکسر مَوْضِعٌ یَتَّخِذُه الناسُ یَجْتَمِعُ فیه ماءٌ کَثِیرٌ.و الجمْع الأَعدادُ .

قال الأَزهریُّ :غَلِطَ اللّیثُ فی تفسیر العِدِّ و لم یَعْرِفْهُ .

قال الأَصمَعِیّ : الماءُ العدُّ هو الجارِی الدائِمُ الذی له مادَّهٌ لا تَنْقَطِعُ ،کماءِ العَیْنِ و البِئرِ.و

16- فی الحدیث: «نَزَلُوا أَعْدَادَ مِیاهِ الحُدَیْبِیَهِ ». أَی ذواتِ المادَّهِ کالعُیُونِ و الآبارِ،قال ذو الرُّمَّهِ یذکر امرأَهً حَضَرَتْ ماءً عِدًّا بعْدَ ما نَشَّتْ مِیَاهُ الغُدْرَانِ فی القَیْظِ ،فقال:

دَعَتْ مَیَّهَ الأَعدَادُ و اسْتَبْدَلَتْ بها

خَنَاَطِیلَ آجَالٍ من العِینِ خُذَّلِ

اسْتَبْدَلَتْ بها یَعْنی منازِلَها التی ظَعَنَتْ عنها حاضِرهً أَعدادَ المیاهِ فخالَفَتْهَا إِلیها الوَحشُ و أَقامَتْ فی منازِلِهَا، و هذا استعارهٌ ،کما قال:

و لقد هَبَطتُ الوادِیَیْنِ و وادِیاً

یَدْعُو الأَنِیسَ بها الغَضِیضُ الأَبْکَمُ

و قیل: العِدُّ ماءُ الأَرْضِ الغَزِیرُ.و قیل: العِدُّ :ما نَبَعَ من الأَرضِ ،و الکَرَعُ :ما نَزَلَ من السّماءِ.و قیل: العِدُّ :الماءُ القَدِیمُ الذی لا یَنْتَزِحُ ،قال الرَّاعی:

فی کُلِّ غَبرَاءَ مَخْشِیٍّ مَتالِفُهَا

دَیْمُومهٍ ما بِهَا عِدٌّ و لا ثَمَدُ (7)

و قال أَبو عَدْنَانَ :سَأَلْتُ أَبا عُبَیْدَه عن المَاءِ العِدِّ ،فقالَ لی:الماءُ العِدُّ بلغَهِ تَمِیمٍ :الکَثِیرُ.قال:و هو بِلُغَهِ بَکْرِ بنِ وائِلٍ :الماءُ القلیلُ .قال:بَنُو تَمِیمٍ یَقُولون:الماءُ العِدُّ مثْلُ کاظِمَهَ ،جاهِلیٌّ إِسْلامِیٌّ لم یُنْزَحْ قَطُّ .و قالت لی الکلابِیَّه:

الماءُ العِدُّ :الرَّکِیُّ .یقال:أَمِنَ العِدِّ هذا أَم من ماءِ السَّماءِ.و أَنْشدتْنِی:

و ماءٍ لَیْسَ من عِدِّ الرَّکَایَا

و لا جَلْبِ السّماءِ قد استقَیْتُ

ص:95

و قالت:ماءُ کُلِّ رَکِیَّه عِدٌّ ،قَلَّ أَو کَثُرَ.

و العِدُّ : الکَثْرَهُ فی الشَّیْ ءِ ،یقال:إِنَّهم لَذُو عِدٍّ و قِبْص.

و

16- فی الحدیث: «یَخْرُجُ جَیْشٌ من المَشْرِق آدَی شیْ ءٍ و أَعَدُّه ».

أَی أَکثَرُه عِدَّهً وَ أَتَمُّه و أَشدُّه استعداداً .

و العِدُّ : القَدِیمُ ،و فی بعض الأُمَّهات (1):القَدیمه من الرَّکایا و قد تقدَّم قولُ الکلابِیَّهِ .

و فی المحکم:هو من قولِهم:حَسَبٌ عِدٌّ :قَدیمٌ .قال ابن دُرَیْد:هو مُشْتَقٌّ من العِدِّ الذی هو الماءُ القَدِیمُ الذی لا یَنْتَزِحُ ،هذا الذی جَرَت العادهُ به فی العِبَارهِ عنه.

و قال بعض المُتَحَذِّقِینَ :حَسَبٌ عِدٌّ :کَثِیرٌ،تَشْبِیهاً بالماءِ الکَثِیرِ.و هذا غیرُ قَوِیٍّ و أَن یکونَ العِدُّ القَدِیمَ أَشْبَهُ ،و أَنشد أَبو عبیدهِ :

فَوَرَدَتْ عدًّا من الأَعدادِ

أَقْدَمَ مِن عادٍ و قَوْمٍ عادِ

و قال الحُطَیْئهُ :

أَتَتْ آلَ شَمَّاسِ بنِ لأْیٍ و إِنَّما

أَتَتْهُمْ بها الأَحْلاَمُ و الحَسَبُ العِدُّ

و العَدَدُ : المَعْدُودُ ،و به فُسِّرت الآیهُ وَ أَحْصی کُلَّ شَیْ ءٍ عَدَداً (2)و قد تقدَّم، و العَدَدُ مِنْکَ :سِنُو عُمُرِکَ الّتی تَعُدُّهَا :تُحْصِیها.

و عن ابن الأَعْرَابِیِّ قال:قالت امرأَهٌ ،و رأَتْ رَجُلاً کانَتْ عَهدَتْهُ شابًّا جَلْداً:أَین شَبَابُکَ وَ جَلَدُک ؟فقال:مَن طالَ أَمَدُه،و کَثُرَ وَلدُه،و رَقَّ عَدَدُه ،ذَهَبَ جَلَدُه.

قوله:رَقَّ عَدَدُه ،أَی سِنُوه التی یَعُدُّها (3)ذَهَبَ أَکثَرُ سِنِّه، و قَلَّ ما بَقِیَ فکانَ عِنْدَه رَقِیقاً.

و العَدِیدُ :النِّدُّ و القِرْنُ ، کالعِدِّ ،و العِدَادِ ،بکسرهما یقال:هذه الدَّراهِمُ عَدِیدُ هذِه الدراهِمِ ،أَی مِثْلُهَا فی العِدَّهِ ،جاءُوا به علی هذا المِثَال من باب الکَمِیعِ و النَّزِیعِ .

و عن ابن الأَعرابیِّ :یُقَال:هذا عِدَادُه و عِدُّه ،و نِدُّهو نَدِیدُه،و بِدُّه و بَدِیدُهُ ،و سِیُّه،و زِنُه و زَنُه،وَ حَیْدُه و حِیدُه، و عَفْرُه،وَ غفْرُه،و دَنُّه (4)،أَی مِثْلُه و قِرْنُه.و الجمع الأَعْدَاد ، و الأَبدَادُ،قال أَبو دُوادٍ:

و طِمِرَّهٍ کهِرَاوَهِ الأَعْ

زَابِ لیس لها عَدائِدْ (5)

و جَمْعُ العَدِیدِ : العَدَائِدُ ،و هم النُّظَرَاءُ،و یقال:ما أَکْثَرَ عَدِیدَ بنی فلانٍ .و بَنُو فلانٍ عَدِیدُ الحَصَی و الثَّرَی،إِذا کانُوا لا یُحْصَوْنَ کثرهً ،کما لا یُحْصَی الحَصَی و الثَّرَی،أَی هم بِعَدَدِ هذینِ الکَثِیریْنِ .

و العَدِیدُ من القَوْمِ :مَنْ یُعَدُّ فِیهِمْ و لیس معهم، کالعِدَادِ .

و العَدِیدهُ :الحِصَّهُ ،قاله ابنُ الأَعْرَابِیّ .و العِدَادُ :

الحِصَصُ ،و جَمْعُ العَدِیده : عَدائِدُ ،قال لَبِید:

تَطِیرُ عَدَائِدُ الأَشْرَاکِ شَفْعاً

وَ وِتْراً و الزَّعَامهُ للغُلامِ

و قد فَسَّرَه ابنُ الأَعرابِیّ ،فقال: العَدَائِدُ :المالُ و المِیرَاثُ ،و الأَشْرَاکُ :الشَّرِکَهُ ،یَعْنِی ابنُ الأَعرابِیّ بالشَّرِکَه جمْع شَرِیک،أَی یَقتسمونها بینهم،شَفْعاً وَ وِتراً،سَهْمَیْنِ سَهْمَیْنِ ،وَ سهْماً سَهْماً،فیقول:تَذْهَبُ هذه الأَنْصِباءُ علی الدَّهْرِ،و تَبْقَی الرِّیاسَه لِلوَلَدِ.

و الأَیَّامُ المَعْدُودَاتُ :أَیَّامُ التَّشْرِیقِ ،و هی ثلاثهٌ بعدَ یَومِ النَّحْرِ.

و أَمَّا الأَیامُ المَعْلُوماتُ فعَشْرُ ذِی الحِجَّهِ ،عُرِّفَتْ تلک بالتَّقْلِیلِ ،لأَنَّها ثلاثهٌ .و عُرِّفَت هذه بالشُّهْرَهِ ،لأَنَّهَا عَشَرهٌ .

و إِنما قُلِّل بِمَعْدُودهٍ لأَنَّهَا نَقِیضُ قولِکَ لا تُحْصَی کَثْرهً .و منه وَ شَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَهٍ (6)أی قلیلهٍ .قال الزِّجّاجُ :کُلُّ عَدَدٍ ،قَلَّ أَو کَثُرَ،فهو مَعْدُودٌ .و لکنَّ

ص:96

مَعْدُودَاتٍ أَدلُّ علی القِلَّهِ ،لأَنَّ کُلَّ قلِیلٍ (1)یُجْمَعُ بالأَلِفِ و التاءِ،نحو دُرَیْهِماتٍ ،و حَمَّامَاتٍ .و قد یَجُوزُ أَن تَقَعَ الأَلِفُ و التَّاءُ للتَّکْثِیر.

و العِدَّهُ .مَصْدَرٌ کالعَدِّ ،و هی أَیضاً:الجماعهُ ،قَلَّتْ أَو کَثُرَتْ ،تقول:رأَیتُ عِدَّهَ رِجالٍ و عِدَّهَ نِساءٍ و أَنفَذْتُ عِدَّهَ کُتُبٍ ،أَی جَماعه کُتُبٍ .

و

16- فی الحدیث: «لم تَکُنْ للمُطَلَّقَهِ عِدَّهٌ فأَنْزلَ اللّهُ تعالی العِدَّه للطَّلاقِ ». و عِدَّهُ المَرْأَهِ المُطَلَّقهِ و المُتَوفَّی زَوْجُها:هی ما تَعُدُّه مِن أَیَّامِ أَقْرائِها ،أَو أَیَّامِ حَمْلها،أَو أَربعه أَشْهُرٍ و عَشْر لیالٍ . و عِدَّتُها أَیضاً: أَیامُ إِحْدَادِها علی الزَّوْجِ و إِمساکِها عن الزِینهِ ،شُهُوراً کان أَو قراءً،أَو وَضْعَ حَمْلٍ حَمَلَتْه من زَوْجِها،و قد اعتَدَّت المرأَهُ عِدَّتَها من وَفَاهِ زَوْجِها أَو طَلاقِهِ إِیَّاها.و جَمْعُ عِدَّتِها عِدَدٌ .و أَصْلُ ذلک کُلِّه مِن العَدِّ .و قد انْقَضَتْ عِدَّتُها .

وَ عِدَّانُ الشَّیْ ءِ،بالفتح و الکسر ،و لو قال:و عَدَّان الشیْ ءِ،و یُکْسَر کان أَخْصَر: زَمَانُهُ و عَهْدُهُ ،قال الفَرَزْدَقُ ، یخاطب مِسْکیِناً الدارِمِیَّ ،و کان قد رَثَی زِیَادَ ابنَ أَبِیه:

أَمِسْکِینُ أَبکَی اللّهُ عَینکَ إِنّمَا

جَرَی فی ضَلاَلٍ دَمْعُها فتَحَدَّرا (2)

أَقولُ له لَمَّا أَتانِی نَعِیُّهُ

بِهِ لا بِظَبْیٍ بالصَّرِیمهِ أَعْفَرا

أَتَبْکِی امْرَأً من آلِ مَیْسانَ کافِرًا

ککِسْرَی علی عِدَّانِه أَوْ کَقَیْصَرَا

و أَنا علی عِدَّانِ ذلکَ أَی حِینِه و إِبَّانِهِ ،عن ابن الأَعرابِیّ .

و أَوردَه الأَزهریُّ فی عَدَنَ ،أَیضاً.و جِئْتُ علی عِدَّانِ تَفْعَلُ ذَلِکَ [و عَدَّانِ تَفْعَل ذلک] (3)أَی حِینِه. أَو معنی قولهم:کان ذلک فی عِدَّانِ شَبَابِه،و عِدَّانِ مُلْکه،هو أَوَّلُهُ و أَفْضَلُهُ و أَکثرُه.قال الأَزهریُّ : و اشتقاقُ ذلک من قولِهِم: أَعَدَّهُ لأَمْرِ کذا: هَیَّأَهُ له،و أَعْدَدتُ للأَمْرِ عُدَّته ، و یقال:أَخَذَ للأَمْر عُدَّتَهُ و عَتَادَه،بِمَعنًی،قال الأَخفشُ :و منه قولُه تعالَی: جَمَعَ مالاً وَ عَدَّدَهُ (4)أَی جَعَلَهُ عُدَّهً للدَّهْرِ ، و یقال:جَعَلَه ذا عَدَدٍ . و استَعَدَّ له:تَهَیَّأَ ، کأَعَدَّ ،و اعْتَدَّ ،و تَعَدَّدَ ،قال ثَعْلبٌ :

یُقَالُ : استَعْدَدتُ للمَسائل،و تَعدَّدْتُ .و اسم ذلک: العُدَّهُ .

و یقال: هُم یَتَعَادُّونَ ،و یَتَعَدَّدُون علی أَلْفٍ ،أَی یَزِیدُون علیه فی العَدَدِ ،و قیل: یَتَعَدَّدُون علیه:یَزِیدُون علیه فی العَدَد ،و یَتعادُّونَ :إِذا اشتَرکُوا فیما یُعادُّ به بَعْضُهُم بَعضاً من المَکَارِمِ .

و المَعَدَّانِ :مَوْضِعُ دَفَّتَی السَّرْجِ علی جَنْبَیْهِ من الفَرَسِ ،تقولُ :عَرِقَ مَعَدَّاه ،و أَنشدَ اللِّحْیَانِیُّ :

کَزِّ القُصَیْرَی مُقْرِفِ المَعَدِّ

و قال: عَدَّه مَعَدًّا ،و فَسَّرَه ابنُ سیده و قال: المَعَدُّ هُنا:

الجَنْبُ ،لأَنَّه قد قال:کَزّ القُصَیْرَی،و القُصَیْرَی عُضْوٌ، فمُقَابَلَهُ العُضْوِ بالعُضْوِ خَیْرٌ من مُقَابَلَتِهِ بالعِدَّهِ .

و مَعَدُّ بنُ عَدْنَانَ :أَبو العَرَبِ ،و المِیمُ زائدهٌ ، أَو المِیمُ أَصْلِیَّهٌ ،لقولهم: تَمَعْدَدَ ،لِقِلَّهِ تَمَفْعَلَ فی الکلام،و هذا قولُ سِیبویهِ ،و قد خُولِفَ فیه.

و تَمَعْدَدَ الرَّجُلُ ، أَی تَزَیَّا بِزِیِّ مَعَدٍّ ،فی تَقَشُّفِهِم،أَو تَنَسَّبَ هکذا فی النُّسخ.و فی بعضها (5):أَو انْتَسَبَ إِلیهِمْ أَو تکلَّم بکَلامِهِمْ أَو تَصَبَّرَ عَلَی عَیْشِهِمْ ،و نقَلَ ابنُ دِحْیَهَ فی «کتاب التَّنْوِیر»له،عن النُّحاهِ :أَنَّ الأَغلبَ علی مَعَدٍّ ، و قُرَیْشٍ ،و ثَقِیفٍ ،التذکیرُ و الصَّرْفُ ،و قد یُؤَنَّثُ و لا یُصْرَفُ .قاله شیخُنا.

و قولُ الجَوْهَرِیِّ :قال عُمَرُ،رَضِیَ اللّه عنه.الصَّوابُ :

14- قالَ رسولُ اللّه،صلی اللّه علیه و آله و سلم : « تَمَعْدَدُوا و اخْشَوْشِنُوا و انتَضِلُوا، و امشُوا حُفاهً ». أَی (6)تَشَبَّهُوا بِعَیْشِ مَعَدٍّ ،و کانُوا أَهلَ تَقَشُّفٍ و غِلْظَهٍ (7)فی المَعَاشِ ،یقول کُونُوا مِثْلَهُمْ و دَعُوا التَّنَعُّمَ و زیَّ الأَعاجِمِ .

و هکذا هو

14- فی حدیث آخَرَ: «عَلَیْکُم باللِّبْسَهِ المَعَدِّیَّهِ ».

و فی«الناموس»و«حاشیه سَعْدِی چلبی»و شرْحِ شَیْخِنا: